|
هَذَا غَدِيرُكَ لا مَاءٌ ولا حَجَرُ
|
لَكِنَّهُ الحُبُّ في الأَعمَاقِ يَنفَجِرُ
|
يَجرِي دَمَاً في شَرَايِينِ الهَوى عَبَقَاً
|
مِنهُ تَعَلَّمَ نَفثَاً عِطرَهُ الزَّهَرُ
|
تَمُرُّ ذِكرَاكَ أَصدَاءً مُحَمَّلَةً
|
شَذَا السِّنِينِ التي في خَفقِهَا العِبَرُ
|
لَمَّا تَنَفَّسَهَا وِجدَانُ خَاطِرَتِي
|
دَبَّتْ حَيَاةٌ بِهَا وَاسْتُنهِضَتْ صِوَرُ
|
على مَرَايَاكَ أَحدَاثٌ يُطِلُّ بِهَا
|
وَجهُ الحَيَاةِ وَكَمْ تَسمُو بِهَا الفِكَرُ
|
أَبَا الحُسَينِ تُرَى يَكفِي لَهَا قَلَمٌ؟!
|
كَلَّا.. وَظَنِّي دَوَاةُ الحِبرِ تَنحَسِرُ
|
هَذَا غَدِيرُكَ تَأْرِيخٌ بِمُجمَلِهِ
|
عَصَتْ تَفَاصِيلُهُ إلَّا لِمَنْ عَبَرُوا
|
جِبرِيلُ بِالوَحيِّ بِالآيَاتِ ظَلَّلَهُ
|
فَالحَرُّ بَردٌ وَهَمسُ النَّاسِ يَستَعِرُ
|
سِرُّ النُّبُوَّةِ فِيكَ اللهُ أَودَعَهُ
|
تَاهُوا بِبَحثِهِمُ فِيهِ وَمَا عَثَرُوا
|
وَجِئتُ مَولَايَ أَتلُو بَعضَ شَقشَقَةٍ
|
لَعَلَّهَا أَدرَكَتْ مَا تَحمِلُ السِّوَرُ
|
في هَلْ أَتَى ذَاتُكَ العَليَاءُ تَخبِزُهَا
|
كَي تُطعِمَ الجُوعَ خَلفَ البَابِ يَنتَظِرُ
|
هَا أَنتَ ضَوءٌ جَلَوتَ الرُّوحَ جَوهَرَةً
|
لَولَاكَ مَا أَبصَرَ الوِجدَانُ والنَّظَرُ
|
في الطِّينِ مُذْ صُبَّ مَاءُ العِشقِ يَعجُنُهُ
|
رَبُّ السَّمَا فَاستَوى مِنْ عِشقِكَ البَشَرُ
|
والعَاشِقُونَ تَرَبَّوا حَولَهُ ثِقَةً
|
كُبرَى وَفي مَدِّهِ حَقٌّ بِهِ انتَصَرُوا
|
هَا هُمْ هُنَا لَمْ تَجِفْ سَيلَاً خَوَاطِرُهُمْ
|
وَالأَوَّلُونَ فَمَا جَاءُوا وَلَا حَضَرُوا
|
حَرَّرتَهُمْ بِاتجِاهِ الضَّوءِ فَأْتَلَقُوا
|
لا النَّجمُ قَد طَالَهُمْ كَلَّا وَلَا قَمَرُ
|
وَلَستُ وَحدِي مَعِي نَخلٌ وَتَمرَتُهُ
|
وَقَلبُهَا الحُبُّ يَجرِي بِالوِلَا هَجَرُ
|