عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > موريتانيا > سيدي بن المختار بن الهيبة > جادت سحائب رأفة الرحمن

موريتانيا

مشاهدة
919

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

جادت سحائب رأفة الرحمن

جادت سحائب رأفة الرحمن
بهوامل التكريم والرضوان
وبوصف محض الود والزلفى على
جدثين حل حشاهما الشيخان
جدثين غيّب فيهما إذ غيّبا
من فيهما القمران والملوان
ملوية تمييز نسبة طرفها
قمرية مجلاتها بشران
لهما عنا وجه العلوم وحكّما
بسواهما من سار الأكوان
كفؤان ما لكليهما كفؤٌ يرى
في العالم العلوى والسفلان
جعلا ليسكن في ذمامهما الورى
بظلال عافية وحرز أمان
وليبتغوا بهما على ما أبصرا
وتبلجا من فضل ذي الاحسان
وليجتنوا رطب المعارف والتقى
من عذق حالهما الجنى الدّاني
وليهتدوا بهما لنهج حقيقة
عفيت معالمهُ من البطلان
لاحا وأحلاكُ الجهالة فحمة
وملابس البدع الجداد مثان
والجورُ يسطو بالعدالة سطوة
متجلجلا منها صفا ثهلان
والدين منهدم القواعد مركسٌ
بأخامص الطغيان والعصيان
فمحا شروقهما دياجر جهل من
جنحوا إلى التسليم والايمان
وبدت بصبح هداهما ونداهما
شمس الهدى ببصائر العميان
فتحققوا بعد العمى بحقائق
الإيمان والاسلام والاحسان
وتحكمت بهما على الجور العدا
لة في البلاد تحكم السلطان
وتناسقت منن الكريم ومزّقت
حلل الحوادث راحةُ البرهان
وتطاولت سنن الرسول تطاولا
وتضاءلت بدع اللعين العاني
وتساجلت أطيار خير طريقة
بترَنّم طربقا على الأفنان
وتطارد البحران بحر حقيقة
وشريعة في مجمع البحران
وتلاطم الأمواج فيه تلاطما
وتقاذفت بالدر والمرجان
فنفائس العلم النفيس تقلدت
منها الرواة قلائد العقيان
وتمتعت منها القلوب تمتعا
وبها تعطل عامل الأركان
وتضمنت منها الصحائف زبدةً
أخاذة بمجامع الأذهان
يا حبذا جمع قد اجتمع الهنا
بجماعة وتجمع الخيران
فهما وان منحا من السلطان ما
لم يؤت سلطان من السلطان
قدما على الرب الكريم ولم يكن
لهما إلى الفاني التفات ثان
بل سلما للمشتري نفسيهما
وتفانيا في الحب أي تفان
وتكفلا بحقوقه مما به
وبخبره من سائر العيدان
لم يبرحا آناء ليلهما وأطرا
ف النهار كذاك يبتدران
حتى إذا ما الحق ردّهما إلى
ما تشتهي العينان والأذنان
ألقى بأعباء الخلافة كلها
وعتادها ولوائها المزدان
لوحيد قطر ما يقدّرُ قدره
وفريد عصر ما له من ثان
فأحال عيبة سره من سره
وألاح فيه شوارق العنوان
وكساه من حلل المهاية حلة
تغضى لها كرها جفون الراني
وأعاره النصر المؤزر صارما
ذكرا يبيدُ به ذوي العدوان
وله السنون وراثة نبوية
مدد على رجعي ذوي الطغيان
وأمده بفواضل وفضائل
مبسوطة لم تنحصر بلسان
فغدا بها في كل فضل أوحد
جمع الوجود بواحد الأحدان
يحذو محاذي صالحي أسلافه
المتسيّرين بسيرة القرآن
ما منهم إلا خضمٌّ سيد
حامي الحقيقة فائق الأقران
أرباب تربية يربّون الورى
من ثدي حكمة سرهم بلبان
ومن الثمار ثمار غض علومه
بجني أعذاق تريب دان
فمتى أتى خضر الحقيقة منهم
موسى الإرادة رائم الفرقان
ألفاه ملتحفا ببرد فنائه
في اللّه حيث تجمّع البحران
فأفاده خرق السفينة عنده
وغلامهُ المقتول في الغلمان
وجوابه عند الفراق سؤاله
وإقامة المنقضّ من جدران
نوراً ينبّئهُ بقصر علومه
وببعد علم العالم الديّان
وبما تدسّى من حقائق نفسهِ
وحقيقة النقصان والرجحان
وبذُلّه وبفقره وبضعفه
وبعجزهِ عن مدفع النقصان
وبما يحقّ لربّه من ضدّه ذا
وتنزّه عن ميسم الحدثان
وبهاؤهُ يطوى المريد مساوفاً
تكبو بهن سوابق الميدان
وإذا تنوّر في سراه مصابحا
من نور ربّ هداهُما الرباني
فأتى ليقتبَس السناء من السنا
ناداه صارخ حاله اليقظان
اخلع نعالك في طوى أكنافنا
وضع العصا في وادنا القدساني
تظفر على عجل بما ترضى به
من مقبس القربات والعرفان
ثمّ استمرَ لحجه عن نفسه
حتّى يخال مخايل الخران
بينا يحدّث نفسه بخفيّها
فإذا به من كمّل الإنسان
متحليّا ابهى الحلا متعطّرا
بدلاً من التعطيل والإنتان
برياضة لا يهتدى لسبيلها
إلا بتوفيق من المنّان
يتماسكُ المنهال من تجبيرها
وتحيل شدّة أصلب الصفوان
حزبٌ لهُ نشرَ الإله مصالحا
طويت لهذا الهيكل الانساني
ولهُ معان في الخصوص بديعة
جاوزنَ حدّ مقايس الأذهان
بل ربما حكم القصور بما يرى
من كونها ليست له بمعان
بشَريّة كتمَ الخصوص شهودها
فتولّد الإنكار عن كتمان
فمعاذَ ربّ العرش عزّ من العمى
ومن التردّى في هوى الكفران
ومن الوقوف على الحتوف بمبحث
يبغى به الأبغى من الحيوان
ومن المهالك في مسالك يرتجى
بسلوكها الزلفى من الرحمن
ومن الغبا والغبن في نفحاته
والطرد والابعاد والخذلان
فالهلك كلّ الهلك هلك من ادعى
فيه الورى دعوى بغير بيان
فاغترّ بالدعوى وسيّب نفسه
بمضلة الاوهام والأظنان
والغبن كل الغبن غبن مفاوض
خابت قسائمه من السهمان
والبعد كلّ البعد بعد مقرب
لم يكتحل في قربه بعيان
والطرد كلّ الطرد طرد محلّىء
بعد الورود لمشرب الظمئان
يا سادة من يستغث بهم يغث
ويُمَدّ بالارواح والابدان
وبمناشر الدعوات من صرف القضا
وتزاحف الاجناد والاعوان
وبهمة عرشية لم تاله
اصلاح ما ينتابة من شان
هذا عبيدكم المقصر قاصرا
بعروجه تقصير قيد العاني
لما يساعده الجناح لانه
حصّت قوادمه عن الطيران
يشكو معاناة القطيعة والجفا
ويخاف أن يصلى لظى الحرمان
تهوى به في هوّة من غيه
وحظوظه بهويّة الشيطان
وتصدّه عن فعل كل فضيلة
بركوب كلّ رذيلة وهوان
وتطير نازلة أمانيها كما
تبدى له من خلّب الخفقان
ويحوله من سد باب شهوده
بمشاهد الابرار والاعيان
حيث العرائس تجتلى في حليها
وحلالها دعج نالعيون روان
والشّرب من حسو السلاف عتيقه
صرفاً نشاوى والنفوس فوان
والكاس مفعمَةٌ بكف مديرها
وبكفّه الأخرى ملاء دنان
مهما تطلّع طلعةُ الساقي لهم
طلعوا من العرفان في كثبان
وترفلوا في زيّ أبّهة وفى
حلل من النفحات والإمنان
حاشا لقدركم المعظم أن يُرى
من ينتمي لكم أسيراً عان
أرخت عليه النفس من حجباتها
حجبا سوابغ من كثيف الران
ونهت سواد فؤاده بقساوة
غار الدموع بها من الاجفان
وعنت بها هوج الخواطر واعدى
سوء الفهوم وكثرة النسيان
وخبت مصابيح البصيرة والحجا
وبها تعطل عامل الأركان
واحفظ واهية بها منها القوى
وبها تلاف مخالف الديان
يا قسوة لم يجد فيها موعد
قر ولا حامي التوعدآن
كلا ولا سبب يزحزح راسيا
من ركنها المستحكم البنيان
ضاق الخناق بها على فليس لي
بقراعها أمد الزمان يدان
حالي بها حالٌ يرق لضعفها
ولما تعاني كلّ ذي إمعان
أمسى وأصبح هائما متحيراً
متحسرا كتحسّر الولهان
متفرقا فيما أروم جماعه
متحرقا كتحرّق الهيمان
ان لم يكن منكم لها يا سادتي
في الحين قيد معالمٍ ومبان
بمرازب من خلوة ورياضة
وبهمة من تحت كالسندان
أو يلتفت منكم طبيب ماهرٌ
بمراهم الأدواء والأدران
ياسو اليبوس بما يرَطّبُ يبسه
ويدير التأثير باستحسان
ويعالج الداء العضال بخلطه
أصناف أدوية على ميزان
ويكون العقد الخليط بكمده
وبدهنه من طيب الأدهان
كان الممات من الحياة احقّ بي
وأهدّ للخطب الذي يدهاني
وأبيت للعلل التي تعتادني
في كلما حين من الأحيان
وأخاف رشقاً من صوائب أسهم
بسنانها حربُ الهوى أصماني
فأشد تقسية من النفس التي
عن ذي الجلالف حجابها أقصاني
فلو أنّني لم أخش في إرهاقها
عمداً من التخليد في النيران
لقَذَفتها في قعر بير شاطن
متنازح الارجا بلا أشطان
أوسمتها سوء الهلاك بضربة
نجلا بعضب الشفرتين يماني
أوطعنة ترمى النجيع بصعدةٍ
مسمومة من يابس المرّان
لكن بحكم العدل ينحتم الرضى
في حيّز التسليم والإذعان
وإلى مشائخ جلّة عرفت لهم
بين الأنام إغاثة اللّهفان
أبدى إلى مشكى الشكاة شكايتي
فعساه يشكيني كما أشكاني
أعددتُهُم مدَداً يُعَدّ وعدّة
في نحر ما يعدو من الحدثان
وجعلتهم حرماً حماه مؤمّنٌ
ما فيه من دنيا ومن أديان
وحللت في ذاك الحريم بمحرمى
ومحارم الإخوان والخلان
وصررت أسراري بصرة سرّهم
ومسرّها حسبي به وكفاني
فحشاهم أن يسلموا متشَبّثا
من محكمات عهودهم بمثان
وحشاهم أن يحرموا جيرانهم
همّا به عمّوا على البلدان
وحشاهم أن يطردوا عن وردهم
مستوردا من شاحط الأوطان
وحشاهم أن يعرضوا عن شيّق
متمَلّق في حبّهم متفان
وحشا لبارق صادقات وعودهم
أن ينتمي لكواذب اللمعان
أني وان كنت المقصّر أرتجى
بهم بلوغ مثاربي وأماني
وتسنّمي من كل فضل قنّة
طالت صعود الشيب والشبان
وتضلّعي من كلّ علم نافع
وتفجّري بينابع الفيضان
وتشرّبي كاس المعارف مترعاً
في هيبة وتأنّس وتفان
وتدرّعي درع القبول مجرّرا
برد التصدّر طيّب الأردان
وحيازتي قصب السباق مجلّيا
في حلبة النظراء والأقران
فهم الجدير جليسهم بسيادة
وسعادة وزيادة وتهان
لا زال عزّهم يزيد تعزّزاً
وتزايُداً بتزايد الأزمان
واللّه يرضيهم ويرضى عنهم
ويعينهم بمعونة المعوان
لقيامهم عن كلّ قوم ديانة
بمؤونة من قيم الأديان
ويحملهم علم النصوص وراثة
نبويّة عن سيد الأديان
صلى عليه اللّه جلّ جلاله
في آله وصحابه الغرّان
ما ان تكمّل ناقص بتميمة
من كامل الانسان والبحران
سيدي بن المختار بن الهيبة
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2013/11/14 11:09:33 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com