بِلادُكَ جَنَّةُ الدُنيا جَمالاً | |
|
| وَبَهجَتُها عَلى رَغمِ العُداةِ |
|
وَزينَتُها وإن جَحَدوا وُجودي | |
|
| وَمَنبِتُ جُمَّةِ الأَهلِ التُقاةِ |
|
قَديماً شَيَّدوا لِلمَجدِ صَرحاً | |
|
| عَلى الأَدهارِ يَهزَأُ بِالرُواةِ |
|
حَمَلتُ لَها وَفُودِيَ مُزلَغِبُّ | |
|
| شُجوناً في الفُؤادِ وَفي الحَصاةِ |
|
فَلَن أَنسى اِبتِهاجي مَع خَديني | |
|
| وَلَهوي في اللَيالي المُقمِراتِ |
|
وَلِعبي لِلعُتَيتِيبَى أَصيلاً | |
|
| وَعَدوي في الرِحابِ الواسِعاتِ |
|
وَقَولي لِلضَريبِ وَقَد تَبارى | |
|
| مُسابَقَةً أُخَيَّ مِنَ البَداةِ |
|
وَتَصفيقي إِذا ما حُزتُ سَبقاً | |
|
| وَمِن شَأني السِباقُ لِكُلِّ آتِ |
|
وَيا فَرَحي إِذا قابَلتُ ناياً | |
|
| وَحورُ الحَيِّ تَصدَحُ مُقبِلاتِ |
|
وَزامِرُ حَيِّنا لِلقَلبِ يُشجي | |
|
| بِأَنغامٍ تُثيرُ اللاعِجاتِ |
|
عَرَفتُ بِها المَعالِمَ مِن مَغانٍ | |
|
| وَأُخرى مِن خَمائِلَ وَارِفاتِ |
|
وَرَوضٍ غَنَّ في تُربٍ خَصيبٍ | |
|
| ضَحوكِ الكَمِّ بادي الزاهِراتِ |
|
وَغُلبٍ نَضَّدَتها راحُ قومي | |
|
| تَطولُ عَلى الرِّقابِ العاتِياتِ |
|
لَخَيرٌ إِن زَرَعتَ الحَقلَ قَمحاً | |
|
| فَتُفِدنُ بِالعَصيفِ السائِماتِ |
|
فَما جَلَبَ المَصائِبَ وَالبَلايا | |
|
| وَوَيلاتٍ تُخَرِّبُ أَدؤُراتِ |
|
بِأَكثَرَ ما تَرومُ القطنَ زَرعاً | |
|
| يُمَكِّنُ مِن حَناجِرِكَ الظُباتِ |
|
فَمِنهُ الوَجهُ أَبيَضُ حينَ يَبدو | |
|
| وَحَبَّةُ قَلبِهِ أَجلى العِظاتِ |
|
يُهَدِّمُ مِن صُروحِ العِزِّ سِعرٌ | |
|
| تُقَلِّبُهُ الفَرَنجَةُ لاعِباتِ |
|
وَبِالسَرِقينِ جَوَّد خَصبَ أَرضٍ | |
|
| فَتَرجو الحَبَّ مِن أَرضٍ مَواتِ |
|
وَكُن فَذّاً تُثيرُ التُربَ مِنها | |
|
| وَبِالتُرنوقِ خَصِّبْ مَشجِراتِ |
|
نَزَحتُ عَن الحَميمِ أَرومُ صَيداً | |
|
| يَقِي الأَهلينَ صَرفَ العادِياتِ |
|
ذَكَرتُ عَقيقَتي فَذَكَرتُ عَهدي | |
|
| وَما لِلحَيِّ مِن كَرَمِ العُفاةِ |
|
حَفِظتُ عُهودَها وَرَعَيتُ صنوي | |
|
| وَقُمتُ بِما يُحَقِّقُ خاطِراتِ |
|
وَقُمتُ بِواجِبِ الأَوطانِ حَقّاً | |
|
| عَلى رَغمِ السُيوفِ المُشرَعاتِ |
|
فِداكَ حُشاشَتي وَغَريرُ وُلدي | |
|
| وَما عَدَلَ الغَريرَ مِنَ الهَناتِ |
|
إِذا لَم أَرعَ حَقَّكَ وَالمَنايا | |
|
| عَلَيَّ إِذاً نَذيرُ العائِداتِ |
|
فَحاذِر خَتلَها إِن كُنتَ شَهماً | |
|
| وَأَعلِ لَها البِنايَةَ بِالغُزاةِ |
|
وَسَلِّمها البَنينَ تُراثَ مَجدٍ | |
|
| وَخُذ عَهداً عَلَيهِم بِالصِلاتِ |
|
وَقُل كونوا جَميعاً في اِئتِلافٍ | |
|
| يَزِد رِفدُ البِلادِ مِنَ المَواتِ |
|
وَتَحيَوا وَالهَناءَةَ ما سَعَيتُم | |
|
| وَيَنبِغُ فيكُمو فَذُّ الدُهاةِ |
|