عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > صالح الحريري > غرّد القمزي فوق الغصن

العراق

مشاهدة
483

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

غرّد القمزي فوق الغصن

غرّد القمزي فوق الغصن
فصبا وجداً اليه المستهام
عندليب الأيك لما صدحا
زند شوقي في فؤادي قدحا
أيها الساقي أدر لي القدحا
من حمياً جليت ثم اسقني
خمر جامات بدت جاماً فجام
كالئالي انتظمت فانبلجت
بربي أنديتي فابتهجت
بنت كرمٌ كلما قد زوّجت
بلمى الثغر وماء المزن
طفقت تتلو أحاديث الغرام
مذ تجلت لي كاسات الطلى
قلت لا أشربها إلا على
ورد خدٍ أغيد حلو الطلا
يتثنى مائساً كالغصن
أو كلدن هزّ في يوم الزحام
أمدام راقص فيه الحباب
أم رحيق من ثناياه العذاب
أم شقيق الخد في الكاس أذاب
إذ بها دون الندامى خصني
وانثنى يسقي نداماي المدام
عاءنيها خمرة قد عتقت
وبكاسات التصافي اصطفقت
وبنادي الأنس لما ائتلقت
كشفت غيهب ليل دجن
ببروق مزقت ثوب الظلام
سل ربي نجر وهاتيك الطلول
أشمال هزّ قلبي أم شمول
أم هوى من ذلك الظبي الملول
أنا منه لم أمل إذ ملني
وعلى الهجر تمادى وأقام
بتّ واللاحي وقلبي اختصما
ليلة الجزع وأيام الحمى
غلبت حجة قلي اللوّما
يا لقلبي كم به من محن
هو منها في عناء وسقام
ما على العاذل لو أن عذرا
طال ليلي بالحمى أو قصرا
فأنا عودت جفني السهرا
أبداً لم يكتحل بالوسن
لا ولا مدة عمري بالمنام
يا عذولي خلّ عنك العذلا
أنا راض بالذي قد فعلا
جار في حكم الهوى أوعدلا
خان عهد الوّد أو لم يخن
فأنا في عهده أرعى الذمام
إن جرحى القلب يا صاح التأم
بأبي العباس ذياك العلم
كنية طابت قديماً في الأمم
مثلما طابت بهذا الزمن
لعلي من سما أسنى مقام
لكما البشرى خليلي ولي
فالى العلياء قد آب علي
وابنه العباس في يوم جلي
قد تجلّى همّ قلبي الشجن
وتجلت بهجة دار السلام
أنا لا أنساهما مذ لبسا
بيد سيب نداها انبجسا
ملئا طابت وطابت أنفسا
ملئا كانت من الوشي السني
كانت التقوى سداها واللحام
حرم اللَه تسامى حرما
لبيا فيه وفيه استلما
وأحّلا بعدما قد حرّما
كم فروض أديا أو سنن
أدياها بين حجر والمقام
أنت لو تلقاهما في المستجار
وعلى كل من التقوى شعار
وبيوم رميا فيه الجمار
رميا عن كف جود هتن
هي في يوم الندى تحكي الغمام
وهما إذا وقفا في عرفه
مثلما في الليلة المزدلفه
شكر اللَه لكل موقفه
موقف جاد به ذو المنن
وهو المنان بالأيدي الجسام
ومن المنة أن قد عطفا
بحشى شبت لظاها شغفا
قصداً لثما لقبر المصطفى
صفوة اللَه النبي المدني
وهو الصفوة من هذا الأنام
وبه طيبة طابت مرقدا
وبمثوى آله آل الهدى
أنجم الحق ينابيع الندى
والغوادي عند محل الزمن
قادة الخلق إلى دار السلام
عمرك اللضه أخ المجد الرفيع
كيف كان الحال مذ جئت البقيع
أبدمع رحت تبكي أو نجيع
عند ذكراك غريب الوطن
نازح الدار قتيلا مستظام
وبماذا ثم عزيت البتول
ليت شعري في عزاها ما تقول
أي خطب نابها غير مهول
لم تفض فيه دموع الأعين
عنر ذكراه ولا شبت ضرام
فاخلعي يامي أثواب العنا
والبسني ثوب الأماني والمنى
فلك الراق ولي كأس الهنا
حين وافانا بيوم أيمن
واضح الغرة بادي الابتسام
يا أبا الفضل لك الفضل العميم
ولك المجد حديثاً وقديم
وطباع لك رقت كالنسيم
زانها أسنى صنيع حسن
من كريم طيب الأصل همام
فترى العباس في يوم الندى
باسم الثغر مغيضاً للعدى
باسطاً للمجد مذ مدّ يدا
هي تحكي طيبات المزن
واكفات بانسكاب وانسجام
عاد في عودك ذاك المنبر
سامياً فيك علا يفتخر
مورق الأعواد غضّ نظر
يزدهي بشراً بأبهى سكن
يتجلى منك يا بدر التمام
فلكم أسمعتنا من حكم
هي تحي الميت بعد العدم
وحديثاً سقته في المأتم
وبه سقت دموع الأعين
طهرتنا من ذنوب وأثام
ضمخت طيب سجاياك البلاد
وبها قد طاب نشراً كل ناد
ولقد أصبح مسرور الفؤاد
مجدك التالد سامي الفنن
ابد الدهر ومرفوع الدعام
هنّ سلمان وداود معا
بهلال العيد لما لمعا
وأبيه بالمنى إذ رجعا
رجعا يا سعد في عيش هني
وبعز وسرور مستدام
فبمغناك التهاني فرحا
بك أضحت مائسات مرحا
موقرات بالقوافي مدحا
أخرست كل فصيح لسن
ولها من طرب غنى الحمام
هاكها مني ومن غيري لا
وغدت تسقيك كاسات الطلى
من معدن هي كالعقد على
جيد معناك الذي أبهجني
كابتهاج الروض في صوب الغمام
بنت فكر قد زففناها اليك
تتهادى طرباً بين يديك
تتجلى كلما تملي عليك
مدحاً تملأ سمع الزمن
لك يا بن السادة الغر الكرام
صالح الحريري
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2013/11/29 10:26:35 مساءً
التعديل: الجمعة 2013/11/29 10:28:27 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com