مِنَ البَشائِر ما أَعلى سَنى الدول | |
|
| مِثل الَّتي أَورَدتَها أَلسنَ الأَسَل |
|
تَهُبُّ مِنها رِياحُ النَصرِ عاطِرَة | |
|
| فَيَعطُسُ العِزُّ مِنها أَنف كُل وَلي |
|
قَد زانَت الدارُ مُذ حَفَّت جَوانِبُها | |
|
| بيضُ لَوامِع في آطامِ ذي الدَخل |
|
هَذي البَشارَة قَد سَرَّ الوَلي بِها | |
|
| وَهَزَّ عَطفَيهِ عِزٌّ دائِم الجَذَل |
|
لكِنَّها أَلبَسَت كُلَّ العِدى خَلعاً | |
|
| مِنَ الصِغارِ فَخَلوا مَشية الميل |
|
وَهكَذا المَجدُ ما شادَت دَعائِمُه | |
|
| شَبا المَواضي وَأَطرافُ القَنا الذبل |
|
مَن يَشتَري اِنشَرَف العالي بِلا ثَمَن | |
|
| مِنَ المَعالي فَمَردود إِلى الفَشَل |
|
إِذ لَيسَ يَبلُغُه إِلّا أَخو ثِقَة | |
|
| ماضي العَزيمَة مِقدام عَلى الوَجَل |
|
يَجفو المَضاجِع في فِكر يولِده | |
|
| رَأيا يُصيبُ بِهِ مُستَبعَد الأَمَل |
|
لَم يُثنِهِ عَن طلاب المَجد خَرعبة | |
|
| شابَت بِغَنج بَكاها ساعَة النَقل |
|
يُجاذِب العِزّ عَن عَزم تَكَنَّفَه | |
|
| حَزم وَعَن هِمة تَعلو عَلى زَحَل |
|
بِعَضب عَزمِكَ فَاِضرِب كُلَّ حادِثَة | |
|
| وَلا تَكُن ضَرعا في الخَطبِ كَالوَكل |
|
فَلَيسَ يَندَفِعُ المَرهوبُ عَن دِعة | |
|
| وَذو الهَوادَة لا يَخشاه ذو الغيل |
|
وَاِعدد لِنَيلِ العُلى صَبراً عَلى مَضض | |
|
| مَذاقَة الشَهد تُنسي لِسِعة النَحل |
|
وَاِستَعمِل البيضَ وَالسُمُر اللَدانِ مَعا | |
|
| وَاِستَنصِر الأَسد وَاِترُك جانِب الوَعَل |
|
تَفُز بِمَطلَبِكَ الأَقصى كَما فَعَلَت | |
|
| عَزائِمُ المُلكِ القَمقامِ بِالدُوَل |
|
هُوَ اِبنُ المَعالي كَف شائِدُها | |
|
| عَينُ الحِياطَة صَدرُ المَلِك عَضد وَلي |
|
مُحَمَّد فَخرُ مِن سادَ الحِجاز تُقى | |
|
| وَالمُشتَري الحَمدُ بِالأَموالِ وَالخَوَل |
|
جَم المَآثِرَ مِرباعَ المَحاوِرَ جما | |
|
| ع المَفاخِر مَناع الحَمى الخَضل |
|
كَنزُ الفَضائِل طِلاع المَعاقِل مَحمو | |
|
| د الشَمائِل مَعطاء بِالاملَل |
|
حامي الذِمارِ مَنيعَ الجارِ لَيسَ لَهُ | |
|
| في تالِد المَجدِ وَالأَفضالِ مِن مَثَل |
|
العاشِقُ الجودِ في جَدباء كالِحَة | |
|
| وَالماقِت الجبن وَالفَحشاء وَالبُخل |
|
الماجِد البَطَل اِبنُ الماجِد البَطَل | |
|
| الماجِد البَطَل اِبنُ الماجِد البَطَل |
|
العَبدَلي الَّذي ذَلت لصولَته | |
|
| أَحيا مَعد وَقَد أَوفوا عَلى القَلَل |
|
فَسَل بَني عامِر في يَومَ زينَة إِذ | |
|
| وافوهُ بِالعاديين الخيل وَالرَجل |
|
وَفي الحُصونِ أَسودُ الغاب كامِنَة | |
|
| حَولَ الشُبول وَدونَ الأَعيُن النَجل |
|
ماذا لفوا مِنهُ مِن ضَربٍ يَشيبُ لَهُ | |
|
| سودُ النَواصي وَطَعنُ غَيرِ مُندَمِل |
|
أَبدى لَهُم حِلمَه فَضلاً وَمَرحَمة | |
|
| فَصيروا ذاكَ عَن عَجز وَعَن كَسَل |
|
وَالأَسد تَكمُن في الآجام رابِضَة | |
|
| فَإِن تَثَب لَم يَفُتها حاضِر الأَجَل |
|
حادَ الغُرورُ بِهِم عَن كُلِّ صالِحَة | |
|
| فَأَظهَروا البَغيَ وَالعُدوان في السُبُل |
|
عَمى الغَباوَة قَد فاقَ العَمى ضَرَراً | |
|
| وَالشَمسُ لَيسَ يَراها مُبتَلى السُبُل |
|
فَمُذ تَمطى لَهُم لَيث العَرين ضَحىً | |
|
| وَأَيقَنوا الجِد مِنهُ غَيرِ مُنفَتِل |
|
راموا الخِداعَ وَظَنّوا المَكرَ يَصرِفُه | |
|
| هَل يَدفَعُ العارِض الهِطال بِالحيل |
|
أَسال وادِيَهُم بِالخَيل تَحسَبُها | |
|
| سَيلاً تَحدُر فيهِ مِن ذُرى جَبَل |
|
يا يَومَ صَبَّحهم وَالجو مُعتَكِر | |
|
| مِنَ العَجاج وَلَمعِ البيضِ كَالشعل |
|
في فِتيَةٍ خِلتَهُم أُسداً وَقَد بَصَرت | |
|
| طيبَ الفَرائِسَ مِن خيل وَمِن إِبِل |
|
تَرمي البَنادِق مِن أَفواهِها شَرَراً | |
|
| كَالشُهبِ مُنقَضّة لِلمائِقِ الدَغل |
|
كَأَن أَصواتِها رَعد تُجَلجِلهُ | |
|
| هوج الرِياحِ صَداها دائِمُ الزَجَل |
|
تَلقى الكَمِيَّ عَطاشى قَبَضوا لَهُم | |
|
| دَم العدى مُنهَلّا مُستَعذَب النَهل |
|
فَأَورَدَ الخَيلُ وَالأَبطالُ واجِمَة | |
|
| وَقَد غَدَت قَصدُ المِرانِ كَالفَتل |
|
وَثُغره بِاِسم وَالصَدرُ مُنشَرِح | |
|
| كَأَنَّه لَم يُشاهِد هائِل الوَجل |
|
فَما اِنجَلى النَقعُ إِلّا وَالعِدى فَرق | |
|
| مِن هارِبٍ ثُمَّ مَأسور وَمُنجَدِل |
|
فَآبَ هارِبَهُم بِالذُّلِّ وَاِلتَمَسوا | |
|
| عَفوَ المَليكِ عَن الجاني أَخي الزُلَل |
|
فَقابَلَ الجَمعَ بِالحُسنى وَقَومَهُم | |
|
| بِما يَنكَلُ ذا التَفريطِ وَالخَلَل |
|
إِنَّ اِبنَ عَبدِ المُعينِ الشَهمِ ذو خَلق | |
|
| بِالبَرِّ وَالعَدلِ وَالإِحسانِ مُحتَفَل |
|
وافي العُهودَ حَليف الجودِ حيلَتِهِ | |
|
| كَسبَ المَحامِدِ لا بِالحلي وَالحلل |
|
|
| خَواض ملحمة في الخَيرِ ذو عَجل |
|
هَوَ الجَوادُ الَّذي أَغنَت مَواهِبَهُ | |
|
| عِندَ المَساغِب عَن مَثعنجر هَطَل |
|
أَبَت مَكارِمَهُ خَفر الذِمامِ غَدا | |
|
| جِوارُهُ حَرَمَ المُستَوفِر الوَجَل |
|
عَف الإِزارَ وَتَقوى اللّهِ تَكلَؤُهُ | |
|
| ناءٍ عَنِ الفَحشِ وَالعُوّارِ وَالخَطَل |
|
يُنَزِّل الناسِ إِحساناً مَنازِلَهُم | |
|
| لَلرَّبدِ وَهد وَوَكر الصَقرِ في جَبَل |
|
وَكَم لَهُ مِن مَزايا قَد أَنافَ بِها | |
|
| عَلى الأَكارِمِ مِن شَيخٍ وَمُكتَهَل |
|
بَني قَتادَة بُشرى إِنَّ سَيِّدُكُم | |
|
| قَد نَظَمَ المَجدَ في أَسلاكِهِ الأَول |
|
أَحيى مَآثِرَ آباءٍ لَكُم أَنف | |
|
| شَم بِها لَيلَ نَهاضينَ بِالثِقَل |
|
حازَ المَكارِمَ إِرثاً وَالمَفاخِرَ عَن | |
|
| خَيرِ الوَرى وَأَميرَ المُؤمِنينَ عَلي |
|
يا خَيرَ مَلك إِذا عَد المُلوكُ عَلا | |
|
| مَجداً أَثيلاً وَجداً صَفوَةَ الرُسُل |
|
يا كَعبَة الفضلِ يا رُكنَ البِسالَة يا | |
|
| بَيتَ العَفافَ وَبابُ النَجحَ لِلأَمَل |
|
إِلَيكَ مِنّي قَريضاً عِز مَدرَكَه | |
|
| عَلى سِوايَ بِجِد القَولِ لا الهَزَل |
|
قَد أَذعَنَت لي حَدائِق العِراقِ بِهِ | |
|
| وَفَضل أَهلِ الحِجاز الطَيِّبين حلي |
|
لِيَ القَوافي مُطيعات فَأَورَدَها | |
|
| جَزالَة المَدحِ تُسقى رِقَّة الغَزَل |
|
لامِية العَجم تَحكي فَضلَ قائِلَها | |
|
| وَحُسنِ لامِيَة الأَشرافِ تَشهَد لي |
|
يَخلُد الذِكر حسن الشِعر رائِقَه | |
|
| وَيَنشُر الطيبَ في الأَمصارِ وَالسُبُل |
|
خَيرُ المَدائِحِ ما أَهداهُ ذو حَسَب | |
|
| حُرٌّ لَهُ المَدحِ يُهدى غَيرِ مُنفَصِل |
|
أَعدَدتُ نُظُمي سِلكاً فيهِ نُظُم مِن | |
|
| مَديحِكَ النَثر غَضا غَير مُنتَحَل |
|
وَأَن أُقَلِّدَك النُصح الَّذي أَخَذت | |
|
| بِهِ العُهود عَلى تَبليغ مُمتَثَل |
|
فَمَرَّ بِعُرف وَجانِب كُل قادِحَة | |
|
| لِلحَقِّ بِالحَقِّ أَلحَق سائِر العَمَل |
|
وَاِنصُر أَخا الظُلمِ وَالمَظلوم مُجتَهِداً | |
|
| وَفي إِلهَك فَاِحذَر خِدعَة العَذل |
|
لِلَّهِ كُن مُخلِصاً فيما تَقومُ بِهِ | |
|
| وَلا تُراقِب سِواهُ يكفِكَ الأَزلي |
|
مَولىً أَنالك مِن إِحسانِهِ نِعماً | |
|
| عَظيمَة المَن فَاِشكُر ذا العَطا تَنَل |
|
إِن لَم تَقيد بِشُكرِ اللّهِ أَنعِمه | |
|
| فَإِنَّها سَتُجاري شارد الإِبل |
|
وَكُلُّ فَرد لَهُ شُكر يَخُصُّ بِهِ | |
|
| فَالرِفقُ وَالعَدلُ شُكر الحاكِم الحول |
|
وَنُصرَة الحَقِّ في القُربى وَمُبتَعِد | |
|
| وَالحُكم بِالشَرع في الأَعلون وَالسَفل |
|
إِلَيكَ أَبرَزَت مَدحي وَالنَصيحَة عَن | |
|
| مَحض الوُدادِ بِلا مَيل إِلى النَفَل |
|
تَأبى خَلائِقي اللاتي سَلَكت بِها | |
|
| نَهجَ الأَكارِمِ قَومي السادَة النُبل |
|
أَن أَجعَل الشِعرَ كَسباً لي أُراقِبُه | |
|
| هذا لَعُمرُكَ شَأن الخامِل الضَئِل |
|
إِنّي لَمِن مَعشَرِ غُر غَطارِفَة | |
|
| مِن كُلِّ ثَفف جَواد بِالكَمال مَلي |
|
إِذا اِزدَراني جُهول قُلت لا عَجَب | |
|
| إِذ عَربَة الدارِ تَذوي زَهرَةَ الرجل |
|
وَهَل يَحُطُّ اِغتِرابي القَدرِ مِن شَرَفي | |
|
| وَحِليَةَ الفَضلِ زادَتني لَدى العُطلِ |
|
إِذا اِستَفَر الحَجا مِمّا يَربب تَرى | |
|
| أَصالَة الرَأي صانَتني عَن الخَطل |
|
وَهذِهِ شَطحات الشِعر غالِبَة | |
|
| فَاِنظُر اِلَيها بِعَينِ الصَفحِ وَاِحتَمِل |
|
وَاِهنَأ بِعِزٍّ وَإِقبال وَنَيلِ منى | |
|
| وَالسَعد مُقتَبَل وَالجد مِنكَ عَلي |
|
ما اِشتاقَ بادٍ إِلى اِستِنشاقِه أَرجاً | |
|
| مِنَ الخُزامى وَعُرفِ الشيح وَالنَقل |
|
أَوطافَ بِالكَعبَةِ الغَرّاءِ ذو نَسك | |
|
| أَو عاكَفَ وَاِنتَهى لِلرُّكنِ بِالقبل |
|