عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > محمد سعيد الحبوبي > حبذا من طالع عصر الشباب

العراق

مشاهدة
1072

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

حبذا من طالع عصر الشباب

حبذا من طالع عصر الشباب
لاث لي من دونه الشيب نقاب
ذهبت أيامه أي ذهاب
بعت منها باللجين الذهبا
والقنا اللدن بمعوج القسي
بيعةً ما أربحت من كسبا
بعد أن عاد بكفي مفلس
يا خليلي على تلك القباب
عرجاً بي نقتفي خط الشباب
إن فيها من بني الفرس كعاب
حلفت أن تسترق العربا
حين سامت مهرها بالأنفس
وارتضينا رقها واعجبا
يرتضي بالرق من لم يدنس
كسرويات على دين المجوس
حاكمتنا فسبت منا النفوس
طالعتنا فحسبناها شموس
فارتقبنا نحوها مرتقبا
فإذا نحن بواد مشمس
نلتظي من دونه ملتهبا
دونه النار التي لم تمسس
يا بنفسي من ظبيات الكناس
ظبية مال بعطفيها النعاس
خالستها النظر العين اختلاس
إذ تراءت فتلقت غضبا
غيرة من نظر المختلس
قلت بالكعبة أن أدنو الخبا
منك قالت لا وبيت المقدس
غردي عاذرةً ذات الجناح
ما على من شفه الحب جناح
إن من ديني أن نهوى الملاح
سنة لا أختشيها مذهبا
دين من قد كان بالأندلس
بعث اللَه العليم الكتبا
قبل أن يبعث روح القدس
فسل الفرقان عما قد حكى
من هوى يوسف لما ملكا
وسلن آدم ممن قد بكى
حينما عن وجه حوا احتجبا
إذ يقاسي حيرة الملتمس
أيها المظهر مني عجباً
تحسب الماضي قديماً قد نسي
أو فسل مدين فيها من ولج
واصطفى الوصل على سبع حجج
وعلى من تحسب الصرح لجج
بعد ما قد ملكت قوم سبا
إذ أتت ذات قياد سلس
سل سليمان بها كم قد صبا
لا هياً عن جنه والأنس
فبروحي من بها لست أبوح
أبدا ما دام في جنبي روح
أبذل الدمع بها وهو سفوح
وأروض القلب أن يضطربا
لا يحس السر من يحسس
علق القلب هواها أشيبا
فهو من علقتها في يأس
أجتدي الغيث وقد عز المغيث
لجوى يا سلم بالقلب يعيث
فحديثي فيك ما أشقى الحديث
جذوة شبت فعادت لهبا
كشهاب بيدي مقتبس
فأنا من فوق أعلام الربى
علم الخنساء للمغلتس
أعجبت عز بأشواق كثير
وبثين من جميل ليسير
أنا يا سلم وإن كنت الأخير
قد ركبت اليوم ما لن يركبا
مصعب الهجر بشوق أهيس
ورجائي دون ما قد طلبا
ولئن كانت جموحاً فرسي
قادها حبك مرخاة الزمام
ليس يثنيها عن الحب الجام
لا وعيش لك في دار السلام
ألبست نعماه أكناف الربى
من رياض حلة لم تلبس
برقت تصقلها كف الصبا
فهي من استبرق أو سندس
هي مما غزلت أيدي الرباب
نسجتها فوق كرسي الشعاب
الحمت ماء وسدته تراب
ثم حاكته تباهي قعضبا
إذ أتت حسا بما لم يحدس
أتنجت من ذا وهذا عجبا
من عقيم الشكل شكل النرجس
نشرت للبشر أعلام الفرح
فانطوى الأفق لها قوس قزح
وعليها موكب الريح انسرح
وتغشاها الحيا فانسكبا
مطرباً يرنو بلحظ منكس
قد تطوى خجلاً فاحدودبا
فهو من فرط انحناء كالقسي
لو تراه وهو في متن الغمام
خلت أن الزهر في البيد سهام
إذ تخال الأكم الخضر خيام
والربيع الحزن فيها طنبا
مؤذناً في يوم حرب أنحس
حيث طبل الرعد فيها ضربا
سائقاً جيش الغمام المكدس
زهر ما أدرعت تلك البطاح
والغصون اشتبكت فيها رماح
وجفون البيض عن بيض الصفاح
صافحت للبرق سيفاً فنبا
حده عن حدة المحترس
ما بها فل تفل اليلبا
لا تبالي مدرعاً من مترس
أرحب البرق وقد شب التهاب
فانطوى ناراً بأحشاء السحاب
فرزت فيها حواياها فذاب
فهو إذ ينهل ذوباً صببا
كفؤاد المستهام اليئس
غالب الشقوة كان الأغلبا
فتولى بشقاء الملبس
جحفل يحسبه الطرف منيع
نمنمت في جيشه زهر الربيع
شربت شامته منه النجيع
وغدت تصبغ كفاً خضبا
فيه صبغ الأرجوان الأنفس
سقت القمري كأساً مذهبا
فتغنى بذهاب الأنفس
يا بنفسي وسليماها الربوع
كم حنيناً بمحانيها الضلوع
إذ حمت سلم مريعاً عن مروع
يجتلي مغناه ورداً أطيبا
ويقاسي منه شوك الملمس
كم رعيناه مخصباً
وارتعينا بالهشيم اليبس
كم على وجدي على دار السلام
لا مين سعد ومن عوفي لام
أنا يا سعد وإن طال السقام
لست أبغي بالحمى منقلبا
فأطلق اللوم به أو فاحبس
لا ومن يلقي عليك الكثبا
إذ تناجي جندل المرتمس
سل سمير الليل كم كان السمير
ليلة طال بها الليل القصير
بات مرتاحاً على جنب الغدير
مازجاً بالجد مني اللعبا
عل أن أجفانه لم تنعس
راعه النجم إذا ما غربا
فهو يرميه بلحظ أشوس
إن نسلني علم أخبار النجوم
فعلى خبرتها جم العلوم
سل أحدثك أحاديث الرجوم
إنها يشهد عن عنها كبا
نفسات خلقت من نفسي
لجوىً كلمت فيه الشهبا
فهي مما أشتكي في حرس
قتل العيوق كم كان الرقيب
رصداً لليل يخشى أن يغيب
ما لنا للحشر في الوصل نصيب
إذ له الميزان مهما انتصبا
دلس الصبح وماء الغلس
لا جزاك اللَه عنا كوكبا
ولحاك اللَه من مدلس
في عهود سلفت حيث الحمى
كنت أشهدت عليه الأنجما
أقذف الدمع عليهن دما
من جفون شفها ما ذهبا
فهي شيئاً بعده لم تؤنس
عندها سيان مهما نسبا
وضح الصبح وليل الحندس
كم لها قاسيت عين الأرمد
غب يوم غبه لم يحمد
ليت يومي كان في سعد غدي
إذ سقاني ما أطيبا
خمرة الريق بكأسٍ ألعس
فحمى عن مسه ما ذهبا
حين وافى بشفيع الغلس
محمد سعيد الحبوبي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2013/10/23 01:27:11 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com