إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
فَيَا شَمْسِي |
إذا غَابَت حَيَاتي |
نَشَدْتُكِ |
ضَارعاً ألاَّ تُغَامي |
وَيَا مَتْعُوبةًً |
قَلْبَاً وَرُوحَاً |
أخَافُ عَليكِ |
عاقبةَ الجِمَامِ |
وَيَا مَكْفُوفَةً |
عَنْ كُلِّ ضَرٍّ |
نَشَدْتُك |
ِ أنْ تكفِّي عنْ ملامي |
فليسَ |
يُطيقُ سَهْمَاً مثلَ هَذا |
فؤادي |
وَهو مُرتكزُ السِّهامِ |
لقدْ |
كنتِ الحُسَام على ظُرُوفٍ |
حُمِلْتُ |
بها على حَدِّ الحُسَامِ |
وَقَدْ |
كُنْتِ الحَرونَ على هَجينٍ |
يُحاولُ |
أنْ يسيّرَ مِنْ زمامي |
وليسَ |
رضيعُ ثديكِ بالمُجَازي |
وليسَ |
ربيبُ حِجْركِ بالمُضامِ |
مَا كانَ أكْثَرَ حُزْنِها.. |
وَعذابِها! |
وَلَدَى أبِي |
كَم أوْرَقَتْ أَعنابُها! |
تَحنُو عَلَينَا إذْ تَطُوفُ حَمَامةً |
أُمِّي |
الَّتِي كَالشَّمْعِ ذَابَ شَبَابُها |
قَدْ عَلَّقَتْ رُوْحِي بِأنْوارِ الحُسَينْ |
قَالَتْ: بُنَيَّ لِتَنْطَلِقْ.. |
فَجْراً يُكَحِّلُ كُلَّ عَينْ |
أَ بُنَيَّ فَلْتَهْوَ العِرَاقْ |
وَكُنْ لِدَمْعَتِهِ ائْتِلاقْ |
أُمِّي الَّتِي بَوَضُوْئِها ضَوءُ النُّجُومِ |
وَدُعاؤُها سِرْبُ اليَمَامِ |
مُحَلِّقَاً فَوقَ الغُيُومِ |
لَمْ يَثْنِها سَوطُ المراثِي.. |
وَاحْتِضَاراتُ الهُمُومِ |
فَحَياتُها قِنْدِيلُ ذِكْرَى |
بَل دَمْعةٌ |
تَنْثَالُ حَرَّى.. |
كَمْ حَارَبَتْ بِدُعائِها.. |
غَدرَ الصَّدِيقْ |
وَمَشَتْ علَى جَمْرِ الطَّرِيقْ |
وَكُلَّما.. |
قَد زَارَها الغُرَباءُ تَساءلُوا.. |
أنَّى لَكِ.. هذا الطَّعامْ..؟ |
قَالَتْ: هُوَ الرَّحمنُ.. يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ |
وَيَقْبَلُ الدَّعَواتِ.. ما خَلصَ الدُّعَاءُ |
قَد بِعتُ بَيتِي وَغُرفةَ العُرسِ الكَبِيرْ |
حَتَّى أصُونَ زَنابقي |
وَيَظلَّ يَغمُرُها العَبيرْ.. |
وَلَمْ أَبِعْ دَمْعِي لِدَيْجُورِ الحِصَارِ |
وَبَقِيتُ وَحْدِي |
مَا لِي سِوَى دَمْعي وَوَجْدي |
لِي فِتْيَةٌ كَانُوا كِبَاراً.. |
يَتَوَافَدُونَ لَدَى حِمَايَ وَيَزْرَعُونَ العُمْرَ غَارَا.. |
لَمْ يُذْعِنُوا.. لِلدَّهْرِ.. لِلأهلِ القُسَاةْ |
كَمْ عَانَقُوا أحْزانَهُمْ |
كَم قَلَّدُوهَا الانْتِظَارَا.. |
كَمْ قَاوَمُوا الطُّوْفَانَ |
قَدْ صَارُوا مَجَادِيفَ الحَيَاةْ |
اللهُ يَا أُمِّي الَّتِي دَمعاتُها ماءُ الفُراتِ.. |
مَا الشِّعْرُ إلاَّ لَوعَةٌ مَجْنُونَةٌ مِنْ أُغْنِيَاتِي.. |
لِيْ بَينَ أضْلاعي فُؤادٌ نَابِضٌ بِالفَاجِعَاتِ |
وَعَلَى رُبَى الأيَّامِ تَرقُصُ قُبَّراتِي.. |
تَبْقَينَ يا أُمَّاهُ.. زَهرَةَ مَوطِنِي .. |
وَيَظَلُّ وَجهُكِ شَمْعةً لِلأُمْنِيَاتِ |