عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > صالح البدري > كن سميري ومؤنسي في الليالي

العراق

مشاهدة
690

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

كن سميري ومؤنسي في الليالي

كن سميري ومؤنسي في الليالي
أيها البدر يا اله الجمال
لك وجه ينجاب كل ظلام
ان تبدي بنوره المتلالي
أنت في مفرق السماء كتاج
وزواهي النجوم فيه لآلي
أنت في صفحة السماء خيال
لحبيبي ابدع به من خيال
يا سميري اذا اعترتني همةم
وأنيسي في مظلمات الليالي
لي سؤال قد حار فكري فيه
فتلطف وجد برد سؤالي
ما لزهر النجوم تنظر شزوا
في البرايا كأعين العذال
خافقات فهل لأمرٍ واما
آنست ما يسوءها من فعال
ليس للذل والشقاء اليها
من سبيل أو للأذى والنكال
هي في مأمن من الظلم والجور
وفي مأمن من الاهوال
هي تسري وليس تدري سراها
لهدى كان ذاك أم لضلال
أم رأت في عوالم الارض شيئا
ما رأته في سالف الاجيال
فكأن البدر استجاب دعائي
وبسلك من الضيا أوحى لي
ان بنتا تدعى عفيفة نفس
وأبوها سلمان بين الانام
سكنا هانئين أفخم قصر
ذا بناء يسمو على الاهرام
تتباهى في ظل عرش أبيها
وأبوها في جاهه المتسامي
هي تقضى النهار في درس علم
وهو يقضيه بين خمر وجام
هي تقضى الدجى بنوم هنيئ
وهو يقضيه في هوى وهيام
لم تزل هكذا الى أن تقضت
بعد عشر سبع من الاعوام
قد صفا عيشها زمانا قصيرا
وليالي السرور كالاحلام
فاصيبت بحادثات جسام
أنحلت جسمها من الآلام
ولع الشيخ بالقمار فأضحى
بعد ذاك الثراء في اعدام
ذهب المال من يديه جميعا
ورمته همومه في سهام
وغدا يستدين شيئا فشيئا
وهو يفنيه في سبيل الآثام
من صديق له يسمى نجيبا
ذا سجايا محمودة في الانام
وله منصب الرياسة في البحر
بدراعة تشق الطوامي
ناهز الاربعين في العمر حتى
صار كهلا والكهل لا كالغلام
بينما كانت الفتاة بهم
اذ دهاها القضا بهم ثان
فاجأتها يد الهوى بسهام
راشها لحظ أغيد فتان
كان يدعى الانيس قائد جيش
من جيوش التخريب لا العمران
صادف الحب باتفاق فؤادا
خاليا آمنا من الحدثان
دخل الحب قلبها مثلما قد
دخل الرعب في فؤاد الجبان
وهبته فؤادها وهو أيضا
قد حباها فؤاد صب عان
وكلا العاشقين أمسى أسيرا
وأسير الهوى رفيع الشان
بينما كانت العفيفة يوما
تتمشى في ساحة البستان
اذ رأت حبها يسير رويدا
وهو في هاجس من الاشجان
ماسكا في يمينه خوف وثب
بفؤاد من شدة الخفقان
فعدت نحوه بغير اختيار
وعدا نحوها بغير توان
ثم سار كلاهما يتمنىلا
باشتياق دوام هذا التداني
حسبك الله أزعجتك الليالي
بشقاها وكنت في اطمئنان
صدرت لي ارادة بمسيري
مع جيشي لملتقى الاقران
لقتال العدى وحفظ بلادجي
فتلقيتها على اذعان
لم يرعني رعد المدافع يوما
مثلما روع الفراق جناني
فثواني الفراق عندي دهور
ودهور الوصال عندي ثوان
لا تخافي فالحب والخوف هيهات
بقلب المحب يجتمعان
واعلمي ان في الغرام لنا قلبين
يحمي هواهما ربان
انما الله واحد والهوى العذري
ما بيننا اله ثان
عانق العاشقان بعضهما بعضا
وقد ودعا عذاب الاماني
بينما الشيخ جالس ذات يوم
اذ أتاه صديقه ذو الوداد
جاءه خاطابا عفيفة منه
وهي اذ ذاك في ضني وسهاد
تسهر الليل في بكاء على من
هي تهواه دون كل العباد
بعد شهر زفت لدار نجيب
بارتعاش تمشي بغير رشاد
استمال الفؤاد منها نجيب
بانعطاف منه وحسن وداد
رضيت بعد ذاك في خير زوج
وهو أيضا قد نال كل مراد
وهما في الهناء اذ فوجئا في
نكبات تفيض بالانكاد
فاجأ الشيخ عارض مات فيه
وانطوى ذكره الى الآباد
أكبرا موته فشقا جيوبا
لبسا بعده ثياب الحداد
ونجيب في ذي المصاب تلقى
نبأ البرق منذر بالبعاد
جاء أمر من ناظر البحر يقضى
بسراه الى أقاصي البلاد
ودعته عفيفة ثم نادت
بنداء يفت قلب الجماد
يا حبيبي متى اللقاء أجبني
ومتى نلتقي بلا ميعاد
يا حبيبي متى اللقاء اجبني
يا حبيبي الهوى أذاب فؤادي
ان يوم البعاد قطع قلبي
قطع الله قلب يوم البعاد
بعد ذاك الوداع سار نجيب
وحدا ظعنه من البين حاد
وهي عادت لبيتها تسكب الد
مع على بعده بغير نفاد
فالخطوب التي توالت عليها
ألفت بين طرفها والسهاد
بعد تسع من الشهور تقضت
وهي تبكي بصبحها ومساها
تتمنى فيها لقاء نجيب
ونجيب يبغي بهن لقاها
فأتاها خدامها ذات يوم
بكتاب مع البريد أتاها
أخذته منهم وقد فتحته
باشتياق تظنه من فتاها
قرأته فكان فيه خطاب
من أنيس به أطال عناها
ثم وافى من بعد شهر أنيس
زائرا دارها يود لقاها
قابلته بذلة وانكسار
وهي تبدي أعذارها ببكاها
قال خانت عفيفة عهد صب
كالدراري وداده في صفاها
لا تخافي بما فعلت عتابا
أنت للنفس أنت جل مناها
واصليني ففي الوصال حياة
لنفوس قضى عليها هواها
فأجابته قيدتني عهود
هي في الشرع محكمات عراها
لست أرضى بديل زوجي خليلا
لا ومن ألهم النفوس هداها
طلبت منه أن يكون أخاها
فأبى أن يكون ثم أخاها
أضمر الغدر في الضمير وولى
وهو من غيظه يعض الشفاها
ثم وافى لخادم البيت سراً
وببعض النقود قد أغراها
قال هذي هدية لك واقضى
حاجة لي عليك سهل قضاها
ان هذا منوم فخذيه
وضعيه في كأسها لشقاها
أخذته تلك الاثيمة منه
وهي تدري بأنه أغواها
ثم راحت لغرفة النوم سرا
وهي في مشيها تجيد خطاها
ورمته في كأسها ثم ولت
تتباهى بما جنته يداها
بعد حين تلك البريئة جارت
وهي ظمآى تطفي لهيب حشاها
شربت كأسها وبعد قليل
سقطت لا تعي وخارت قواها
فأتى ذلك الاثيم اليها
وقضى ما قضاه منها سفاها
ويح طيش الشباب كم غر شهما
فرماه في مخزيات عظام
ساقه الجهل لارتكاب الدنايا
انما الجهل مهلك للانام
بعد تلك الفعال قد هب مما
كان فيه من نشوة وهيام
وتجلت له الحقيقة جهراً
فرأى ما جنى من الآثام
لطم الوجه نادما وهو يبكي
بدموع على الخدود هوامي
ثم ولى للحرب يطلب منها
محو عار ولو بحد الحسام
بعد حين قد أصبحت وهي حبلى
تتلظى بجذوة من ضرام
ولدى ساعة الولادة
جاء الزوج اذ ذاك داخلا للمقام
فرآها هناك ترضع طفلا
ولدته قوابل الايام
فاستشاط الفؤاد منه ونادى
خنت عهدي ولم تراعي ذمامي
كيف خلدت لي بفعلك عارا
ليس يمحى على مدى الاعوام
فأجابته لم أخنك بعهدي
لا وربي ولا بطيف المنام
يا حبيبي ما كنت خائنة العهد
ولا كنت مومسا في الانام
أنا حقا بريئة غير اني
لم اصدق نفسي وهذا غلامي
ان في هذه الخيانة سرا
مبهما آه غاية الابهام
قال هل ممكن أصدق هذا
ان هذا ضرب من الاوهام
ثم آلى أن لا يقيم بأرض
هي فيها على مدى الايام
وانثنى بطلب الحروب ليفني
نفس عز كانت من الابرياء
بينما الحرب شبَّ نار لظاها
وعليها يحوم طير الفناء
واذا صوت فارس مستغيث
وهو ملقى في ساحة الهيجاء
جاءه ذلك النجيب لينجيه
بحد الظبي من الاعداء
فرآه مخضبا بدماه
عاجلته بالموت كف القضاء
واذا ذلك القتيل أنيس
ذو المخازي والفعلة الشنعاء
باسطا كفه وفيها كتاب
في غلاف مضمخ بالدماء
بعدما فض ذلك الطرس ألقى
ما جناه القتيل في العذراء
شارحا فيه ما جنته يداه
من مخازٍ أتت بلا استحياء
مثبتاً عفة العفيفة فيه
راجياً عفوها بيوم اللقاء
حينما لاحت الحقيقة جهرا
وتبدى ما كان طي الخفاء
استوى واجما يفكر فيما
قد قضاه هناك رب السماء
قال هذا جزاء ما فعلته
كف باغ على عفاف النساء
غير اني وددت ان انتقامي
بيدي لا بكف رب القضاء
بعد هذا قد غادر الحرب في الحا
ل يروم الرجوع للهيفاء
وصل الدار بعد سير حثيث
ليلاقي ذات الوفا والأباء
فرأى ثلة من الناس بالباب
وقوفا في ضجة وبكاء
سأل الناس ما جرى قيل ماتت
ربة الطهر والحيا والوفاء
بانتحار ماتت عفيفة نفس
من بعيد اتهامها بالزناء
قبل أن يفهم المراد انذهالاً
سل في الحال خنجرا ذا مضاء
طعن القلب فيه طعنة صدق
خر منها ملقى على الغبراء
فبكاه المشيعون وساروا
بالعروسين نحو دار البقاء
وسدوا الجثتين في وسط لحدٍ
حفروه في روضة غناء
ختمت هكذا حياة العروسين
ببؤس من بعد ذاك الهناء
صالح البدري
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2013/11/20 02:41:06 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com