عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > سورية > صلاح الدين القاسمي > ما لجوّ العُلوم داجي الذّيولِ

سورية

مشاهدة
477

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ما لجوّ العُلوم داجي الذّيولِ

ما لجوّ العُلوم داجي الذّيولِ
أَترى مال بدره للأفولِ
أَم هَوى نَجمه وَغار ضِياه
وَدَهاه الرَّدى بِلَيل طَويلِ
فَغَدا الناس تائِهين حَيارى
عَن طَريق بِهديهم مَوصولِ
ما لَهُم قَد عرتهمُ رعدة الخَو
فِ وَباتوا حَسرى بِطَرف كليلِ
وَأَقضَت بِهِم مَضاجعهم حُز
ناً وَباتوا مِن الأَسى في ذُهولِ
حق لِلقَوم أَن يطيلوا عَزاء
موجعاً حُفَّ بِالبُكا وَالعَويلِ
فَلَقَد فُوجِئوا بِمَوت إِمام
كانَ في العلم آية لِلعُقولِ
مَن إِذا مشكل عَرى في مهم
قامَ يَسعى لحله بِالدَّليلِ
نالَ مَجدين مَجد علم وَأَصل
فَسَما كُل ذي نجار أَصيلِ
قَد زكت نَفسهُ بِرَوض فُنون
هِي غرس المَعقول وَالمَنقولِ
أَطلعت أَرضها زُهوراً فَلَما
أَينَعَت آل فرعها لِلذّبولِ
تِلكَ آثاره تَعهدها الفك
ر فَعاشَت عَلى مَمَر الفُصولِ
كانَ يقضي النَّهار وَاللَّيل بِالدَّر
سِ وَيحيي الأَسحار بِالتَّهليلِ
قَد أَذابَت حَياته لَوعة البَح
ثِ فَنابَ الضُّلوعَ داء النحولِ
لَو تَراه يَسود بَعد ال
فَجر في جسمِهِ الدَّقيق الهَزيلِ
ذبلت عَينه وَخارَت قواه
تَحتَ ضوء مِن الصَّباح ضَئيلِ
يَقظاً لِلعُلوم وَالناس غَرقى
في بُحور مِن السُّبات الطَّويلِ
قُلتَ إِنَّ الحَياة هَذى وَإِن ال
مَوت فيما عَلَيهِ أَهل الخُمولِ
وَلرمتَ الخُلود لِلشبح السّا
هر لَولا تَطلُّب المُستَحيلِ
لَيتَ شِعري ماذا جَنى الشَّرق حَتّى
أَمطرته سُحب الأَسى بِسُيولِ
كُلَّما أَنجَبت حَناياه فَذاً
شامِخاً بالِغاً مَدى التَّحصيلِ
وَرجونا عَلى يَديه نُهوضاً
وَصَلاحاً لِخَلق هَذا الجِيلِ
عاجَلته المَنون كَهلاً وَأَبقَت
ثَلمة ما لسدِّها مِن سَبيلِ
ما لَها لا أبالها تَخطف العا
لي وَتَبقى عَلى السَّفيه السَّفيلِ
أَترى أَدركت بِأَن حَياة ال
حرِّ لَيسَت إِلّا كَعبءٍ ثَقيلِ
فَأَطارَت رُوحاً سَجينة جسم
قَد دَعاه صُعودها لِلنُّزولِ
لهفَ نَفسي قَضى وَآماله الغرّ
تَوارَت مزدانة بِحجولِ
فَبَكتهُ البِلاد شَرقاً وَغَربا
وَرثته في عَرضِها وَالطّولِ
بِدِيار الشآم باك جَزوع
وَهلوع شاكٍ بِوادي النيلِ
أَينَ ذاكَ البَيان يَفعَل بِاللُّب
بِ بِما قَد يَفوق فعل الشّمولِ
أَينَ ذاكَ الجنان يَخفق بالعل
مِ فَيبدي محاسن التأويلِ
أَينَ مِنهُ اِبتِسامة البِشر تَعلو
وَجهَه ما لِنورها مِن ضؤولِ
ذَهَبت كُلها وَأودعتِ الرّمس
فَحظ الجَماد حَظ القؤولِ
لَم يُراعوا فيهِ العُهود وَإِلا
لَأَحلّوه في السهى لا السهولِ
يا أَخي بعدك الدِّيار غَدَت قَف
راً وَحالَت رسومها لطلولِ
ما مَقامي بِها وَقَد غابَ عَنها
أنسها فَهيَ في حداد وصولِ
آه يا سيدي وَمن بَعد اللَ
هِ سؤلي وَموئلي وَمَقيلي
يا أَحب الأَنام عِندي وَيا من
كانَ ردئي كَالصارمِ المَسلولِ
لَم أمتع طَرفي وَقَلبي مَلياً
مِنك حَتّى آذنتني بِرَحيلِ
يَرحم اللَّه والدي ماتَ إِذ كُن
تُ صَغيراً فَبتّ أَنت كَفيلي
فَلَقيتُ الحَنان مِنك وَعطفاً
كَأَبي يَوم عشت وَهوَ معيلي
وَتَعلمت في الأُخوَّة دَرساً
نافِعاً فَوقَ دَرس ذِكرى الجَميلِ
إِن أَكُن قَد حَفظتُ عَنك خلالا
تَرتَضيها فَأَنتَ كُنت دَليلي
أَنتَ أَدَّبتَني فَأَحسَنت تَأدي
بي وَأَفهمتَني مَصير الكَسولِ
أَنتَ غَذَيتني بِفَضلك إِذ سَلّح
تَ مُستَقبَلي بِعَضب صَقيلِ
لأَخوض الحَياة فَهيَ عراكٌ
فازَ فيها القويُّ بِالمَأمولِ
نم هَنيئاً في ذِمَّة اللَّهِ نَفس
طَلَبت في حماه أَسمى مَقيلِ
قَد صَفَت جَوهَراً وَخفَّت فَطارَت
في فَضاء الفردوس لِلتَّبجيلِ
فاحرسيها مَلائِكَ اللَّهِ دَوماً
إِنَّهُ كانَ كَالمَلاك الجَميلِ
رفرِفي فَوقَها ضُحى وَضَعيها
مِن زُهور التَّكريم في إِكليلِ
أنشدي حَولَها مَدائح شعر
ذَهبيّ يزين شَمس الأَصيلِ
إِنَّها لَن تَموت ما دام في التا
ريخ يحيى ذكر الإِمام الجَليلِ
صلاح الدين القاسمي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2013/12/26 11:35:52 مساءً
التعديل: الخميس 2013/12/26 11:36:45 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com