عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > حماد علي الباصوني > كَم كَتَمتُ الأَهلَ وَالجارا

مصر

مشاهدة
361

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

كَم كَتَمتُ الأَهلَ وَالجارا

كَم كَتَمتُ الأَهلَ وَالجارا
ما بِقَلبي مِن هَوىً جارا
وَأَبحتُ الخِلَّ حُرَّ دَمي
مُذكِياً في مُهجَتي النارا
وَطَوَيتُ السِرَّ أَحفَظُهُ
في فُؤادٍ ضَمَّ أَسرارا
وَسَلَوتُ الأَهلَ مُغتَرِباً
أَستَلِذُّ البُعدَ أَطوارا
وَطَلَبتُ الوَصلَ فَاِعتَصَمَت
وَاِنثَنَت صَدّاً وَإِدبارا
فَاِستَعَدتُ النَوحَ مِن شَجَني
وَرَضيتُ السهدَ إِجبارا
مَلَكَت وَجدي صَبابَتُها
فَنَظَمتُ الوَجدَ أَشعارا
طالَما ناجَيتُها سَحَراً
بَعدَ طَيِّ اللَيلِ سُمَّارا
وَتَمَنَّيتُ الكَرى طَلَباً
أَن يَزورَ الطَيفُ لي دَارا
فَتَنالُ النَفسُ بُغيَتَها
وَتبُثُّ الطَيفَ أَوطارا
سَحَرَتني ظَبيَةٌ عَقَدَت
عَسجَداً في الجيدِ تَقصارا
جيدُها البَلّورُ بَينَ يَدي
شَفَّ حَتّى الماءَ ما واراى
ما حَكَتها الشَمسُ وَقتَ ضُحىً
إِن أَرَتكَ الوَجهَ دينارا
فَلَها مِن دَلِّها خَفَرٌ
أَرسَلَت لِلساقِ أَعذارا
وَجنَتَاها أَضنَتا كَبِدي
في الهَوى وَالعَقلُ قَد حارا
وَسِهامُ اللَحظِ كَم قَطَعَت
مِن فُؤادِ الصَبِّ أَوتارا
مُنيَتي في عَينِها حَوَرٌ
أَخجَلَت بِالحُسنِ أَقمارا
مُنيَتي أَزرَت بِجارَتِها
في السَما نوراً وَإِكبارا
تَضحَكُ الدُنيا إِذا ضَحِكَت
بَعدَ قَطفِ الخِلِّ أَزهارا
وَتُريكَ اللُؤلُؤَ اِنسَجَمَت
ضاحِكاتٌ مِنهُ إِبدارا
بَرَزَ النَهدانِ وَاِكتَعَبا
وَاِنبَرَت هَيفاءَ مِعطارا
تَلبَسُ الخاتَمَ في خَصرِها
وَتُريكَ الرِدفُ زُنّارا
حَمَّلَت ساقَينِ ما خَطَرَت
كَفَلاً قَد فاقَ قِنطارا
صارَ رَجراجاً إِذا طَفَرَت
يَستَفِزُّ الناسَ أَنظارا
مِصرُ هَذي مُهجَتي فَمُري
في يَدَيكِ الأَمرُ إِصدارا
قَد رَضَعتُ الحُبَّ في صِغَري
فَجَرى في الجِسمِ أَنهارا
وَقَطَعتُ العَهدَ مُنذُ صِباً
أَنَّني أَستَعذِبُ النارا
ها بَنوكِ الغُرُّ قَد نَهَضوا
فَاِرفَعي فَوقَ الرُبى الشارا
وَاِبتَني مَجداً عَلى سَلَفٍ
ذِكرُهُ فَوقَ السَما سارا
وَاِستَعيدي الخَطوَ في حَذَرٍ
وَاِدفَعي عَن شَعبِكَ العارا
وَاِستَعيدي ما الجدودُ بنَوا
أسُّ الاستقلال أحجارا
واستقلِّي في الشُؤونِ وَلا
تَترُكي البُنيانَ مُنهارا
وَاِغزِلي ثُمَّ اِنسِجي شَرَفاً
مِن حَريرِ القُطنِ أَشوارا
وَاِقصِدي مِن مَطعَمٍ وَكِساً
هَيلُماناً هَزَّ أَمصارا
أَودِعيهِ بَنكَ مِصرَ هَوىً
إِذ يَجيءُ الرِبحُ مِدارار
وَيَصونُ البَنكُ ما جَمَعتُ
راحَتاكِ القِرشَ وَالبارا
وَيَعُمُّ الخَيرُ كُلَّ فَتىً
وَيَدورُ المالُ سَيّارا
يا بَني الوادي قِفوا وَثِبوا
إِنَّ نَجمَ الجَهلِ قَد غارا
هاكُموا جِلبابَ مِصرَ بِهِ
يَفخَرُ المِصرِيُّ إِكبارا
شَجِّعوا الصُنّاعَ في عَمَلٍ
ثُمَّ زُرّاعاً وَتُجّارا
فَالأَيادي العامِلاتُ لَها
كُلُّ ما تَرجوهُ إيسارا
يا أَخي عاوِن أَخاكَ وَكُن
لِلحِمى تَختارُ أَنصارا
مِن يَدي ثُمَّ عَلى يَدِهِ
تَجتَني الأَوطانُ أَثمارا
وَيُقيمُ العَدلُ رايَتَهُ
بَل وَتَغدو الناسُ أَحرارا
حماد علي الباصوني
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2013/09/25 12:39:12 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com