عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > صالح مجدي > أَمدينة مِن فَوق سَطح الماءِ

مصر

مشاهدة
774

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أَمدينة مِن فَوق سَطح الماءِ

أَمدينة مِن فَوق سَطح الماءِ
تَجري بِأَبَهج مَنظر وبَهاءِ
أَم هَذِهِ إِرمٌ بَدَت وَعمادُها
مَسبوكة مِن فضة بَيضاء
أَم ذاكَ وَابور المَسرّة مدَّه
صَدرُ البَرية أَسَعد السَعداء
وَحَبا به النيل المُبارك فَاِزدَهى
بِبَديع بَهجة شَكله الحَسناء
فَكَأن هَذا الفُلك في تَنظيمه
فَلَكٌ بِهِ تَسري نُجوم سَماء
وَكَأَنَّهُ في النَهر عِندَ مَسيره
بَرق يَقصِّر عَنهُ طَرف الرائي
أَو أَنَّهُ ملك خَطيرٌ جُندُه
مَلأ مِن الأَمواج وَالأَهواء
فَعَساكر الأَمواج يُرسلها عَلى
سُفن البخار طَليعة الأَعداء
فَتظلّ تصدم بِالجِبال وَجوهها
حَتّى تُرى مَنثورة كَهباء
وَعَساكر الأَهواء يُلقيها عَلى
سُفن الشِراع بَشائر الأنحاء
فَتردّها قَهراً عَلى أَعقابها
بِالذلّ وَالإرغام في الأَعداء
وَتصدّها وَتبتُّ حبل وصالها
وَتفتت الجافي مِن الأَجزاء
فإِذا تَصدّى لِلسِباق فَدونه
وَابور برٍّ طار في البَيداء
وَإِذا سَرى فَالكُلُّ حَول رِكابه
في مَوكب يَسمو عَلى الجَوزاء
وَإِذا رَسا لَثمت مقدّم تاجه
شَرَفاً ثَغورُ بَشائرٍ وَصَفاء
وَتَبسمت لِقدومه في زينة
بِكَ يا سَعيدَ الدَولةِ الغَرّاء
وَترنمت مِنها بِمَدحك أَلسنٌ
شُكراً لَما أَوليت مِن نَعماء
يا أَيُّها الملك المؤيد هَذِهِ
مَصر لَك اِبتَهلت بِكُلِّ دُعاء
وَبعدلك اِبتَهجت وَنالَت أَهلُها
مالم تَنل في دَولة الخُلَفاء
وَالعَسكر المَنصور جَيشك دائِماً
يَقتص في الهَيجا مِن الغرماء
وَيَسير تَحتَ لِواك في عزٍّ وَفي
أَمنٍ وَفي يُمنٍ وَفَرط هَناء
فَيَعود بِالفَتح المُبين مؤيداً
بِالنَصر مَحفوظاً مِن الأَسواء
وَالنيل فيهِ سَفينة الأَفراح قَد
حَلّت فَأَشرَق وَجهُه بِضِياء
وَاِزداد في عَليا جَنابك رَغبةً
وَغَدا بسيرك فيهِ أَعذب ماء
يا ناصر الأَوطان في يَوم الوَغى
بِالجُند وَالإِقدام وَالآراء
يا أَكرم الأَملاك يا غَيث النَدى
يا طَيِّب الأَجداد وَالآباء
يا اِبن الَّذي نَشَر التَمدّن بَعدَ ما
قَد كانَ مَطوياً عَن الأَحياء
فَسَلَكت مَسلكه وَزدت مَحاسِنا
فَبررته يا أَشرَف الأَبناء
بُشراك أَفئدة الأَنام خَزائنٌ
ملئت بِحُبك يا أَبا العَلياء
وَالملك عَين أَنت يا ابن محمد
إنسانها في مَصرك الغناء
فاسلم لهُ كَيما يَرى بِكَ سَعده
وَيَفوز مِنك برفعة وَسَناء
وَاصحب بِطُول الدَهر بين أَولى النُهى
طوسناً سَليلك سَيد الأَمراء
نَجل المَعالي ثاقب الفهم الَّذي
يَزهو عَلى أَخدانه بِذَكاء
وَاقبل فِداك النَفس مَدحة مُخلص
فاضَت عَلَيهِ سَحائب الآلاء
وَاعذره إن أَعياه حصرُ مَناقبٍ
جَلّت عن التِعداد وَالإِحصاء
لا زلت تُحسن صُنع آثار لَها
في مَصر نَفعٍ ماطر الأَنواء
ما لاحَ وابور المسرّة ذاهباً
بِتَمام مَدٍّ جيد الإِنشاء
وَاِنساب في نيل السَعادة قاصِداً
بِرّا ببرّ شامل وَعَطاء
وَالَمجد قال وَقَد رآه مؤرخاً
فرح عَلى برّ الخديوي جائي
صالح مجدي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الاثنين 2013/12/16 01:02:39 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com