عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > صدر الدين فضل الله > حننت فأشجتني على البعد حنة

لبنان

مشاهدة
532

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

حننت فأشجتني على البعد حنة

حننت فأشجتني على البعد حنة
يصعدوا داعي الهوى ويثيرها
إلى النجف الأعلى وما ضمّ سوره
وكثبان رمل فاح نشراً عبيرها
وماد كرت نفسي مع الصحب وقفة
بواديك إلا واستشاط زفيرها
هو الحب والنفس الألوف فان تجد
أخا صبوة فالحب منها أميرها
تجلى على عرش من النفس واستوى
فذل له وهو الجموح قديرها
له النهي والأمر المطاع كلاهما
ومنه تقاها لو درت وفجورها
جنود وأعوان مثلن ببابه
فيرسلها طوراً وطوراً يجيرها
فان هلكت تهلك عليه وربما
تكون حياة النفس فيما يضيرها
أعاذلتي ما أعذب الحب والهوى
وهل يعرف اللذات إلا سميرها
وراءك عني فاتك القصد إنما
يهيج كبيرات الأمور صغيرها
إذا ما تجلى القصد للمرء لم يكن
ليثنيه منها لومها ونكيرها
بلوت بني الأيام حتى خبرتها
وهل يعرف الأيام إلا خبيرها
تقر على خسف لمن عزّ جانباً
وان تكن الأخرى بهر هريرها
إذا أحكمت عقداً ثنتها لنقضه
يد لم يكن لِلّه يلوى مريرها
دع الرنق ورداً واقصد الصفو إنما
يسوغ لرّواد الورود نميرها
فما رنق الأخلاق إلا قذورها
ولا راق في الأمواه إلا طهورها
سلاف دنان نحتسيها تعللا
وليس لدينا كأسها ومريرها
فسكر ولا خمر ولكنما الهوى
يسكعها في وهده لا تثيرها
أمختبطاً والليل داج ألا أرح
قلاصك لا يأتي عليه مسيرها
فما الليل والبيداء إلا مجاهل
تضلّ به عقبانها ونسورها
إلى العلم في كوفان يا ناق فاجنحي
مخافة أن تأتي عليها فريرها
تعاميت عن نهج الهداة فهذه
بكوفان أنوار لمن يستنيرها
وللمنهج العصري تنحين حدابها
اليه انتساباً جهلها وغرورها
اذا قيل عصري ولا شيء عندها
سوى هذه ما يعدّ فخورها
تتيه على الأفلاك قدراً ورفعة
وينحط عنها قطبها وأثيرها
رأت ان عين العصر عين حياتها
فكان لها إدلاجها وبكورها
أأبناءها والفرع يتبع أصله
ومنكم وفيكم ظلها وحرورها
رويداً فليس السبق للعصر والذي
له السبق يعزي فضلها لا عصورها
أأبناءها اليوم قرّ وفي غدٍ
سيغشاك مما تكسبين سعيرها
وما سود التأريخ إلا صحائف
أضلهم ما سطرته سطورها
لقد أودعوا ما أودعوا في متونها
وأكبر منه ما تجن صدورها
أرادوا به اخطاء امثلة الهدى
ومنه تحلى نورها وظهورها
إلى السيف أشكو عصبة لا يثيرها
من النوم إلا كأسها وخمورها
أعن ردة يا عصبة السوء مزقت
حجاب نساكم واستبيح سفورها
وعن ترة هذا التظاهر منكم
على حرمات اللَه وهو ظهيرها
ركنتم إلى الأعصار تحيون ذكرها
ستمضي بكم أيامها وشهورها
ظننتم بأن العصر لا شيء بعده
فشيدت ولكن للبقاء قصورها
وان فناء المرء عين حياته
لقد ضل عنها رشدها وشعورها
لقد أوضعت في جهلها وتعمهت
على غمة يها يحار بصيرها
قفي لاتورطك في جهلها واحبسي
على العلم نفساً أطلقتها شرورها
فما العلم إلا نقطه رمزت إلى
مفاتيح غيب حجبتها ستورها
وفيها انطوى ما كان أو هو كائن
فآل اليها حشرها ونشورها
تنزلت الأكوان عنها فأشرقت
شموس سناها واستضاء منيرها
تجلى لها نور من الحق قاهر
يصرفها في حكمه ويديرها
أفاض عليها من شآبيب جوده
وجوداً به نعماؤها وحبورها
جحدتم مجاري فيضها عن ضلالة
وهل يجحد النعماء إلا كفورها
شنأتم على التوحيد غارات بغيكم
لقد تاه في غلوائه من يغيرها
ألفتم مساوي الفحش لا تنكرونها
وهل ينكر الفحشاء إلا غيورها
فلا غيرة يأوي لها ذو نجابة
لديكم ولا ذو نهية يستشيرها
عبدتم تماثيل الحياة فضارع
لديها ومجبور عليه كسيرها
معالم دين أحكمتها أصولكم
اليكم تناهت واستقامت امورها
أقاموا عماد الدين في مستقرها
بأسيافهم والحرب تغلي قدورها
هم ركبوا الأخطار حتى توطدت
وهل يركب الأخطار إلا خطيرها
فهذي حنين والنظير وخيبر
وهذي قريش عيرها ونفيرها
وهذي وهذي فاسألوها فلم يكن
ليخفى عليكم بدرها وغديرها
بنفسي إذ قام النبي مبلغاً
عن اللَه والرمضاء يغلي هجيرها
مواقف فتح حالف النصر سيفها
وكيف ومنها ذو الفقار نصيرها
أيخفى وهل تخفى مضاهر قدرة
على أمير المؤمنين أميرها
هم بوؤكم مقعد الصدق والظبا
تجن إلى هام الكماة ذكورها
نكوصاً على الأعقاب تبغون ثلها
ومنكم وفيكم عرشها وسريرها
ثبي يا رجال الموت وثبة ثائر
يرى غمرات الموت ثم يزورها
فهذي فلسطين وآثار دينكم
علي الرغم منك تستباح ثغورها
لقد صك سمع المشرقين نداؤها
وقد هتكت منها عليها خدورها
وقد أطلقوا فيها قنابل حقدهم
ولم ينهها وجدانها وضميرها
سل المسجد الأقصى وساحات قدسه
ومحرابه هل قام فيه بشيرها
وهل من أذان فوق منبر ساحة
من النذر اللسن الهداة نذيرها
وسل أنبياء اللَه في حجراته
بمن حنّ فيها هل تزار قبورها
أم انطمست أعلامه وتغيرت
وشرد عنها كهفها ومجيرها
فعاثت به أيدي الطغاة فزلزلت
معابده بمباتها وسعيرها
مناطيد حقد حلقت في سمائه
تجلى ولكن للخسوف بدورها
متى يا كماة الحرب تعلين راية
تظللها عقبانها ونسورها
بها النصر معسوب إذا ما تراقلت
وأوردها خوض المنايا هصورها
رضيتم وأنتم قادة الحرب أن ترى
شقيقتكم بالدم تدمى نحورها
تنوح على آثارها وقديمها
فترحمها آكامها ووعورها
لئن شردوها واستبيح حريمها
ومن وعد بلفور تمادى كفورها
ولم ترع للاسلام إلا وذمه
بما يغتريه عزّها وغرورها
ولم تعل من آساده الغلب ضجة
يطبق أرجاء الفضاء زئيرها
ولم تستمت تحت الصوارم والقنا
لتحيي من الضرب الدراك ثؤورها
ولم تدرع بالصبر عند تراتها
وهل يدرك الأوتار إلا هصورها
فما الدين والاسلام إلا وديعة
على الأرض قد ضاعت وساء مصيرها
فسمعاً سراة العرب صرخة آسف
إليكم وعنكم وردها وصدورها
شوارد في الآفاق باق أزيزها
تأبده آبادها ودهورها
ومن بارع العصرين ترفع راية
مشى تحتها شوقيها وجريرها
تقل إشارات الرئيس فصولها
مجردة يوحي إليها نصيرها
وما ضرها أن الأخير زمانها
إذا كان للاعجاز ختماً أخيرها
إليكم بني آل النبي رفعتها
ممنعة عصماء عز نظيرها
فبدءاً وختماً باسمكم قد جعلتها
هدية مولى قلّ فيه كثيرها
لكم من هواي الصفو أداه شكرها
ومن يكفر النعماء أني شكورها
ففي لفظها أودعت حكمة سركم
ومن بحر معناكم تمدّ بحورها
تطالع من بين القوافي إذا ونت
وفيها كبا تقصيرها وقصورها
علوقاً بأفواه الرواة كأنما
تبوء من العاصفات مرورها
إذا ضاق رحب الأرض عنها تصاعدت
فكان على الشعرى العبور عبورها
كأن لها في مفرق النجم غاية
يتممها منظومها ونثيرها
فألفت عليه من فرائد سبكها
أكاليل نور نمقتها شذورها
خدمت به دنيا عليه تظاهرت
إشابة أخلاط نفتها حجورها
تعاوى على أعواد منبر هديه
فيلبسها ثوباً من الخزي زورها
تطيل ولكن للخداع هتافها
ويعلو ولكن للمراء صفيرها
فيا ليت شعري كيف تفلح أمة
تعاوى فبذ العاويات عقورها
وقد خلعت دين الوقار صراحة
فخف ولكن للبذاء وقورها
ولا تتقي غب الحديث فترعوي
سواءاً عليها طيبها وحبورها
سيبرأ منها عينها وغوانها
بيوم به قد حاق فيه ثبورها
قم الليل إلا نصفه أو أقله
فما شرف الأعمال إلا عسيرها
ودع ترهات القوم للوم جانباً
فما قدر دنيا لا يدوم سرورها
ونفسك صنها عن امور كثيرة
فمالك نفس غيرها نستعيرها
وما النفس في الإنسان إلا حقيقة
من الحق جّلاها فأشرق نورها
دنت من مباديها فقامت بنفسها
وبالملأ الأعلى تعالى سعيرها
وما رضت منها الصعب إلا لترتقي
مراق عسير السالكين يسيرها
وترسل في آل النبي مدائحاً
تجير لدى الإنشاء من يستجيرها
فان قبلت فارت بنجح وحسبها
نجاحاً وإلا طال ليلاً فكورها
عسى ولعلي أبلغ الغاية التي
يكفر عني سيئاتي غفورها
وحاشا نداكم أن أخيب بموقف
توّفى به للعاملين أجورها
صدر الدين فضل الله
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2013/12/26 11:28:57 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com