عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
أشعار موضوعية > غير مصنف > المدائح النبوية > دوح المدائح / م سعيد الرباعي

غير مصنف

مشاهدة
1968

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
1

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

دوح المدائح / م سعيد الرباعي

سبحان خالق كل الخلق من عدمِ
عدّ الخلائق من حرفٍ ومن رقمِ
وقدْر ما يبلغ التسبيح منه رضى
وكالمداد لخير القولِ والكَلِمِ
ووزن عرش المليكِ الحقِّ كتلته
وكالزمان الذي يجري من القِدَمِ
وملء ما كان أو ما قد يكون وما
يجري وما قد جرى في اللوح بالقلم
والحمد يا رب حمداً لائقاً بكم
مباركاً فيه جماً بالغ العِظَم
في البدء باسمك ربي والصلاة على
رسولك الأجر يا من جاد بالنّعَم
بعثتَ فينا رسولاً خاتماً ورِعاً
يدعو إليك بحسن القول والحُلُم
لولاك يا رب ما لنّا لدعوته
وما اهتدينا ولم نسجد ولم نصم
وقبلهُ كم رسولٍ قد بعثت به
كي ينقذ الناس بالتوحيد من حِمَم
ذكرتُ كلَّ نبيٍ ذكْره عطرٌ
والمرسلين ذوي العلياء والشيَم
فزدتُ شوقاً إلى المختار سيّدنا
محمدٍ صاحب الأخلاق والقيَم
وجئتُ أرنو لمجدٍ قد أنال به
خلداً مع الصادق المصدوق من عدَم
محمدٌ سيدي– قد رمت مدحكمُ
والعذر وافٍ لمن للمدح لم يرُم
فأنت خيرة خلق الله كلهم
لن يبلغ الوصف هام السيد العلَم
عليك أُنزل قولٌ جل قائله
للحرف طعمٌ إذا يُتلى وللنظُم
حبلٌ من النور برهانٌ وموعظةٌ
قد مده الله حبلاً غير منصرم
تنير منه الطريق لمن أراد هدى
ومنه تقضي بعدل الله والحِكَم
وكنتَ بالملأ العلوي متصلاً
لو شئت جاوزت ما قد كان في إرم
ملكتَ منا قلوباً ما ملكت ثرىً
ولا تمنطقت بالحرّاس والخدَم
أتيتُ يا سيدي والشعر منبهرٌ
اعتل سطري وجف الحبر في قلمي
ما جئت أضفي جمالاً للجمال ولا
أضيف ما لم به من قبل تتّسم
لكنني جئتُ أرجو الله مغفرةً
من الكبائر في ذنبي ومن لممي
كم شاعرٍ جاد كي يحظى بذكركم
وجئت أدلي بدلوي والفؤاد ظمي
لعلني من قريضي أرتقي شرفاً
وأحصد المجد من أطرافه بفمي
إن كان شوقي له مدحٌ لكم نهمٌ
فإن شوقي لكم يزداد في نهَم
نهجتُ منهاجه في نسج بردته
وبردةً قبله ميميّة النغم
لكنني لم أطِلْ في نظم قافيتي
فلم أجبْ وادياً بل همتُ في الشمم
ما أصعب المرتقى لكنّ لا خضعت
من داخل النفس للإصرار وال نّعَمِ
ولست بالمرتقي لو كان يصحبني
زهيرُ أو كان وامرو القيس من حشمي
كالعدّ يُحصَى ولا حدٌ لقمته
أهيم لكنْ كأني فيه لم أهم
محمدٌ رحمة الباري وصنعته
معلّم باسم رب العالمين نُمي
بالاسم يشْرُفُ كل المنتمين له
في كل بيتٍ يُرى من بالرسول سُمي
من قبل أن يُصْطفى، مولاهُ أدّبه
واستلّ ما فيه للشيطان من أضم
في خَلقه كاملٌ والخُلْق كمّله
مكمّل إن أتى في العلم والحُلُم
مدججٌ في كمالٍ بين رفقته
كفارسٍ بين أعزال السلاح كمي
عليه صلى وسلم واحدٌ أحدٌ
وخلقه كل قلبٍ بالحنين حمي
وقدْره فوق قدر الأنبياء ولا
يدنو إلى دونهِ أيٌ من القِمم
في كل شأنٍ يُرى من فوق ذروته
قل ما تشاء فحول القدْر لم تحُم
وكل فضلٍ بأمر الله منه أتى
وكل أمرٍ يعود إليه محترم
إني لأعجب ممن قال أمدحه
لنفسه المدح قبل المدح للقَرَم
فلن يكافئَه مدحٌ يكال له
ملء السماوات والأرضين والنّجُم
أمده الله من آياته فأتى
للقوم بالقمر المنشق في الغسم
والجذع ناداه لمّا الذكر حنّ له
واللحم نبّاه أن السم في الدسم
والذئب أدلى لراعٍ عن نبوته
والوحش أولاه توقيراً فلم يقم
وفي يديه الحصى قد سبحت وسمت
وكم سلامٍ لأحجارٍ عليه رُمي
والعين من راحهِ للمؤمنين جرت
وردٌ بالكفّ إبصاراً لعين عمَي
إني للقياه يا رباه في شغفٍ
وإنني منك للغفران في عشم
كم ذاد من أجل تثبيت اليقين ولم
يخش الذي لام أو من بعد لم يلم
وكم له من أيادٍ دون ملته
تكافح الكفر في يمنٍ وفي شأم
من دونها قد أتى بالموت مؤتزراً
وسنّ فيها جهاداً قائم العلم
هو الرسول الأمين، العدل ديدنه
ويشهد البيت عند الكعبة الحرم
حين ابتغى القوم من بالركن ينصفهم
فجاء بالعدل في ثوبٍ وفي عمم
وقال هيا ارفعوا في جوفها حجراً
من يمسك الثوب بالأكمام يغتنم
ويشهد الصدق إذ للقوم قال أمَا
لو قلت جيشاً أتى من خلف ذا الأكم
قالوا صدقت فما عبناك من كذبٍ
أنت الأمين وخير الناس كلهم
أسرى به الله بالآيات يدعمه
بالصدق من حرمٍ ليلاً إلى حرم
وعاد من ليله من بعد رحلته
إلى السماء بها من خير معتصم
ويشهد السعد لما جاء ينشده
من الثنيّات يلقاهُ وبالتخم
ويشهد الدهر والتاريخ عفته
منزّه القول عن شكٍ وعن تهَم
ماخط جهلاً بحبرٍ في صحائفه
والجهل يرتع بالأرتام والصنم
ولا تسكّع بالحانات في عبثٍ
والقوم من حوله يرعون كالبهم
أرخى ستاراً من الأنوار منسدلاً
غطى الظلام وأجلى سابح الغُمم
من غار ثورٍ أثار الهدي فانطلقت
غارات فتحٍ بأسْد الله والهِمم
ما كان فظاً غليظاً يستهان به
ولا عن البائس المضنى أصمّ عم
هو الشجاع الذي أبلى وغزوته
حُنين تشهد حين القوم في عَمم
به احتموا يوم كان الموت محتدماً
ومادت الأرض بالإقدام والقَدم
فقال إني نبي الله لا كذبٌ
فعاد من بعد يأس كل منهزم
وطاف بالموت طيفٌ فاقتفى أثراً
للمشركين فما أبقى ولم يُدِم
ويوم بدرٍ وشر القوم مستطرٌ
أتوا وقد باركوا الأزلام بالقَسَم
وقال قائدهمْ إنا لمهلكهم
جئنا ولن نكتفي منهم بسفك دم
سنصدر الأمر كي نجتث دعوتهم
ونختم الامر بالهندية الخذم
فجاءهم أحمدٌ بالجند زلزلهم
وجاء جبريل بالإمداد والرُّجُم
فما انقضى اليوم حتى صُيّروا جثثاً
طعم السباع وخطف النسر والرخم
وكم روى خندق الأحزاب حنكته
كأنه عالم بالحفْر والرّدَم
يخطّه ثم قبل القوم يحفره
لم يثنه الجهد أو ينسلّ من سأم
فأظهرت ومضةٌ من ضرب معوله
قصور قيصر بشرى كل مغتنم
وبشر الناس من أخرى له برقت
بكسْر كسرى وملك الفرس والعجم
وخانه من رموا بالمكر وانطلقوا
إلى النفاق وما خالوه بالسّنَم
أجسامهم تعجب الفرسان منظرها
والقول يُسمع والأكباد في نقم
والجسم لا تنفع الإنسان قوته
إذا بناها وكان العقل في سقم
ولا تعي منك أذن أي موعظةٍ
لو كنت تدلي بها والقلب في صمم
فأقبل الله بالإعصار فانجرفوا
وأسلم الجمع والأحزاب للندم
ومُزّق القوم كل ممزقٍ وأتى
بالنصر من واحدٍ عيناه لم تنم
ما مكرهم؟ إن مكر الله فوقهم
خروا بمكرٍ أتى من خير منتقم
وجاء من بعدُ نصر الله فانفتحت
فجاج مكة في حبٍ وفي سلَم
أتى كريماً فلم يسفكْ دماً أبداً
وأدخل النفس والأعراض في عِصم
فكان منهُ كريم الخلق داعيةً
أخٌ كريمٌ وراعي الجود والكرم
محمدٌ ذاك يا من تسخرون به
يفديه منا وفينا كل ذي نسَم
من سار في هديه سار الإله به
في مسلكٍ غامرٍ من نوره التمم
ومن تولى فدين الله منتشرٌ
يزداد بنيانه طولاً مع الهدَم
ومن عن الدين صد فإنما حُرمت
دنياه خيراً جرى من منهلٍ شَبِم
ومن يخضْ فيه بالإلحاد أو عبثاً
فإنما خوضه في مرتعٍ وخِم
يا سيدي قد رأيتُ الجهل مرتسماً
بحجة العلم أو حرية الأمم
فانهدّ مني جدار الصبر وانفجرت
عيني بدمعٍ وسال الحبر من ألمي
سللتُ سيفي يراعاً وانبرى ورقٌ.
لعلها تلجم الباغين باللجُم
وخلْت منتوجهم بعد الأذى نجساً
لا أشتري لو أكلت التمر بالعجم
يا أمتي سارعي في نُصرةٍ نهضت
من مهبط الوحي للأمصار والهرم
وصابروا واصبروا في وجه شرذمةٍ
رأوا بأنّا نعاني حالة الورم
واستبشروا إن نصر الله مجتلبٌ
من اتباع الهدى والعدل والرحم
وسنة المصطفى لوذوا بعصمتها
من عابر الشرك أو من ظاهر النقم
يا ربُّ إنا تداعت حولنا أممٌ
وساقنا الدهر للأخطار والقٌحم
فالطف بنا ربنا إنا بأنفسنا
لها ظلمنا وضج الجسم بالألم
أكملتَ يا ربُّ ديناً لن نضام به
والعزّ للدين هذا خير منسجم
فامنن به الله إنا ناظرون له
ولا تزد حالنا ذلاً ولا تُسم
وأحينا يا إلهي ما كتبت لنا
في خير حالٍ وفي سعْدٍ وفي غُنَم
واختم لنا يا إلهي خير خاتمةٍ
واغفر لنا كل مأتيٍّ ومنصرم
واصفح لعبدك يا رباه ما اقترفت
يداه في واضح الأيام والعُتم
وادخله جنات عدنٍ ما أراد بها
بلا حسابٍ له مناً بلا قُسَم
دوح المدائح تزهو بعدما نُظمت
من بعد عون الإله الواحد الحكم
سبحانه كل أمر الخلق في يده
لم يظلم الله من خلقٍ ولم يضم
العلم يؤتيه أمياً فينشره
والأمر يوليه عدلاً راعي الغَنَم
وبالصلاة على الهادي أختّمها
من برّ بالدين كالإبرار بالقسم
فاقبل إلهي ثنائي واغتفر زللي
والحمد لله عند البدء والختَم
المدائح النبوية
التعديل بواسطة: م سعيد الرباعي
الإضافة: الخميس 2013/12/19 01:16:48 مساءً
التعديل: الثلاثاء 2020/10/27 05:55:53 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com