إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
في صبحٍ يقطرُ من شُرفاتِ الله على الارضِ وِئاماً |
يعبقُ بالأضواءِ ونفحِ ملائكةٍ هبطتْ |
ترقبُ عابرةَ الصُّبحِ لترقيها من وقع النَّظَراتْ |
في الصُّبحِ تُرَدُّ الأرواحُ إلينا |
أسمعها تتضوَّع أنفاساً |
ألمحها في ذاكرة الرّوحِ قصائدَ |
تشكو ما فعلت عاصفةُ الأيّامِ بنا |
حين اختلطت كلُّ الأشياءِ |
فأمسى كلٌّ في جهةٍ |
أمسحُ عن خدّيها ما فاض من القهرِ |
تضجُّ الأرواحُ بأقبية الليلِ وتحضرُ |
مُشفِقةً من فوضى الأيامِ علينا |
لكنّي ألمحُ في زاويةِ المشهدِ |
أضواءً ... |
مطراً يهمي ... |
في الليلِ الحلمِ بشيراً |
يكتملُ المشهدُ ... |
أُغنيةً ... وعناقاً أبديّا |
يحملني عبقُ الصُّبح إليها |
أُبصرُ دربي القادمَ ... |
ها هي في وَضَحِ الرُّؤيا |
مشرعةً لغدي الموعود ذراعيها |
موسيقى دافئةً تنثرُ زهرَ بنفسجَ |
مرسومٌ باللونِ الكُحليِّ على قامتها حُلُمي |
ثَمَّةَ صوتٌ يهزأُ بالشّاعرِ |
ما يُدنيكَ من النّارِ؟ |
وما يَدعوكَ لموتكَ؟ |
وما يُغريكَ لبذرِ حنينكَ في الجّهةِ الأُخرى؟ |
ما يُبقيكَ على حَدِّ الرّغبةِ مطعوناً بالحَسَراتْ؟ |
هو أمسي المنسيُّ بعينيها |
هو عمري المتبقي بين يديها |
هو طعمُ الشّوقِ شهيّاً يلمعُ في شفتيها |
هي أرضٌ سأُردُّ إليها |
أتبعُ أيّامي في الصُّبحِ |
وخمسةُ أمتارٍ تُبعدُني عنها |
خمسةُ أزمانٍ |
خمسةُ أبوابٍ موصدةٍ |
يعرفني ذاك الشَّبِقُ الكحليُّ المُلتفُّ على الجَّسدِ المرمرْ |
ينظرُني شَزراً من بين ثناياهُ |
كأنّي صرتُ غريباً |
يُعرضُ عنّي في زهوٍ مُحتفياً بخليلتهِ |
ذاكَ الفاجرُ يعرفُني |
في الصُّبح الكحليِّ |
على حدِّ شعاع الشَّمسِ مشيتُ |
على ولعي فوقَ جنون التّوقِ خطوتُ |
طرقتُ البابَ الخامسَ فانتبهتْ |
والرابعَ فابتسمتْ |
وقرأتُ اسمي مُنتشياً ينهلُ من شفتيها |
وأنا ظَمِىءٌ أستجدي لحظةَ ماء |
أشرعتِ البابَ الثالثَ |
أبصرتُ من الضوء طريقاً يمتد إليَّ |
ولجتُ البابَ الثاني |
وعبرتُ دروب الخطوةِ من فرط حنيني |
رصَد ٌ في بابِ الدَّهشةِ |
ألقيتُ ظنوني |
ما بين تكسُّر أسئلةٍ وكواكبَ تهوي |
صَفعَتني الحيرةُ |
مازلتُ أراها تنأى |
أنظرُ في الصُّبحِ وحيداً |
تمتدُّ أمامي آلافُ الأبوابْ |