عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > تونس > صلاح داود > حمامة الأمس ..

تونس

مشاهدة
825

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

حمامة الأمس ..

بالأمس كانت ها هناك حمامة
تختال في ورد به ترميني
في حضنها عصف الغرام كأنها
نغم يداعب نفحة النسرين
وجناحُها هزاتُ عطر مُسْكبٍ
أو رقصةٌ مجنونةٌ تغريني
مرّرْتُ كفّي فوق همس عبيرها
وأصابعي في شَعْرها تجريني
شرَدتْ مع الريحان لم تترك صدى
غيرَ الظنون تُقضّني تضْنيني
وتُميتني في اليوم كل دقيقة
وبعيْد كل مماتةٍ تحْييني
ومع الثواني الباقيات تُعيدني
لعيونها في لحظةٍ ترْديني
**
بالأمس كانت ها هناك حمامة
صعِدتْ على ركح الهوى..وتثنّت
كلُّ الأكفِّ تلهّبت وتوجّعت
وتوسّلت وتودّدت وتمنَّت
لمّا استبان السكْرُ في أرواحنا
قفزت على قمَر السّماء وغنَّت
مِلْنا..ثمِلنا.. لم نصاحبْ عمْرنا
وتحمْلقتْ منا العيونُ وعنّتْ
وحمامتي ليست هنا..وحسبْتها
هبّاتِ نسْم للشّرارةِ حنّت
وحسبتُها ريحًا دخانًا ذُرْذرت
فوق اللهيب فمزّقتْه ورنّت
وسمعْتُ قلبي من رنين مِزاقها
كالنار جنّنَها النُّفاخُ فجُنّت
**
بالأمس كانت ها هناك حمامة
صوّرْتُ من تَحْنانها إيحائي
وطَفتْ لِحُبّ العاشقين نوازعي
حمَلَتْ جوًى من تونسَ الخضراء
لمّا رأتني راحلا بمشاعري
قادت سفينَ الوجْد للميناء
للمغرب الأقصى وسِحْر رباطه
لِجنائنٍ بمراكشَ الحمراءِ.
وعلى شراع الشوق هِمْتُ بأحْرفي
صوْبَ الهوى في دارنا البيضاء
فلنا هناك نوارسٌ وبلابلٌ
شقّوا القوافي الهُوجَ في الأنواء
وركبْتُ شِعري المستهامَ بطنجةٍ..
ما أجملَ التّهويمَ بالشعراء!
**
بالأمس كانت ها هناك حمامة
صادت صقورَ الشِعْر بين شِباكيا
قبّلْتُها لم أدْرِ أنّي غيمة
حتى لمسْتُ شفاهَها بشفاهيا
ومددْتُ روحي للسماء أطالُها
ومرَرْتُ فوق ضيائها بلسانيا
فشعرْت أن الضوء مجتذب دمي
وعلى الضفاف النائيات ندائيا
وهربْتُ من أحضانها لزوابعي
فتطايرتْ فوق الجبال جباليا
وتعثرَتْ بين الشفاه قصيدتي
لم أدْرِ كيف أصوغ عِقدَ كلاميا
لمْ أدْر أنّ العمْر قد عتقْتُه
حتى عصرْتُ الخمرَ من أحزانيا
**
بالأمس كانت ها هناك حمامة
عشْقُ القوافي شفهّا أضناها
سجعت على أطلال خلان الهوى
في عيد شعر بالوفاء رماها
عيدٌ يطرّز للإباء سبائكا
في عشق قدسٍ قهْرُها أبكاها
عيدٌ من الفرح المضمَّخ بالضنى
أرضُ تنادي .. اِبنَها وأباها
جولانُها تاقت رؤاه حمامتي
فتعثّرتْ في غزّةٍ ساقاها
ها ها هناك هوَتْ تمُوج حمامتي
في نجمةٍ وجَعُ الأذى ألقاها
رفّتْ بدمْع العِز عينُ حمامتي
فأبى البُكَا مِن ثِقْلِه شفْراها
**
بالأمس كانت ها هناك حمامة
في شارع المنصور تاه شَداها
هام الرشيد على الفرات بحِسّها
فتعشقتْ أمواجُ دجلةَ فاها
لما رأت مِزَق المآذن في الثرَى
من فسْق ملعونٍ طغَى..أذاها
مِن مُسلمٍ باع الحِمَى لمُتاجر
ورخيصِ قَدْرٍ عانق السُّفاها
متأمْركٍ ذفِر القفا حتى غثت
من فحْشه أمعاؤه بقذاها..
قفزتْ على وجه الصّفيق حمامتي
تَسقي الثرى من عينه بدماها
ما همَّها غدرٌ ترصّد طوْقها:
مِن ها هناك معمّمٌ أرْداها!
**
يا شِعرُ مزَّقَنا الكلامُ وإنّا
بين السطور وتحْتهنّ دُفِنّا
خلْف الزمان تنوء تفعيلاتنا
أسبابُنا انكسرتْ تنوح كأنّا
لا القدْسُ مسلوبًا..ولا بمحمدٍ
قد هوّنونا في الرسوم .. فهُنّا
لا مزّقوا قرْآننا ..لا غوّطُوا
أشلاءَنا .. فتغوّطتْ ونتِنّا
لا اسْتفعلوا بنسائنا..لا احْدوْدبُوا
بإبائنا .. فاستخْونوهُ فخُنّا
**
نامي ولا تأسَيْ عَلَيَّ حمامتي..
لِغرَامِنا زمَنُ المهانة غنَّى..
نامي..فلا نفْسٌ تتوق لثَأْرها
كلٌّ بِليْلِ الصّبِّ هامَ..وجُنَّا.
صلاح داود

** في اليوم العالمي للشعر.. إذا قيل لك يوما يا.. شعر : هل مازلت مهمّا ؟ ألا فـقل .. بكل تحدٍّ : نعم وألف نعم. و إلا.. فلِـمَ يخاف المدجّجون بالدبابات.. والعساكر.. والبوليس.. وقنوات البث.. من ... شاعر بائس ..حزين ؟؟ ألقيت القصيدة لأول مرة في الدار البيضاء في 19/3/2010
بواسطة: صلاح داود
التعديل بواسطة: صلاح داود
الإضافة: الأربعاء 2013/11/06 02:35:48 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com