مِن كُلِّ قَلبٍ تَسمَعُ اليَومَ الدُّعا | |
|
| عاشَ المَليكُ فُؤادُ يَحمي المَربَعا |
|
وَيَذودُ عَن وادي الكِنانَةِ طارِقاً | |
|
| وَيَقيهِ عادِيَةَ الزَمانِ وَمَن سَعى |
|
دامَ المَليكُ لِشَعبِهِ وَلِمُلكِهِ | |
|
| يَطوي الزَمانَ مُعَظَّماً وَمُمَتَّعا |
|
تَهفو الرَعِيُّةُ حَولَ سُدَّتِهِ هَوىً | |
|
| وَيَسوقُها أَمَلٌ إِلَيهِ تَجَمَّعا |
|
قَد طَوَّقَتهُ قُلوبُ شَعبٍ ناهِضٍ | |
|
| عَرَفَ المَليكَ وَحُبَّهُ فَتَخَشَّعا |
|
هُوَ زينَةُ الوادي وَمَجرى عِزِّهِ | |
|
| وَمَلاذُنا بَعدَ الإِلَهِ تَضَرُّعا |
|
هُوَ مَورِدُ الصادي وَمَشرَعُ أُمَّةٍ | |
|
| رامَت بِهِ أَن تَستَطيبَ المَشرَعا |
|
هُوَ ناشِرُ العُمرانِ حَتّى أَصبَحَت | |
|
| صُغرى القُرى خَيرَ المَدائِنِ مَرتَعا |
|
هُوَ سِرُّ وَحيِ اللَهِ ثُمَّ أَمينُهُ | |
|
| في أُمَّةٍ عَرَفَتهُ مِنها المَرجَعا |
|
وَمَبَرَّةُ الأَيتامِ مَرقاةُ العُلا | |
|
| وَمَناطُ آمالِ الشَبيبَةِ أَجمَعا |
|
فَبِهِ يَتِمُّ لِمِصرَ ما قَد أَمَّلَت | |
|
| يُسراً وَعِزّاً ثُمَّ مَجداً أَروَعا |
|
وَبِهِ أَفاضَ النيلُ مِن خَيراتِهِ | |
|
| نِعماً بِها الوادي زَها وَتَرعَرَعا |
|
وَبِهِ غَدا السُكّانُ يَرجونَ الهَنا | |
|
| وَمَكانَةً عُليا وَشَأواً أَمَنعا |
|
يَتَوافَدونَ وَفي الوُجوهِ بَشاشَةٌ | |
|
| مِمّا رَأَوا رَوضاً جَنيباً مُمرِعا |
|
وَتَنافَسَ الأَهلونَ فيهِ مَوَدَّةً | |
|
| هَذا يَجيءُ وَذاكَ يَرقُبُ مَوضِعا |
|
عيدُ الجُلوسِ بِهِ البِلادِ تَزَيَّنَت | |
|
| وَالشَعبُ قَد لَبِسَ الجَديدَ موشَّعا |
|
ذِكراهُ تَيَّمَتِ النُفوسَ مَحَبَّةً | |
|
| وَسَمَت بِوِجدانِ الرِجالِ تَرَفُّعا |
|
لِلَهِ عيدٌ قَد أَضاءَ زَمانَنا | |
|
| وَرَوى بِنَفحَتِهِ الفُؤادَ وَضَوَّعا |
|
وَالأَنفسُ اِهتَزَّت سُروراً بِالَّذي | |
|
| مَلَكَ النُهى وَالعَينَ ثُمَّ المَسمَعا |
|
عَمَّ الصَفاءُ القَطرَ وَالدُنيا كَما | |
|
| غَمَرَ المَزارِعَ بِشرُهُ وَالمخدَعا |
|
رُفِعَت بِكُلِّ مَحَلَّةٍ أَعلامُها | |
|
| وَالأَهلُ في طَرَبٍ وَفي فَرَحٍ مَعا |
|
نَفديهِ مِن مَلِكٍ طَبَت آلاؤُهُ | |
|
| كُلَّ البَرِيَّةِ ناسِجاً أَو مُبدِعا |
|
هَتَفَت لِسُدَّتِهِ الجُموعُ وَرَجَّعَت | |
|
| وَتُجاوِبُ المَلَأُ المَلائِكَةُ الدُّعا |
|
تَرِدُ الجَحافِلُ جَحفَلاً عَن جَحفَلٍ | |
|
| وَمَواكِباً إِثرَ المواكِبِ طُيَّعا |
|
يَعلوهُمو زَهوُ الحَياةِ وَحُبُّهُ | |
|
| وَمِنَ الهَوى ما قَد يَهُزُّ الأَضلُعا |
|
وَالشَعبُ يَدعو أَن يَعيشَ مَليكُهُ | |
|
| أَبَداً وَيَرجو اللَهَ مُلكاً أَوسَعا |
|
مُتَدَفِّعاً نَحوَ الجَنابِ وَقَلبُهُ | |
|
| قَد فاضَ إِخلاصاً إِلَيهِ مُدَفَّعا |
|
في كُلِّ مَدرجَةٍ وَكُلِّ تَقاطِعٍ | |
|
| شَخَصَ المُنى وَبِوُدِّهِ أن يُسرعا |
|
أقواسُ نصرٍ عند تاج مفاخرٍ | |
|
| وهُما بأبواب الفؤاد تَرَصَّعا |
|
وَتَوَشَّحا عِقداً نَظيماً سِلكُهُ | |
|
| نُوطُ القُلوبِ يُرى بَهيجاً رَيِّعا |
|
عَقَدَت عَلَيهِ الكَهرَباءُ عُقودَها | |
|
| فَبَدَت وَزِبرِجُها النَضيدُ تَلَعلَعا |
|
هِيَ أُمَّةٌ نَزَعَت إِلَيهِ بِقَلبِها | |
|
| لَمّا رَأَتهُ بِحُبِّها مُتَشَبِّعا |
|
سارَت عَلى سَنَن السَدادِ بِهَديِهِ | |
|
| وَلَئِن تَرومُ بِهِ السُها لَن تُمنَعا |
|
أَو سُدِّدَت طُرُقُ الرَجاءِ فَإِنَّما | |
|
| بِيَدَيهِ تَرجو أَن تُصيبَ المَطمَعا |
|
فَتَبارَكَت أَيّامُهُ الغُرُّ الِّتي | |
|
| حَوَتِ الرَغائِبَ وَالمَحاسِنَ مَطلَعا |
|
هُوَ مُنجِبُ الفاروقِ بُغيَةِ أَمَةٍ | |
|
| عَقَدَت عَلَيهِ قُلوبَها وَالمَنزِعا |
|
أَبقاهُما رَبّي لِشَعبٍ نابِهٍ | |
|
| أَضحى بِحُبِّهِما الغَداةَ مُوَلَّعا |
|
فَهُما المُنى وَهُما أَماني أُمَّةٍ | |
|
| تَرجو بِمَجدِهِما المَكانَ الأَرفَعا |
|