إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أَعْدَدْتُ كأسكِ |
فاحْضُري |
أدعوكِ أن تتناوليهِ |
فإنني حَضَّرْتُهُ من كُلِّ ما عَتَّقْتُهُ |
مِنْ آنياتِ الخَمرِ |
في مُسْتَوْدَعي بِعِنايَهْ |
وأزَحْتُ طاولةَ التَسامُرِ |
عَنْ بلاطٍ قَدْ رَقَصْنا فَوقَه |
وفَرَشْتُ فوقَ الأرضِ |
نِصْفَ حصيرَةٍ |
ووسادةٍ أَخْرَجْتُ منها الرّيشَ |
عَطَّلتُ المُكَيِّفَ |
فالشبابيكَ التي أغْلَقْتُها |
كانَتْ لتَهْوِيَةِ المكانِ كِفايَهْ |
أشْعَلْتُ شَمْعاً |
واحِدَه .. أو إِثْنَتَيْنْ |
فالنورُ لم يصِلِ المكانَ |
ولمْ أُفَتِّشْ عنهُ |
ليسَ يَهُمُني |
لكنني مُتَأَكدٌ |
أن انقاطع النورِ كانَ وِشايَه |
حَضَّرْتُ نفسي للصلاةِ |
على شهيدٍ |
مُثْخَنٍ بجراحِ هذا الكونِ |
حيثُ يخوضُ معركةَ البقاءِ |
على رصيفِ الذاكِرَه |
فلقد رَوى كُلّ الحكاياتِ التي قد خَطَّها |
لكنْ رَوَتْهُ على الرصيفِ حِكايَه |
فلتسرعي |
فالكأسُ حاضِرُ |
والشموعُ تراقَصَتْ |
لَمْ أنسَ موسيقى الوداعِ |
فدونها لنْ يكتملْ تشييعُ هذا النرجسيُ |
ولنْ تكونَ نِهايَه |
الغازُ مِنْ أنبوبِ طبّاخي |
تَسَرَّبَ قادِماً |
نحوَ اشْتِعالٍ |
معْ شموعِ الليلِ |
ساعدَهُ اختناقٌ مِنْ شبابيكي |
تلوتُ قصيدةً |
موتي سأبدَاُ |
واعكسي عنوانها |
فقصيدتي كانتْ لهذا الطقسِ |
رَمْزُ بِدايَه |
فإذا حَضَرْتِ |
دعيكِ مِنْ أيِّ انْفعالٍ |
واحضُني الأوراق والكأْسَ المُعَدَّ لتحتسيهِ |
وغادِري |
لا تَرْجِعي قبل الجنازَةِ |
واقرئي سِتّاً وسبعينَ اختصاراً |
أكْمِلي |
قدْ تَفهمينَ الآنَ ما حَوَتِ التَمائمَ |
في اختِصارٍ للرِوايَه |
فإذا فَرَغْتِ من التِلاوةِ .. |
أنصفيني |
إن أنا أخطَأتُ لا تتذوقي كأسَ الشَّرابِ |
بلِ اسكبيه على الجماجمِ |
أينَ شِئْتِ بِلا خَجَلْ |
أو أنني حَقّاً رسولٌ |
فاحتسيهِ |
وقَبِّلي ثَغْري |
لأحيا .. |
إنَّ روحي لَنْ تعودَ |
بلا سِقايَه |