أَوَجهُكِ ذا أَم ذا هُوَ البَدرُ طالِعُ | |
|
| وَثَغرُكِ ذا أَم لاعِجُ البَرقِ لائِحُ |
|
وَذا الدُّرُّ أَم هذا أَقاحٌ مُنَضَّدٌ | |
|
| بِفِيكِ وذا لَيلٌ أَمِ الشَّعرُ طَافِحُ |
|
وذاكَ هِلالٌ أَم جَبينٌ لَنا بَدا | |
|
| فأَسفَرَتِ الظَّلماءُ واللَّيلُ جانِحُ |
|
وَتِلكَ نِبالٌ أَم عُيُونٌ رَواشِقٌ | |
|
| إِذا نَظَرَتنا صاحَ بالقَلبِ صائِحُ |
|
وذا مَبسَمٌ كالأُرجُوانِ مُعَسَّلٌ | |
|
| بِهِ الصَّبُّ مُضنىً ما تَغَنَّت صَوادِحُ |
|
وهَذا قَناً أَم ذا قَوامٌ مُهَفهَفٌ | |
|
| فهَا هُوَ مِن سُكرِ الهَوى مُتمَائِحُ |
|
وَتِلكَ حُقوقٌ أَم نُهُودٌ بِصَدرِها | |
|
| بِها الحِبُّ مَشغُوفٌ لَها الدَّمعُ سافِحُ |
|
وَخَصرٌ نَحِيلٌ يَشتَكي ثِقلَ رِدفِها | |
|
| سأَذكُرُها ما ناحَ بالأَيكِ نائِحُ |
|
عَلى مِثلِها ذُو النُّسكِ يترُكُ نُسكَهُ | |
|
| وَيَسأَلُ مَولاهُ الكَريمَ يُسامِحُ |
|
فتاةٌ لها حُسنُ الطِباعِ سَجِيَّةٌ | |
|
| وَأَخلاقُها رَوضٌ مِنَ الحُسنِ فاتِحُ |
|
فَيا عاذِلي فِيهَا تَرَفَّق بمُدنَفٍ | |
|
| مَدامِعُهُ كالسُّحبِ وَالقَلبُ سارِحُ |
|
أَتعذِلُني في حُبِّ رِيمٍ عَهِدتُهُ | |
|
| صَفيّاً وَفِيّاً لِلأحِبَّةِ مانِحُ |
|
مَهاةٌ لَها كُلُّ المِلاحِ خَواضِعٌ | |
|
| فَيا لائِمي أَقصِر فَما أَنتَ ناصِحُ |
|
هِيَ البَدرُ حُسناً وَالقَنا مِثلُ قَدِّها | |
|
| وَقَلبيَ يَرعاها وَلَو أَنا نازِحُ |
|
فَيا بَدرُ رِفقاً بِالفُؤادِ الَّذي غَدا | |
|
| يُغادِيهِ وَجدٌ مُؤلِمٌ وَيُرَاوِحُ |
|
تَرَفَّق بِصَبٍّ لم يَزَل بِكَ مُغرَماً | |
|
| وواصِلهُ إِنَّ الوَصلَ فيهِ مَصالحُ |
|
وَإِيّاكَ تُصغِي لِلمُعَنِّفِ إِنَّهُ | |
|
| عَدُوٌّ فلا تَسمَع وَقُل أَنتَ قادِحُ |
|
أَيَعذِلُنا في الحُبُّ والحُبُّ مَذهَبٌ | |
|
| لِشَيخٍ نمَتهُ الأَكرَمُونَ الجَحاجِحُ |
|
بَغِيضُ الرَّدى غَيظُ العِدا عَلَمُ الهُدى | |
|
| جَزيلُ العَطا مَن يَلقَهُ فَهوَ رابحُ |
|
حَليفُ الوَفا خِلُّ الصَّفا سَيِّدٌ غَدا | |
|
| لَهُ شَرَفٌ سامٍ وَشانِيهِ قامِحُ |
|
رَحِيبُ المُحَيَّا واسِعُ الباعِ مِقوَلٌ | |
|
| حَمِيدُ المَساعِي لِلغَوامِضِ شارِحُ |
|
فصِيحٌ لَهُ التَّقدِيمُ في كُلِّ مَشهَدٍ | |
|
| إِذا جالَ في عِلمٍ فَمن ذا يُناضِحُ |
|
لَهُ هِممٌ أَعيَت فُحُولَ زَمانِهِ | |
|
| وما يَذكُرُ المِعشارَ مَن هوَ مادِحُ |
|
فَإِن شِئتَ نَثراً أَو قَرِيضاً فَإِنَّهُ | |
|
| نَبيهٌ لَهُ التَّقدِيمُ وَالعَقلُ راجِحُ |
|
وَإِن شِئتَ بَذلاً مِن خِضَمِّ نَوالِهِ | |
|
| تَلَقَّاكَ بِالبُشرى وَقامَ يُصافِحُ |
|
وَإِن شِئتَ نَيلَ العِلمِ مِنهُ فإِنَّهُ | |
|
| هُوَ البَحرُ عِلماً لا النِطافُ الضَحاضِحُ |
|
فعبد عَزيزٍ أَنتَ أُنسِي وَراحَتِي | |
|
| وَقُربُكَ يُحيينِي وَبُعدُكَ فادِحُ |
|
فَهاكَ قَرِيضاً حاكَهُ ذِهنُ قاصِرٍ | |
|
| فَسامِح حَبيبي فاللَّبيبُ يُسامِحُ |
|
عَلَيكَ سَلامِي ما تَأَوَّهَ عاشِقٌ | |
|
| عَلى خِلِّهِ أَو ناحَ بالأَيكِ نائِحُ |
|
وما ذَكَرَ المُشتاقُ أَهلَ وِدادِهِ | |
|
| وَما هَمَلَت مِنهُ العُيُونُ السَّوافِحُ |
|
وما راحَ في لَيلٍ بَهِيمٍ مُغَرِّداً | |
|
| بِصَوتٍ شَجِيٍّ كلَّما حَنَّ سانِحُ |
|