عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > حماد علي الباصوني > أَزُفُّ اِحتِرامي إِلى الأَحدقِ

مصر

مشاهدة
460

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أَزُفُّ اِحتِرامي إِلى الأَحدقِ

أَزُفُّ اِحتِرامي إِلى الأَحدقِ
بِعاطِفَةِ المُخلِصِ الأَصدَقِ
وَأُهدي التَحايا تَسيرُ إِلَيهِ
مَسيرَ الخَواطِرِ لَم تُسبَقِ
تَجُرُّ الهَناءَةَ في صِحَّةٍ
إِلى العالِمِ النابِهِ الأَوثَقِ
هُوَ النائِبُ الشَهمُ عَن أُمَّةٍ
طَباها بِفِعلٍ لَهُ شَيِّقِ
وَبَرَّ بِها وَبِمَن أَنجَلَتهُ
يُثَقِّفُ عَقلَ الفَتى الآنِقِ
طَوى المَجدَ في مَجدِهِ وَاِنبَرى
رَفيقاً أَبو الفَتحِ بيكَ الفِقي
سَما مَنبِتاً وَعَلا شيمَةً
وَراحَ هُدىً وَيَداً لِلتَقي
وَظَلَّ كَما بانَ مِن مَشجَرٍ
أَريجَ النَدى وَالشَذا الأَعبَقِ
وَرَيّانَ عودٍ وَفَينانَ غُصنٍ
وَأَلمى ظِلالٍ مِنَ المورِقِ
عَلِيَّ اللِواءِ بَعيدَ الثَناءِ
رَفيعَ البِناءِ عَلى الأَسمَقِ
غَزيرَ الإباءِ نَصيرَ الوَفاءِ
قَوِيَّ الرَجاءِ إِلى الأَوفقِ
صَدى الشُكرِ يَسبِقُهُ أَينَ سارَ
شَمالاً جَنوباً مَتى يُشرِقِ
تَقارَبَ فيهِ العُلا وَالحَجا
وَثانيهِما زانَ مِنهُ الرُقي
وَقادَ حَصاةَ الهُداةِ بِظَرفٍ
وَخَيرُ الرِجالِ أَخو الأَلبَقِ
فَعَلَّمَ كَيفَ يُقادُ الشَبابُ
وَكَيفَ الإِبانَةُ في المَنطِقِ
وَعادَ عَلى الرُغمِ مِن شائِمٍ
وَمِن شانئٍ فَوقَ مَن يَلتَقي
وَغالَ بِحُسنِ الصِفاتِ فُؤادي
وَكانَ جَموحاً إِذا ما رُقي
وَما اليَدُ لَو رِستَ ما قَد تَرى
مِنَ الفَضلِ إِلّا يَدُ المُشفِقِ
فَرَتَّقَ ما فَتَّقَتهُ اللَيالي
وَما غَيرُهُ شِمتُ بِالمُرتِقِ
سِواهُ يَرومُ السوايَ وَيَبغي
ثَناءً جميلاً عَلى المَزلَقِ
فَدامَ مِنَ الحَمدِ في جَحفَلٍ
وَعاشَ مِنَ الشُكرِ في فَيلَقِ
وَأَضحى عَلى الدَهرِ نابِهَ شانٍ
يُعينُ عَلى مَضَضٍ قَد بَقي
وَأَبلى الجَديدَينِ رافَعَ حانٍ
مَهيضِ الحَنايا مِنَ المرهقِ
وَحَمّادُ رامَ وَإِن قامَ ساعٍ
حِمىً في ذَراهُ مِنَ الأَحمَقِ
فَتَفتيشُهُ في المَدارِسِ يُزجي
نُفوساً إِلى جِدِّها المُطلَقِ
يُبينُ كِفايَةَ مَن هَمَّ يَبغي
عُلا النَدبِ وَالشابِنِ الأَمأَقِ
فَما قالَهُ الحَقُّ وَالفَصلُ فينا
ألا حَبَّذا الحُكمُ مِن مُفلِقِ
كُسيتُ بِهِ وَبِتَقريرِهِ
مَطارِفَ خَدٍّ وَإِستَبرَقِ
فَأَثلَجَ صَدري وَأَبعَدَ غَدري
وَأَسنَدَ ظَهري إِلى النُمرُقِ
جَزاهُ الإِلَهُ عَلى فَرحَتي
بَقاءً وَأَجزَلَ مِن مُغدِقِ
أَطالَ الرِجالَ بِحِلمٍ وَعِلمٍ
وَخُلقٍ عَظيمٍ وَمِن تَيِّقِ
حَصيفُ الجِنانِ رَصينُ البَيانِ
فَصيحُ اللِسانِ فَلَم يُلحَقِ
جَلِيُّ التَفاني عَصِيُّ الزَمانِ
لَويُّ الرِهانِ مَتى يُنسِقِ
لِسانٌ أَبَذَّ اللُغاتِ بِضادٍ
لَهُ شَرَفٌ وَبِهِ يَرتَقي
كَساهُ الحَياةَ مِنَ المُضغَتَينِ
وَمِن راحَةٍ حُلَّةَ المُنتَقي
يَراعَتُهُ إِن جَرَت سَبَقَت
وَشيبَ اللُعابُ بِشُهدٍ نَقي
فَأَدحَت نِجاداً وَطَمَّت وِهاداً
وَأَغرَت فُؤاداً إلى الأَشوَقِ
فَكَم أَذهَبَ المُدَّعونَ بَهاءً
وَما ارتَبَّهُ رَدَّ مِن مُخلِقِ
وَكَم عالَجَ العَيُّ مِن مَعشَرٍ
أَهابوا بِهِ الدُجا المُحدِقِ
فَقَوَّمَ نِكساً وَشَذَّبَ عوجاً
وَضَمَّ الأُصولَ إِلى المُلحَقِ
وَكُنتُ عَلى العَهدِ فيما اِرتآهُ
وَلَيسَ مَعَ الجِدِّ مِن مُغلَقِ
أَجِدَّكَ ما راقَني غَيرُ جِدّي
أُرَى زُلَفَ اللَيلِ كَالمُرشَقِ
فَما كَبِرَت سِنُّ مَن رامَ صَيداً
وَإِن أوصِدَت سُبُلُ الأَوسَقِ
وَإِن كَبرَةٌ طَوَّحَت بِالصِبا
فَلا لَومَ أَنّي لَم أَفرَقِ
فَذَنبي وُثوقي بِمَن مَتَّ لي
بِقُربى عَلى الزَمَنِ المُحنِقِ
فَدارُ العُلومِ غَذَتهُ قَديماً
وَما زالَ مِن حَوضِها يَستَقي
فَكَم رُمتُها وَهو يَهوي اِبتِعادي
وَيُورِدُني الحَتفَ في الموبِقِ
وَكُنتُ غَريراً وَما خِلتُ جاري
تَحالَفَ وَالدَهرَ في مُهرَقي
فَشَدّا وِثاقي وَوَجّا قَذالي
وَساقي وَمالا إِلى مِعلَقي
وَبي طَوَّحا حَيثُ شاءَ الجَفا
وَعاجا إِلى المَورِدِ الأَرنَقِ
وَما ظَنَّ أَنّي أَكُنهُ مَزيداً
وَأَركُلُ جَهلي مَعَ الأَسبَقِ
قَريبي مُعَنّى بِبُغضِ القَريبِ
وَفي شاهِدي بانَ كَالأَشدَقِ
فَإِن كانَ شاعِرَ دارِ العُلومِ
فَلِم يَطَّبينِيَ بِالرَونَقِ
وَلَمّا صَحَوتُ رَكِبتُ اِجتِهادي
وَلازَمتُهُ مَصبَحي مَغبَقي
وَآلَيتُ أَن لَن يَغيبَ ضِيائي
وَدوني مَرامٌ لِمُستَحذِقِ
فَأُبتُ الغَداةَ طَروباً بِحَملي
وِمِنسَأَتي عِندَ مُستَحبِقِ
وَقَد شابَ فَودايَ دونَ رَجائي
كَما حيلَ بَينَ الهَوى المُقلقِ
عَلى أَن دَهري أَبى فَاِرعَوَيتُ
هَوىً في حَياةِ الغَريرِ الشَقي
جَنَيتُ عَلَيهِ وَلَم يَجنِ ذَنباً
فَلَيتَ أَبي بِيَ لَم يَسبِقِ
فَلَيسَ لَنا بَعدُ إِلّا رَحيمٌ
فَرَفعٌ وَخَفضٌ بِقَولٍ بَقي
كَزَهرٍ أَضَرَّت بِهِ راحَةٌ
فَإِمّا إِلى الصَدرِ أَو أَطرُقِ
بَلى إِنَّني بَينَ مَوجٍ وَريحٍ
أَبَيتُ عَلى زَفرَةِ المُصعَقِ
صَليبَ القَناةِ حَنَيتُ لِقَومٍ
تَمَّنيتُ بُعدي وَلَم أُرزَقِ
هُوَ الدَهرُ يُطعِمُ غَيري شُهاداً
وَيُطعِمُني تامِهَ الرَيرَقِ
وَعَهدي بِهِ إِن رَوى آلُهُ
كَآلٍ يُضَحضِحُ في رَقرَقِ
وَإِن هُوَ لاحَ كَرَوضِ نَعيمٍ
أَمَضَّ فَراحَ بِما أَتَّقي
فَلا الصَفوُ باقٍ وَلا الدَهرُ جارِ
عَلى سَنَنِ الخُلدِ لِلمُغرِقِ
فَما قُلتُ لا اِبتَغى مِدحَةً
رِياءً وَلا مَلَقَ الأَخرَقِ
وَلَكِنَّ ما صُغتُهُ بَعضَ فَضلٍ
رواهُ الأَخِلّاءُ عَن مُعرِقِ
وَمَعذِرَةً سَيِّدي إِنَّني
وَصَفتُ هَوايَ وَما أَلتَقي
فَشُكراً وَشُكراً وَشُكراً ثَلاثاً
صَوادِرَ مِن قَلبيَ الموثَقِ
حماد علي الباصوني
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2013/09/25 12:45:14 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com