أَلا يا ابنَ عَمِّي قَد تَمادى التَّباعُدُ | |
|
| عَلَيَّ فأَضحَى دَمعُ عَينِيَ يَذرُفُ |
|
أَرُومُ وِصالاً نَحوَكُم فيعُوقُنِي | |
|
| زَمانٌ عَلَى التَّقدِيرِ يُرضِي ويُسعِفُ |
|
عَلى أَنَّكُم أَقصَى مَرامِي وَإِنَّما | |
|
| تعُوقُ الفَتَى الأَقدارُ حِيناً وَتصرِفُ |
|
وأَنتُم مُنائِي يا سُوَيداءَ ناظِري | |
|
| وراحَةُ قَلبِي الهائِمِ المُتَلَهِّفِ |
|
فرِقُّوا لِصَبٍّ أَنحَلَ البُعدُ جِسمَهُ | |
|
| سَهِيراً وَمن حَرِّ الجَوى كادَ يَتلَفُ |
|
فأنتُم حِجا المَلهُوفِ إِن جاءَ صارِخاً | |
|
| وأَنبَلُ مَن فوقَ المِهادِ وأَشرَفُ |
|
وساجَلتُكُم عَلِّي أَفُز من جَنابِكُم | |
|
| بِطِرسٍ فأَهنا بالوِصالِ وأَرشُفُ |
|
أَلا يا ابنَ عَمِّي أَنتَ رِفدٌ لِقاصِدٍ | |
|
| وَجُودُكَ بَحرٌ وَالبَرِيَّةُ تَغرِفُ |
|
فجُد بِرَقِيمٍ يُنعِشُ الرُّوحَ نَسجُهُ | |
|
| فَفَضلُكَ مَشهورٌ وَبالبِرِّ تُوصَفُ |
|
فأَنتُم شِفا سُقمِي وَمَرتَعُ ناظِرِي | |
|
| وَغايةُ آمالي فَمُنُّوا تَعَطَّفُوا |
|
فَيا حبَّذا ذاكَ التَّزاوُرُ بَينَنا | |
|
| وَنُجمُ السَّما مِن حَولِ بَدرِهِمُ حَفُّوا |
|
فَيا لَيتَني معكم أَحِبَّةَ ناظِري | |
|
| فأَجني ثِمارَ العلم منكم وأَقطُفُ |
|
وَأُنبِئُكُم يا زِينَةَ الدَّهرِ أَنَّنِي | |
|
| لِشَطِّكُمُ نَومي وعيشِيَ لم يَصفُ |
|
فآهٍ عَسى الأَيّامُ تُدمِجُ ما مَضَى | |
|
| بأُنسٍ مَعَ الساداتِ وَالشَّملَ يَلتَفُّ |
|
فَيُشفى حَرِيقُ القَلبِ مِن حَرِّ فَقدِكُم | |
|
| وَيَنكَفُّ دَمعٌ بالخُدودِ لهُ وَكفُ |
|
فَعَبد لَطيفٍ أَنتَ رُوحِي وَراحَتِي | |
|
| وَقربُكَ يُحيِيني وَبُعدُكَ لِي حَتفُ |
|
وَلا زالَ لُطفُ اللَّه يا عَلَمَ الهُدى | |
|
| يُغادِيكَ ما قامَ المُصَلُّونَ واصطَفُّوا |
|
علَيكَ سَلامي ما ذَكَرتُكَ ساعَةً | |
|
| فَأَسبَلتُ دَمعاً مِن عُيونِي لهُ عُنفُ |
|
وَأَختِمُ نَظمِي بالصَّلاةِ مُسَلِّماً | |
|
| عَلَى المُصطَفى ما رُدَّ لِلنَّاظِرِ الطَّرفُ |
|
وَآلٍ وَأَصحابٍ جَميعاً وَعِترَةٍ | |
|
| لأَنَّهُمُ شَمسُ الهُداءِلِمَن يَقفُو |
|