عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > حماد علي الباصوني > خَليلَيَّ لَيسَ العِزُّ في جَنبِ واجِمٍ

مصر

مشاهدة
424

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

خَليلَيَّ لَيسَ العِزُّ في جَنبِ واجِمٍ

خَليلَيَّ لَيسَ العِزُّ في جَنبِ واجِمٍ
فَهَيّا مَعي أَو أَمسِكا بِالقَوادِمِ
وَإِلّا فَعيشا بِالقَناعَةِ وَاِقبَعا
بِدارٍ أَراها الرَمسَ بَينَ الرَمائِمِ
وَكونا عَلى الأَصحابِ أَحقَرَ كائِنٍ
فَأَهوِن بِشَخصٍ بَاهلٍ لَم يُساهِمِ
وَأَوْلِ بِمُجذَوذٍ وَنى أَن يُصيبَهُ
مِنَ العُدمِ ما يوهي جُسومَ الأَتاسِمِ
يَرى أَنَّ لِلحَظِّ المَكانَةَ عِندَهُ
وَلَم يَدرِ أَنَّ الحَظَّ مِن وَهمِ واهِمِ
وَيُلقي إلى الدَهرَ الزِمامَ كَأَنَّهُ
قَطينٌ مَروعٌ دَبَّ بَينَ البَهائِمِ
وَلا يَرعَوي بِالجاهِدينَ حَياتَهُ
أَجِدَّكَ وَهَل وانٍ كَساعٍ مُوائِمِ
وَلَكِنَّ خَيرَ الناسِ مَن قالَ ناهِضاً
أَراكَ أَيا دَهري عَلى الرَغمِ خادِمي
فَما الفَخرُ إِلّا لِلعِصامِيِّ نَشأَةً
وَما الفَضلُ إِلّا حَيثُ شَدُّ العَزائِمِ
وَما السَعيُ إِلّا ما يُفيدُكُما غِنىً
وَما الجِدُّ إِلّا أَن تَكونا كَعاجِمِ
وَإِمّا طَبا فِعلُ الحَصيفِ نُهاكُما
فَكوناهُ تَستَدّا يَداً لِلمَغانِمِ
فَلا خَيرَ في عَيشٍ أَتى بِتَواكُلٍ
وَلا في حَياةِ المُطرَخِمِّ المُفاوِمِ
وَمَن صَحِبَ الإِقدامَ عاشَ مَيسَّراً
وَزامَلَهُ الأَلوى بِثَوبِ المُسالِمِ
وَمَن يَحتَذِ الكَسلانَ يَندُب حَياتَهُ
وَيَأوي إِلى الأَكباسِ حَولَ السَوائِمِ
وَيَرذُلْ مِنَ النُظّارِةِ الدَهرَ ما اِرتَضى
بِهُونٍ وَيُلحى بِالعَصا وَالمَناسِمِ
عَلى أَنَّ نَدبَ الناسِ مَن حَثَّ هِمَّةً
وَشَيَّدَ مَجداً طارِفاً مِن هَشائِمِ
وَخَفَّ إِلى الأَعمالِ ما دامَ ظِلُّهُ
يُفَدِّنُ مَوروثاً وَيُكدي لِقادِمِ
وَيَنظِمُ بَينَ الحالَتَينِ سَعادَةً
لِنَفسٍ غَدَت في رَوضَةٍ أَو صَرائِمِ
وَرافَقَ خِدناً هَمَّ يَبغي سَماوَةً
مِنَ العِزِّ يَأتي دونَها كُلُّ قائِمِ
فَإِنّي قَديماً كُنتُ آلَفُ صاحِباً
يُنافِسُني في الدَرسِ أَو في المَكارِمِ
رَضَعنا لِبانَ العِلمِ في نَشوَةِ الصِبا
وَظَلنا أَلِيَفَي وَحدَةٍ وَتَلازُمِ
وَكُنّا عَلى الإِصباحِ يَزدادُ حُبُّنا
فَنَبني لِآتٍ مُحكَماتِ الدَعائِمِ
وَنَجلِسُ تَحتَ الأَيكِ في فَينَةَ الضُحا
فَنَسبِقُ بِالآمالِ سَيرَ الرَواسِمِ
إِلى ما يَخالُ الحِجرُ فيهِ هَناءَةً
وَأَجسامُنا لَم تَعدُ تُربَ المَجاثِمِ
وَنَختَلِسُ الآناتِ صُبحاً وَمَغرِباً
نَقُصُّ مِنَ الأَخبارِ غَيرَ المَراجِمِ
فَيَعرُو فُؤادَينا شُعورٌ كَأَنَّهُ
دَبيبُ نِمالٍ قَد سَرى في الجَماجِمِ
وَنَألَفُ في الجَنّاتِ تَزفيفَ غُلبِها
فَنذكرُ آثارَ الجُدودِ الخَضارِمِ
وَنَركِمُ أَفكاراً وَنَبني مُجَدَّداً
عَلى ما بَنَوهُ بِالسُيوفِ الخَواذِمِ
وَما شابَتِ الأَيامُ صَفوَ وِدادِنا
بِغَيرِ سُرورٍ وَاِبتِسامِ المَباسِمِ
وَقَد حالَتِ الأَيّامُ بِالبَينِ بَينَهُ
وَبَيني فَلَستُ اليَومَ عَنهُ بِصارِمِ
فَلا البُعدُ يُنسيني وِداداً تَمَكَّنَت
أَصائِلُهُ حَتّى سَرَت في البَراجِمِ
وَلا القُربُ يَشفى مِن حَصاتي وُلوعَها
فَسِيّانِ بُعدي وَاِقتِرابُ المَعاصِمِ
هُوَ الحُبُّ لَمّا جَمَّ لِلَهِ خالِصاً
سَقاهُ الصِبا فَينانَ تَحتَ الحَيازِمِ
إِذا النَبتُ لاقى مَشجِراً طيِّبَ الثَرى
تَأَصَّلَ أَعراقاً وَأَعوادَ ناجِمِ
وصاح الجنَى إبّانَ تأصو غصونُهُ
فتشتارُ شُهداً من جَميم البراعمِ
وَتِلكَ هِيَ الأَخلاقُ فَاِختَر قَويمَها
وَإِلّا فَكُن كَلّاً طَريحَ الأَباهِمِ
حماد علي الباصوني
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2013/09/25 12:47:32 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com