مَيلُ النُفوسِ إِلى الجَديدِ تَرامى | |
|
| وَالمَيلُ يوشِكُ أَن يَكونَ غَراما |
|
وَمَناظِرُ الدُنيا تَهُزُّ عَواطِفي | |
|
| وَتَزيدُ نارَ صَبابَتي إِضراما |
|
وَتَطَوَّراتُ الدَهرِ تَلعَبُ بِالنُهى | |
|
| حَيثُ العُلا تَستَنهِضُ الأَقواما |
|
وَالناسُ تَعتَبرُ الطَريفَ تَقَدُّماً | |
|
| وَتَرى الجُمودَ عَلى القَديمِ حَراما |
|
تَذَرُ القَديمَ إِلى الجَديدِ تَوَسُّماً | |
|
| لِلخَيرِ في ظِلِّ الجَديدِ رُكاما |
|
وَالخَيرُ فيما قَد تَراهُ هَناءَةً | |
|
| وَالرَأيُ يَخلُقُ في الفَتى الإقداما |
|
وَالزِيُّ يُخبِرُني لِأَوَّلِ نَظرَةٍ | |
|
| عَمّا اِحتَواهُ العَقلُ مِنكَ نِظاما |
|
وَلَقَد بَلَوتُ الحالَتَينِ فَهالَني | |
|
| وَفرُ الجَديدِ دَراهِماً وَمَراما |
|
مَن لَم يُجارِ الناسَ في أَهوائِهِم | |
|
| أَقصاهُ تَأخيرُ الدَقيقَةِ عَاما |
|
وَعَداهُ سَيفُ الوَقتِ حَيثُ مَضاؤُهُ | |
|
| يَفري الجُسومَ نَسيجَةً وَعِظاما |
|
وَيَرى النَدامَةَ لا تُفيدُ إِذا اِغتَدى | |
|
| وَالفُرصَةُ اِنقَلَبَت عَلَيهِ مَلاما |
|
لا تَستَوي الحالانِ إِذ وازاهُما | |
|
| مَن يُدرِكُ التَمييزَ وَالأَحكاما |
|
إِنَّ الَّذينَ تَغَيَّرَت أَزياؤُهُم | |
|
| وَاللَهِ ما قَد غَيَّروا الأَفهاما |
|
لَكِن هُروباً مِن كَثيرٍ مُرهِقٍ | |
|
| أَخلى الجُيوبَ وَأَوهَنَ الأَجساما |
|
وَالظرفُ يَطلُبُ ما اِستَطَعتَ ذَخيرَةً | |
|
| تَلقى بِها زَمَناً يَزيدُ ظَلاما |
|
إِذ نَحنُ في زَمَنٍ يَضيعُ بِهِ سُدىً | |
|
| عِلمُ العَليمِ وَما اِحتَوى إِلهاما |
|
وَيَطيرُ مِن هَولِ المَصائِبِ حَسرَةً | |
|
| رُشدُ الحَليمِ وَيَقطَعُ الأَرحاما |
|
فَنَرى الأَديبَ وَقَد تَخَرَّقَ جَيبُهُ | |
|
| لا يَستَطيعُ القِرشُ فيهِ مُقاما |
|
مِمّا أَهابَ بِهِ الكِساءُ كِياسَةً | |
|
| وَدَعاهُ أَن يَستَكملَ الهِنداما |
|
وَالعِلمُ مِلكٌ لِلجَميعِ وَإِن بَدَوا | |
|
| مُتَبايِنينَ مَلابِساً وَكَلاما |
|
ما زانَ قَدرَ المَرءِ مِثلُ بَيانِهِ | |
|
| وَجَنانِهِ ما اِستَنطَقَ الأَقلاما |
|
لَولا ضِياءُ العِلمِ ما عَرَفَ الفَتى | |
|
| مَعنى الحَياةِ وَلا بَنى الآطاما |
|
مِفتاحُ مَكنونِ الوُجودِ وَسِرِّهِ | |
|
| وَصَوانُ ما ذَخَرَ الغِنى وَأَقاما |
|
أَرَأَيتَ كَيفَ العِلمُ مُعجِزَةُ الوَرى | |
|
| أَرَأَيتَ كَيفَ يُحَقِّقُ الأَحلاما |
|
شابَ الزَمانُ وَما بَلَغتُ لُبانَتي | |
|
| وَذَوى الشَبابُ وَلَم أَبُلَّ أُواما |
|
وَكَأَنَّني في ذي الحَياةِ مُسافِرٌ | |
|
| أَطوي الصَحاصِحَ أَرقُبُ اللُّوّاما |
|
أَسَمِعتَ ما قَد نابَني مِن جاحِدٍ | |
|
| أَعَلِمتَ ما وَخَزَ النُهى إيلاما |
|
جُرحُ السُيوفِ مُحَقَّقٌ إِبراؤُهُ | |
|
| لَكِنَّ جُرحَ اللَومِ لَن يَلتاما |
|
مَهما يَكُن عِلمُ الأَديبِ وَفَضلُهُ | |
|
| فَالدَهرُ يَرشُقُهُ المُصابَ سِهاما |
|
وَيُريدُهُ قَسراً عَلى أُحبولَةٍ | |
|
| سَلَبَت مُناهُ وَأَورَدَتهُ الزَّاما |
|
أَسقي الشُهّادَ كِنانَتي وَتَسومُني | |
|
| نُكراً وَتورِدُني الوَزينَ حِماما |
|
ما كُلُّ مَن نالَ السَعادَةَ نابِهٌ | |
|
| فَبِغَيرِ حظٍّ لَن تَنالَ مَراما |
|
قَسَمَ الحُظوظَ مُقَسِّمٌ فَأَصابَني | |
|
| هَمٌّ وَغَمٌّ أَورَثا الإِعداما |
|
قَلَمُ البَليغِ بِغَيرِ حَظٍّ كَسرُهُ | |
|
| أَولى وَأَليَقُ إِن تُرِد إِعلاما |
|