عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > طانيوس عبده > وقال لها يا بنت لا يحكم الهوى

لبنان

مشاهدة
774

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

وقال لها يا بنت لا يحكم الهوى

وقال لها يا بنت لا يحكم الهوى
بقلبك إن حصّنته برشاد
أمير بلادي يصطفيك لنفسه
عروساً فهل أُقصي أمير بلادي
فقالت إذا كنت الإمارة تبتغي
فبشرايَ أني قد بلغت مرادي
فذاك أميرٌ عرشه في بلاطه
وهذا أميرٌ عرشه بفؤادي
وحاشاك أن ترضى ببيعي كسلعة
إذا عرضت يوماً بسوق كساد
وحاشا لقلبي والهوى خط حكمه
عليه بأن يمحوه محو مداد
دعوا لي شبابي فالهوى درُّ تاجه
وليس شبابي إن مضى بمعادِ
وإن شئتم قتل الهوى فهو يفتدي
وليس له غير القلوب بفادي
أيأسٌ من الدنيا ولم تبلغي بها
من العمرِ إِلاَّ قدرَ ما بلغَ البدرُ
نعم أنا في يأسٍ ومن كان قانطاً
فاقصى مناه يومَ ينصرم العمر
أتحلو حياةٌ دون ألفٍ مقربٍ
ومن لي بها والألف باعده الدهر
ولو كنت تدري ما أقول عذرتني
فكان لي السلوى وكان لك الأجر
ولكنما جاوزت حد الهوى فلم
يعد للهوى نهيٌ عليك ولا أمر
فليس لأهل الحبّ إِلا قلوبهم
وليس لأهل الحبّ رأيٌ ولا فكر
إذا كنت لم تعذر بني الحب في الهوى
فإن الهوى في أهله كله عذر
وإن كنت لم تدرِ المكان الذي به
عقدت رجائي فالمكان هو القبر
إلهيَ ما هذا الذي أنا سامع
أفي موتها يا ربِّ يختتمُ الأمر
نعم إنّ قولي بإن تدبرت لفظه
يرعك ولكن ليس في كنهه نكر
تجاوز عن الألفاظ واستقبل الردى
أميناً تجد أن الحياة هي الخسر
سأنقل من دار المآثم والدها
إِلى حيث لا نكرٌ يشين ولا مكر
إِلى حيث وجه الله يشرق نوره
فلا إثم في تلك الرحاب ولا وزر
إِلى حيث القى من أُحب أمينةٌ
بدار هي الدنيا ويوم هو الدهر
حبيبين يحيينا المماتُ فنلتقي
بدار خلودٍ لا يروّعنا هجرُ
فليس يخاف الموت من خفَّ وزره
وسار بطرق الله رائده الطهر
أتبغين منه بعد تخريب صنعهِ
بنفسك أن يعفو ويغتفر الذنبا
وقد قال لا تقتل ومن كان قاتلاً
فكيف يرجّى العفو إن أغضب الربَّا
أليس هو الله الذي خلق القلبا
وقال له يا قلبُ كن خافقاً حبا
فكيف يعد الحب مني إساءَةً
إليه وكيف الله يحسبه ذنبا
أنت في حالةٍ من اليأسِ
لا ينفع فيها الكلام والنصح شيا
فإذا ما التمست نصحاً نبذتِ
النصح في جنب ذا الهوى ظهريا
وإذا ما حاولت قولَ عزاءٍ
فكأني أتيت شيئاً فريا
أتموتين هكذا غَصُناً ما زال
في روضة الشباب طريَّا
زهرةٌ كم سقيتها بدموعي
لأَراها ورداً بهياًّ جنيَّا
وهلالاً جعلت هالته روحي
حتّى استتمَّ بدراً مضيَّا
أتموتين بعد ذاك وأحيا
ولمن يا ترى سأبقى حيَّا
إن ذا القبر قد أعدّ لمثلي
فدعيني أنام فيه هنيَّا
وامهليني حيناً فسوف أولِّي
وارحمي فيك ضعفيَ الأبويَّا
وارحمي مدمعي فهل نظرت
عيناك يوماً دمع الشيوخ سخيَّا
امنعي الدمع أن يسيل وإِلا
فامنعي القلب أن يكون شجيَّا
أبٌ وحبيب يدفعاني إِلى القضا
وللأب والمحبوب حكم على قلبي
فإن صنت عهد الحب جرت على أبي
وإن خنت عهد القلب جرت على حبي
أأحيي الهوى بالموت في قتل والدي
فكيف بهذا الإثم ألقاك يا ربي
وترددت حتى تغلب يأسها
فقضت شهيدة يأسها وهواها
يا للحنو إذا تفجر نبعه
وكذا قضى في أثرها أبواها
أما الحبيب فقد أراد لحاقها
لكنه قد ضلّ عن مسراها
فقضى بقية عمره بجنونه
وجهنونه في أن يناجي الله
طانيوس عبده
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الاثنين 2013/12/30 02:56:36 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com