عُوجوا عَلى تُونسَ الخَضراءِ وَاِبتَهِجوا | |
|
| وَأَشفوا الظماءَ بِما تَحيي بِهِ المُهَجُ |
|
وَشاهِدوا في مَعالي المَجد بَدرَ هُدىً | |
|
| أَعلامُهُ مِن حِبالِ النورِ تَنتَسِجُ |
|
هُناكَ صادَحَةٌ في الأُفقِ يَطرِبَكُم | |
|
| عِندَ اِستِماع الثَنا مِن لَحنِها هَزَجُ |
|
تَثني مُلوك البَرايا وَالشُعوب عَلى | |
|
| مَولى لِسانُ العُلى في مَدحِهِ لهجُ |
|
الصادِقُ الفاضِلُ الفَردُ الَّذي اِنتَشَرَت | |
|
| صِفاتُهُ فَغَدا يُستَنشَقُ الأَرجُ |
|
شَمسٌ مِن الغَرب قَد مَدَّت أَشِعَّتُها | |
|
| فَأَصبَحَ الشَرقُ يُبديها وَيَبتَهِجُ |
|
قَد أَسَّسَ الهَدءَ في الأَقطارِ مُحتَفِظاً | |
|
| عَلى العِباد فَلا طَيشٌ وَلا هَوَجُ |
|
وَشادَ لِلعَدلِ صَرحاً في مَعالِمِهِ | |
|
| فَشيَّدَ الحَقَّ لا زيغٌ وَلا عِوَجُ |
|
في خَدِّ صارِمِهِ المَصقول مَنصله | |
|
| ماءُ الجَمالِ بِماءِ المَوتِ مُنَدَمِجُ |
|
وَفي فَمِ القَلَمِ المَرفوعُ قائِمُهُ | |
|
| ماءُ الحَيوةِ بِماءِ الرُشدِ مُمتَزِجُ |
|
طَوراً بِبَسط الهَنا تَجري إِرادَتُهُ | |
|
| وَتارَةً بِالقَضا المَحتوم تَندَرِجُ |
|
في بَطنِ راحَتِهِ الأَقدارُ قَد كَتَبَت | |
|
| يا مَن بَغَى فَرَجاً هَذا هُوَ الفَرَجُ |
|
وَفي سَما وَجهِهِ الهادي بِرَونَقِهِ | |
|
| صُبحُ الرَجاءِ إِلى الأَفكارِ مُنبَلِجُ |
|
رِجالُهُ زانَتِ الأَعصارَ إِذ نُخِبَت | |
|
| مِن كُلِّ شَهمٍ بِهِ العَلياءُ تَبتَهِجُ |
|
وَجيشُهُ الكاسِرُ الجَرّارُ عَسَكرُهُ بَحرٌ | |
|
| جُيوشُ المَنايا خَلفَهُ لَججُ |
|
عِندَ الطرادِ طُيورٌ لا ثَباتَ لَها | |
|
| وَفي الثَباتِ قِلاعٌ لَيسَ تَنزَعِجُ |
|
أَحيى المَعارفَ وَالآدابَ يَنشُرُها | |
|
| فَاِرتَدَّ للعَربِ ذاكَ الرَونَقُ البَهجُ |
|
نورُ التَمَدُّن في آفاقِهِ سَطَعَت | |
|
| عَلى البَريَّةِ مِنهُ لِلهُدى سرُجُ |
|
يا صادِحاً في أَعالي الكَون يُطرِبُهُ | |
|
| هَذي فَضائِلُهُ حدّث وَلا حَرَجُ |
|
فَقَد تَفَرَّدَ في الإِفضالِ مُرتَقياً | |
|
| عَلى أَثيرٍ لَدَيهِ تَقصرُ الدرَجُ |
|
يَحيي البَرايا نَداهُ وَهُوَ مُنسَكِبٌ | |
|
| وَمِن رِضاهُ بلايا الخُلقِ تَنفَرِجُ |
|