عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > حماد علي الباصوني > مَيلُ النُفوسِ إِلى الجَديدِ تَرامى

مصر

مشاهدة
942

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

مَيلُ النُفوسِ إِلى الجَديدِ تَرامى

مَيلُ النُفوسِ إِلى الجَديدِ تَرامى
وَالمَيلُ يوشِكُ أَن يَكونَ غَراما
وَمَناظِرُ الدُنيا تَهُزُّ عَواطِفي
وَتَزيدُ نارَ صَبابَتي إِضراما
وَتَطَوَّراتُ الدَهرِ تَلعَبُ بِالنُهى
حَيثُ العُلا تَستَنهِضُ الأَقواما
وَالناسُ تَعتَبرُ الطَريفَ تَقَدُّماً
وَتَرى الجُمودَ عَلى القَديمِ حَراما
تَذَرُ القَديمَ إِلى الجَديدِ تَوَسُّماً
لِلخَيرِ في ظِلِّ الجَديدِ رُكاما
وَالخَيرُ فيما قَد تَراهُ هَناءَةً
وَالرَأيُ يَخلُقُ في الفَتى الإقداما
وَالزِيُّ يُخبِرُني لِأَوَّلِ نَظرَةٍ
عَمّا اِحتَواهُ العَقلُ مِنكَ نِظاما
وَلَقَد بَلَوتُ الحالَتَينِ فَهالَني
وَفرُ الجَديدِ دَراهِماً وَمَراما
مَن لَم يُجارِ الناسَ في أَهوائِهِم
أَقصاهُ تَأخيرُ الدَقيقَةِ عَاما
وَعَداهُ سَيفُ الوَقتِ حَيثُ مَضاؤُهُ
يَفري الجُسومَ نَسيجَةً وَعِظاما
وَيَرى النَدامَةَ لا تُفيدُ إِذا اِغتَدى
وَالفُرصَةُ اِنقَلَبَت عَلَيهِ مَلاما
لا تَستَوي الحالانِ إِذ وازاهُما
مَن يُدرِكُ التَمييزَ وَالأَحكاما
إِنَّ الَّذينَ تَغَيَّرَت أَزياؤُهُم
وَاللَهِ ما قَد غَيَّروا الأَفهاما
لَكِن هُروباً مِن كَثيرٍ مُرهِقٍ
أَخلى الجُيوبَ وَأَوهَنَ الأَجساما
وَالظرفُ يَطلُبُ ما اِستَطَعتَ ذَخيرَةً
تَلقى بِها زَمَناً يَزيدُ ظَلاما
إِذ نَحنُ في زَمَنٍ يَضيعُ بِهِ سُدىً
عِلمُ العَليمِ وَما اِحتَوى إِلهاما
وَيَطيرُ مِن هَولِ المَصائِبِ حَسرَةً
رُشدُ الحَليمِ وَيَقطَعُ الأَرحاما
فَنَرى الأَديبَ وَقَد تَخَرَّقَ جَيبُهُ
لا يَستَطيعُ القِرشُ فيهِ مُقاما
مِمّا أَهابَ بِهِ الكِساءُ كِياسَةً
وَدَعاهُ أَن يَستَكملَ الهِنداما
وَالعِلمُ مِلكٌ لِلجَميعِ وَإِن بَدَوا
مُتَبايِنينَ مَلابِساً وَكَلاما
ما زانَ قَدرَ المَرءِ مِثلُ بَيانِهِ
وَجَنانِهِ ما اِستَنطَقَ الأَقلاما
لَولا ضِياءُ العِلمِ ما عَرَفَ الفَتى
مَعنى الحَياةِ وَلا بَنى الآطاما
مِفتاحُ مَكنونِ الوُجودِ وَسِرِّهِ
وَصَوانُ ما ذَخَرَ الغِنى وَأَقاما
أَرَأَيتَ كَيفَ العِلمُ مُعجِزَةُ الوَرى
أَرَأَيتَ كَيفَ يُحَقِّقُ الأَحلاما
شابَ الزَمانُ وَما بَلَغتُ لُبانَتي
وَذَوى الشَبابُ وَلَم أَبُلَّ أُواما
وَكَأَنَّني في ذي الحَياةِ مُسافِرٌ
أَطوي الصَحاصِحَ أَرقُبُ اللُّوّاما
أَسَمِعتَ ما قَد نابَني مِن جاحِدٍ
أَعَلِمتَ ما وَخَزَ النُهى إيلاما
جُرحُ السُيوفِ مُحَقَّقٌ إِبراؤُهُ
لَكِنَّ جُرحَ اللَومِ لَن يَلتاما
مَهما يَكُن عِلمُ الأَديبِ وَفَضلُهُ
فَالدَهرُ يَرشُقُهُ المُصابَ سِهاما
وَيُريدُهُ قَسراً عَلى أُحبولَةٍ
سَلَبَت مُناهُ وَأَورَدَتهُ الزَّاما
أَسقي الشُهّادَ كِنانَتي وَتَسومُني
نُكراً وَتورِدُني الوَزينَ حِماما
ما كُلُّ مَن نالَ السَعادَةَ نابِهٌ
فَبِغَيرِ حظٍّ لَن تَنالَ مَراما
قَسَمَ الحُظوظَ مُقَسِّمٌ فَأَصابَني
هَمٌّ وَغَمٌّ أَورَثا الإِعداما
قَلَمُ البَليغِ بِغَيرِ حَظٍّ كَسرُهُ
أَولى وَأَليَقُ إِن تُرِد إِعلاما
حماد علي الباصوني
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2013/09/25 12:39:57 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com