إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
وَقَفَتْ هُنَاكَ تُنَمِّقُ الحُزَمَ القَلِيلَهْ . |
وتَرُشُّ مَاءَ الصَّبرِ فَوقَ غُصُونِهَا الخَضرَاءِ |
تَروِيهَا |
كَمَا تَروِي الغُيُومُ صَدَى |
أَزَاهِيرِ الخَمِيلَهْ . |
جِلبَابُهَا الفِضفَاضُ أَهدَتْهُ الأَناَقَةَ رُقعَتَانِ |
عَرِيضَتَانِ |
تُوَارِيَانِ بِجِسمِهَا المَهزُولِ |
مَا فَعَلَت يَدُ الزَّمَنِ البَخِيلَهْ . |
شَقَّتْ بِصَوتٍ زَادَهُ العَوْزُ اْتِّسَاعاً |
سُورَ صَمتِ الشَّارِعِ الغَافِي بِحُضنِ النِّيلِ |
هَل مِن مُشْتَرٍ؟ |
يَبتَاعُ مَا تَشفَى بِهِ النَّفسُ العَلِيلَهْ؟ . |
طِفلانِ يَفتَرِشَانِ قَارِعَةَ الرَّصِيفِ |
يُمَسِّكانِ بِثَوْبِهَا حِيناً |
وحِيناً يَنكُشِانِ قُمَامَةَ الجِيرَانِ بَحثاً عَن لُقَيمَاتٍ |
تَسُدُّ الجُوعَ، |
عَن وَرَقٍ يُؤَرِّخُ بُؤسَ مَن نَهَشَتْهُ |
أَنيَابُ الأَمَانِي المُستَحِيلَهْ . |
وعَلَى مَسَافَةِ طَابِقَينِ وَقَفتُ |
أَرقُبُ رَبَّةَ الكَارُّو و طِفلَيْهَا |
وقَد أَرخَت زِمَامَ حِصَانِها الجَوْعَانِ |
مِثلَ صِغَارِهَا |
تَهوِي بِهِ لِلقَاعِ سِيقَانٌ هَزِيلَه . |
مُتَقَطِّعَ الأَنفَاسِ أَتعَبَهُ المَسِيرُ |
ولَسعَةُ الكُربَاجِ فَوقَ أَدِيمِهِ المَشدُودِ |
إِن أَبدَي اْمتِعَاضَ القَانِطِينَ |
فَأَطلَقَ المِسكِينُ مِن قَهرٍ صهِيلَه . |
مَا عُدتُ أَعرِفُ مَن هُوَ المَظلُومُ فِي زَمَنِ الرَّدَاءَةِ |
حَيثُ صَارَ يَمِينُ أَشيَائِي شِمِالاً، |
والشِّمَالُ هُوَ اليَمِينُ |
وقَد تَوَجَّسَ خِيفَةً مِن ظِلِّهِ النِّيلُ العَرِيقُ |
فَضَلَّ فِي الأَرضِ المُبَارَكَةِ الَّتِي زَأَرَتْ سَبِيلَهْ . |
هِيَ ثَورَةٌ قَلَبَت مَوَازِينَ العَدَالَةِ فِي بِلادِي |
.. هَكَذَا قَد خِلْتُهَا ذَاتَ اْنبِهَارٍ.. |
فَامتَطىَ الذُّؤْبَانُ صَهوَتَهَا |
وحَطَّت فَوْقَ نَوْرِ رِيَاضِهَا الغِربَانُ |
تَلتَهِمُ البَرَاعِمَ |
والفَسَائِلَ و الأَزَاهِيرَ الجَمِيلَهْ . |
وعَلَى دَمِ التُّولِيبِ تَعزِفُ بِالدُّفُوفِ |
نَشِيدَهَا الغَجَرِيَّ |
تَشرَبُ نَخبَ نَصرٍ لَم تُحَقِّقْهُ اْبتِهِاجاً |
بِالبَهِيِّ الطَّلعَةِ المِعطَاءِ |
مِن خَيرَاتِ يُوسُفَ |
كُلَّ أَبنَاءِ القَبِيلَهْ . |
نَفَدَت خَزَائِن يُوسُفَ العَرَبيِّ |
لَم تُبقِ الرِّيَاحُ السَّافِيَاتُ سِوى الأَمَانِيِّ الحِسَانِ |
بِفَرحَةٍ أُخرَى |
وفَجرٍ يَحمِلُ البُشرَى |
وصَاحِبَةِ الحِصَانِ |
تَصِيحُ فِي صُبحِ النِّيَامِ عَلَى الأَسَى و الغَيظِ: |
هَل مِنْ مُشتَرٍ |
يَبتَاعُ مَا تَشفَى بِهِ النَّفسُ العَلِيلَهْ؟! |