أَرِقْتُ فرَّقَتْ لي البُدورُ الطَوالعُ | |
|
| وَنَحت فَناحَت لي الطُيور السَواجعُ |
|
وَأَسكرني مَسرى الصَبا عَن أَحبَتي | |
|
| فَملت فَمالَت بي الغُصون اليَوانع |
|
فَبت وَلَيلي لَيل يَأس وَوحدة | |
|
| وَقَد شغلت عَني العُيون الهَواجع |
|
أُردّدُ لِلأَعقاب رَأياً وَفكرةً | |
|
| لَها بَين غارات الأَماني مَصارع |
|
أُناجي ضَميري ذكر خل وَصاحب | |
|
| وَقَد ذَهبت تَتَرى العُيون الهَوامع |
|
فَشُكراً لِأَفكار الكِرام وَوَحدتي | |
|
| لَقَد وَاصلاني وَالأَحبا قَواطع |
|
فَللهمِّ عِندي أَيُّ أَيدٍ كَريمةٍ | |
|
| أَقلّ وَفاها أنَّها لا توادع |
|
وَيَعجب قَوم أنَّني لا أَذمها | |
|
| وَتِلكَ الَّتي عَني الفَراغ تُمانع |
|
نعم إِنَّها وَفّت وَقَد خانَ غَيرُها | |
|
| فَأَمسَت لَها دُون السُرور الصَنائع |
|
وَحَمداً لِدَمعٍ ردّ نارَ حشاشتي | |
|
| وَإِن فَضحت أَهلَ الهُموم المَدامع |
|
أَلا مَرحباً بِالهمِّ وَالوَقتُ وَقتُه | |
|
| وَأَهلاً بِهِ قَد زارَ وَالغَير خاشع |
|
وَبئساً لِأَوقات المَسرات إِنَّها | |
|
| سَحابة صَيفٍ أَو بُروقٌ لَوامع |
|
تُسيء إِذا وَلت بِتذكار أُنسها | |
|
| وَإِن أَقبلت كانَت غُروراً تخادع |
|
يَقولون لي إِن الشَدائد محنةٌ | |
|
| فَقُلت وَلَكن الرَخاء مَصانع |
|
بَلى إِنَّها تَهدي التَجارب لِلفَتى | |
|
| فَتُعرَفُ أَخلاقٌ وَتصفو طَبائع |
|
وَإِني أُوفّيها الصَحابةَ حَقَّها | |
|
| وَآمل في الأَعقاب ما اللَه صانع |
|
وَحَسبيَ ركناً في المَصاعب أَنَّني | |
|
| لِأَعتاب سُلطان النبوّة راجع |
|
فَهَل أَتّقي الدُنيا وَمَولاي قادرٌ | |
|
| وَخَير البَرايا سَيد الخَلق شافع |
|
ليقدم صَرفُ الدَهر ما شاء وَلْيُرِعْ | |
|
| فَلي منهما رُكن شَديد مَدافع |
|
أَثمت إِذاً إن لَم أُجابِهْ خَطوبَه | |
|
| بِعَزمٍ يَردّ البَأس وَالبَأس خاضع |
|
فَذاكَ حمى اللاجي العَزيز جواره | |
|
| وَمَن يَرتجي مَغناه عاصٍ وَطائع |
|
فَكَيفَ يَروع الخَطبُ مَن في أَمانِه | |
|
| وَهَل تَخفض الدُنيا مِن اللَه رافع |
|
أَما وَجلال اللَه لَيسَت تَروعني | |
|
| خُطوب اللَيالي وَالصُروف الفَواجع |
|
يَثبّتني أنَّ المهيمن مالك | |
|
| وَأن الَّذي قَد شاءَ لا رَيب واقع |
|
وَيقنعني أَني رَجَوت محمداً | |
|
| نَبيَّ الهُدى وَالجار لا شَكَ مانع |
|
أَنخت بِمَغناه رحالَ مَقاصدي | |
|
| فَوطنت نَفسي وَاطمأنت مَضاجع |
|
وَوَجهت آمالي لِمَولى يُنيلها | |
|
| وَإِني بِما تَرضاه عَلياه قانع |
|
فَلا يا رَسول اللَه إِنيَ مُقبلٌ | |
|
| عَلَيكَ وَمستجدٍ نداك وَضارع |
|
مَددتُ إِلى عَلياك كَفاً وَطالما | |
|
| مَنحتَ الَّذي يَرجوك ما هوَ طامع |
|
وَلَست أَراني آيباً أَوبَ خَيبةٍ | |
|
| وَجاهك مَرجوّ وَفضلك واسع |
|
عَلَيكَ صَلاة اللَه ما قُلت مُنشداً | |
|
| أَرِقْتُ فَرَقَّتْ لي البُدورُ الطَوالع |
|