عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > حماد علي الباصوني > قُم في فَمِ الدَهرِ وَاِنشُر أَصدَقَ الخَبَرِ

مصر

مشاهدة
385

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

قُم في فَمِ الدَهرِ وَاِنشُر أَصدَقَ الخَبَرِ

قُم في فَمِ الدَهرِ وَاِنشُر أَصدَقَ الخَبَرِ
وَبَشِّرِ الصائِمينَ اليَومَ بِالظَفرِ
وَارفَع لِواءَ الهُدى في كُلِّ رابِيَةٍ
وَعَرِّفِ الخَلقَ ما لِلدينِ مِن أَثرِ
وَجَدِّدِ الذِكرَ إِنَّ الذِكرَ يَنفَعُنا
وَاِستَنهضِ الشَرقَ مِن بَدوٍ وَمِن حَضَرِ
وَاِحمِل إِلى الغَربِ أَنباءً بِنَهضَتِنا
وَدَفعِنا كُلَّ ما لِلغَربِ مِن ضَرَرِ
وَأَبعِدِ الصَوتَ لا تَخشى دَهاقِنَةً
وَقُل أَتى النَصرُ مِن عَلياءِ مُقتَدِرِ
لَعَلَّهُم يَنظُرونَ الشَرقَ مُلتَهِباً
وَيَذكُرونَ يَدَيهِ سالِفَ العُصُرِ
وَيَعرِفونَ لَهُ فَضلاً أَهابَ بِهِم
قِدماً وَأَقطاعُهُم كَالبَهمِ في سَدَرِ
أَو عَلَّهُم يَحدِجونَ الشَمسَ ساطِعَةً
فَوقَ الرِّعانِ وَفَوقَ الدُورِ وَالشَجَرِ
وَاِستَعرِض الحَدَثَ الماضي لِأُمَّتِنا
فَفيهِ ما صَهَرَ الشَرقِيَّ مِن عِبَرِ
وَقُل لِقَومٍ أَبَوا في الحَقِّ مُعتَصِماً
مَن يَعتَصِم دَهرَهُ بِالحَقِّ يَنتَصِرِ
وَلَن يَضيرَ شُعوباً مارِقٌ أَشِرٌ
إِنَّ الشُعوبَ لَفي حَرزٍ عَنِ الأَشِرِ
ما دامَ رَبُّكَ يَحميها بِقُدرَتِهِ
فَلَن تُضامَ عَلى الإصباحِ في نَظَري
وَجاهِدوا في سَبيلِ اللَهِ وَاِعتَصِموا
بِحَبلِهِ فَهوَ مِعوانٌ لِمُنتَظرِ
وَمَن غَفا أَو وَهى فَالنيلُ يَكبِتُهُ
وَالشَعبُ ينبِذُهُ في أَبشَعِ الصُوَرِ
فَمَنبِتُ المَجدِ وادي النيلِ قَد عَصَفَت
هوجُ النِضالِ بِهِ فَاِهتَزَّ في ضَجَرِ
حَربٌ مِنَ الأَهلِ بَينَ الأَهلِ قائِمَةٌ
بِكَفِّ أَرعَنَ لا يَعتَدُّ بِالقَدَرِ
لَكِنَّما اللَهُ قَد نَجّى كِنانَتَهُ
إِنَّ الكِنانَةَ فَوقَ كُلِّ مُعتَبَرِ
اللَهُ أَكبَرُ كَم لِلعيدِ مِن طَرَبٍ
وَكَم لَهُ مِن هَوىً في أَنفُسِ البَشَرِ
راقَت لَياليهِ في صَفوٍ وَفي مَرَحٍ
وَفي اِستِماعِ الهُدى وَالذِكرِ وَالسَمَرِ
تِسعٌ وَعِشرونَ قَد مَرَّت عَلى عَجَلٍ
كَأَنَّما هِيَ لَم تُحسَب مِنَ العُمُرِ
وَكُلَّما مَرَّ يَومٌ قُلتُ وا طَرَبا
وَإِن يَكُن قَد حَوى أَلفاً مِنَ العِبَرِ
وَنَقصُهُ نَقصُ أَيّامي وَإِن كَثُرَت
وَفيهِ تَذبُلُ آمالي مِنَ الكِبَرِ
لَولا الرَجاءُ وَما بِالقَلبِ مِن أَمَلٍ
لَم أَرتَضِ المكثَ في الدُنيا عَلى وَضَرِ
اللَهُ أَكبَرُ إِنَّ العيدُ صادِحُهُ
يُعيدُ ذِكرَ البَشيرِ المُنذِرِ القَمَرِ
دينٌ بَوادِرُهُ شَعَّت بِغارِ حِرا
مِنَ العَلاءِ عَلى حَيٍّ مِنَ الوَبَرِ
نورٌ تَجَلّى عَلى الدُنيا فَأَيقَظَها
وَاِحتَثَّ مَسراهُ وادينا إِلى الزُهَرِ
وَقَد أَضاءَ عَلى الأَكوانِ فَاِنقَشَعَت
غَياهِبُ الجَهلِ مِن ظُلمٍ وَمِن كَدَرِ
وَقامَ فينا عَلى الأَيّامِ وازِعُهُ
يُقَوِّمُ الخُلقَ في الآصالِ وَالبُكَرِ
وَطَهَّرَ النَفسَ وَالأَردانَ مِن دَرَنٍ
وَمِن مَثالِبَ فيها الوَأدُ لِلبَشَرِ
وَعَلَّمَ الناسَ كَيفَ الدينُ يُسعِدُهُم
وَكَيفَ يَنصُرُهُم في المَوقِفِ العَسِرِ
طالَت فَواضِلُهُ الدُنيا فَدانَ لَهُ
شَرقٌ وَغَربٌ لما أَحياهُ مِن فِكَرِ
ذِكرى تَضُمُّ شُعوبَ الأَرضِ قاطِبَةً
نَحوَ السَماحَةِ وَالإِسلامِ وَالظَفَرِ
وَقَد أَهاجَت صِبا نَفسي عَوارِفُهُ
وَالذِكرُ يُحيي فُؤادَ الطَبِّ وَالزَمرِ
اللَهُ أَكبَرُ كُلُّ الناسِ قَد طَرِبوا
وَهَزَّهُم مِنهُ ما يَرجونَ مِن وَطَرِ
فَمِصرُ جامِعَةُ الإِسلامِ مُنذُ بَدا
وَإِن يَكُن في صَلاحٍ شَعَّ مِن مُضَرِ
قَد جاءَ في بيئَةٍ هَبَّتَ تُناضِلُهُ
مِن حَميرٍ مِن قُرَيشٍ مِن بَني النَمِرِ
فَاِعتَزَّ بِاللَهِ فَرداً في رِسالَتِهِ
فَمَدَّهُ مِنهُ بِالأَملاكِ وَالسُوَرِ
وَلاحَظَتهُ يَتيماً صادِقاً نَبِهاً
عِنايَةُ اللهِ مِن كَيدٍ وَمِن ضَرَرِ
وَالروحُ وَالمَلَأُ الأَعلى يُطيفُ بِهِ
يُلقي البِشارَةَ لِلقُطّانِ وَالسَفَرِ
وَرَوضَةُ الوَحيِ بِالفُرقانِ زاهِرَةٌ
تَزهو أَزاهِرُها في سُندُسٍ نَضِرِ
وَالعَرشُ وَالمُنتَهى وَالسدرَةُ اِزدَهَرَت
وَاللَوحُ وَالقَلَمُ المَعصومُ في الأَثَرِ
يا لَيلَةَ العيدِ ما أَبقَيتِ مِن جَذلٍ
يشايِعُ القَلبَ في وَردي وَفي صَدري
يا لَيلَةً ما لَيالِي العُرسِ تُشبِهُها
عِندَ العَشائِرِ أَو في باحَةِ الأُسَرِ
كَم مُعدِمٍ باتَ يَدعو اللَهَ مَيسَرَةً
وَأَن يُبَدِّلَهُ البُؤسى بِمُدَّخَرِ
حَتّى يَرى الخَيرَ موفوراً بجانبه
والرفدَ للجار موصولاً كَمُنهمر
تفرَّقَ الناسُ أَشياعاً مُضَلّلَةً
مِن بَعدِ عيسى فَضَمَّ الكُلَّ في الفِكرِ
وَأَنصَفَ الأُمَمَ المَهضومَ جانِبُها
وَقادَها لِرِياضِ العِزِّ وَالسُرُرِ
فَإِن أَفَضتُ مَديحي في شَمائِلِهِ
وَاِستَبدَلَ الجَفنُ حُلوَ النَومِ بِالسَهَرِ
فَما قَضَيتُ بِمَدحي حَقَّ واجِبِهِ
وَلا شَفَيتُ فُؤادي مِن هَوى النَظَرِ
وَلا قَصَدتُ سِوى قُربي لِسُدَّتِهِ
وَالحُبُّ إِن مَلَكَ الوُجدانَ لَم يَذَرِ
وَيَعلَمُ اللَهُ وَالأَملاكُ شاهِدَةٌ
أَنّي بِمَدحيَ لا أَبغي سِوى الظَفرِ
حماد علي الباصوني
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2013/09/25 12:41:59 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com