سرُّ الطبيعة غَورٌ لا قرارَ لهُ | |
|
| حار الحجا لو تَروَّى الفكرُ هُوَّتهُ |
|
كلَّت قوى اللُّبِّ واعتلَّت مشاعِرُهُ | |
|
| مهما البصائِرُ همَّت كشفَ لُجَّتُهُ |
|
بحرٌ ولا يسعُ الإِدراك قَطرَتَهُ
|
مما درتهُ العقولُ من ظواهرهِ | |
|
| حدساساً وقد أُثبتت بالفعل كينتُهُ |
|
ان العناصر في أَطباعها فِرقٌ | |
|
| ذاك اجتذاب وذا دفع تَخُصَّتُهُ |
|
كيف وما ولماذا تلك عُقدَتهُ
|
طبع التجاذب في الاكوان مطَّرداً | |
|
| جَمعُ العناصرِ في نظم وسنَّتهُ |
|
اصل التشكّل والأعراض في جَمدٍ | |
|
| روحُ التكامل في حيٍّ وَنُوهَتُهُ |
|
فعل التحرُّك في الافلاك قوَّتُهُ
|
من دونهِ الجسم معدوم بجوهره | |
|
| تصوراً الا يطيق الوصفُ ينعتُهُ |
|
قُطبُ الوجود عليهِ الكون دارَ فإِن | |
|
| يُنفى نَفى الكون يفنيهِ يشتّتهُ |
|
تُمحى العوالم لو تعتلُّ علَّتُهُ
|
طبع التجاذب لا ينفي التدافعَ وال | |
|
| تقاهما عالم الاحياء يثبتهُ |
|
سِرُّ الحياة وجودُ الضدِّ مجتمعاً | |
|
| في عنصرِ دون ان تقصى مهزّتُهُ |
|
الروح نارٌ وفي ماءٍ ثأَبُّتُهُ
|
مهزَّة الروح سر لا بيان له | |
|
| خفاءُهُ فوقَ وُسعِ اللبِّ دِريتُهُ |
|
وسِرَّ سرِّه في الاحياءِ قاطبةً | |
|
| سِرُّ التكامُل في جنسٍ وهيئتُهُ |
|
سرُّ التولُّد ما يدريك حكمتُهُ
|
طبع التجاذب ام ميل الغريزة ام | |
|
| فعل اغتذاءٍ ام الإِيراث حقّتُهُ |
|
يدعى التعشُّق اجماعا لدى بشرٍ | |
|
| ان رُمت إِركانَ فاستقصِ طبيعتَهُ |
|
تلَق المخاطِرَ ان تجهل حقيقتَهُ
|
يعنيك امره للأُخرى وعاجلةٍ | |
|
| هبكَ أَثرت لهذي الحزم صينتهُ |
|
اللَه أكبرُ ما اسماه من حظةٍ | |
|
| نعم الوجودِ وجودُ النعم قدرتُهُ |
|
رُوح الحياة حياةُ الروح منحتهُ
|
ماذا الحياة اذا قالوا فقل جَذِلاً | |
|
| عشقٌ طهورٌ وحفظ الجنس بُغتيَتُهُ |
|
وما التعشَّق ان قالوا فقل فَطِناً | |
|
| ميل لخلدٍ كمال الروح نصرتُهُ |
|
عزُّ سموُّ جمال الخَلق صحتهُ
|
الحب مطلقاً النفعُ استدامتُهُ | |
|
| والعشقُ وحدهُ بذلُ الروح منيتُهُ |
|
الوصل عهدُهُ والصدق استقامتُهُ | |
|
| والأَمن مغناه والإِخلاص لذَّتُهُ |
|
الخلد معناه والأَولادُ صورتُهُ
|
العشق بالنفس لا بالجسم موطنُهُ | |
|
| والوصل فعلاً يقوِّي الروح يصنتُهُ |
|
الطُّهر نُعماهُ في روحٍ وفي جسدٍ | |
|
| عهد الوصال اتصال الرُّوح حُجَّتهُ |
|
شرط التنزُّه فرضٌ تلك خُطَّتهُ
|
ليس اشتهاءُ الحشا ليس اقتضا وَطَرٍ | |
|
| ليس التغزل في من رُمتَ عِشرتَهُ |
|
بل عقدُ حلفِ لصَون النفس طاهرةً | |
|
| عُربون عهدٍ لحفظِ الانس خلَّتَهُ |
|
للناس أَوثق عهد السلم عُروتُهُ
|
لا يسلم العشقُ عن لَوم لذي شغفٍ | |
|
| ان لم تنزه عن الأَوهام دُخلتُهُ |
|
إن لم يكُ الشق محضاً في حقيقتهِ | |
|
| منزَّهاً فمجاز الحبّ يكبتُهُ |
|
عشقٌ طهور تدوم الدهر نعمتُهُ
|
ما ابشع الوصل كنهاً في وسائطِه | |
|
| حظُّ البهيمة ان تُنكر مزيَّتُهُ |
|
حسب اللياقة لفظاً لا يفاهُ به | |
|
| تحدُّثاً عيب ذكراهُ ونُقرُتهُ |
|
جمالُهُ بحجاب الصون سترتهُ
|
اما التعشق في القلب الطهور له | |
|
| بِرٌّ زكاءٌ جمال الروح زينتُهُ |
|
يُرضى التغزُّل في حِبٍّ علانيه | |
|
| تأَدُّباً لا تنافي الطبعَ لهجتُهُ |
|
ما أَشرف العشق ان آثرت عزّتَهُ
|
يسمو لحرٍ بمحض العشق طالعُهُ | |
|
| يعتزُّ نفساً يحيِّي اللَهُ طلعتَهُ |
|
يصبو بذكراه قلبٌ ساءَه كربٌ | |
|
| يَرنو عَفيفٌ زكيُّ القلب مُخبِتُهُ |
|
يمحي المشّقةَ يجلي الهمَّ يكمُتُهُ
|
كم من ضعيفٍ وقد خابت مذاهبُهُ | |
|
| يغدو صحيحاً بهِ ترتاح مُهجتهُ |
|
يصفو له العيش لا خوفاً ينغّصُهُ | |
|
| يرتاح ليلاً ولا امراً يُبَيِّتُهُ |
|
يطوي النهار يرجّي الليلَ عودتَهُ
|
كم من وضيع بذات المال مفتقرٍ | |
|
| يسعى شقيّاً زهيدُ العيش يأُلُتُهُ |
|
وهو السعيد بذات الحبِّ مغتبطٌ | |
|
| في بيتهِ العزُّ والأَفراح تُسبتُهُ |
|
يشدو ويُنشِد لا أَوهام تصمتهُ
|
النقص بالخَلق ثوب الصون يمترُهُ | |
|
| والعيب بالخُلق لوم العرض سمعتُهُ |
|
فاحفظِ لزوجِك عهداً رغمَ عارضةٍ | |
|
| وارعَ الأَمانة في وعدٍ تبتِّتُهُ |
|
صدق خلوص يقوِّيه يثبِّتهُ
|
واقض الزمان بذكرى الحِبِّ منتعشاً | |
|
| وَعِش بنفسٍ تُزِل للعمر شقوتَهُ |
|
فهكذا هكذا العشق السليم ولا | |
|
| مَن يجترح فيهِ ما اشقى مغبَّتُهُ |
|
|
للعشق شأنٌ وما ادراك محنتهُ | |
|
| هبهُ بوعدٍ وَفي تُخشى نكيثتُهُ |
|
يسقيك صرفاً تطيبُ الرّوح نشوُتهُ | |
|
| وان سكرتَ سقتك الهولَ سكرتُهُ |
|
يولي السعادة او تبلي بليَّتُهُ
|
اللَه يحفظ ان زلَّت لك قدمٌ | |
|
| فيهِ فقدتّ المُنى تفنيك ورطتُهُ |
|
ما ساءَ ديناً بهِ شعبٌ ولا نَفَرٌ | |
|
| ولم بشرِّ العنا تُسقطهُ زلَّتُهُ |
|
ترميه في دركاتٍ أَيهَ نهضتُهُ
|
سلامة الطبع في احواله سَنَنٌ | |
|
| من شدَّ فيهِ امتهاناً تلك عُرّتُهُ |
|
فاعتزّ نعماً بحرِّ العشق في ورعٍ | |
|
| واحذرهُ ينكيك ان جاوزت سُنَّتَهُ |
|
على ضلول الهوى تشتدُّ حِدَّتُهُ
|
يَنكي ضلول الهوى يسطو على أشرٍ | |
|
| الناقض العهد من تطغيه نعمتُهُ |
|
على المفرّط والمغرور عن بطرٍ | |
|
| الفاقد الرأي من ساءَت سريرتُهُ |
|
من خار رجساً فلم تسلم طويَّتهُ
|
من سخَّر الطبع افعالاً تقرِّبهُ | |
|
| من البهيمة تستولي غريزتهُ |
|
فهو البهيمة فعلاً في مشاعره | |
|
| المرءُ تُعرَفُ بالأَعمال فطرتهُ |
|
لا يُثمرُ الشوكُ تمراً تلك طينتُهُ
|
ان الوحوشَ بهِ أَزكي لعاطفةٍ | |
|
| أَما تراها تراعي الطبعَ نَزَّتَهُ |
|
للطبع أَسلم أَميالاً هي فلما | |
|
| باسم التوحُّش ندعو الرجس ننعتُهُ |
|
تحكُّماً لا تزكّي المرءَ كلمتُهُ
|
الرجس ان غرور الشَّخص يخلقُهُ | |
|
| لسوءِ خلقه تعصى الطبع جبلتُهُ |
|
حاشي التكامل او علماً يلقِّنهُ | |
|
| عيوب هذا فجور الصبِّ افكتُهُ |
|
حاشى التمدُّن ان الرجس آفنُهُ
|
تبّاً لمن لو بفحشاء قضى وطراً | |
|
| رجساً فتقضي عليه الذلّ زَلَّتُهُ |
|
يهيم تيهاً بوادي الفحش تُتَتِلاً | |
|
| حتى يُصيبُهُ ويلٌ تلك نكلتُهُ |
|
يسعى برجله نحو الحتف يأمتُهُ
|
لو كان يدري سموَّ العشق في بشرٍ | |
|
| لما اشتراهُ بفحشٍ بئس قيمتُهُ |
|
من باع بالدون عزَّ النفس مرتضياً | |
|
| مضى بصفقة مغبون تبكِّتُهُ |
|
للطعةٍ شقَّ ظرفاً بئس فعلتُهُ
|
الانس انسٌ بعشقٍ لا يخامرُهُ | |
|
| شِركٌ بوصلٍ لمن أَصفاك نيَّتَهُ |
|
وما لإِنسٍ على الحيوان من شرفٍ | |
|
| فيهِ اذا فُقِدَت فعلاً سجيتُهُ |
|
ان لم يميِّزهُ حفظ العهد عصمتُهُ
|
ماذا الروابط بين الأَهل ان فُقِدَت | |
|
| مزيَّة الأَصل او عيبت أَرُومتَهُ |
|
عهد ازدواجٍ بهِ سرُّ التكامل في | |
|
| نفسٍ وجسمٍ وفي نسلٍ رَجِيَّتُهُ |
|
اسُّ التقدُّم في انسٍ وصخرتُهُ
|
من استنام الى شرِّ الورى عهراً | |
|
| ودنَّس الرجسُ والفحشاءُ سيرتهُ |
|
ينكيه عشقٌ وان كان الأُسامةَ او | |
|
| كان ابن قرمٍ او الزَّبّاءُ جدّتُهُ |
|
من دنَّس النفس لا توسى جريرتُهُ
|
اوهام جهل تدنّي النفسَ تسقطها | |
|
| والجسم تَدنى القوى منه وبنيتُهُ |
|
فان أُصيب الحشا تضدوى عناصرُهُ | |
|
| والجسم ينحطُّ إِن تطغيهِ شهوتُهُ |
|
للعشق ويلٌ وما أَشقى تضرَّتَهُ
|
الجسم يبلى بداءٍ لا إِساءَ لَهُ | |
|
| حار الطبيبُ بهِ لم يدرِ قَلَّتَهُ |
|
ما صاب سهمُهُ ذرعاً دون مهلكةٍ | |
|
| ينساب سمُّهُ يستولي رميَّتَهُ |
|
هيهات رَوحٌ فلا تنفكُّ نشبتُهُ
|
يبقى المصابُ عليلاً ما لَهُ أَمَلٌ | |
|
| لا مال يفديه لا تلهيه عشرتهُ |
|
يُمسي كئيباً أَسيفاً لا يخالطُهُ | |
|
| حُرٌّ من الخلق بل أَدناهُ حِرضتُهُ |
|
أَليفُهُ شبههُ للقرن نسبتُهُ
|
يدنِّس اللومُ عرضَ الأَهل قاطبةً | |
|
| تسري الى أُجمع الأَصحاب علَّتُهُ |
|
صحبٌ تحاشاهُ عن نُكرٍ قرينتُهُ | |
|
| تأباه قُرباً ويخشى الناسُ صفقتهُ |
|
كأَجربٍ يرغب الأَحباب عزلتَهُ
|
ان الطيور على اجناسها وقعت | |
|
| اجل فمن عالم المنكوب أَسرتُهُ |
|
|
| تاتيهِ للفلس لا للنَّفس عزمتُهُ |
|
تحشيِّاً منه يخشى القومُ رفقتَهُ
|
تنحطُّ نفسه عن اسمى فضائلها | |
|
| يعصى النهصى لا يرى عاراً يلوِّثهُ |
|
همُّ خمول جوى تغشاه تدهشُهُ | |
|
| لا يستفيق لأَعمالٍ تبكِّتُهُ |
|
يسؤُ خُلقاً يعيب الداء خِلقتَهُ
|
كَلٌّ ذليلٌ يرى الأَهوال هاجمةً | |
|
| يحتار لا يهتدى الأَوهامُ قبلتُهُ |
|
اضاع نعماً أَحطُّ النفسَ عن شرف | |
|
| للعشق ضاع المُنى والعشقُ نقمتُهُ |
|
اضاع عشقاً وشرُّ الويل ضيعتُهُ
|
فارعَ العفافة واستوفِ المبرّة ان | |
|
| رُمت السعادة في عمرٍ وغبطتَهُ |
|
وعن حَلالِك ان ترغب وفاحشُهُ | |
|
| حلالك تخسر الأَسمى ونعمتُهُ |
|
والعشق تجفوك رغم الوصل لذتهُ
|
دعِ التجاهل يُعميك الغَرامُ ولا | |
|
| تجنح الى زاهرٍ تُطغيك حليتُهُ |
|
واعصم هواك بحبل الرشد مهتدياً | |
|
| للنسل عزّاً فخير النسل رشدتُهُ |
|
واختر قريناً تقرُّ العينَ رفقتُهُ
|
العوذُ باللَه ان شذَّت مشاعرُ حِف | |
|
| ظِ النسل فيك ولم تُرهبكَ غَيَّتُهُ |
|
فابشر بداءٍ عضال شرُّ منقلبٍ | |
|
| هول لولدٍ وللأَحفاد ويلتُهُ |
|
ان كنتَ لا تتقي اللَه وسخطتَة
|