عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > حماد علي الباصوني > حَياتي حَياةٌ كُلُّها عِبَرٌ تَترى

مصر

مشاهدة
380

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

حَياتي حَياةٌ كُلُّها عِبَرٌ تَترى

حَياتي حَياةٌ كُلُّها عِبَرٌ تَترى
وَحَسبُكَ مِنّي أَن أَبنَتُ لَكَ الأَمرا
وَقُمتُ بِما غَيري يَنوءُ بِحَملِهِ
عَلى الرُغمِ مِمّا أَوهَنَ الجِسمَ وَالفِكرا
سَلَكتُ سبيلي أَبتَغي جِدَّةَ الغِنى
فَما زادَني دَهري سِوى تَعَبٍ أَزرى
كَأَنَّ زَماني قَد عَناني بِصَرفِهِ
فَلا نَشَباً أَبقى وَلا جادَني وَفرا
فَأَيقُنتُ أَنَّ السَعيَ لا يُبلِغُ الفَتى
رَغائِبَهُ لَكِن مَسوقٌ لَهُ قَسرا
وَإِن هُوَ لَم يَرفَعهُ ما جَدَّ مِن غِنىً
وَلَم يُجدِهِ نَفعاً فَقَد جَمَعَ الفَقرا
وَإِن حَمَدَ الغِرُّ الزَمانَ ذَمَمتُهُ
وَمَن كانَ فَوقَ الدَهرِ لا يَحمَد الدَهرا
وَإِن قيلَ إِنّي حُبتُ قُلتُ كَفاكُمو
أَما إِنَّني حَمّادُهُ الصُبحَ وَالعَصرا
عَليمٌ بِأَنَّ النَفسَ مَهما تَجَمَّلَت
بِغَيرِ الرِضا فَالبُعدُ أَولى بِها زَجرا
تُقيمُ إِذا ما هيضَ يُمنايَ عاثِراً
وَتُسعِدُهُ حُبّاً عَلى دَهرِهِ اليُسرى
وَإِن حَزَبَ الدَهرُ العَصِيُّ عَشيرَتي
نَصَبتُ لَهُم دونَ الرَدى جُنَّةً صَدرا
وَإِن قُرَناءُ السوءِ أَصلَوا بِإِفكِهِم
حَنايايَ لِلغَيظِ التَمَستُ لَهُم عُذرا
وَإِن سَدَّدَت نَحوي الخُطوبُ سِهامَها
ثَبَتُّ وَلَم أَجزَع وَأَوسَعتُها صَبرا
وَإِن لَيلُ هَمٍّ سَدَّ طُرقَ مَذاهِبي
لَجَأَتُ إِلى عَزمي فَأَوضَحَ لي فَجرا
خُلِقتُ يَداً دونَ الصَديقِ وَجُنَّةً
يَرُدُّ بِها عَن صَدرِهِ الكَيدَ وَالغَدرا
عُداتي لَهُم فَضلٌ عَلَيَّ وَمِنَّةٌ
فَلا أَذهَبَ الرَحمَنُ عَنّي لَهُم ذِكرا
لَقد بَحَثوا عَن زَلَّتي فَاِجتَنَبتُها
وَهُم نافَسوني فَاِرتَفَعتُ بِهِم قَدرا
فَأَقلِل مِنَ الأَصحابِ خيفَةَ مُرجِفٍ
يَراكَ عَدُوّاً ما أَهَبتَ بِهِ بَرّا
وَيَكفيكَ إِن صاحَبتَ في الأَلفِ واحِداً
مِنَ الصَحبِ مُختاراً لأعمقهم غَورا
فإِنّي بَلَوتُ الناسَ خَمسينَ حِجَّةً
وَأَولَيتُهُم وِدّي فَعاجُوا بِهِ نُكرا
وَإِن أَنتَ عاشَرتَ الكِرامَ فَكُن لَهُم
أَميناً وَفِيّاً مُخلِصاً حازِماً أَمرا
وَكُن صافِحاً صَفحاً جَميلاً مُؤَوِّلاً
وَإِن كَثُرَ الوِزرُ الَّذي أَنقَضَ الظَهرا
فَمَن أَكثَرَ التَنقيبَ عَن عَيبِ صاحِبٍ
أَضاعَ الوَفِيَّ النابِهَ الماجِدَ الحُرّا
عَلى أَن مَن يَلقى الصَديقَ مُعاتِباً
يَرى غَيرَ ما يَهوى فَكفٌّ بِهِ أَحرى
خَليلَيَّ هَل عِرضي مَصونٌ لِغَيبَتي
وَهَل تَذكُرانِ الفَضلَ لي أَجمَلَ الذِكرى
فَلَستُ بِمُفشٍ ما حَييتُ حَديثَكُم
وَلا أَنا بِالناسي لِمَن أَحسَنَ الصُغرى
خليلَيَّ ما عَهدَ الصِبا قَد نَسيتُهُ
وَلا بارَحَت ذِكراهُ أَخيلَتي فَترا
وَلا وَجدَهُ قَد غَيَّرَتهُ مَناظِرٌ
تَهُزُّ فُؤادَ الصَبِّ في نَشوَةِ السَكرى
وَمَهما صَفا دَهري فَلَن يَمحُوَ الهَوى
وَآثارُهُ في مُهجَتي تُصدِرُ الأَمرا
تَراءى إِلى قَلبي الخَلِيِّ هَناءَةً
وَمَرَّ كَبَرقٍ لاحَ ثُمَّ اِختَفى غَورا
وَتِلكَ هِيَ الدُنيا سَراباً بِقيعِةٍ
وَما كُنتُ قَبلَ اليَومِ أَحسِبُها صِفرا
تَراني إِذا ما شِمتُ يَوماً فُتُوَّتي
صَعِقتُ لِوَهنِ الجَسمِ تَنتابُني الذِكرى
شَبابَ بِلادي إِن حَفِظتُم شَبيبَةً
ذَخَرتُم قُوىً في كَبرَةٍ تُسنِدُ الظَهرا
رَعى اللَهُ أَيّاماً مَضَت وَشَبيبَتي
فَما كانَ أَحلاها وَما أَقصَرَ العُمرا
وَيا لَيتَها طالَت وَطالَ بِها الهَوى
وَلَكِنَّها مَرَّت كَطَيفٍ بِنا أَسرى
فَوَاللَهِ ما أَنسى وُلُوعي بِشابِنٍ
وَلا أَنسى ما عِشتُ الحَياةَ لَهُ سَيرا
وَلا أَنسى أَرباعاً دَرَجتُ بِرَحبِها
يُخَيَّلُ لي أَنّي أَرى غَيرَها قَفرا
عَرَفتُ بِها ما غالَني مِن رِياضِها
وَمِن نَخلِها كَالغيدِ تَبدو لَنا سَطرا
بَعيدَةَ مَهوى القرطِ يَزدانُ جيدُها
بِمَنظومِ مَعسولٍ تَخالُ الجَنى شَذَرا
وَمِن مَربَعٍ أَحوى النَباتِ وَسَرحُهُ
ظَليلٌ تَرى البَهمَ الجَميمَ بِهِ سَدرى
حَفِظتُ لَها عَهداً قَطَعتُ بِهِ الصِبا
وَأَيّامَ جِسمي عودُهُ ناضِرٌ نَضرا
وَأَيّامَ عُمري كانَ فَينانَةَ الهَوى
فَمُصطَبِحاً ألهو وَمغتَبِقاً أُخرى
وأيامَ كانت بي تحفُّ وليجتي
فيا كبدي صبراً على بُعدها صبرا
وَفَيتُ لَها بِالحُبِّ بَيني وَبَينَها
عَلَى أَنَّني ما زِلتُ أَرعى لَها قَدرا
غَذَتني وَليداً وَاِرتَوَيتُ بِمائِها
وَأجرَت هَواها في دَمي يُشبِهُ النَهرا
فَحُبّي لَمَغناها وَلَيسَ تَكَلُّفاً
إِذا صارَ قَلبي رَهنَ مَن أَنبَتَ الزَهرا
بِلادي بِلادي يا أُخيَّ رَأَيتُها
تُعادِلُ مِنّي الروحَ وَالوُلْدَ وَالذُخرا
فَلا لَومَ أَن أَولَيتُها كُلَّ تالِدٍ
وَوالَيتُها حُبّاً أَمُورُ لَهُ مَورا
حماد علي الباصوني
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2013/09/25 12:39:28 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com