خَليلَيَّ لَيسَ العِزُّ في جَنبِ واجِمٍ | |
|
| فَهَيّا مَعي أَو أَمسِكا بِالقَوادِمِ |
|
وَإِلّا فَعيشا بِالقَناعَةِ وَاِقبَعا | |
|
| بِدارٍ أَراها الرَمسَ بَينَ الرَمائِمِ |
|
وَكونا عَلى الأَصحابِ أَحقَرَ كائِنٍ | |
|
| فَأَهوِن بِشَخصٍ بَاهلٍ لَم يُساهِمِ |
|
وَأَوْلِ بِمُجذَوذٍ وَنى أَن يُصيبَهُ | |
|
| مِنَ العُدمِ ما يوهي جُسومَ الأَتاسِمِ |
|
يَرى أَنَّ لِلحَظِّ المَكانَةَ عِندَهُ | |
|
| وَلَم يَدرِ أَنَّ الحَظَّ مِن وَهمِ واهِمِ |
|
وَيُلقي إلى الدَهرَ الزِمامَ كَأَنَّهُ | |
|
| قَطينٌ مَروعٌ دَبَّ بَينَ البَهائِمِ |
|
وَلا يَرعَوي بِالجاهِدينَ حَياتَهُ | |
|
| أَجِدَّكَ وَهَل وانٍ كَساعٍ مُوائِمِ |
|
وَلَكِنَّ خَيرَ الناسِ مَن قالَ ناهِضاً | |
|
| أَراكَ أَيا دَهري عَلى الرَغمِ خادِمي |
|
فَما الفَخرُ إِلّا لِلعِصامِيِّ نَشأَةً | |
|
| وَما الفَضلُ إِلّا حَيثُ شَدُّ العَزائِمِ |
|
وَما السَعيُ إِلّا ما يُفيدُكُما غِنىً | |
|
| وَما الجِدُّ إِلّا أَن تَكونا كَعاجِمِ |
|
وَإِمّا طَبا فِعلُ الحَصيفِ نُهاكُما | |
|
| فَكوناهُ تَستَدّا يَداً لِلمَغانِمِ |
|
فَلا خَيرَ في عَيشٍ أَتى بِتَواكُلٍ | |
|
| وَلا في حَياةِ المُطرَخِمِّ المُفاوِمِ |
|
وَمَن صَحِبَ الإِقدامَ عاشَ مَيسَّراً | |
|
| وَزامَلَهُ الأَلوى بِثَوبِ المُسالِمِ |
|
وَمَن يَحتَذِ الكَسلانَ يَندُب حَياتَهُ | |
|
| وَيَأوي إِلى الأَكباسِ حَولَ السَوائِمِ |
|
وَيَرذُلْ مِنَ النُظّارِةِ الدَهرَ ما اِرتَضى | |
|
| بِهُونٍ وَيُلحى بِالعَصا وَالمَناسِمِ |
|
عَلى أَنَّ نَدبَ الناسِ مَن حَثَّ هِمَّةً | |
|
| وَشَيَّدَ مَجداً طارِفاً مِن هَشائِمِ |
|
وَخَفَّ إِلى الأَعمالِ ما دامَ ظِلُّهُ | |
|
| يُفَدِّنُ مَوروثاً وَيُكدي لِقادِمِ |
|
وَيَنظِمُ بَينَ الحالَتَينِ سَعادَةً | |
|
| لِنَفسٍ غَدَت في رَوضَةٍ أَو صَرائِمِ |
|
وَرافَقَ خِدناً هَمَّ يَبغي سَماوَةً | |
|
| مِنَ العِزِّ يَأتي دونَها كُلُّ قائِمِ |
|
فَإِنّي قَديماً كُنتُ آلَفُ صاحِباً | |
|
| يُنافِسُني في الدَرسِ أَو في المَكارِمِ |
|
رَضَعنا لِبانَ العِلمِ في نَشوَةِ الصِبا | |
|
| وَظَلنا أَلِيَفَي وَحدَةٍ وَتَلازُمِ |
|
وَكُنّا عَلى الإِصباحِ يَزدادُ حُبُّنا | |
|
| فَنَبني لِآتٍ مُحكَماتِ الدَعائِمِ |
|
وَنَجلِسُ تَحتَ الأَيكِ في فَينَةَ الضُحا | |
|
| فَنَسبِقُ بِالآمالِ سَيرَ الرَواسِمِ |
|
إِلى ما يَخالُ الحِجرُ فيهِ هَناءَةً | |
|
| وَأَجسامُنا لَم تَعدُ تُربَ المَجاثِمِ |
|
وَنَختَلِسُ الآناتِ صُبحاً وَمَغرِباً | |
|
| نَقُصُّ مِنَ الأَخبارِ غَيرَ المَراجِمِ |
|
فَيَعرُو فُؤادَينا شُعورٌ كَأَنَّهُ | |
|
| دَبيبُ نِمالٍ قَد سَرى في الجَماجِمِ |
|
وَنَألَفُ في الجَنّاتِ تَزفيفَ غُلبِها | |
|
| فَنذكرُ آثارَ الجُدودِ الخَضارِمِ |
|
وَنَركِمُ أَفكاراً وَنَبني مُجَدَّداً | |
|
| عَلى ما بَنَوهُ بِالسُيوفِ الخَواذِمِ |
|
وَما شابَتِ الأَيامُ صَفوَ وِدادِنا | |
|
| بِغَيرِ سُرورٍ وَاِبتِسامِ المَباسِمِ |
|
وَقَد حالَتِ الأَيّامُ بِالبَينِ بَينَهُ | |
|
| وَبَيني فَلَستُ اليَومَ عَنهُ بِصارِمِ |
|
فَلا البُعدُ يُنسيني وِداداً تَمَكَّنَت | |
|
| أَصائِلُهُ حَتّى سَرَت في البَراجِمِ |
|
وَلا القُربُ يَشفى مِن حَصاتي وُلوعَها | |
|
| فَسِيّانِ بُعدي وَاِقتِرابُ المَعاصِمِ |
|
هُوَ الحُبُّ لَمّا جَمَّ لِلَهِ خالِصاً | |
|
| سَقاهُ الصِبا فَينانَ تَحتَ الحَيازِمِ |
|
إِذا النَبتُ لاقى مَشجِراً طيِّبَ الثَرى | |
|
| تَأَصَّلَ أَعراقاً وَأَعوادَ ناجِمِ |
|
وصاح الجنَى إبّانَ تأصو غصونُهُ | |
|
| فتشتارُ شُهداً من جَميم البراعمِ |
|
وَتِلكَ هِيَ الأَخلاقُ فَاِختَر قَويمَها | |
|
| وَإِلّا فَكُن كَلّاً طَريحَ الأَباهِمِ |
|