هَنا الشَقاءُ عَلى الايالةِ خيَّما | |
|
| وَهُناكَ فكرٌ بالغٌ أَوج السَما |
|
وَهُنا التَعاسةُ وَالجَهالةُ وَالعَنا | |
|
| وَهُناكَ علمٌ كلَ يَومٍ في نَما |
|
وَهُنا أَرى لِلكبرياءِ تَنَوُّعاً | |
|
| وَهُناكَ قَد قَسَموا التَواضُعَ مَغنَما |
|
وَهُنا غَدا ذُلُّ النُفوسِ سَجيّةً | |
|
| وَهُناكَ عِزُّ النَفسِ رُكناً أَعظَما |
|
وَهُنا اِغتِيابُ الخَلقٍ أَصبَحَ فاشياً | |
|
| وَهُناكَ ذكرٌ لِلمَصالحِ هيّما |
|
وَهُنا غرابُ الخَسرِ أَضحى ناعِقاً | |
|
| وَهُناكَ طَيرٌ للفَلاحِ تَرَنَّما |
|
باريسُ قَد رُسَمَت بِأَجمَلِ صورةٍ | |
|
| فَالشُكرُ لِلإِنسانِ فيما رَسّما |
|
تلكَ البَدائعُ وَالصَنائعُ لَم تَزَل | |
|
| تَزدادُ إِتقاناً وَصُنعاً محكَما |
|
فَالصَرحُ مَدَّ إِلى الكَواكبِ كَفّهُ | |
|
| فَصَبا عَطارِدُها إَلَيهِ وَسَلَّما |
|
أَوحى لإِيَفلَ عِلمُه إِن ابنِ لي | |
|
| صرحاً يَكونُ عَلى العُلومِ مُترجِما |
|
فَاِصعَد لَهُ وَدَعِ التَوَهُّمَ جانِباً | |
|
| فَالوَهمُ في عَصرِ العُلومِ تَحَطّما |
|
عَرِّج عَلى شَنزي لزي فَلَكَم تَرى | |
|
| آرامُ حُسنٍ ماثَلت نَوعَ الدُمى |
|
يَرفُلنَ في حُللِ الحَريرِ تَرفُّها | |
|
| وَيَمِسنَ كَالأَغصانِ في ذاكَ الحِمَى |
|
فَالجفنُ ريشت لِلقُلوبِ نِبالُهُ | |
|
| وَلَكَم أَصابَ مَقاتِلاً مَهما رَمى |
|
وَاللوفَرُ المَشهورُ قَد وَضِعَت بِهِ | |
|
| تُحفٌ بِمثِلِ جَمالِها لَن تَحلُما |
|
مَرَّت عَلى جسرِ القُرونِ وَلَم تَزَل | |
|
| بِبَهائِها مَهما الزَمانُ تَصَرَّما |
|
جَوكوندا تَباً لِسارقِ رَسمِها | |
|
| رَسمٌ عَلى ملك الجَمالِ تَقَدَّما |
|
فَإِذا نَظَرتَ لَهُ كَأَنَّك مُبصرٌ | |
|
| حوريةً هَبَطَت إَلَيكَ مِن السَما |
|
رسّامها قَد كانَ آيةَ عَصرِهِ | |
|
| وَبِعشقِها قَد صارَ صبّاً مُغرَما |
|
ليوناردو أفهل يحلُّ لمغرَمٍ | |
|
| سَرَقَ المَليحةَ أَم تُراهُ محرّما |
|
روحُ الحَبيبةِ قَد تُناجي روحَكُم | |
|
| في مَتحَفٍ أَو تَحتَ أَطباقِ العمى |
|
يا مَتحَفاً ما لي أَرى بِكَ وَحشة | |
|
| وَأَرى فُؤادَك بِالفِراق تَكَلَّما |
|
فَمُحَمَّدٌ يُبدي إَلَيكَ تَوجُّعاً | |
|
| وَتَسلِّياً عِندَ الزِيارةِ مِثلَ ما |
|
وَلزَنفليدُ كُن إِلَيهِ مُسارِعاً | |
|
| فَدخولُهُ قَطعاً عَلَيكَ تَحتّما |
|
وَاقصد لِنابليونَ عِندَ ضَريحِهِ | |
|
| رَجُلُ الشَجاعةِ مَن بِهِ المُلكُ اِحتَمى |
|
فَلَكَم تَفَرَّقَتِ الجُيوشُ بِبَأسِهِ | |
|
| وَلَكَم أُسيلَت مَن قَواضِبِهِ الدَّما |
|
رَدَّ الأُلوفَ بِعَزمِهِ لكنّهُ | |
|
| بِالعَزمِ لَم يَردُد قَضاءً مُبرَما |
|
وَاِذهَب إِلى فرسايَ إِنَّ قُصورَها | |
|
| فيها اِعتِبارٌ لِلمُلوكِ تَجَسَّما |
|
وَاِنِظُر إِلى تِلكَ التَماثيلِ الَّتي | |
|
| قَد خِلتَها تُبدي إِلَيكَ تَكَلُّما |
|
وَاِختُمُ بطولونَ العَجيبةَ رحلةً | |
|
| وَاِنظُر لاسطولٍ كَمَوتٍ حوَّما |
|
يَختالُ في درعِ الحَديدِ تَعَجُّباً | |
|
| وَيَدُكُّ أَطوادَ البِلادِ إِذا رَمى |
|
وَاِبكي بِلادَ الشَرقِ حَولاً كامِلاً | |
|
| فَالمَجدُ في تِلكَ الرُبوعِ تَهَدَّما |
|
باريسُ تَبدو بِاعتبارِ جَنّةٍ | |
|
| وَإِذا أُريدَ بِها الفَسادُ جَهَنَّما |
|
فَالزائِرونُ بِعبرةٍ نالوا المُنى | |
|
| وَالوَيلُ مَن لِحِمَى المَفاسد يَمَّما |
|
امحمَّدُ المقدادُ مِثلكَ مَن يَكُن | |
|
| في الضّعنِ ذا فكر بعبرته سَما |
|
أَني لأَرجو لَكَ الشِفاء لَدى فَشى | |
|
| وَبحسن عافية تَؤوبُ منعَّما |
|