إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
ما بي ..؟ |
إذا ما اشتدَّ عسفٌ |
أو أصاب القلبَ برقٌ من بروق العمرِ |
أوغلُ في تعاريج المدى |
تلك الرَّغائبُ في دمي تعدو |
وأتبعُ ظلّها .. |
ما بي ..؟ |
كأنّي نصفُ شيءٍ ما .. |
يفتّشُ في زِحامِ العمرِ عن نصفٍ |
كأنَّ الليلَ موصولٌ بنصف الأرضِ |
والإصباحَ مرتدٌ على أعقابهِ |
في نصفها الثّاني |
أيا نصفَ الفؤادِ .. |
ونصفَ روحي |
يا سُدىً في نصفِ عمرٍ فرَّ مني |
يا بيانَ القولِ.. |
يا كلماتُ |
يا لغتي التي وقفت على نصفِ القصيدةِ |
يا صُورْ |
إنّي أرى في الأُفْقِ عاصفةً |
ستُفلِتُها فجاجُ المستحيلِ |
كأنّها ستُعيدُ ترتيبَ الكواكبِ في مجرّتنا |
وترسمُ في فضاءِ الحلمِ بارقةً |
إلى المعنى |
أيا معنىً يرفُّ على مكامنِ الأسرارِ |
يفتحُ للنّدى باباً |
ويمطرُ في مفازات الصّدى |
كنتَ البدايةَ ناصعاً في أوّلِ الأسماءِ |
بِكراً في تراتيل الضّياءِ |
ترِقُّ بُشرى في كلام الأنبياءِ |
تفيضُ حباً في دم الشّهداءِ |
تطلعُ من رؤى الشعراءِ |
أطياراً تضيء العمرَ |
تصدحُ في المدى |
من مقلتَي حسناءَ حين تُطلُّ |
تغمرني حنيناً أيُّها المعنى |
فأُنصِتُ للضياءِ بداخلي يحدو |
ويهتفُ باسمها |
في لحظةٍ تجتازُ خطَّ النّارِ |
تقرأُ سرَّها بي .. |
ثمَّ تكتبُني بها |
يا سرّيَ الأبديَ |
يا بوحاً شفيفاً بيننا |
عبِقاً بزهرِ اللوزِ في دمِنا |
نقيّاً صافياً .. ورِعاً تقيّاً صادقاً |
وجِلاً خفيّاً ليّناً .. أنِفاً علِيّاً سامِقاً |
تُغضي حياءً كلّما مسَّتكَ كفُّ الجّهرِ |
أو سقطت على شُرفات غَفلتنا حروفٌ منكَ |
تُنبىءُ عن حدائق من أغاني |
عن سماءٍ غادرت أقمارها كيما تفتّش عن ضياءْ |
يا سيِّدَ الإبهارِ، والإيلاجِ |
تدركُكَ الفراشةُ في خلايا الضّوءِ |
والأرواحُ حين تهيمُ |
تُنبىءُ في حواشي العمرِ عن أسماء لم تُقرأْ |
وعن ألوان لم تُبصرْ |
تصور لي مدائنَ من عبيرٍ |
في حدائقِها أمانيَّ التي أرجأتَها |
يا ما وراء الشّعر من نثرٍ |
وما بعد الخروجِ من المتاهةِ من ولوج |
لا ضير أن أرِدَ المجازَ |
لكي أُخبّىءَ بعض ما بي |
من جنونٍ، وارتيابْ |
لا ضيرَ أن أجتازَ عمراً |
قُدَّ من تعَبٍ، وأمضِيَ مستردّاً |
ما تبقّى في الغيابْ |
لا ضير أن أهذي |
وتجنحَ بي طيورُ الليلِ |
تجنحَ بي إلى أقصى يسار الأرضِ |
للجّهةِ التي ما جاسَها وجَلٌ |
ولا خُطّت بيومٍ في كتابْ |
فهناكَ يهتَزُّ التُرابْ |
يربو على إيقاعِ أُغنيتي |
هناكَ ترفُّ من حولي صباحاتُ الحبيبةِ |
والتّباشيرُ التي كانت مؤجّلةً |
يرِفُّ القلبُ... |
يغدو في شتاتِ الحلمِ بوصلةً |
لعمرٍ مرَّ أسئلةً على الأرضِ اليَبابْ |
وهناكَ يتّضحُ السّرابُ |
هناك يتّضحُ السّرابْ |