هَذَا الأَبِيُّ تُرَى، هَلْ كُنُت أَنسَاهُ؟ | |
|
| و رُوحُهُ فِي دَمِي، والقَلبُ سُكنَاهُ |
|
فِي كُلِّ لَيلَةِ أَحزَانٍ، تُسَامِرُنِي | |
|
| رَغمَ الرَّحِيلِ وطُولِ البُعدِ ذِكرَاهُ |
|
يَأتِي كَهَالَةِ نُورٍ، فِي مَعِيَّتِهِ | |
|
| نُورٌ، يُسَبِّحُ بِاسْمِ اللهِ مَولَاهُ |
|
أَغُضُّ طَرفِيَ مِثلَ الأَمسِ، إِنْ نَظَرَتْ | |
|
| كَي مَا تُؤَدِّبُنِي بِالصَّمتِ عَيْنَاهُ |
|
وأَستَمِيحُ غَدِيراً تَحتَ أَضلُعِهِ | |
|
| عُذراً، لِأَروِيَ عَينِي مِن مُحَيَّاهُ |
|
يَضُمُّنِي بِحَنَانٍ لَيسَ يُشبِهُهُ | |
|
| رَغمَ اْتِّسَاعِ المَدَى فِي العَينِ إِلاَّهُ |
|
وفَوقَ كَفَّيْهِ أَغفُو مِثلَ قُبَّرَةٍ | |
|
| جَوعَى، فَتُطعِمُهَا بِالحُبِّ كَفَّاهُ |
|
يُمنَاهُ تَقطُرُ سَلسَالاً، فَتَحسُدُهَا | |
|
| عَلَيْهِ، حَتَّى تُرِيقَ الشَّهدَ، يُسرَاهُ |
|
هُمَا البَيَاضُ بِلا سُوءٍ، فَوَا عَجَباً | |
|
| مِن كَوثَرٍ، كَانَ فِي الكَفَّينِ مَجرَاهُ |
|
ويَا لَوَجهٍ، كَأَنَّ اللهَ أَوْدَعَهُ | |
|
| طَيرَ البَرَاءَةِ يَلهُو فِي ثَنَايَاهُ |
|
تُفشِي التَجَاعِيدُ أَسرَارَ اْبتِسَامَتِهِ | |
|
| و سِرَّ نَرجِسَةٍ قَد عَطَّرَت فَاهُ |
|
ويعلن الفُلُّ فِي فَوْدَيْهِ مَا صَنَعَتْ | |
|
| يَدُ السِّنِينَ بِمَن قَد بَاعَ دُنيَاهُ |
|
واْستَبدَلَ العَيشَ فِي الدُّنيَا لآخِرةٍ | |
|
| فَطَابَ حِينَ سَعَى لِلخُلدِ مَسعَاهُ |
|
يَأتِي إِلَيَّ بَشُوشاً مِثلَ عَادَتِهِ | |
|
| نَفسُ السَّكِينَةِ فِي مِمشَاهُ تَغشَاهُ |
|
دَبِيبُ خُطوَتِهِ بِالقَلبِ أَسمَعُهُ | |
|
| و طَرْقُ عُكَّازِهِ، اْلآذَانُ تَهوَاهُ |
|
وصَوتُهُ العَذبُ تشدُو لِي عَنَادِلُهُ | |
|
| بِخَيرِ مَا سَمِعَتْ أُذْنَايَ: وِلْدَاهُ |
|
أَطِيرُ مِن فَرَحِ الوَلْهَانِ، يَسبِقُنِي | |
|
| طِفلُ اْشتِيَاقِيَ مَلهُوفاً لِرُؤيَاهُ |
|
أَضُمُّهُ وشَذَا الفِردَوْسِ يَعبَقَهُ | |
|
| و الحُورُ تَصحَبُهُ، والعِزُّ والجَاهُ |
|
وأُغمِضُ العَينَ كَي تَندَاحَ ضَمَّتُهُ | |
|
| فَأَستَفِيقُ عَلَى مَا قَدَّرَ اللهُ |
|
عُكَّازُهُ الغَضُّ فِي حِضنِي وسُبحَتُهُ | |
|
| تَبكِي عَلَيهِ، فَتَعلُو دَاخِلِي الآهُ |
|