يا أَوحد الدَهر في حَزم وَفي حَسبِ | |
|
| وَمُفرد العَصر في عَزم وفي نَسَبِ |
|
وَراغِباً في عُموم النَفع لِلوَطن ال | |
|
| مألوف بِالهمة المَمدودة الطنب |
|
وَمَن بِتَدبيره للملك سادَ عَلى | |
|
| ذَوي المَناصب مِن عُجمٍ وَمِن عرب |
|
وَمَن بِهِ مَصرنا الغَرّاء طالعها | |
|
| أَضحى سَعيداً وَفازَت مِنهُ بِالأَرَب |
|
وَمِن سِياسته أَحيا بها بَلَداً | |
|
| مَيتاً وَأَنقذه مِن آفة العطب |
|
وَمِن رياسته سارَت بشهرتها ال | |
|
| ركبان سير جِياد الخَيل وَالسُحب |
|
وَمِن مُروءته كَالشَمس قَد طلعت | |
|
| لَكنها ما تَوارَت قَط بِالحجب |
|
وَمن إِذا لحظت عبداً عنايتُه | |
|
| أَغنتهُ عَن فضة بَيضا وَعَن ذَهَب |
|
وَمَن مَدائحه في الكَون قَد مُلئت | |
|
| بِبعضها سائر الأَسفار وَالكتب |
|
وَمَن لكل امرئ في ظل نعمته | |
|
| أَمنٌ مِن الخَوف وَالفاقات وَالنَوب |
|
وَمَن عَلَيهِ اِعتِمادي بَعدَ خالقه | |
|
| إذ منه لي ذمة مَوصولة السَبَب |
|
وَمَن جَوائزه لِلوافدين عَلى | |
|
| عَلياه جَلت عن الإحصا بِلا رَيب |
|
لا أَرتجيك لإنجازِ الَّذي وَعدت | |
|
| بِهِ مَعاليك مِن بَذلٍ وَمِن رُتب |
|
فَأَنتَ غَيث وَإِن الغَيث عادته | |
|
| يَأتي فَيَروي بَلا وَعد وَلا طَلَب |
|
وَلَم تَكُن مِنكَ عَين العَدل نائِمة | |
|
| عَني وَإِن أَدرَكتني حرفة الأَدب |
|
فَإِنَّها حرفة ما أَدرَكت أَحَداً | |
|
| إِلّا رُمي بِالشَقا وَالضرّ وَالنصب |
|
فَاِسمَح بِما أَنتَ يا ذخر الأَنام لَهُ | |
|
| أَهلٌ وَعَنيَ نَفّس بِالسَخا كربي |
|
وَجد برفعة راج في الثَنا نُشِرت | |
|
| رَاياتُه لَكَ في نظم وَفي خُطب |
|
كَيما يقال فلان حازَ جائِزة | |
|
| في عُمره أَذهبت ما كانَ مِن وَصب |
|
وَيَستقيم بِها حالي وَيَنظر لي | |
|
| دَهري بِعَين الرضا مِن بَعد ذا الغَضَب |
|
وَلا تكلني إِلى قَولي لعلّ وَلَو | |
|
| وَلَيتَ حَيث شَبابي ضاعَ في تَعَب |
|
وَامنُن برفعة مِقدارٍ وَأَفدنةٍ | |
|
| يؤول مَحصولُها بَعدي إِلى عقبي |
|
وَلي استجب دَعوة للَه قَد رُفِعت | |
|
| بِها يَدي لَيلةَ المِعراج في رجب |
|
فَقَد جَعلت عَلى علياك أَمدحتي | |
|
| وَقفاً لغيرك لَم يَصلح وَلم يَجب |
|
وَهاك مني عَلى صدق المَقال يَدي | |
|
| فيما عَهدت بِلا مينٍ وَلا كذب |
|
وَحَسبي الآن أَني قَد قَصَدت حمى | |
|
| مَن أَمَّهُ راجياً جَدواك لَم يَخب |
|
لا زلت مع نَجلك المَحمود مبتهجاً | |
|
| بِطول عمر وإقبال مَدى الحقب |
|
وَلا برحت بِهذا الشبل محتفلاً | |
|
| مؤيداً بِذَكاء مِنكَ مكتسب |
|
حَتّى يَكون مشيراً عَن يَمينك في | |
|
| كُل الأُمور وَيَأتي مِنهُ بِالعجب |
|
وَيَقتدي بِكَ في سبق إلى شرف | |
|
| بِحسن رَأيٍ لَهُ أَمضى مِن الشُهب |
|
ما قُلت في مَطلَعي بِالمَدح مُبتَدئِاً | |
|
| يا أَوحد الدَهر في حزم وَفي حَسَب |
|