حيي ربوع الهُدى وَالعلم والدينِ | |
|
| وَاِذكُر مَحاسِنُها فَالذكرُ يحييني |
|
وَاُنشُق عَبيراً مَنَ الأَرض الَّتي شرَّفت | |
|
| في سالف الدَهرِ بالغرِّ الميَامينِ |
|
وَانظر إِلى أَثر الأَسلافِ مِن رَفعوا | |
|
| صَرح الكَمال بِحُكمِ العَدل وَاللينِ |
|
فَنفحةٌ مِن ربوعِ القَيروان لَها | |
|
| في النَفسِ طيبِ سَما عَن طيب دارينِ |
|
مَقرُ صَحبٍ لَقد خاضوا الفَدافدَ لل | |
|
| فتح المُبين لِتهذيب وَتمدينِ |
|
قَبرُ الرَسولِ يَشعُّ النُورُ مِنهُ إِلى | |
|
| هَذا الضَريحِ فَاِنعم بِالضريحينِ |
|
أَرضٌ بجامِعِها أَنفاسُ عقبةِ مَن | |
|
| قَد أَحرزَ النَصرَ في كُلِّ المَيادينِ |
|
كَأَنَّني أَنظرُ الأَصحابَ قَد وَضَعوا | |
|
| سِلاحَهُم لِأَداءِ الفَرضِ في الحينِ |
|
قَد جاهَدوا في سَبيلِ اللَهِ فَانتَصَروا | |
|
| وَجاهَدوا النَفسَ فَاِنعم بِالجهادينِ |
|
قَف بَالضَريح الَّذي قَد مَد صاحبهُ | |
|
| كَفّا لِكَفِّ خِتام الرُسلِ في الكَونِ |
|
زر الجَناحَ فَفيهِ نُورُ أَضرحةٍ | |
|
| ضَمّت رِجالَ الهُدى وَالعلم والدينِ |
|
فيهِ الحَفيدةُ لِلفاروقِ قَد دَفَنَت | |
|
| في عَصر فَتحٍ بَدا مِن بَعدِ عشرين |
|
نَعم البِلادُ وَلَو ضاقَ ذَرعي بِها | |
|
| وَحادثُ الدَهرِ كادَ اليَوم يَرديني |
|
إِذا جَلَستَ لتفكيرٍ ببركتها | |
|
| وَالبَدرُ في الأُفُقِ العالي يَزهّيني |
|
ذَكَرتُ مِن فتحوا الدُنيا وَمَن بَلَغوا | |
|
| بِقَوة العَزمِ ملكَ الهندِ وَالصينِ |
|
زالَ الجَميعُ وَأَيام الوَرى دولٌ | |
|
| وَعبرةُ الدَهر في الذكرى تَسلّيني |
|
يا جَنّةَ الخُلدِ بَل يا قَيروان وَمَن | |
|
| حُبي لَها فاقَ عَن وَصف وَتَبيينِ |
|
قَد كُنتِ قاعدةً لِلملكِ مِن زَمَنٍ | |
|
| وَالعلمُ عَمَّ الوَرى مِن بَحرِ سَحنونِ |
|
لا تَلهِني بَهجة الدُنيا وَزُخرُفها | |
|
| عَنها وَلا بِسواها قَط تَدنيني |
|
ذَكرى بِلاد جَميلٍ وَهُوَ أَبدَع مِن | |
|
| شِعر الَّذي قالَ مِن شَوقٍ لِدارين |
|
يا نَسمةٍ باكرت مِن نَحو دارينِ | |
|
| وافت إِليَّ عَلى بَعدٍ تَحيّيني |
|