عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > صالح الكواز > طربت فعم الكرام الطرب

العراق

مشاهدة
597

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

طربت فعم الكرام الطرب

طربت فعم الكرام الطرب
وضوء ذكاء يمد الشهب
وملت فمالت لك المكرمات
سروراً لما نلت مما تحب
إذا اهتز من دوحةٍ ساقها
فلا عجب إن تهز العذب
وصال على الحزن جيش السرور
فشرده وانثنى بالغلب
وخيم في القلب لا يبتغي
رحيلاً وجودك كان السبب
ولما ابتهجت بدا الابتهاج
علىالخق من عجمها والعرب
كأن سرورك في العالمين
يحاري نوالك أنى ذهب
إلى قول قائلهم صادقاً
كأنا رياض ومنك السحب
ولولا ابتسام وميض الغمام
لما ابتسم النور فوق القضب
ولا عجب أن تسر الأنام
ولو لم تسر لكان العجب
ألست الذي قد بعثت السرور
إلى كل قلبٍ عظيم الكرب
وأنت الذي قد ملأت الجفان
مدعدعةً قد علون الهضب
ترى الناس من وارد ساغب
يعود بطيناً عقيب السغب
فلو حاول الطير منها الطعام
بأم السما نال ما قد طلب
ولو قصد الوحش إدراكها
لما مسه من طوىً ما حجب
وشدت على الطرق للسائلين
قصور علا شيد فيها الحسب
وكم قد تفقدت من مرمل
وأرملةٍ ويتيمٍ سغب
وانعشت افئدةً منهم
تكابد في الحادثات النوب
وآخر جاءك يشكو إليك
من الدهر خطباً عليه خطب
فألفاك أسرع مستنجدٍ
إلى ما دعوه إليه وثب
يداوي بك الفقر حتى يزول
مداواة ذي الطب للمستطب
فمن كان ذا شأنه في الزمان
كان حقيقاً على أن يحب
ومن شاطر الناس أمواله
فقد شاطرته الرضا والغضب
أبا المصطفى قد سبقت الكرام
لغاياتها واحتويت القصب
فللَه درك من ماجد
عن الحق ما مال فيه غضب
تلذذ في بعد أحبابه
ليدنو من اللَه أو يقترب
وما لذة البعد فيما يرى
بأيسر من لذةٍ المقترب
توارثتم الحج جيلاً فجيلاً
كما ورث الهاشمي النسب
فكاد يحول مولودكم
عن المهد فوق ظهور النجب
كأن لكم مكة موطن
يهزكم لحماها الطرب
يشوقكم البرق من نحوها
ويصبيكم الريح أما يهب
وطاتم ثراها فآثاركم
مكررةٌ عندها في الكتب
كما أن آثاركم في الزمان
على أهله واضحات الشهب
فصارت إذا جاءها ابن لكم
رأت في محياه عنون اب
فتعرف في شيخكم كهلها
بسيماء عز عليه غلب
إذا جئتم أرضها رحبت
أباطحها فيكم والهضب
لعمري إذا كنتم تسرعون
إلى الحج أول عام يجب
فكيف يفوتكم غيره
وما غيره مثله في التعب
أرى الحج شاهد عدل لكم
بتأدية الفرض مهما وجب
فمن نال في عزمه النيران
لم يعيه نيله للسحب
ولا غرو أن يركبن الذلول
فتى ليس يعييه ركب الصعب
أرى اللَه أثنى على الأنبياء
لأمرهم الأهل فيما أحب
وها أنت تأمر في الوجبات
أهاليك طراً وبالمستحب
وفارقت عامين في حبه
حبيبيك تشكره محتسب
كأن الحجاز وقد أوطآ
محيا ثراه خفاف النجب
غدا بهما حاسداً للعراق
كما حسد الأعجمي العرب
ورام بقاءهما عنده
ليعلو على غيره في الرتب
ويخصب فضلاً بيمنيهما
له كل ربعٍ محيل جدب
فأتحف عامين نيل المنى
وزال عن المجد بين العطب
ليهن أبا المصطفى والرضا
رضا اللَه والمصطفين النجب
عشية حلّاً عن اليعملات
نسوعاً وشد العقال الركب
وسارا وقد لبيا معلنين
بقلب سليم ونطق عذب
وطاف بدمع غداة الطواف
يضاهي غروب الحيا المنسكب
صدقن أمانيهما في منى
ورب أمانٍ رزقن الكذب
وقد شكر اللَه سعييهما
وأعطاهما منه نيل الأرب
ومذ قضيا من فروض الإله
ما اللَه أوجب أو ما ندب
أثارا ليثرب نضويهما
فطوراً ذميلاً وطوراً خبب
إلى أن بدت قبة المصطفى
عليها رواق المعالي ضرب
كأن السماوات أرض لها
وبالعرض قد نيط منها الطنب
أناخا وسارا لها ماشيين
وخديهما عفراً في الترب
وزارا النبي فزادا علا
وفخراً على كل عالي الرتب
وقاما إزاء قبور البقيع
مقاماً تصانع فيه الكرب
يرد إلى القلب دمع العيون
حذاراً ويرضى بدون الطلب
وسارا يريدان ارض العراق
وأعين سكانه ترتقب
بأنيق تطوي فجاج الوهاد
كطي السجل بها للكتب
إلى أن أتت طور وادي الغري
ونور التجلي عليه ثقب
بباب مدينةٍ عالم الإله
ثنت بعد طول المسير الركب
وقاما يجران برد السرور
وإن رغم الحاسد الكتئب
وقبلت وجهيهها شاحبين
شحوباً به ضاء وجه الحسب
وما النقص أن تشحبن الوجوه
والنقص إن وجه عرض شحب
صالح الكواز
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2013/12/04 12:57:29 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com