عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > حماد علي الباصوني > أَسدَت يَدُ اللَهِ إِلى الإِنسانِ

مصر

مشاهدة
427

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أَسدَت يَدُ اللَهِ إِلى الإِنسانِ

أَسدَت يَدُ اللَهِ إِلى الإِنسانِ
ما عَمَّهُ مِن صَيِّبِ الإِحسانِ
وَمِنَ الفَضائِلِ ما اِستَقادَت نُهيَتي
وَسَمَت بِأَخيلَتي وَصِدقِ بَياني
وَتَمَلَّكَت حِسّي وَمالَت بِالهَوى
وَتَجاذَبَت سَرَعاً جَريرَ عِناني
فَجرَى عَلى القرطاسِ شُهدُ يَراعَتي
وَحَنَت عَلَيهِ أَضالِعي وَجَناني
وَنَزَعتُ مِن قَلبي غَرانيقَ الدُنى
وَمَلَأتُهُ بِالحَمدِ وَالشُكرانِ
وَالنَفسُ تَرجو وُدَّها مِن مُخلِصٍ
لِلَهِ في الإِسرار وَالإِعلانِ
ناجَيتُها وَالبَدرُ يُشبِهُ صَفحَةً
فَوقَ المِياهِ شَديدَةَ اللَّمَعانِ
فِضِيَّةً نُثِرَت عَلى حافاتِها
ما ماثَلَ الدينارَ حَولَ جُمانِ
عَبَثَت بِها الأَمواجُ حَتّى خِلتُها
بَينَ اليَدَينِ سَريعَةَ الخَفَقانِ
تِلكَ الطَبيعَةُ قَد طَبَت آياتُها
عَيني وَسَمعي وَالنُهى وَلِساني
فَتَعَظَّمَت فيها العِنايَةُ سَرمَداً
إِذ أَبدَعَتها زينَةَ العُمرانِ
وَتَصَوَّرَت فيها الأَماني وَالمُنى
مِن سَلوَةِ المَحزونِ وَالوَلهانِ
فيها الأَديبُ يَرى العَزاءَ لِنَفسِهِ
مِمّا أَلَمَّ بِها مِنَ الأَشجانِ
وَدَهى الفُؤادَ عَلى جَلادَةِ صَبرِهِ
مِن مُنكِرٍ أَو جاهِلٍ وَجَبانِ
لا يَرعَوي إِن جِئتَهُ بِعَجيبَةٍ
تَعتَزُّ بِالإِنجيلِ وَالفُرقانِ
وَذَوو الخَلاعَةِ يَنعَمونَ بِلَهوِهِم
فَوقَ الرُبى وَعَلى صَدى الأَلحانِ
أَمّا الحَصيفُ فَعِزُّهُ في خَلوَةٍ
أَو في اِجتِماعٍ راقَ بِالإِخوانِ
أَو في تَأَمُّلِ ما حَوَتهُ جَوانِحٌ
مِن مُعجِزٍ أَعيا لَهُ الثَقَلانِ
أَو في السَمَواتِ العُلا مِن رَوعَةٍ
جَلّت عَنِ التَكييفِ وَالتبيانِ
أَو في ضِياءِ البَدرِ يَسطَعُ نورُهُ
يَكسو الرِياضَ جَلائِلَ الأَلوانِ
أَو في النَباتِ وَما اِحتَواهُ نضارَةً
وَالطَلُّ أَلماسٌ عَلى الأَغصانِ
تِلكَ المَناظِرُ جاذَبَتني صَبوَتي
فَطَرِبتُ حَتّى صِرتُ كَالنَشوانِ
فَكَأَنَّني في عالَمٍ غَيرِ الَّذي
جَحَدَ الإِلَهَ وَهامَ بِالنُكرانِ
أَو أَنَّني في جَنَّةٍ رُوّادُها
إِلفانِ مِن حورٍ وَمِن وِلدانِ
وَجَلائِلُ النَعماءِ غالَت مُهجَتي
وَتَجَلَّلَت بِبَقِيَّةِ الوِجدانِ
وَلِذا رَأَيتُ هَناءَتي في وَحدَتي
بَينَ الحُقولِ مُقَلِّباً إِنساني
فيما أَعَدَّ اللَهُ مِن آلائِهِ
لِلعامِلينَ عَلى مَدى الأَزمانِ
وَعَلى رَجا الأَنهارِ أَسكُنُ لِلهَوى
فَيُثيرُ نارَ صَبابَتي إِسكاني
وَتَكَسُّرُ الأَمواجِ يَنثُرُ لُؤلُؤاً
مُتَجَمِّعاً في الراحِ وَالأَردانِ
وَنَسيمُها يَهفو عَلَيَّ مُحَمَّلاً
بِهَوى المُحِبِّ كَنَفحَةِ الرَيحانِ
قَد مَرَّ يَنشُرُ صَفحَةً أَخفَيتُها
دَهري عَنِ الأَهلينَ وَالجيرانِ
فيها يَرى كَيفَ المَوَدَّةَ صُنتُها
وَحَفِظتُها مِن خَلَّةِ الهِجرانِ
وَرَفَعتُها عَمّا يَشينُ صَفاءَها
مِن ريبَةِ الوَسواسِ وَالبُهتانِ
قالَ العَواذِلُ قَد بَعَثَت نَجِيَّةً
تَدنو مِنَ الحُسّادِ وَالخِلّانِ
لاموا عَلَيَّ فَريدَةً جَلَّيتُها
تَختالُ بَينَ خَرائِدٍ وَغَوانِ
حُفَّت بِتِربٍ مِن لِداتٍ نُهَّدٍ
يَخطِرنَ في ثَوبٍ جَليلِ الشانِ
وَغَلائِلٍ مِصرِيَّةٍ تَزهو بِها
بَينَ الكَواعِبِ مُعصِراتُ زَماني
قَد فُصِّلت أَسطارُها بِقَلائِدٍ
وَتَرَصَّعَت بِالدُرِّ وَالعُقيانِ
مِن كُلِّ مَعنىً طارِفٍ قَد سُقتُهُ
وَتَليدِ مَبنىً هَذَّبَتهُ بَناني
حماد علي الباصوني
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2013/09/25 12:38:55 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com