أُوَدِّعُ جُبَّةً زانَت قَباءا | |
|
| مَعَ الزَمَنِ الَّذي جَحَدَ الوَفاءا |
|
وَأُرسِلُ حَسرَةً وَأَسىً عَلَيها | |
|
| كَما فَقَدَ الوَفيُّ أَخاً تَناءى |
|
غَنيتُ بِها زَماناً كانَ عَبدي | |
|
| إِذا رُمتُ التَنَقُّلَ وَاللِقاءا |
|
وَكانَ يَزُفُّ لي مِن كُلِّ مَعنىً | |
|
| كَرامَتَهُ الصَبيحَةَ وَالمَساءا |
|
وَكُنتُ أَراهُ يَرفَعُني جَلالاً | |
|
| عَلى رَغمِ الحَسودِ وَإِن أَساءا |
|
فَوَيحي قَد هَجَرتُ شِعارَ قَومي | |
|
| وَقَد كانَت عِمامَتُنا لِواءا |
|
أَرى مَدَنِيَّةً جَرَفَت حَياءً | |
|
| وَأَخلاقاً وَغَيَّرتِ الرِداءا |
|
أَأَندُبُ مَلبَساً حَسَناً وَذِكرى | |
|
| عَفَت أَم أَندُبُ الخُلقَ المُساءا |
|
طَرَحتُ عِمامَةً ظَلَّت فَخارى | |
|
| وَمِنطَقَةً تَقي الأَرباضَ داءا |
|
وَمِلتُ إِلى مَخانِقَ في رِقابٍ | |
|
| وَتُبّانٍ كَسِروالٍ تَراءى |
|
وَقَيدٍ في اليَدَينِ وَفي قَذالي | |
|
| وَفي وَسطي وَفي رِجلَيَّ ناءا |
|
وَداعاً مَلبَسَ الشَرقِيِّ إِنّي | |
|
| وَجَدتُ تَنافُسَ الغَربِيِّ فاءا |
|
أُوَدِّعُكَ الحَياةَ وَلستُ أَدري | |
|
| أَتُبعَثُ بَعدُ أَم تَرضى الفَناءا |
|
عَلى أَنَّ الزَمانَ يَدورُ حَتماً | |
|
| فَيَمنَحُكَ القِيامَةَ وَالبَهاءا |
|
وَتُنشَرُ رافِلاً في ثَوبِ عِزٍّ | |
|
| وَمُتَّخِذاً جَديداً لَن يَساءا |
|
وَتَحكُمُ حينَذاكَ عَلى غَريبٍ | |
|
| مَهيباً لا يَرُدُّ لَكَ القَضاءا |
|
وَداعاً مَلبَسَ القُربى فَإِنّي | |
|
| رَبيبُكَ لا أَوَدُّ لَكَ القَضاءا |
|
وَداعاً مِن فَمي لا مِن فُؤادِيَ | |
|
| وَأَهلاً بِالجَديدِ حَوى الرِياءا |
|