عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > سليمان غزالة > سرُّ الطبيعة غَورٌ لا قرارَ لهُ

العراق

مشاهدة
560

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

سرُّ الطبيعة غَورٌ لا قرارَ لهُ

سرُّ الطبيعة غَورٌ لا قرارَ لهُ
حار الحجا لو تَروَّى الفكرُ هُوَّتهُ
كلَّت قوى اللُّبِّ واعتلَّت مشاعِرُهُ
مهما البصائِرُ همَّت كشفَ لُجَّتُهُ
بحرٌ ولا يسعُ الإِدراك قَطرَتَهُ
مما درتهُ العقولُ من ظواهرهِ
حدساساً وقد أُثبتت بالفعل كينتُهُ
ان العناصر في أَطباعها فِرقٌ
ذاك اجتذاب وذا دفع تَخُصَّتُهُ
كيف وما ولماذا تلك عُقدَتهُ
طبع التجاذب في الاكوان مطَّرداً
جَمعُ العناصرِ في نظم وسنَّتهُ
اصل التشكّل والأعراض في جَمدٍ
روحُ التكامل في حيٍّ وَنُوهَتُهُ
فعل التحرُّك في الافلاك قوَّتُهُ
من دونهِ الجسم معدوم بجوهره
تصوراً الا يطيق الوصفُ ينعتُهُ
قُطبُ الوجود عليهِ الكون دارَ فإِن
يُنفى نَفى الكون يفنيهِ يشتّتهُ
تُمحى العوالم لو تعتلُّ علَّتُهُ
طبع التجاذب لا ينفي التدافعَ وال
تقاهما عالم الاحياء يثبتهُ
سِرُّ الحياة وجودُ الضدِّ مجتمعاً
في عنصرِ دون ان تقصى مهزّتُهُ
الروح نارٌ وفي ماءٍ ثأَبُّتُهُ
مهزَّة الروح سر لا بيان له
خفاءُهُ فوقَ وُسعِ اللبِّ دِريتُهُ
وسِرَّ سرِّه في الاحياءِ قاطبةً
سِرُّ التكامُل في جنسٍ وهيئتُهُ
سرُّ التولُّد ما يدريك حكمتُهُ
طبع التجاذب ام ميل الغريزة ام
فعل اغتذاءٍ ام الإِيراث حقّتُهُ
يدعى التعشُّق اجماعا لدى بشرٍ
ان رُمت إِركانَ فاستقصِ طبيعتَهُ
تلَق المخاطِرَ ان تجهل حقيقتَهُ
يعنيك امره للأُخرى وعاجلةٍ
هبكَ أَثرت لهذي الحزم صينتهُ
اللَه أكبرُ ما اسماه من حظةٍ
نعم الوجودِ وجودُ النعم قدرتُهُ
رُوح الحياة حياةُ الروح منحتهُ
ماذا الحياة اذا قالوا فقل جَذِلاً
عشقٌ طهورٌ وحفظ الجنس بُغتيَتُهُ
وما التعشَّق ان قالوا فقل فَطِناً
ميل لخلدٍ كمال الروح نصرتُهُ
عزُّ سموُّ جمال الخَلق صحتهُ
الحب مطلقاً النفعُ استدامتُهُ
والعشقُ وحدهُ بذلُ الروح منيتُهُ
الوصل عهدُهُ والصدق استقامتُهُ
والأَمن مغناه والإِخلاص لذَّتُهُ
الخلد معناه والأَولادُ صورتُهُ
العشق بالنفس لا بالجسم موطنُهُ
والوصل فعلاً يقوِّي الروح يصنتُهُ
الطُّهر نُعماهُ في روحٍ وفي جسدٍ
عهد الوصال اتصال الرُّوح حُجَّتهُ
شرط التنزُّه فرضٌ تلك خُطَّتهُ
ليس اشتهاءُ الحشا ليس اقتضا وَطَرٍ
ليس التغزل في من رُمتَ عِشرتَهُ
بل عقدُ حلفِ لصَون النفس طاهرةً
عُربون عهدٍ لحفظِ الانس خلَّتَهُ
للناس أَوثق عهد السلم عُروتُهُ
لا يسلم العشقُ عن لَوم لذي شغفٍ
ان لم تنزه عن الأَوهام دُخلتُهُ
إن لم يكُ الشق محضاً في حقيقتهِ
منزَّهاً فمجاز الحبّ يكبتُهُ
عشقٌ طهور تدوم الدهر نعمتُهُ
ما ابشع الوصل كنهاً في وسائطِه
حظُّ البهيمة ان تُنكر مزيَّتُهُ
حسب اللياقة لفظاً لا يفاهُ به
تحدُّثاً عيب ذكراهُ ونُقرُتهُ
جمالُهُ بحجاب الصون سترتهُ
اما التعشق في القلب الطهور له
بِرٌّ زكاءٌ جمال الروح زينتُهُ
يُرضى التغزُّل في حِبٍّ علانيه
تأَدُّباً لا تنافي الطبعَ لهجتُهُ
ما أَشرف العشق ان آثرت عزّتَهُ
يسمو لحرٍ بمحض العشق طالعُهُ
يعتزُّ نفساً يحيِّي اللَهُ طلعتَهُ
يصبو بذكراه قلبٌ ساءَه كربٌ
يَرنو عَفيفٌ زكيُّ القلب مُخبِتُهُ
يمحي المشّقةَ يجلي الهمَّ يكمُتُهُ
كم من ضعيفٍ وقد خابت مذاهبُهُ
يغدو صحيحاً بهِ ترتاح مُهجتهُ
يصفو له العيش لا خوفاً ينغّصُهُ
يرتاح ليلاً ولا امراً يُبَيِّتُهُ
يطوي النهار يرجّي الليلَ عودتَهُ
كم من وضيع بذات المال مفتقرٍ
يسعى شقيّاً زهيدُ العيش يأُلُتُهُ
وهو السعيد بذات الحبِّ مغتبطٌ
في بيتهِ العزُّ والأَفراح تُسبتُهُ
يشدو ويُنشِد لا أَوهام تصمتهُ
النقص بالخَلق ثوب الصون يمترُهُ
والعيب بالخُلق لوم العرض سمعتُهُ
فاحفظِ لزوجِك عهداً رغمَ عارضةٍ
وارعَ الأَمانة في وعدٍ تبتِّتُهُ
صدق خلوص يقوِّيه يثبِّتهُ
واقض الزمان بذكرى الحِبِّ منتعشاً
وَعِش بنفسٍ تُزِل للعمر شقوتَهُ
فهكذا هكذا العشق السليم ولا
مَن يجترح فيهِ ما اشقى مغبَّتُهُ
ان السعادة للانسان عفته
للعشق شأنٌ وما ادراك محنتهُ
هبهُ بوعدٍ وَفي تُخشى نكيثتُهُ
يسقيك صرفاً تطيبُ الرّوح نشوُتهُ
وان سكرتَ سقتك الهولَ سكرتُهُ
يولي السعادة او تبلي بليَّتُهُ
اللَه يحفظ ان زلَّت لك قدمٌ
فيهِ فقدتّ المُنى تفنيك ورطتُهُ
ما ساءَ ديناً بهِ شعبٌ ولا نَفَرٌ
ولم بشرِّ العنا تُسقطهُ زلَّتُهُ
ترميه في دركاتٍ أَيهَ نهضتُهُ
سلامة الطبع في احواله سَنَنٌ
من شدَّ فيهِ امتهاناً تلك عُرّتُهُ
فاعتزّ نعماً بحرِّ العشق في ورعٍ
واحذرهُ ينكيك ان جاوزت سُنَّتَهُ
على ضلول الهوى تشتدُّ حِدَّتُهُ
يَنكي ضلول الهوى يسطو على أشرٍ
الناقض العهد من تطغيه نعمتُهُ
على المفرّط والمغرور عن بطرٍ
الفاقد الرأي من ساءَت سريرتُهُ
من خار رجساً فلم تسلم طويَّتهُ
من سخَّر الطبع افعالاً تقرِّبهُ
من البهيمة تستولي غريزتهُ
فهو البهيمة فعلاً في مشاعره
المرءُ تُعرَفُ بالأَعمال فطرتهُ
لا يُثمرُ الشوكُ تمراً تلك طينتُهُ
ان الوحوشَ بهِ أَزكي لعاطفةٍ
أَما تراها تراعي الطبعَ نَزَّتَهُ
للطبع أَسلم أَميالاً هي فلما
باسم التوحُّش ندعو الرجس ننعتُهُ
تحكُّماً لا تزكّي المرءَ كلمتُهُ
الرجس ان غرور الشَّخص يخلقُهُ
لسوءِ خلقه تعصى الطبع جبلتُهُ
حاشي التكامل او علماً يلقِّنهُ
عيوب هذا فجور الصبِّ افكتُهُ
حاشى التمدُّن ان الرجس آفنُهُ
تبّاً لمن لو بفحشاء قضى وطراً
رجساً فتقضي عليه الذلّ زَلَّتُهُ
يهيم تيهاً بوادي الفحش تُتَتِلاً
حتى يُصيبُهُ ويلٌ تلك نكلتُهُ
يسعى برجله نحو الحتف يأمتُهُ
لو كان يدري سموَّ العشق في بشرٍ
لما اشتراهُ بفحشٍ بئس قيمتُهُ
من باع بالدون عزَّ النفس مرتضياً
مضى بصفقة مغبون تبكِّتُهُ
للطعةٍ شقَّ ظرفاً بئس فعلتُهُ
الانس انسٌ بعشقٍ لا يخامرُهُ
شِركٌ بوصلٍ لمن أَصفاك نيَّتَهُ
وما لإِنسٍ على الحيوان من شرفٍ
فيهِ اذا فُقِدَت فعلاً سجيتُهُ
ان لم يميِّزهُ حفظ العهد عصمتُهُ
ماذا الروابط بين الأَهل ان فُقِدَت
مزيَّة الأَصل او عيبت أَرُومتَهُ
عهد ازدواجٍ بهِ سرُّ التكامل في
نفسٍ وجسمٍ وفي نسلٍ رَجِيَّتُهُ
اسُّ التقدُّم في انسٍ وصخرتُهُ
من استنام الى شرِّ الورى عهراً
ودنَّس الرجسُ والفحشاءُ سيرتهُ
ينكيه عشقٌ وان كان الأُسامةَ او
كان ابن قرمٍ او الزَّبّاءُ جدّتُهُ
من دنَّس النفس لا توسى جريرتُهُ
اوهام جهل تدنّي النفسَ تسقطها
والجسم تَدنى القوى منه وبنيتُهُ
فان أُصيب الحشا تضدوى عناصرُهُ
والجسم ينحطُّ إِن تطغيهِ شهوتُهُ
للعشق ويلٌ وما أَشقى تضرَّتَهُ
الجسم يبلى بداءٍ لا إِساءَ لَهُ
حار الطبيبُ بهِ لم يدرِ قَلَّتَهُ
ما صاب سهمُهُ ذرعاً دون مهلكةٍ
ينساب سمُّهُ يستولي رميَّتَهُ
هيهات رَوحٌ فلا تنفكُّ نشبتُهُ
يبقى المصابُ عليلاً ما لَهُ أَمَلٌ
لا مال يفديه لا تلهيه عشرتهُ
يُمسي كئيباً أَسيفاً لا يخالطُهُ
حُرٌّ من الخلق بل أَدناهُ حِرضتُهُ
أَليفُهُ شبههُ للقرن نسبتُهُ
يدنِّس اللومُ عرضَ الأَهل قاطبةً
تسري الى أُجمع الأَصحاب علَّتُهُ
صحبٌ تحاشاهُ عن نُكرٍ قرينتُهُ
تأباه قُرباً ويخشى الناسُ صفقتهُ
كأَجربٍ يرغب الأَحباب عزلتَهُ
ان الطيور على اجناسها وقعت
اجل فمن عالم المنكوب أَسرتُهُ
يجفوهُ صحب واخدان وعائلة
تاتيهِ للفلس لا للنَّفس عزمتُهُ
تحشيِّاً منه يخشى القومُ رفقتَهُ
تنحطُّ نفسه عن اسمى فضائلها
يعصى النهصى لا يرى عاراً يلوِّثهُ
همُّ خمول جوى تغشاه تدهشُهُ
لا يستفيق لأَعمالٍ تبكِّتُهُ
يسؤُ خُلقاً يعيب الداء خِلقتَهُ
كَلٌّ ذليلٌ يرى الأَهوال هاجمةً
يحتار لا يهتدى الأَوهامُ قبلتُهُ
اضاع نعماً أَحطُّ النفسَ عن شرف
للعشق ضاع المُنى والعشقُ نقمتُهُ
اضاع عشقاً وشرُّ الويل ضيعتُهُ
فارعَ العفافة واستوفِ المبرّة ان
رُمت السعادة في عمرٍ وغبطتَهُ
وعن حَلالِك ان ترغب وفاحشُهُ
حلالك تخسر الأَسمى ونعمتُهُ
والعشق تجفوك رغم الوصل لذتهُ
دعِ التجاهل يُعميك الغَرامُ ولا
تجنح الى زاهرٍ تُطغيك حليتُهُ
واعصم هواك بحبل الرشد مهتدياً
للنسل عزّاً فخير النسل رشدتُهُ
واختر قريناً تقرُّ العينَ رفقتُهُ
العوذُ باللَه ان شذَّت مشاعرُ حِف
ظِ النسل فيك ولم تُرهبكَ غَيَّتُهُ
فابشر بداءٍ عضال شرُّ منقلبٍ
هول لولدٍ وللأَحفاد ويلتُهُ
ان كنتَ لا تتقي اللَه وسخطتَة
سليمان غزالة
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2013/11/14 12:03:44 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com