إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
الموتُ في هذي البلادِ |
يأتيكَ حتّى لو تُغنّي تَسلَمُ الأيادي! |
يأتيكَ عَدْوًا في قِطارِ المزلقانِ المُستباحِ من الفَسادِ |
أو في عَقارٍ خَرَّ يَحضُنُ ساكِنيه بلا مَعادِ |
يأتيكَ حَرقًا: |
بالوقودِ على الطريقِ بليلِ طنطا والضحايا في ازديادِ |
أو بالقنابلِ حينَ تَفويضٍ مَنحتَ لِفَضِّ رابعةٍٍ لِتندَحرَ الأعادي!! |
فالموتُ قاضٍ عادلٌ، حقٌ على كلِّ العبادِ |
سِيّانِ في ثَكَلٍ لديهِ: |
مَنْ ارتضَى بالذُّلِّ وانتدبَ الطغاةَ إلى التّمادي |
أو مَن أتاهُ شهيدَ صِدقٍ ثَغرُهُ بالحقِّ شادي |
أو طالبٌ في الجامعاتِ يثورُ سِلميًّا فَيُدرجُ بالعِدادِ |
أو أزهريٌّ حافظٌ لكتابِ ربِّ العالمينَ بِشرعِهِ دوما يُنادي |
أو غاضبٌ متظاهرٌ يُغتالُ غَدرا في المَعادي |
أو ألفُ مِسكينٍ بقاعِ البحرِ في عبّارةِ الموتِ التي فاقتْ سواها في المَزادِ |
أو بائسٌ من تحتِ أنقاضِ الدُّوَيقةِ أو سواها من عَوادي! |
أستاذُ جامعةٍ |
طبيبٌ، |
صيدليٌّ، |
عالمٌ، |
خِريّجُ هندسةٍ |
فقيهٌ، |
خيرُ أدمغةٍ يكافئها الرَّصاصُ بلا تفادي! |
فَاهْرُبْ بجلدِكِ ما تشاءُ |
وطِرْ على بعضِ الحصيرِ كسندبادِ!! |
ما لم تُغادرْ ِبرَّ مصرَ فأنتَ رَهْنٌ في سجونِ الموتِ والحبسُ انفرادي!! |
في الجامعاتِ، |
على الطريقِ، |
بأيِّ مستشفىً مُهانا، |
في فراشِكِ نائما، |
أو في السجونِ مُعذّبًا، |
بالخنقِ في سيارةِ الترحيلِ، |
قَنْصًا في ميادينِ التظاهرِ، |
في القطارِ، |
مُكبّلا بالصمتِ، |
أو من مانحي التفويضِ، |
أو من طالبي شرعيّةً |
أو مدّعي ثوريّةً |
أو من فلولِ المجرمينَ |
هو المصيرُ لنا أُحادي!! |
والذلُّ صارَ إليهِ حادي! |
فالموتُ في هذي البلادِ |
شيءٌ طبيعيٌّ وعادي!! |
لا تَنسَ: أنتَ مواطنٌ |
دومًا تموتُ كما الجرادِ!! |