عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > إبراهيم اليازجي > دع مجلس الغيد الأوانس

لبنان

مشاهدة
3368

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

دع مجلس الغيد الأوانس

دَعْ مَجْلِسَ الغِيدِ الأَوَانِسْ
وَهَوَى لَوَاحِظِهَا النَّوَاعِسْ
وَاسْلَ الكُؤُوسَ يُدِيرُهَا
رَشَأٌ كَغُصْنِ البَانِ مَائِسْ
وَدَعِ التَّنَعُّمَ بِالْمَطَا
عِمِ وَالْمَشَارِبِ وَالْمَلاَبِسْ
أَيّ النَّعِيمِ لِمَنْ يَبِيتُ
عَلَى بِسَاطِ الذُّلِّ جَالِسْ
وَلِمَنْ تَرَاهُ بَائِسَاً
أَبَدَاً لِذَيْلِ التُّرْكِ «بَائِسْ»
وَلِمَنْ أَزِمَّتُهُ بِكَفِّ
عِدَاهُ يُظْلَمُ وَهْوَ آئِسْ
وَلِمَنْ غَدَا فِي الرِّقِّ لَيْ
سَ يَفُوتُهُ إِلاَّ الْمَنَاخِسْ
وَلِمَنْ تُبَاعُ حُقُوقُهُ
وَدِمَاؤُهُ بَيْعَ الخَسَائِسْ
وَلِمَنْ يَرَى أَوْطَانَهُ
خِرَبَاً وَأَطْلاَلاً دَوَارِسْ
كَسِيَتْ شُحُوبَ الثَّاكِلاَ
تِ وَكُنَّ قَبْلاً كَالعَرَائِسْ
عجْ بِي فَدَيْتُكَ نَادِبَاً
مَا بَيْنَ أَرْسُمِهَا الطَّوَامِسْ
وَاسْتَنْطِقِ الآثَارَ عَمَّا
كَانَ فِي تِلْكَ البَسَابِسْ
مِنْ عِزَّةٍ كَانَتْ تَذِلُّ
لَهَا الجَبَابِرَةُ الأَشَاوِسْ
وَكَتَائِبٍ كَانَتْ تَهَا
بُ لِقَاءَ سَطْوَتِهَا الْمَتَارِسْ
وَمَعَاقِلٍ كَانَتْ تُعَزَّزُ
بِالطَّلاَئِعِ وَالْمَحَارِسْ
وَمَدَائِنٍ غَنَّاءَ قَدْ
كَانَتْ تَحِفُّ بِهَا الفَرَادِسْ
أَيْنَ الْمَتَاجِرُ وَالْصَنَا
ئِعُ وَالْمَكَاتِبُ وَالْمَدَارِسْ
بَلْ أَيْنَ هَاتِيكَ الْمُرُوجُ
بِهَا الْمَزَارِعُ وَالْمَغَارِسْ
بَلْ أَيْنَ هَاتِيكَ الأُلُوف
بِهَا فَسِيحُ البَرِّ آنِسْ
هَلِكُوا فَلَسْتَ تَرَى سِوَى
عِبَرٍ تَثُورُ بِهَا الْهَوَاجِسْ
بِيدٌ صَوَامِتُ لَيْسَ يُسْمَعُ
فِي مَدَاهَا صَوْتُ نَابِسْ
إِلاَّ رِيَاح الْجَوْرِ تَكْسَحُ
وَجْهَهَا كَسْحَ الْمَكَانِسْ
أَمْسَتْ بَلاَقِعَ لاَ تُرَى
إِلاَّ بِأَبْصَارٍ نَوَاكِسْ
ضَحِكَتْ زَمَانَاً ثُمَّ عَا
دَتْ وَهْيَ كَالِحَةٌ عَوَابِسْ
غَضِبَتْ عَلَى الإنْسَانِ وَاتَّخَذَ تْ عَلَيْهَا الوَحْش حَارِسْ
فَإِذَا أَتَاهَا الإنْسُ رَا
حَ يَدُوسُهَا دَوْسَ الْمَخَالِسْ
هذي مَنَازِلُ مَنْ مَضَوا
مِنْ قَوْمِنَا الصِّيدِ القَنَاعِسْ
دَرَسَتْ كَمَا دَرَسُوا وَقَدْ
ذَهَبَ النَّفِيسُ مَعَ الْمُنَافِسْ
مَاذَا نُؤَمَّلُ بَعْدَهُمْ
إِلاَّ مُقَارَعَةُ الفَوَارِسْ
فَإِلَيْكُمُ يَا قَوْمُ وَاطَّرِحُوا
الْمَدَالِسَ وَالْمَوَالِسْ
وَتَشَبَّهُوا بِفِعَالِ غَيْرِ
كُمُ مِنَ القَوْمِ الأَحَامِسْ
بِعَصَائِبٍ أَنِفُوا فَجَا
دُوا بِالنُّفُوسِ وَبِالنَّفَائِسْ
هَبَّتْ طَلائِعُهُمْ يَلِيهَا
كُلُّ صِنْدِيدٍ مُمَارِسْ
تَرَكُوا جُمُوعَ التُّرْكِ تَعْصِفُ
فَوْقَهَا النّكَبُ الرَّوَامِسْ
مَلأوا البِطَاحَ بِهِمْ فَدَاسَ
عَلَى الجَمَاجِمِ كُلُّ دَائِسْ
فَخُذُوا لأَنْفُسِكُمْ مِثَا
لَ أُولَئِكَ القَوْمِ الْمَدَاعِسْ
أَوَلَسْتُمُ العَرَبُ الكِرَا
مُ وَمَنْ هُمُ الشُّمُّ الْمَعَاطِسْ
فَاسْتَوْقِدُوا لِقِتَالِهِمْ
نَارَاً تُرَوِّعُ كُلَّ قَابِسْ
وَعَلَيْهُمُ اتَّحِدُوا فَكُلّكُمُ
لِكُلِّكُمُ مُجَانِس
وَدَعُوا مَقَالَ ذَوِي الشِّقَا
قِ مِنَ الْمَشَايِخِ وَالْقَمَامِسْ
فَهُمُ رِجَالُ اللهِ فِيكُمْ
بَلْ هُمُ القَوْمُ الأَبَالِسْ
يَمْشُونَ بَيْنَ ظُهُورِكُمْ
تَحْتَ الطَّيَالِسِ وَالأَطَالِسْ
فَالشَّرُّ كُلُّ الشَّرِّ مَا
بَيْنَ العَمَائِمِ وَالقَلانِسْ
دَبَّتْ عَقَارِبُهُمْ إِلَيْكُمْ
بِالْمَفَاسِدِ وَالدَّسَائِسْ
فِي كُلِّ يَوْمٍ بَيْنَكُمْ
يُصْلِي التَّعَصُّبُ حَرْبَ دَاحِسْ
يُلْقُونَ بَيْنَكُمُ التَّبَاغُضَ
وَالعَدَاوَةَ وَالوَسَاوِسْ
نَثَرُوا اتِّحَادَكُمُ كَمَا
نُثِرَتْ مِنَ النَّخْلِ الكَبَائِسْ
سَادَ الفَسَادُ بِهِمْ فَسَادَ
التُّرْكُ فِيهِ بِلا مُعَاكِسْ
قَوْمٌ لَقَدْ حَكَمُوا بِكُمْ
حُكْمَ الجَوَارِحِ فِي الفَرَائِسْ
وَعَدَتْ عَوَادِي البَغْيِ تَعْرِ
قِكُمْ بِأَنْيَابٍ نَوَاهِسْ
كَمْ تَأْمَلُونَ صَلاحَهُمْ
وَلَهُمْ فَسَادُ الطَّبْعِ سَائِسْ
وَيَغُرُّكُمْ بَرْقُ الْمُنَى
جَهْلاً وَلَيْلُ اليَأْسِ دَامِسْ
أَوْ عَلَى مَا تَرَوْن الحُكْمَ فِي
أيْدِي المصَادِرِ وَالْمُمَاكِسْ
وَعَلَى الرّشَى وَالزُّورِ قَدْ
شَادُوا الْمَحَاكِمَ وَالْمَجَالِسْ
وَالحَقُّ أَصْبَحَ عِنْدَ مَنْ
أَلِفَ الخَلاعَةَ وَالْخَلابِسْ
مِنْ كُلِّ مَنْ يُمْسِي إِذَا
ذَكَرُوا لَهُ الإِصْلاحَ خَانِسْ
عَمَّتْ قَبَائِحُهُمْ فَأَمْسَتْ
لا تُحِيطُ بِهَا الفَهَارِسْ
حَالٌ بِهَا طَابَ التَّبَسُّمُ
لِلْوَغَى وَالْمَوْتُ عَابِسْ
وَحَلا بِهَا بَذْلُ الدِّمَاءِ
فَسَفْكُهَا لِلجورِ حَابِسْ
بَرِحَ الْخَفَاءُ وَمَنْ يَعِشْ
يَرَ مَا تَشِيبُ لَهُ القَوَانِسْ
إبراهيم اليازجي
بواسطة: حلم المساء
التعديل بواسطة: حلم المساء
الإضافة: الجمعة 2005/08/12 05:14:59 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com