أَمدينة مِن فَوق سَطح الماءِ | |
|
| تَجري بِأَبَهج مَنظر وبَهاءِ |
|
أَم هَذِهِ إِرمٌ بَدَت وَعمادُها | |
|
|
أَم ذاكَ وَابور المَسرّة مدَّه | |
|
| صَدرُ البَرية أَسَعد السَعداء |
|
وَحَبا به النيل المُبارك فَاِزدَهى | |
|
| بِبَديع بَهجة شَكله الحَسناء |
|
فَكَأن هَذا الفُلك في تَنظيمه | |
|
| فَلَكٌ بِهِ تَسري نُجوم سَماء |
|
وَكَأَنَّهُ في النَهر عِندَ مَسيره | |
|
| بَرق يَقصِّر عَنهُ طَرف الرائي |
|
أَو أَنَّهُ ملك خَطيرٌ جُندُه | |
|
| مَلأ مِن الأَمواج وَالأَهواء |
|
فَعَساكر الأَمواج يُرسلها عَلى | |
|
| سُفن البخار طَليعة الأَعداء |
|
فَتظلّ تصدم بِالجِبال وَجوهها | |
|
| حَتّى تُرى مَنثورة كَهباء |
|
وَعَساكر الأَهواء يُلقيها عَلى | |
|
| سُفن الشِراع بَشائر الأنحاء |
|
فَتردّها قَهراً عَلى أَعقابها | |
|
| بِالذلّ وَالإرغام في الأَعداء |
|
وَتصدّها وَتبتُّ حبل وصالها | |
|
| وَتفتت الجافي مِن الأَجزاء |
|
فإِذا تَصدّى لِلسِباق فَدونه | |
|
| وَابور برٍّ طار في البَيداء |
|
وَإِذا سَرى فَالكُلُّ حَول رِكابه | |
|
| في مَوكب يَسمو عَلى الجَوزاء |
|
وَإِذا رَسا لَثمت مقدّم تاجه | |
|
| شَرَفاً ثَغورُ بَشائرٍ وَصَفاء |
|
|
| بِكَ يا سَعيدَ الدَولةِ الغَرّاء |
|
وَترنمت مِنها بِمَدحك أَلسنٌ | |
|
| شُكراً لَما أَوليت مِن نَعماء |
|
يا أَيُّها الملك المؤيد هَذِهِ | |
|
| مَصر لَك اِبتَهلت بِكُلِّ دُعاء |
|
وَبعدلك اِبتَهجت وَنالَت أَهلُها | |
|
| مالم تَنل في دَولة الخُلَفاء |
|
وَالعَسكر المَنصور جَيشك دائِماً | |
|
| يَقتص في الهَيجا مِن الغرماء |
|
وَيَسير تَحتَ لِواك في عزٍّ وَفي | |
|
| أَمنٍ وَفي يُمنٍ وَفَرط هَناء |
|
فَيَعود بِالفَتح المُبين مؤيداً | |
|
| بِالنَصر مَحفوظاً مِن الأَسواء |
|
وَالنيل فيهِ سَفينة الأَفراح قَد | |
|
| حَلّت فَأَشرَق وَجهُه بِضِياء |
|
وَاِزداد في عَليا جَنابك رَغبةً | |
|
| وَغَدا بسيرك فيهِ أَعذب ماء |
|
يا ناصر الأَوطان في يَوم الوَغى | |
|
| بِالجُند وَالإِقدام وَالآراء |
|
يا أَكرم الأَملاك يا غَيث النَدى | |
|
| يا طَيِّب الأَجداد وَالآباء |
|
يا اِبن الَّذي نَشَر التَمدّن بَعدَ ما | |
|
| قَد كانَ مَطوياً عَن الأَحياء |
|
فَسَلَكت مَسلكه وَزدت مَحاسِنا | |
|
| فَبررته يا أَشرَف الأَبناء |
|
بُشراك أَفئدة الأَنام خَزائنٌ | |
|
| ملئت بِحُبك يا أَبا العَلياء |
|
وَالملك عَين أَنت يا ابن محمد | |
|
|
فاسلم لهُ كَيما يَرى بِكَ سَعده | |
|
| وَيَفوز مِنك برفعة وَسَناء |
|
وَاصحب بِطُول الدَهر بين أَولى النُهى | |
|
| طوسناً سَليلك سَيد الأَمراء |
|
نَجل المَعالي ثاقب الفهم الَّذي | |
|
| يَزهو عَلى أَخدانه بِذَكاء |
|
وَاقبل فِداك النَفس مَدحة مُخلص | |
|
| فاضَت عَلَيهِ سَحائب الآلاء |
|
وَاعذره إن أَعياه حصرُ مَناقبٍ | |
|
| جَلّت عن التِعداد وَالإِحصاء |
|
لا زلت تُحسن صُنع آثار لَها | |
|
| في مَصر نَفعٍ ماطر الأَنواء |
|
ما لاحَ وابور المسرّة ذاهباً | |
|
| بِتَمام مَدٍّ جيد الإِنشاء |
|
وَاِنساب في نيل السَعادة قاصِداً | |
|
|
وَالَمجد قال وَقَد رآه مؤرخاً | |
|
| فرح عَلى برّ الخديوي جائي |
|