إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
وَجَّهْتُ وَجْهِيَ للنَّخِيْلِ |
وَنَوَيْتُ صَوْمَاً لِلعِرَاقْ |
وَبَكَيْتُ أَسْرَابَ اليَمَامِ |
بلَوْعَةٍ بِكْرٍ.. |
عَلى شَمْسِي تُرَاقْ |
وَجَّهْتُ وَجْهِيَ للشَّوَارِعِ |
فِيْ بِلادِي.. |
للتَائِبِيْنَ..الصَّائِمْيْنَ.. |
المُبْتَلِيْنَ..الصَّابِريْنَ عَلى الحَصَادِ |
****** |
وَجَّهْتُ وَجْهِيَ للبَسَاتِيْنَ |
المُطرَّزَةِ الحَدَائِقْ |
وَنَوَيْتُ أَنْ أَبْقَى مَدَى الأَزْمَانِ عَاشِقْ |
وَبذَرْتُ أَقْمَارَاً عَلَى شَفَةِ المَسَاءْ |
وَلاحَ لِيْ أَمَلٌ عَلَى جُرْحِ اللِّقَاءْ |
حُلْمَاً تُغَازِلُهُ الحَمَائِمْ |
وَفَرَاشَةً طَارَتْ فَأَضْنَتْهَا المَآتِمْ |
وَرُحْتُ أَبْحَثُ بَيْنَ أَضْلاعِي.. |
عنِ المَنْفَى الذي أَهْدَتْهُ لِيْ أَمْضَى الجِرَاحْ |
وَصَرَخْتُ فِيْ وَجْهِ العَوَاصِفِ والرِّيَاحْ |
أُحِبُّ أَرْضَكَ يَا عِرَاقْ |
أُحِبُّ صَوْمَكَ يَا عِرَاقْ |
وَأُحِبُّ أَنْ أَبْقَى نَشِيْدَاً فِيْ مَواويلِ العِنَاقْ |
وَأُحِبُّ أنْ أَرْسُمَ أَحْلامَاً تَطَالُ النَّجْمَ |
وَالغَسَقَ الجَمِيْلْ |
وَجَّهْتُ وَجْهِيَ للنَّخِيْلِ |
وَعَقَدْتُ عَزْمِيَ أَنْ أُسَافِرَ فِيْ مَدَاكْ |
طفْلاً تَعَلَّقَ بَيْنَ دَمْعَاتِ الوَدَاعِ |
وَضِحْكَةٍ فَضَحَتْ هَواكْ |
يَا مَوْطِني الأَحْلى الذي مَا دمَّرَتْهُ الحَرْبُ |
فِي عِيْنِيْ ولا عَيْنِ الرِّجَالْ |
إنَّا كَبُرْنَا مِنْ عَذَاباتِ الخَيَال |
وَاحْتِضَارات الخيالْ |
وَلَمْ نَجِدْ إلاّكَ أغْنِيَةً لَهَا سَجَدَ الجَمَالْ |
وَجَّهْتُ وَجْهِيَ للحُقُوْلْ |
أَيَظَلُّ يَعْصِرُنِي الذُّهُولْ..؟ |
لأَنَّ عَزْمَكَ في المَنَاجِل وَالمَعَاوِل |
لَمْ يَزَلْ جَسَداً تُحَاصِرُهُ الخُيُولْ |
وَأنَّ زَرْعَكَ فِي دَمِي وَرْدٌ |
إلهيٌّ يَفُوْحُ مَعَابِرَاً للعَاشِقِيْنَ بِلا ذُبُولْ |
****** |
يَا أَيُّهَا الوَطَنُ المُعَسْجَدُ بالرَّصَاصْ |
وبانْفِجَارَاتِ الخَطِيْئَةِ وَالعَذَابْ |
يَا دَمْعَةً سَطَعََتْ عَلَى خَدِّ الحُسَيْنِ |
حِيْنَ خَانَتْهُ الذِّئَابْ |
إذْ كَانَ مُمْتَطِيَاً حِصَانَ الخُلْدِ |
حَامِلاً سَيْفَ الرَّسُولِ |
يُرِيْدُ للدُّنيا الخَلاصْ |
يَا أَيُّهَا الوَطَنُ المُعَسْجَدُ في تَرَاتِيْلِ |
الحَيَارَى الرَّاحِلِيْنَْ |
يَا دَمَ الأَبْطَالِ مَسْفُوْكَاً كَقِرْبَةِ يَاسَمِيْنْ |
كَمْ أَنْتَ تَصْبِرُ يَا عِرَاقْ !! |
كَمْ أَنْتَ تَدْهَسُكَ السَّنَابِكُ وَالخُيُوْلْْ!! |
وَلَيْسَ فِي الدُّنْيِا سِوَاكْ |
مُكبَّلاً بِالمَوْتِ مَجْرُوْرَاً بِأَحْزَانِ الفُصُولْ |
****** |
يَا وَاحِدَاً فِي الحُبِّ يَا دِفْءَ الحَنِيْنْ |
يَا مُسْتَفِيْقَاً وَالصَّبَاحَاتُ احْتِضَارٌ وَأَنِيْنْ |
لا لَنْ نَبِيْعَكَ يَا دِثَارَ الأَوْلِيَاءْ |
وَدفْقَةَ النُّور بسِفْرِ الأنبياءْ |
يَا كُلَّ تَأْريْخِ الوُجُوْدْ |
وَكْعْبَةً مِنْهَا انْبَثَقْنَا مُخْلِصينَ |
وَمولعينَ بما سَتَصْنَعُهُ الوُعُودْ |
يَا عِيْدَ دَمْعَتِنَا المُرَاقَةِ كُلَّ عِيدْ |
يَا نَازِفَاً بَيْنَ المَمَالِكِ والعبيدْ |
خُذْ مِنْ فَمِيْ قَلَمَاً وَحِبْرَاً مِنْ وَرِيْدْ |
وَارسمْ حُدُوْدَكَ فَوْقَ أحْدَاقِ النجومْ |
أنْتَ المُسَافِرُ في عُرُوْقِي |
كُلَّمَا نَضَجَ الكُرُوْمْ |
كَقَصِيْدَةٍ جَذْلَى أَبُوحُ باسْمِهَا للفَاتِنَاتْ |
لِجُرْفِ دَجَلةَ عِنْدَمَا تَغْفُو عَلَى خَدِّ الفُرَاتْ |
لِحَبِيْبَتِي لَمَّا تَعُدْ مُنْذُ افْتَرَقْنَا |
واغْتَرَبْنَا وَاحْتَرَقْنَا |
في المَصَابِيْحِ العَتِيْقَةْ |
لِحَبِيْبَتِي فُسْتَانُهَا أَلَِقٌ يُفَصِّلُهُ الرَّبِيْعْ |
وَأُغْنِيَاتُ شُجِيْرَةٍ شَهَدتْ عَلَى الحُبِّ البَدِيعْ |
وَرَقْصَةً كُنَّا نُبَاغِتُهَا الدَقِيْقَةَ فَالدَقِيْقَةْ |
وَقُبْلَةً لَمْ تَنْطَبِعْ فَوْقَ الخُدُوْدِ |
وَإنَّمَا طُبِعَتْ عَلَى أَثَرِ الحَبِيْبَةِ فِيْ الطَّريقْ |
وَكَيْفَ يَا وَطَنِيْ |
افْتَرَقْنَا عِنْدَ شَهْرِ الصَّوْمِ؟ |
وَعُدْتُ أَبكِيْهَا بِشَهْر الصَّوْمِ !! |
وَلَمْ أَفَطِرْ بِغَيْرِ الحُزْنِ والدَّمْعِ الصَّدِيْقْ |