إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
يا أمّ أحمدَ والكرامةُ مغزلُكْ |
لِمَ تغزلينَ من المهانةِ معطفَكْ؟ |
لِمَ ترتدينَ عباءةً لاتسترُكْ؟ |
أترينَ قافلةَ الغبارِ تذرُّ في عينيكِ أتربةَ النّوى! |
والصبحَ تحتَ سنابكِ الليلِ انتُهِكْ! |
لا تفتحي للريحِ أشرعةَ الدياثةِ والهوى |
الذئبُ يأتي بغتةً والليلُ فينا قد حلكْ |
أولا ترينَ جرارَنا كيف الخصومةُ عبّأتها من بحارٍ سُجِّرتْ |
جرحُ الأخوةِ يعتلي كلَّ الجراحِ، وهمْ جراحٌ في يدكْ |
نمضي إلى كيدٍ يكبّلُ خطوَنا |
بعصا الضريرِ على الطريقِ الممتَلَكْ |
كوني كما أنتِ المنارةَ والهدى |
نأتي إليكِ لنملأَ الأحداقَ من أُنسِ التلاقي والنسُكْ |
لمَ توصلينَ تميمةً فيها المواجعُ والرّدى |
ليست هناك نهايةٌ للتيهِ.. |
والحادي يسوقُ العيرَ.. |
لا يدري إلى أيٍّ سلكْ |
أرأيتِ كحلَ العينِ.. |
تذرفهُ صبايانا.. |
فيقطرُ في عيونِ لا ترى |
أمسي يُعلّقني على أسوار ليلٍ تمنعُ الإصباحَ يشرقُ في غدِكْ |
كلُّ العواصمِ تغلقُ الساحات في وجهِ النسيمِ إذا سرى |
بين الأزقةِ يطفئُ البارودَ في دربِ الندَى |
لا تفزعي، إنَّ الشدائدَ تفتحُ الأبوابَ للدفءِ الذي لا يخذلُكْ |
لا تقتلي حلمَ الحقولِ وتلعبي بحُشاشتي |
حلماتُ أرضكِ تذرفُ الأشجانَ في حرفي بلا لبنٍ يرطبُ مبسمَكْ |
في كلِّ معضلةٍ نرى سخمَ المناصبِ في الجريدةِ قائمهْ |
خلفَ المحافلِ تخرسُ الأقلامُ يومَ تطالبينَ المظلمهْ |
وهنا التحزّبُ يقتلُكْ |
أوَكلما خطرتْ على بالي حمائمُ خلوتي |
لاحتْ إلىَّ مخالبُ الفوضى تضرّسني وتدمي معصمكْ |
أمشي على شوكِ القصيدِ بحرقتي |
تنمو على قلمي غصونٌ من حروفٍ ترتبكْ |
وعيونُها تخشى الملامةَ والورى |
الشمسُ تجري ها هنا، والحرفُ يهوِي في الحلكْ |
هلا رفعتِ السقفَ، إنَّ كرامةَ البيتِ ارتختْ |
يا أمّنا، لا ترحلي في غيبةِ الذلِّ الذي صبَّ الشقاءَ على دمكْ |
لا تقتفي أثرَ البوارِ، ترابُنا رفضَ الوصايةَ.. |
والوسيلةَ من وليٍّ يأتفكْ |
هلاّ نظرتِ بعينِ أمٍّ ترتدي ثوبَ الشهامةِ والنجابةِ والريادةِ.. |
أمّنا، يا أمَّ أحمدَ والمروءةُ معدنكْ |
لمْ تعلمي كيف الحدودُ تغلّفتْ شحناءَ.. |
والوردُ اختفى بين الحسكْ |
يلوونَ جيدَ كلامِنا بين التخنثِ والعصا |
ولسانُ حبي يسترُ الكلماتِ من سيفِ الرقيبِ.. |
ليذكرَكْ |
يا أمَّ أحمدَ والمراوغُ يحتسي خمرَ التفاوضِ في كؤوسِ الوقتِ.. |
والصحفُ ارتضت شجرَ الربيعِ وقودَ نارٍ تحرقُكْ |
غمسوا نشيدَكِ في دماءِ طيورِنا |
تاهتْ ثواني الودِّ في بِيدِ الزمانِ وأعتمتْ |
فلْتنثري جرشَ الحصى في عينِ مَن فرشَ اللّظى |
مَن يمنعُ الكُلاّبَ مِن نزْعِ اللّقيمةِ مِن فمِكْ؟ |
لا تختفي بينَ الحدودِ ولا جوازاتِ السفرْ |
ولتهرقي غضبَ الأخوةِ في مراكبَ تهجرُكْ |