هَلَّلَ الشَعبُ وَحَيّا العَلَما | |
|
| وَاأْتَلى أَن يَستَحِثَّ الهِمَما |
|
مُستَهيناً بِالأَذى مِن غاصِبٍ | |
|
| في سَبيلِ الحَقِّ حَتّى يُعلَما |
|
مُؤمِناً أَن يَكتُبَ اللَهُ لَهُ | |
|
| عاجِلاً نَصراً عَزيزاً حاسِما |
|
طالَما اِشتاقَ حَياةً حُرَّةً | |
|
| في ظِلالِ السِلمِ مَوفورَ الحِمى |
|
فَدَعا النَفسَ إِلى نَيلِ المُنى | |
|
| وَرَمى بِالخَصمِ ناراً حَمَما |
|
خَفَّ كَالضَيغَمِ يَحمي وَطَناً | |
|
| وَاِنتَضى لِلذَودِ نِضواً مُحكَما |
|
أَقسَمَ الشَعبُ بِمِصرٍ أَنَّهُ | |
|
| يَجعَلُ الحَربَ الزَبونَ الحَكَما |
|
حَربُ قَصدٍ إن تُصبِ مِن أُمَّةٍ | |
|
| مَقطَعاً فَالسَيفُ أَشوى أَلَما |
|
سَيفُها أَمضى وَأَقوى أَثَراً | |
|
| وَبِها نَروي غَليلاً وَظَما |
|
حَربُ سَيفٍ لا نَراها نَجوَةً | |
|
| لا وَلا فيها الخَلاصَ الأَكرَما |
|
كَم شَهيدٍ وَشَهيدٍ قُدِّما | |
|
| لَم يَجِفَّ التُربُ يَوماً بِالدِّما |
|
أَنبَتا نَبتاً رَطيباً زاهِراً | |
|
| بِالمُنى فَاِجتَثَّهُ أَهلُ العَمى |
|
وَزَعيمُ النيلِ يَسقي مَشجَراً | |
|
| لِيُقيمَ النَبتَ فينانَ اللَمى |
|
يَقرَعُ البُهتانَ بالبُرهانِ ما | |
|
|
برَّ بالأوطان في وَثبَتِهِ | |
|
| وَالعَدُوُّ اِرتَدَّ عَنهُ بَرَما |
|
سامَنا الحَيفَ عَذاباً كُلَّما | |
|
| هَبَّ مِنّا مَن يُريدُ الأَنظَما |
|
نارُهُ وَالسَيفُ مَهما طَوَّقا | |
|
| عُنُقاً فَالحَقُّ أَقوى مِنهُما |
|
لَيسَ لِليَأسِ نَصيبٌ عِندَنا | |
|
| إِنَّنا نَفتَنُّ صَرحاً هُدِما |
|
صَرحُ آباءٍ وَأَجدادٍ هُمو | |
|
| فَخرُ أَجيالٍ فَسَل ذا الهَرَما |
|
عَجَباً يا قَومُ إِنّا أُمَّةٌ | |
|
| قَد حَكَمنا في القَديمِ الأُمَما |
|
كَيفَ ضاعَ المَجدُ منا وانطوى | |
|
| كيف صار الشرقُ جمعاً نُوَّما |
|
لا تزدْ صاحِ عَلى اِستِمساكِنا | |
|
| بِاِتِّحادٍ مُرعِبٍ مَن عَجَما |
|
وَتَرى اليَومَ صُفوفاً شَقَّها | |
|
| خُلفُنا وَالحَبلُ مِنّا اِنصَرَما |
|
فَاِستَنَمنا وَالأَفاعي دَسَّها | |
|
| حَنَقٌ تَنفُثُ سُمّاً دَمدَما |
|
لا تَلُم دَهراً عَلى نَكبَتِهِ | |
|
| حَسبُنا مُعتَبَراً ما اِجتَرَما |
|
كَم بَريءٍ في السُجونِ مُزدَرىً | |
|
| وَطَليقٍ يَستَحِقُّ النِّقَما |
|
هَكَذا الدُنيا وَما زالَت تُرى | |
|
| عِوَجاً كَيفَ تَرومُ الأَقوَما |
|
أَيُّها الشَرقُ تَشَدَّد وَاِتَّحِد | |
|
| وَاِتَّقِد عَزماً وَحَزماً وَانظِما |
|
وَاِجتَمِع تَحتَ دِرَفسٍ خافِقٍ | |
|
| وَاِستَرِدَّ الحَقَّ مِمَّن ظَلَما |
|
وَاِنتَزِع مِن غاصِبٍ أَوطانَنا | |
|
| شَرَفاً وَاِبعَث فَخاراً أَقدَما |
|
قاطِعِ المَصنوعَ في مَعمَلِهِ | |
|
| وَاِمتَلِئ بُغضاً لَهُ ما اِحتَكَما |
|
وَالبَسَ المَنسوجَ في مَصنَعِنا | |
|
| إِذ بِحَربِ القَصدِ نَبني الأَحكَما |
|
لَن تَنالَ الأُمَمُ اِستِقلالَها | |
|
| بِكَلامٍ يَستَعيدُ السَأَما |
|
إِنَّما الأَعمالُ مِن دَهمائِها | |
|
| تَنشُرُ المَجدَ وَتُحيي الرِمَما |
|
وَلَو اِحتاجَت إِلى بَذلِ المُهى | |
|
| وَعَزيزٍ لَن تَرى مَن أَحجَما |
|
يا هِلالَ العيدِ فَاِشهَد إنَّنا | |
|
| قَد نَحَونا ما رَأَينا الأَلزَما |
|
بورِكَت أَيّامُكَ الغُرُّ الَّتي | |
|
| في سَناها قَد أَجَزنا الأَنجُما |
|
غُرَّةَ الأَعيادِ عُد في نَصرَةٍ | |
|
| حامِلاً كُلَّ المُنى وَالمَغنَما |
|
عَلَّ في عَامِكَ هَذا راحَةً | |
|
| لِلنُهى مِمّا اِرتَآهُ الأَشأَما |
|
عَلَّ في يُمناكَ لي مُعجِزَةً | |
|
| وَبِيُسراكَ النَضارُ اِبتَسَما |
|
وَاِطلُبَن مِنهُ تَعالى شَأنُهُ | |
|
| أَن يُعيدَ اليُسرَ يَمحو الإِزَما |
|
فَغَريبُ الدارِ فينا واجِدٌ | |
|
| مَرتَعَ المُعتَزِّ أَنّى يَمَّما |
|
وَاِبنُ وادي النيلِ يَلقى جَنَفاً | |
|
| وَاِضطِهاداً أَينَ حَثَّ الهِمَما |
|
كَيفَ حالَ الحُبُّ فينا جَفوَةً | |
|
| وَالرَخاءُ اِرتَدَّ ضيقاً مُعدِما |
|
رَحمَةً يا رَبِّ إِنّا صَفوَةٌ | |
|
| صَهَرَت مِنّا اللَيالي الشِيَما |
|
صَقَلَتنا فَاِرتَفَعنا عِزَّةً | |
|
| وَاِستَرَقَّ الطَبعُ فينا شَمَما |
|
إِن يَكُن مِن نَخوَةٍ أَلّا نَني | |
|
| فَمِنَ الحِكمَةِ أَلّا نُصدَما |
|
فَلَقَد كنّا وَما زِلنا قُوىً | |
|
| عِندَ داعي الحَقِّ ما إِن هُضِما |
|
أُسدُ غابٍ لَو زَأَرنا غَضَباً | |
|
| نَملَأُ الأَرضَ عَزيفاً وَالسَما |
|
فَاِتَّقوا يا قَومُ فينا جَذوَةً | |
|
| لا تَقولوا الشَعب فيها أَضرَما |
|
كَم سَمِعنا مِن حَديدٍ جَرسَهُ | |
|
| وَكَذوبٍ يَستَعيدُ النَغَما |
|
زَيَّنَ القَولَ لِمَخدوعٍ بِهِ | |
|
| فَصَلَى أُمَّتَهُ ما أَيَّما |
|
مَكَّنَ الغاصِبَ مِن بُغيَتِهِ | |
|
| مُستَحِلّاً ما الإِلَهُ حَرَّما |
|
مُنِيَ الشَرقُ بِرَهطٍ عَقَّهُ | |
|
| حَسبُنا اللَهُ رَحيمُ الرُحَما |
|
لا تَلوا يا قَومُ مَن قَد خَذَلوا | |
|
| قَبلَكُم إِلفاً وَخِدناً وَحما |
|
يَعطِفُ الغَربُ عَلى الشَرقِ مَتى | |
|
| كانَ قَصدٌ أَو يَليهِ الأَخذَما |
|
لَيسَ لِلشَرقِ ظَهيرٌ عِندَهُ | |
|
| إِنَّما مَن باعَ ديناً حَكَما |
|
فَرِّجِ اللَهُمَّ عَنّا كُربَةً | |
|
| وَأَعِن مَن في ذَراكَ اِعتَصَما |
|
وَاِجعَلِ الأَعيادَ فينا قُرَّةً | |
|
| وَاِهدِنا اللَهُمَّ ديناً قَيِّما |
|
يا زَعيمَ النيلِ أُهدي باقَتي | |
|
| مِن رِياضِ الشِعرِ حَقلَ العُلَما |
|
كُلَّما مَسَّت يَميني قَلَماً | |
|
| أَنطَقَ الوِجدانُ قَلباً وَفَما |
|
قَطَفَت راحي أَزاهيرَ المُنى | |
|
| مِن رُباها وَالنَضيدُ اِنسَجَما |
|
باذِلاً روحي وَمالي وَالضَنا | |
|
| ما دَعاني لِلحِمى داعي الحِمى |
|