أَزُفُّ اِحتِرامي إِلى الأَحدقِ | |
|
| بِعاطِفَةِ المُخلِصِ الأَصدَقِ |
|
وَأُهدي التَحايا تَسيرُ إِلَيهِ | |
|
| مَسيرَ الخَواطِرِ لَم تُسبَقِ |
|
تَجُرُّ الهَناءَةَ في صِحَّةٍ | |
|
| إِلى العالِمِ النابِهِ الأَوثَقِ |
|
هُوَ النائِبُ الشَهمُ عَن أُمَّةٍ | |
|
| طَباها بِفِعلٍ لَهُ شَيِّقِ |
|
وَبَرَّ بِها وَبِمَن أَنجَلَتهُ | |
|
| يُثَقِّفُ عَقلَ الفَتى الآنِقِ |
|
طَوى المَجدَ في مَجدِهِ وَاِنبَرى | |
|
| رَفيقاً أَبو الفَتحِ بيكَ الفِقي |
|
سَما مَنبِتاً وَعَلا شيمَةً | |
|
| وَراحَ هُدىً وَيَداً لِلتَقي |
|
وَظَلَّ كَما بانَ مِن مَشجَرٍ | |
|
| أَريجَ النَدى وَالشَذا الأَعبَقِ |
|
وَرَيّانَ عودٍ وَفَينانَ غُصنٍ | |
|
| وَأَلمى ظِلالٍ مِنَ المورِقِ |
|
عَلِيَّ اللِواءِ بَعيدَ الثَناءِ | |
|
| رَفيعَ البِناءِ عَلى الأَسمَقِ |
|
غَزيرَ الإباءِ نَصيرَ الوَفاءِ | |
|
| قَوِيَّ الرَجاءِ إِلى الأَوفقِ |
|
صَدى الشُكرِ يَسبِقُهُ أَينَ سارَ | |
|
| شَمالاً جَنوباً مَتى يُشرِقِ |
|
تَقارَبَ فيهِ العُلا وَالحَجا | |
|
| وَثانيهِما زانَ مِنهُ الرُقي |
|
وَقادَ حَصاةَ الهُداةِ بِظَرفٍ | |
|
| وَخَيرُ الرِجالِ أَخو الأَلبَقِ |
|
فَعَلَّمَ كَيفَ يُقادُ الشَبابُ | |
|
| وَكَيفَ الإِبانَةُ في المَنطِقِ |
|
وَعادَ عَلى الرُغمِ مِن شائِمٍ | |
|
| وَمِن شانئٍ فَوقَ مَن يَلتَقي |
|
وَغالَ بِحُسنِ الصِفاتِ فُؤادي | |
|
| وَكانَ جَموحاً إِذا ما رُقي |
|
وَما اليَدُ لَو رِستَ ما قَد تَرى | |
|
| مِنَ الفَضلِ إِلّا يَدُ المُشفِقِ |
|
فَرَتَّقَ ما فَتَّقَتهُ اللَيالي | |
|
| وَما غَيرُهُ شِمتُ بِالمُرتِقِ |
|
سِواهُ يَرومُ السوايَ وَيَبغي | |
|
| ثَناءً جميلاً عَلى المَزلَقِ |
|
فَدامَ مِنَ الحَمدِ في جَحفَلٍ | |
|
| وَعاشَ مِنَ الشُكرِ في فَيلَقِ |
|
وَأَضحى عَلى الدَهرِ نابِهَ شانٍ | |
|
| يُعينُ عَلى مَضَضٍ قَد بَقي |
|
وَأَبلى الجَديدَينِ رافَعَ حانٍ | |
|
| مَهيضِ الحَنايا مِنَ المرهقِ |
|
وَحَمّادُ رامَ وَإِن قامَ ساعٍ | |
|
| حِمىً في ذَراهُ مِنَ الأَحمَقِ |
|
فَتَفتيشُهُ في المَدارِسِ يُزجي | |
|
| نُفوساً إِلى جِدِّها المُطلَقِ |
|
يُبينُ كِفايَةَ مَن هَمَّ يَبغي | |
|
| عُلا النَدبِ وَالشابِنِ الأَمأَقِ |
|
فَما قالَهُ الحَقُّ وَالفَصلُ فينا | |
|
| ألا حَبَّذا الحُكمُ مِن مُفلِقِ |
|
كُسيتُ بِهِ وَبِتَقريرِهِ | |
|
| مَطارِفَ خَدٍّ وَإِستَبرَقِ |
|
فَأَثلَجَ صَدري وَأَبعَدَ غَدري | |
|
| وَأَسنَدَ ظَهري إِلى النُمرُقِ |
|
جَزاهُ الإِلَهُ عَلى فَرحَتي | |
|
| بَقاءً وَأَجزَلَ مِن مُغدِقِ |
|
أَطالَ الرِجالَ بِحِلمٍ وَعِلمٍ | |
|
| وَخُلقٍ عَظيمٍ وَمِن تَيِّقِ |
|
حَصيفُ الجِنانِ رَصينُ البَيانِ | |
|
| فَصيحُ اللِسانِ فَلَم يُلحَقِ |
|
جَلِيُّ التَفاني عَصِيُّ الزَمانِ | |
|
| لَويُّ الرِهانِ مَتى يُنسِقِ |
|
لِسانٌ أَبَذَّ اللُغاتِ بِضادٍ | |
|
| لَهُ شَرَفٌ وَبِهِ يَرتَقي |
|
كَساهُ الحَياةَ مِنَ المُضغَتَينِ | |
|
| وَمِن راحَةٍ حُلَّةَ المُنتَقي |
|
يَراعَتُهُ إِن جَرَت سَبَقَت | |
|
| وَشيبَ اللُعابُ بِشُهدٍ نَقي |
|
فَأَدحَت نِجاداً وَطَمَّت وِهاداً | |
|
| وَأَغرَت فُؤاداً إلى الأَشوَقِ |
|
فَكَم أَذهَبَ المُدَّعونَ بَهاءً | |
|
| وَما ارتَبَّهُ رَدَّ مِن مُخلِقِ |
|
وَكَم عالَجَ العَيُّ مِن مَعشَرٍ | |
|
| أَهابوا بِهِ الدُجا المُحدِقِ |
|
فَقَوَّمَ نِكساً وَشَذَّبَ عوجاً | |
|
| وَضَمَّ الأُصولَ إِلى المُلحَقِ |
|
وَكُنتُ عَلى العَهدِ فيما اِرتآهُ | |
|
| وَلَيسَ مَعَ الجِدِّ مِن مُغلَقِ |
|
أَجِدَّكَ ما راقَني غَيرُ جِدّي | |
|
| أُرَى زُلَفَ اللَيلِ كَالمُرشَقِ |
|
فَما كَبِرَت سِنُّ مَن رامَ صَيداً | |
|
| وَإِن أوصِدَت سُبُلُ الأَوسَقِ |
|
وَإِن كَبرَةٌ طَوَّحَت بِالصِبا | |
|
| فَلا لَومَ أَنّي لَم أَفرَقِ |
|
فَذَنبي وُثوقي بِمَن مَتَّ لي | |
|
| بِقُربى عَلى الزَمَنِ المُحنِقِ |
|
فَدارُ العُلومِ غَذَتهُ قَديماً | |
|
| وَما زالَ مِن حَوضِها يَستَقي |
|
فَكَم رُمتُها وَهو يَهوي اِبتِعادي | |
|
| وَيُورِدُني الحَتفَ في الموبِقِ |
|
وَكُنتُ غَريراً وَما خِلتُ جاري | |
|
| تَحالَفَ وَالدَهرَ في مُهرَقي |
|
فَشَدّا وِثاقي وَوَجّا قَذالي | |
|
| وَساقي وَمالا إِلى مِعلَقي |
|
وَبي طَوَّحا حَيثُ شاءَ الجَفا | |
|
| وَعاجا إِلى المَورِدِ الأَرنَقِ |
|
وَما ظَنَّ أَنّي أَكُنهُ مَزيداً | |
|
| وَأَركُلُ جَهلي مَعَ الأَسبَقِ |
|
قَريبي مُعَنّى بِبُغضِ القَريبِ | |
|
| وَفي شاهِدي بانَ كَالأَشدَقِ |
|
فَإِن كانَ شاعِرَ دارِ العُلومِ | |
|
| فَلِم يَطَّبينِيَ بِالرَونَقِ |
|
وَلَمّا صَحَوتُ رَكِبتُ اِجتِهادي | |
|
| وَلازَمتُهُ مَصبَحي مَغبَقي |
|
وَآلَيتُ أَن لَن يَغيبَ ضِيائي | |
|
| وَدوني مَرامٌ لِمُستَحذِقِ |
|
فَأُبتُ الغَداةَ طَروباً بِحَملي | |
|
| وِمِنسَأَتي عِندَ مُستَحبِقِ |
|
وَقَد شابَ فَودايَ دونَ رَجائي | |
|
| كَما حيلَ بَينَ الهَوى المُقلقِ |
|
عَلى أَن دَهري أَبى فَاِرعَوَيتُ | |
|
| هَوىً في حَياةِ الغَريرِ الشَقي |
|
جَنَيتُ عَلَيهِ وَلَم يَجنِ ذَنباً | |
|
| فَلَيتَ أَبي بِيَ لَم يَسبِقِ |
|
فَلَيسَ لَنا بَعدُ إِلّا رَحيمٌ | |
|
| فَرَفعٌ وَخَفضٌ بِقَولٍ بَقي |
|
كَزَهرٍ أَضَرَّت بِهِ راحَةٌ | |
|
| فَإِمّا إِلى الصَدرِ أَو أَطرُقِ |
|
بَلى إِنَّني بَينَ مَوجٍ وَريحٍ | |
|
| أَبَيتُ عَلى زَفرَةِ المُصعَقِ |
|
صَليبَ القَناةِ حَنَيتُ لِقَومٍ | |
|
| تَمَّنيتُ بُعدي وَلَم أُرزَقِ |
|
هُوَ الدَهرُ يُطعِمُ غَيري شُهاداً | |
|
| وَيُطعِمُني تامِهَ الرَيرَقِ |
|
وَعَهدي بِهِ إِن رَوى آلُهُ | |
|
| كَآلٍ يُضَحضِحُ في رَقرَقِ |
|
وَإِن هُوَ لاحَ كَرَوضِ نَعيمٍ | |
|
| أَمَضَّ فَراحَ بِما أَتَّقي |
|
فَلا الصَفوُ باقٍ وَلا الدَهرُ جارِ | |
|
| عَلى سَنَنِ الخُلدِ لِلمُغرِقِ |
|
فَما قُلتُ لا اِبتَغى مِدحَةً | |
|
| رِياءً وَلا مَلَقَ الأَخرَقِ |
|
وَلَكِنَّ ما صُغتُهُ بَعضَ فَضلٍ | |
|
| رواهُ الأَخِلّاءُ عَن مُعرِقِ |
|
وَمَعذِرَةً سَيِّدي إِنَّني | |
|
| وَصَفتُ هَوايَ وَما أَلتَقي |
|
فَشُكراً وَشُكراً وَشُكراً ثَلاثاً | |
|
| صَوادِرَ مِن قَلبيَ الموثَقِ |
|