عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > حسن حسني الطويراني > أَراك باك صَريع البين وَالبانِ

مصر

مشاهدة
1177

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أَراك باك صَريع البين وَالبانِ

أَراك باك صَريع البين وَالبانِ
فَمن بكاك ترى مِن جيرة البانِ
إِن المَدامعَ مِن عَينيك تنذرُنا
إِن النواح عَلى قَوم بنعمان
أَذكرتني مِن زَمان القُرب ما سلفت
أَوقاتُه بَين أَوطار وَأَوطان
وَالطَيف واصل جفني في مفاصلة
ما كان أَقربني مِنه وَأَنآني
إِن الزَمان وَأَيام الزَمان كَذا
قَد أَضحكتني بِتغرير فَأَبكاني
وَكَم نَصيحة صرف في خلال هَوى
قَد أَغضبتني إِذ صحت وَأَرضاني
وَكَم شَدائد شدّت وَانقضت وَرخا
فَحذّرتني فَما أَغنَت وَأَغراني
وَكَم تَفرّق أَحباب وَأُنسُ لقا
هَذا نَهاني وَلَكن ذاكَ أَلهاني
وَالقُرب وَالبُعد في فَرح وَفي حَزَنٍ
كُل أَراني رشاداً ثُمَ أَغواني
وَفي المَحبة أَو عَهد القِلى عَجبٌ
إِذ دَلَّهاني في ربح وَخسران
وَكَم تواصل خلان وَفصل جَفا
نَعمتُ بالاً بذا أَو ذاكَ أَشقاني
وَالنَفس تَعبث بي يَوماً فَتأمرني
بِغيِّها وَتَرى يَوماً فَتنهاني
تَهوى وَتُهدَى فَتغريني وَتنذرني
طَبعاً تحوّل وَفق الأين وَالآن
بِاليَأس وَالأَمل المغتال أَبصرها
تَحتَ الثَرى ثُم تَعلو فَرق كِيوان
فَتارة نملة في بَيت مسكنة
وَتارة تَرتقي عَليا سليمان
جُنونُها اعتقل العَقل المبين عن ال
حَق اليَقين وَأسهته فَأَسهاني
لا تَستقرّ عَلى صَفو وَلا كَدر
مَجهودة بَين غَرّير وَخوّان
مشت مَع الدَهر فَاعتلت بعلته
فَلم تَفي لي كإخوان وَأخدان
وَحالفَته عَلى ضعفي مخالِفةً
للحزم فاغتالها حمقٌ فَأَفناني
وَالرشد في الأَمر وَالغَيّ المبيد أَسى
ما كانَ أَضعفني عَنهُ وَأَقواني
ما كانَ أَجرأني فيها عَلى تلفي
وَفي سَبيل العنا ما كانَ أَجراني
أَضعت صَفو حَياتي في عَنا كَدرٍ
ما كانَ أَبعدني عَنهُ وَأَغناني
أَفنيت حسن فَراغ البال في شغلٍ
أَفنى المزيّةَ من عمري وَأَبقاني
قَعدت في السير حَتّى من معي سَبقوا
وَخلّفوني وَمَن خَلفي تَخطّاني
أَسرَفت في صَرف أَيامي بلا ثَمَنٍ
وَكانَ غبناً لَو ابتعيت بِأَثمان
ما كانَ أَحوَجني فيها لمعرفتي
ما قَد جهَلت من الدُنيا فعاداني
ما كانَ يَخفى الهُدى لَو كُنتُ ذا بصر
أَو أَسمَع النصح وَالإنذار آذاني
لَكنني بذنوبي قَد لجأت إِلى
حمّى النبيّ وَهذا مَوقف الجاني
لعل من عمّت الدُنيا مَكارمه
يَمحو إساءةَ أَفعالي بإِحسان
لَقَد لَجأتُ وَما عِندي سِوى أَملٍ
وَحسن ظَني وَإِسلامي وَإِيماني
وَجئتُ أَعتابَه العليا أُقبِّلُها
شَأن الذَليل إِلى أَعتابه العاني
وافيتُها باسطاً وَجهَ الخُضوع عَلى
عزِّ الرُبوع وَيَطوي الأَرض وَجداني
حللت بالروح في مَغناه وَابتعدت
عَن الحُضور إِلى الأَبواب جُثماني
وَقلت يا نَفس بشرانا فَقَد بلغت
حاجاتنا أَكرم الناس ابنَ عدنان
هذا حمى الدين وَالدُنيا وَأَهلهما
وَحجة اللَه بَين الإنس وَالجان
هَذا النَبيّ الَّذي كانَت حَقيقته
سرّ الوُجود وَوافاه كَعنوان
عَبد وَلكنه خَير الخَليقة خَي
ر المرسلين بتشريع وَأَديان
به استقام اِعوجاج الكُون فانتظمت
بِهِ النثار بقسطاس وَميزان
فَهوَ العياذ لِمَن يَأتمّ ساحته
وَهو الدَليل إِلى المَولى ببرهان
أَقام بِالحَق وَالصمصام دَعوته
بِالمعجزات وَفرقان وَتبيان
هدى بدعوته الكبرى دعا لهدى
وَاستنقذ الخَلق من كفر وَطغيان
وَفي خَصائصه العُظمى عموم عُلا
لِمَن دَعاه فَلبّاه بإِيقان
هوَ الوَسيلة للرحمن فاسع له
يا طالب الصفح عن ذَنب بغفران
فَما تضيق بكَ الساحات وارجُ تجد
فَإِنَّها قَبلُ ما ضاقَت بِإِنسان
وَكَيفَ يَأسٌ مَع الإِيمان مِن كَرَمٍ
هَيهات فَاليَأس وَالإِيمان ضدّان
لا يحجبنك أَستار الذُنوب عَن ال
نور المبين وَلا تَلبث بخذلان
كل ابن رابش أَمرٌ إن دعوت له
خير البَرية أَضحى جد بوران
إِن المَواليد قَد بثت شكايتها
إِلَيهِ مِن قَبل بَين القاص وَالدان
فَيا نبيّ الهُدى أَولي الجُدَى فَلَقد
جار الرَدى وَعَلى الأَعتاب أَلقاني
عَلمي بجاهك وَالإِيمان قَدّمني
إِلى مَعاليك وَالإِيقان هنّاني
وَقَد سَأَلت وَإِني مخبر أمماً
فَما جَوابي لِأَحبابي وَإخوان
فَهَلأ تردُّ يدي صَفرَا بِما اكتسبت
أَو تاركي أَنتَ فيما شئن أَزماني
فَإِن جَعَلت جَزائي ما جنته يَدي
فَقل سلاماً عَلى ذلي وَحرماني
عَليك أَزكى صَلاة اللَه دائمة
مَع السَلام عَلى آل وَصحبان
حسن حسني الطويراني
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2013/08/15 11:20:18 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com