عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > جابر الكاظمي > شمسُ حسنٍ كالشمس راد ضحاها

العراق

مشاهدة
1343

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

شمسُ حسنٍ كالشمس راد ضحاها

شمسُ حسنٍ كالشمس راد ضحاها
كم أماطت عن الليالي دُجاها
قلتُ إذ لاح للعيون سناها
لمن الشمس في قباب قبُاها
شفَّ جسمُ الدُّجى بروح ضياها
ليس يدرى مَن شامَ منها اتقادا
وإليها رأى الورى قُصّادا
ألِمن تجنِبُ السُّراةُ جيادا
ولِمن هذه المطايا تهادى
حيِّ أحياءها وحىِّ سراها
هاجها ضوءُ بارقٍ مستنيرٍ
فمضت تسبق الصبا بمسيرٍ
ولديها العسيرُ غير عسيرٍ
يعملاتٌ تُقلُّ كلّ غريرٍ
قد حكته شمسُ الضحى وحكاها
أنحل الجسمَ لم يدع لي ظلاّ
مذ علىَّ النوى نواهم تولى
فوحق الذي بقلبي استقلاّ
ما أراني بعدُ الأحبة إلا
رسم دارِ قد انحمى سيماها
أنا حِلفُ الهوى فلم أرَ ضيرا
في غرامٍ رأيتُ عقباه خيرا
وبسجع يطيرُ باللبِّ طيرا
كم شجتني ذاتُ الجناح سُحيرا
حين طار الهوى بها فشجاها
أنا مهما أنسى الصَبا وزرُودا
لست أنسى بها ورُوداً وَرُودا
وهي في ذكرها جوىً معهودا
ذكَّرتني وما نسيتُ عهودا
لو سلا المرءُ نفسه ما سلاها
لم أزل في جوى فؤادٍ مؤجّج
من هوىً صِرف راحه ليس تمزج
ولكم حيث فرعُ مىٍّ تأرَّج
نبَّهت عينىَ الصبابةُ والوج
دُ وإن كان لم ينم جفناها
كنتُ لم أعرف الهوى وهو أتقى
ليَ والنفس بالصبابة تشقى
ولكَم نبَّه الهوى مَن توقى
فتنبهتُ للتي هي أشقى
والهوى للقلوب أقصى شقاها
كم ألمَّ الهوى بقلبٍ فألَّم
بحشىً من أوامه تتضرِّم
لا تلوما ذا ناظرٍ فاض بالدم
يا خليليَّ كلُّ باكيةٍ لم
تبكِ إلا لعلةٍ مقلتاها
أضرمَ الحبُّ في حشاها وأجَّج
نارَ وجدٍ على الدوام تؤجَّج
فإذا خدُّها بدمعٍ تضرَّج
لا تلوما الورقاءَ في ذلك الوج
د لعلَّ الذي عَراني عراها
ذكرَت جيرةً أطالت عَناها
إذ أطالت على الثناء جباها
فهي إن بُلَّ بالبكاء جواها
خليّاها وشأنها خليِّاها
فعساها تبلُّ وجداً عساها
جدَّ فيها الغرامُ من دون مَين
فأسالت دمعاً جرى كلُجين
ولعمري إذ لا تُراع ببينٍ
كان عهدى بها قريرةَ عينٍ
فاسألاها بالله ممَّ بكاها
طائرُ القلب صادحٌ فوق دوحي
يقرأ العشق من لوائح لوحي
كم بروحي أودى الهوى وبرَوحي
ليت شعري هل للحمائم نوحى
أم لديها لواعجي حاشاها
كم لعشقٍ أسرعتُ وهي تأنَّت
وبنفسي في الحب جدتث وضنَّت
ولكَم هاجني الهوى واطمأنّت
لو حوت ما حويتُه ما تغنَّمت
سل عن النار جسمَ مَن عاناها
كم رحلتُم إذ قد رحلتمُ بقلبٍ
وبوجدٍ أتحفتمُ كلَ صبٍ
فبحقِّ الهوى ولوعةِ حُبٍ
أهلَ نجدٍ راعوا ذمامَ محبٍّ
حسبَ الحبَ روضة فرعَاعا
فوفاءاً أهلَ الوفا والتحنَّن
فالجفا من وفاكُم ليس يحسن
إن أردتم تصحو القلوب وتسكن
عوِّدنا على الجميل كما كنُ
تُم فقد عاودَ القلوبَ أساها
كم حُبينا بالقرب منكم سرورا
وشربنا من الشفاه خمورا
إن منعتُم من الثغور ثغورا
قرِّبونا منكُم لنشفى صدورا
جعل اللهُ في الشفاه شِفاها
إن نأيتُم عنّا وشطَّ مزارٌ
وتناءت عن المحبِّ ديارٌ
عللّونا بالقرب فهو افتخارٌ
وعدوُنا بالوصل فالهجرُ عارٌ
كيف تستحسن الكرامُ جفاها
كم ليالٍ بالوصل كانت تحلّى
وزمانٍ به الهمومُ تجلّى
إن نُحىِّ العهدَ الذي قد تولى
حىِّ أوطاننا بوادي المصلّى
فهي أوطارُ نشوةٍ نلناها
كان أهلُ الهوى إليها تقاصَد
والغواني بين المغاني تمايَد
وأولوا الحبِّ بالوفاء تعاهد
حيث صحفُ الغرام تتلى وما أد
راكَ ما لفظُها وما معناها
أربعٌ والحسان مؤتلفاتٌ
في رباها وللزمان التفاتٌ
وثناياً كأنها عرفاتٌ
كم لأهل الهوى بها وقفاتٌ
أوقفتها على بلوغ مناها
ولكم للزمان بيضُ عطايا
حُلنَ ما بيننا وبين الرزايا
ذكَّرتنا بها وقوفَ المطايا
حبَّذا وقفةٌ بتلك الثنايا
صحَّ حجُّ الهوى بوادى صفاها
لم تشُب وعدَنا العذارى بمطلٍ
لا ولم نُصغ في الغرام لعذلٍ
وبروض الهوى بهتّان وبلٍ
كلما مر من سحائب وصلٍ
سار سرُّ الهوى بها فمَراها
كم كسانا الهوى ثيابَ عفافٍ
وسقانا منه كؤوسَ تصافٍ
وبعهد الصَبا لأجل ارتشافٍ
كلما أسلفَ الصَبا من سُلافٍ
تصقل الدهرَ نسمةٌ من شذاها
كم ليالٍ بيضٍ حبتنا صَفاها
ذهبت لو تعود ما أحلاها
أجَّجت في الحشا لظى ذكراها
أين أيام رامةٍ لا عَداها
مدمع العاشقين بل حيِّاها
ذاك دهرٌ للعيش فيه بُعثنا
ومن البؤس كم به قد اُغثنا
ولهونا به وكم قد عبثنا
دهرُ لهوٍ كأننا ما لبثنا
فيه إلا عشيةً أو ضحاها
بالنوى يأمر الغرامُ وينهى
في قلوبٍ لها الحوادث تنهى
كم روَت ألسنُ الصبابة عنها
ما لنا والنوى كفى اللهُ منها
أيّ نُكرٍ أتت به كفّاها
كم من النائبات لُذنا لواذا
بالأسى إذ نأوا ورُمنا معاذا
فاغتدى القلب في نواهم جُذاذا
حيث بتنا شتى المغاني وماذا
أنكرَ الدهرُ من يدٍ أسداها
كم جنيتم يومَ الرحيل ذنوباً
كم جلبتم لكل صبٍّ خطوباً
كم تركتم في كل قلبٍ شعوباً
يا أخلايَ لو رعيتم قلوباً
جدّ جدُّ الهوى بها فابتلاها
طالما اضرمت بنار هواكم
وبراها يومَ التنائي جفاكم
فوهت بالأسى لطول عناكم
انصفوها من جور يوم نواكم
حسبُ تلك الأكباد جورُ جفاها
كم سقتنا خمرَ الصبابة صرفا
كلُّ عذراء فاقت الظبيَ طرفا
قل لمن رامَ من امُيمة عطفا
عمرُكَ الله هل تنشَّقت عرفا
من دُمى الحيِّ أو وردتَ لماها
أفهل لوعةً لك الحبُّ أنهى
أم تعرفتَ للصبابة كنُها
أم سألت الغيدَ الأوانس عنها
أم لمحتَ القبابَ أم شُمتَ منها
تلكم الومضةَ التي شُمناها
رحلوا والزمانُ لو لم يخنهم
عن ربوعٍ زهت بهم لم يبنهم
ونأوا لا ترى سوى النؤى منهم
خبِّرينا يا سرحة الوادى عنهم
أين ألقت تلك الظعونُ عصاها
أيها القوُم إن حفظتم ذِمارى
وعرفتم للجار حقَ الجوار
فاطلبوا عند غيدهم أوتارى
يا لقَومي ما دون رامةَ ثارى
فاسألوا عن دمي المراق دمُاها
واسرعوا للتِراث بعد أناةٍ
يا سراة الوغى وأيَّ سراةٍ
وخذوا الثأرَ من جفون فتاةٍ
إنَّ حتفَ الورى بعين مهاةٍ
لا تخال الحمامَ إلا أخاها
إن أطالت بالهجر مىٌّ جفاناً
فالهوى للكرام يُولى الهوانا
وأن ازدادَ في هواها جَوانا
ما على مثلها يُذمُّ هوانا
وعلى مثلنا يُذمُّ قلاها
خليّاني وزفرتي وحنيني
واتركاني بلوعتي وأنيني
كدتُ أقضى بالعذل في كل حينِ
يا خليليَّ والخلاعة ديني
فاعذرا أهلها ولا تعذلاها
كم قلوبٍ أوهى الغرامُ وأزعج
وبها أوقدَ الضرامَ وأجج
أفهل من مضايق الصدِّ منهج
إنَّ تلك القلوب أقلقها الوج
دُ وأدمى تلك العيون بكاها
كم أسالت لها الصبابةُ طرفا
ولها أرغمت يدُ البعد أنفا
فرويداً يا لائميَّ وعطفا
لا تلوما مَن سيم في الحب خسفا
إنما آفة القلوب هواها
أبدل الهجرُ حلوَ عيشي بمرٍّ
وسقاني على النوى كأسَ صبرٍ
لا تسلني عن صفوِ أنكد دهرٍ
أيُّ عيشٍ لعاشقٍ ذاتَ هجرٍ
لا يزال الحمام دون حِماها
بي عهودٌ كانت من الخلد روضا
وبها العيشُ كان بالغيد غضّا
وزمان فيه لو العيش يقضى
أيُّ عيشٍ للسالفين تقضَّى
كان حلوَ المذاق لولا نواها
فالليالي وضمنها آمالٌ
تارةً منحةٌ واخرى وبالٌ
وبأخرى قبحٌ وأخرى جمالٌ
هي طوراً هجرٌ وطوراً وصالٌ
ما أمرَّ الدُّنيا وما أحلاها
إن رَمتنا بغضاء دهرٍ بغيضٍ
ببعادٍ عن ذات طرفٍ غضيضٍ
فغدونا منها كجفنٍ مريضٍ
كم ليالٍ مرَّت بلمياء بيضٍ
كان يجنى النعيمُ من مجتناها
هي أجرت دمعي ولم تدر أنّشي
جامدُ الدمع والتثبت فنِّى
أنا طودٌ رسا سل الخطبَ عنّي
كان أنكى الخطوب لم يُبك منّى
مقلةً لكن الهوى أبكاها
كنتُ لم اصغ للغرام بسمعي
وفؤادي لم يُرمَ منه بصدع
يا أخا الحبِّ والتجلُّدُ طبعي
لو تأملتَ في مجامد دمعي
لتعجَّبتَ من أسىً أجراها
أنا غوث العُلى بي المجدُ قد قر
أنا طود الوغي إذا طودُها فر
أنا قطبُ الهيجاء في ملتقى السكر
أنا سيارة الكواكب في الحر
بِ فأنّى يعدُه علىَّ سُهاها
كم صروفٍ للنائبات شدادٍ
رائحاتٍ على الأنام غوادٍ
ولكَم سُوِّمت كخيل طرادٍ
كل يومٍ للحادثات عوادٍ
ليس يقوى رضوى على ملتقاها
كم خطوبٍ للدهر لا تتجلى
وذنوبٍ عن نهجها النسك ضلاً
إن عدت فضلَ من دنا فتدلّى
كيف يُرجى الخلاص منهن إلا
بذمامٍ من سيد الرسل طه
جابر الكاظمي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الثلاثاء 2013/08/13 12:02:32 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com