عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > تونس > صالح السويسي القيرواني > عِشْ في زَمانِك وَاِحذَر الإِنسانا

تونس

مشاهدة
904

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

عِشْ في زَمانِك وَاِحذَر الإِنسانا

عِشْ في زَمانِك وَاِحذَر الإِنسانا
يَكفيكَ مِن أَفعالِهِ ما كانا
وَاصرِم حبالَكَ مِن مُعاشَرةِ الألى
مَقتوا النُفوسَ وَغَيّروا الأَبدانا
قَد طالَما يَأتي الأَذى مِمَن يُري
ك صَداقةً قَد أَخفَت البُهتانا
فَمِن المُحالِ صَفاءُ قَلبٍ فاسدٍ
مَن ذا يَصيِّرُ حنظلاً رُمّانا
فَاِسخَر مِنَ اَهلِ الكِبرياءِ وَحالَهِم
فَأَخو التَكَبُّرِ لا يَزال مُهانا
يَكفيهمُ عِندَ السَلامِ بِأَن غَدَوا
بِنطاحِهم قَد أَشبَهوا الثيرانا
إِنَ الوَضيعَ إِذا اِرتَقى لِوظيفةٍ
صَعَدَ السَماءَ اَن يَستَطِع طَيَرانا
فَالتّبرُ يُخفي جُرمَهُ في مائِهِ
وَالتبنُ يَظهرُ طافياً وَمُهانا
رَدِّد لحاظكَ في العَوالم لا تَرى
إِلا صَديقاً غادَرا خوّانا
جَعَلوا الدِيانةَ لِلشُرورِ وَسيلةً
لِلأَبرياء وَأَلهبوا النيرانا
لا دين لا وَصف المُروءةِ عِندَهُم
بَل خالَفوا القُرآن وَالدّيّانا
داسوا الضِعافَ بِأَرجُلٍ أَفهكذا
رَبُّ الأَنامِ عَلَيهُمُ أَوصانا
فَالناسُ يُولونَ الغِنيَّ كَرامةً
وَلَو اِرتَدى مِن لُؤمِهِ قُمصانا
فَإِذا اِرتَقَيتَ لِمَنصبٍ فَجَليلَهُم
وَحَقيرُهُم نَحوَ الحِمى قَد دانا
وَسَعَوا إَلَيكَ بِما تَروم وَتَشتَهي
وَإِذا نُكِبتَ فَلا تَرى أَعوانا
أَهل التَمَلُّقِ يَنتَمونَ لِكُلِّ مَن
نالَ الوَظيفَ وَلَو غَدا شَيطانا
أَهلُ الدَسائسِ وَالوَساوسِ إِن رَأوا
شَراً لِقَومٍ قالوا ما أَولانا
قالوا الشُعورُ وَلا شُعورَ لَدَيهِمُ
إِلا شُعوراً أَشبَهت نِسوانا
أَهلُ الحَميةِ مِنهُم جَرِّبهُمُ
إِن وُظِّفوا أَو قُلِّدوا نيشانا
وَأَنظر لَهُم مِن بَعدِ ذَلِك لَم تَجِد
شَيئاً مِن الأَمر الَّذي قَد كانا
لا تَعجَبَنَّ مِن الشُرورِ إِذا بَدَت
وَاعجبْ لِخَيرٍ في زَمانَك بانا
شَتانَ بَينَ السالفين وَفعلِهِم
وَفِعالُنا في دَهرِنا شَتّانا
أَسلافُ خَيرٍ لِلكَمالِ تَسابقوا
بِعَزيمةٍ وَتَدرَّعوا الإِيمانا
كانتَ قُلوبَهُمُ تَفيضُ بَرَحمةٍ
لَما اِهتَدوا وَتَدَبَّروا القُرآنا
رَفَعوا البِناءَ فَجاءَ خَلفٌ بَعدَهُم
نَشَرَ الفَسادَ وَقَوَّضَ البُنيانا
خُلِقَ العِبادُ إِلى السَعادةِ وَالصَفا
لَكِن لِسوء الحَظِّ ما أَشقانا
مِن عَهد آدمَ وَالتَباغضُ قَد سَرى
قابيلُ قَد سَفَكَ الدِماء وَخانا
بَعَثَ الإِلَهُ الأَنبياءَ لِنَشرِ ما
فيهِ التَآخي فَلم نَرَ إِلا خوانا
حَسَدٌ وَبُغضٌ وَاِغتيابٌ قَد فَشا
بَينَ الشُعوبِ وَهَدَّمَ الأَركانا
فَمباهجُ الدُنيا لَدَينا كَثرةٌ
يا لَيتَ شِعري ما الَّذي أَبكانا
لَو كانَ فينا ألفةٌ وَتَحاببٌ
ما اِستَعبَدَتنا في الوَرى أَعدانا
فَأرِحْ فُؤادَكَ مِن عَذابٍ نازلٍ
وَمَناظرٍ تَدَع الفَتى حَيرانا
وَإِنسَ بَهرَ البَيت وَاِترُك صاحِباً
مُتَلَوِّناً مِن خُبثِهِ أَلوانا
وَأَسَعَد فَقَد سَعِد القُنوعُ بِكَسرةٍ
وَشَقى مَليكٌ قَد حَوى تيجانا
نَسجُ العَناكِبِ قَد يَروق لِنَاظِري
في عُزلَتي وَرِياضَتي أَحيانا
وَلَقد أَرى بَينَ القُيود مَسَرةٌ
وَالحيُّ يَجلبُ لِلوَرى أَحزانا
ناجِ الطُيورَ عَلى الغُصون إِذا اِرتَقَت
وَدَعِ الوَرى وَاِسمَع لَها أَلحانا
وَاِنظُر إِلى الأَوراقِ تَبسطُ كَفَّها
شُكراً إِلى مَن أَبدَعَ الأَكوانا
وَالشَمسُ عِندَ مَغيبِها مُصفَرةٌ
كَمَحيا خُودٍ عِشقُها قَد بانا
وَتَرى النُجومَ مِنَ السَماءِ مُطلةٌ
كَخرائدٍ قَد غازَلَت وَلهانا
وَالبَدرُ يَشبَهُ وَجهَ مَن أَهواهُ في
إِشراقِهِ وَكَمالِهِ سُبحانا
لا تَجزَعَنَّ مِنَ الوحوشِ فَإِنَّها
إن أُكرَمت لا تُنكرُ الإِحسانا
فَالوَحشُ يَعطيك الأَمانَ حَقيقةً
وَإِذا اِئتَمَنت إِبنَ آدم خانا
قَد تَوجدُ الأَخيارُ لَكِن نادر
وَالفَحصُ عَنهُم يُتعِبُ الأَبدانا
دُنياك بَحرٌ وَالعِبادُ كَأَنَّهُم
في أَكلِ بَعضِهِمُ غَدوا حِيتانا
وَالمَوتُ صَياد وَفيهِ عِبرةٌ
لِنُفوِسِنا عَجَباً فَما أَقسانا
ما كانَ أَحوَجَنا لِحُسنِ تَآلفٍ
لَكِن لِسوءِ الخَلف قَد أَردانا
فَسَفينةُ الإِصلاحِ فيها صلّاحَنا
وَحَياتُنا لَو صادَفَت رُبانا
حُبُّ الرِئاسةِ قادَنا لِمَهالكٍ
وَقَضى عَلى ما نَأمَلوه هَوانا
فَالبُخلُ فينا عَلْى المَصالحِ قَد فَشا
لَكِن عَلى الشَهواتِ ما أَسخانا
يا أَيُّها الإِنسانُ كُن مُتَبَصِّراً
ما دُمتَ حَياً في حِمى دُنيانا
وَاسلك سَبيلَ الخَيرِ دَوماً وَاِبتَعد
عَن جَمعِياتٍ شَرُّها قَد بانا
صالح السويسي القيرواني
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الاثنين 2013/12/02 11:12:28 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com