شَرَّفتَ بَيتاً عَلا في المجدِ بُنيانا | |
|
| وَإن بَدا بَينَ دورِ القَيسِ مُزدانا |
|
طافَت بِهِ رُسُلُ الأَمصارِ لاهِجَةً | |
|
| تَقضي الفُروضَ وَتَرعى الفَضلَ عرفانا |
|
قَد جِئتَهُ تَحمَدُ النُعمى مواقِفَكُم | |
|
| تُسايِرُ الرَكبَ نوراً أَينَما كانا |
|
يَعلو السُرورُ وُجوهاً فيكمو اِئتَلَفَت | |
|
| وَوَفدُ مُنيَتِكُم قَد جاءَ فَرحانا |
|
وَقَد طَبَت أَنفُساً منّا مَفاخِرُكُم | |
|
| في القُربِ في البُعدِ تَلقى الشَعبَ جَذلانا |
|
يا حَبَّذا اليَومُ قَد تَمَّ الصَفاءُ بِهِ | |
|
| فيهِ الهَناءَةُ فيهِ البِشرُ عُنوانا |
|
يَومٌ أَغَرُّ بِهِ جادَ الإِلَهُ لَنا | |
|
| حَتّى أَتَينا بِثَوبِ البِشرِ فِتيانا |
|
مُستَبشِرينَ بِأَيدٍ لِلِقا رُفِعَت | |
|
| تَحِيَّةً مِن فُؤادٍ صارَ وَلهانا |
|
وَقَد سَعَينا وَروحُ الحُبِّ يَدفَعُنا | |
|
| نَدعو إِلى اللَهِ إِسراراً وَإِعلانا |
|
هَزَّ اللِسانَ هَوىً في القَلبِ مَصدَرُهُ | |
|
| لا نَستَطيعُ لِهَذا الحُبِّ كِتمانا |
|
شَهمٌ لَهُ في أَعالي الفَضلِ مَنزِلَةٌ | |
|
| وَطيبُ ذِكرٍ بَناهُ الدَهرُ إِذعانا |
|
تَصبو إِلى الخلَّةِ الحَسناءِ هِمَّتُهُ | |
|
| وَفِعلُهُ لِلوَرى ما زالَ بُرهانا |
|
مَحاسِنُ الدَهرِ مَعنىً مِن مَقاصِدِهِ | |
|
| وَعاطِرُ الرَوضِ مِن أَخلاقِهِ بانا |
|
تَقوى الإِلَهِ لَها مِن بَينِ راحَتِهِ | |
|
| خَيرُ المِثالِ لِمَن يَلقاهُ أَسوانا |
|
تَلقاهُ في كُلِّ ما يَأتي الجَديدُ بِهِ | |
|
| كَالطَودِ أَثبَتَ ما إِن خِلتُهُ لانا |
|
مَحمودُ حَسبُ بِلادِ النيلِ مَقدِرَةٌ | |
|
| وَهِمَّةٌ نَهَضَت بِالأَمنِ إِحسانا |
|
تيهي أَيا مِنشاةَ قَيسي عَن مُدُنٍ | |
|
| فيكَ الأَمينُ إِذا مُستَأمَنٌ خانا |
|
مَن ذا يُوازِنُكُم مِن ذا يُفاخِرُكُم | |
|
| يا أَطيَبَ الناسِ أَخلاقاً وَأَردانا |
|
تِلكُم فَضائِلُكُم تِلكُم مَباحِثُكُم | |
|
| تِلكُم مَآثِرُكُم في الجيدِ عِقيانا |
|
الحَمدُ لِلَهِ نالَ القَلبُ بُغيَتَهُ | |
|
| حَتّى غَدَونا وَنورُ اللَهِ يَغشانا |
|
يا خَيرَ شَهمٍ وَصِدقُ القَولِ خَيرُ أَبٍ | |
|
| إِذ لا نَخالُكَ بَعدَ اليَومِ تَنسانا |
|
قَد نِلتَ مِن لَدُنِ الرَحمَنِ مَنزِلَةً | |
|
| مُعَزِّزاً بِيَمينِ الحَقِّ أركانا |
|
مَهما أَتَيتُ مِنَ التَنقيبِ عَن صِفَةٍ | |
|
| فَإِنَّ لي مِن شُعورِ الناسِ وِجدانا |
|
فَالناسُ صِنفانِ في الدُنيا فَمُؤتَلَفٌ | |
|
| حُبّاً وَآخَرُ بِالتَفريقِ ظَمآنا |
|
وَالتِّبرُ يُعرَفُ عِندَ السَبكِ جَوهَرُهُ | |
|
| وَالشَهمُ يُلبِسُهُ الوَهّابُ تيجانا |
|
كُلُّ الشَرائِعِ قَد جاءَت بِحِكمَتِها | |
|
| فيها التَقَرُّبُ عِندَ اللَهِ قُربانا |
|
تَوراةُ موسى وَإِنجيلُ المَسيحِ وَما | |
|
| لِأَحمَدٍ مِن بَيانِ الذِكرِ فُرقانا |
|
مِن طاعَةِ اللَهِ ثُمَّ الأَنبِيا وَأُولي ال | |
|
| أَمرِ القَويمِ مِنَ الأَوطانِ جيرانا |
|
حَتّى يَتِمَّ لَنا ما جاءَ عَن رُسُلٍ | |
|
| وَأن يَتِمَّ لَنا في الكَونِ عُمرانا |
|
آياتُ خالِقِنا قَد فُصِّلَت سَلَفاً | |
|
| مَنِ اِبتَغى بَدَلاً فَليَجِنِ خُسرانا |
|
إِنّا نُقَدِّمُ مِن حَمدٍ لِبارِئِنا | |
|
| حَمداً يَعودُ عَلى الإمساءِ غُفرانا |
|
رَبِّ اِهدِنا وَاِهدِ أَقواماً سَبيلُهُمو | |
|
| أَن يَقطَعوا مِن حِبالِ القُربِ أَقرانا |
|
حَتّى يَكونَ لَكَ الجَمعُ الوَفِيُّ هُنا | |
|
| مُنادِياً بِاِسمِكَ اللَهُمَّ إِخوانا |
|
فَعِش وَخَلِّ اللَيالي في تَقَلُّبِها | |
|
| فَأَنتَ حصنٌ لَنا في القَيسِ أَزمانا |
|
لا زِلتَ رُكناً لِهَذا الوَفدِ تُنقِذُهُ | |
|
| وَاللَهُ يُؤتيكُمو نَصراً وَإيقانا |
|