لِذِكرِ الحِمى يَشتَدُّ بِالوامِقِ الوَجد | |
|
| فَقَد لي مَتى يَبدو لي العِلم الفَرد |
|
أَحِنُّ إِلى بانِ اللِوى وَطويلع | |
|
| وَمِن بانِ عَن مَغناه حَق لَهُ الوَجد |
|
مَنازِل كانَ الشَملُ مُجتَمِعاً بِها | |
|
| وَلَم تَكُ أَيدي البَينِ لِلحَي تَمتَد |
|
مَنازِلَ مِن أَهوى عَلى القُربِ وَالنَوى | |
|
| وَلا خَيرَ في وَد يَغيرُهُ البُعد |
|
مَغاني أَحيبابي الَّذينَ تَبَوَّؤوا | |
|
| سُوَيداءَ قَلبي قَبلَ أَن يَعرِفَ الوُد |
|
هَواهُم حَياتي وَهوَ أَقول حُجَّتي | |
|
| فَلا مَيلَ عَنهُم وَاِصلَونِيَ أَوصَدوا |
|
كَفاني هَواهُم مَفخَراً وَذَخيرَة | |
|
| وَقَد فازَ مَرضي لَدَيهِم كَمَن وَدوا |
|
أَهيمُ غَراماً وَاِشتِياقا لِذِكرِهِم | |
|
| إِذا لامَني في حُبِّهِم جاهِل وَغَد |
|
مُوالي أَهلي هُم عَلى السَخطِ وَالرِضى | |
|
| وَيَأبى المُوالي أَن يَضيعَ لَهُم عَبدَ |
|
مَنازِلَهُم لي مُستَجارُ وَوَقفَة | |
|
| بِأَطلالِ مَغناهُم هِيَ الغَنَم وَالسَعد |
|
سَقى اللّهُ هاتيكَ المَنازِلَ وَالرُبى | |
|
| عَهاد رَباب الشول جَلجَلَة الرَعد |
|
بِها نَتَساقى الحُب في حانَة الرِضى | |
|
| وَحَبلُ دَواعي العَذل وَالعَتب منقد |
|
لَيالي إِذ غُصنَ الشَبيبَةِ مَورق | |
|
| وَلِلَّهوِ ظَل بِالبَطالَة مُمتَد |
|
تُناوِلُني كَأسَ التَصابي يَدَ الصِبا | |
|
| فَمالَ بِأَعطا في الصَبابَة وَالوَجد |
|
عَلى أَي حال شِئتَ كُنتَ مِنَ الهَوى | |
|
| وَأَعيُنِ صَرف الدَهرِ عَن وُجهَتي رَمَد |
|
فَأَطلَقتُ نَفسي في مَسارِح غيها | |
|
| تُواصِلُني هِند وَتَجذِبُني دَعد |
|
وَعَهد الصِبا لِلغَيدِ في مَسارِح غيها | |
|
| يُنيل الفَتى مِنهُن ما أَضمَر البُعد |
|
فصوح ذاكَ الرَونَق الغَض وَالنَوى | |
|
| مُهَفهَف ذاكَ الغُصن وَاِستَملَح الوَرد |
|
وَخَلَّت مَساريحي الغَواني وَأَعرَضَت | |
|
| إِلى جانِب عَنّي كَأَن لَم يَكُن عَهد |
|
وَأَبقَت رَسيساً لِلصَّبابَة وَالهَوى | |
|
| بِقَلبي وَلَم يَنف الهَوى ذلِكَ الصَد |
|
فَما لَكَ يا قَلبي المُعَنّى أَما تَرى | |
|
| مَلاح عَذارى الحَي لِلبُعدِ تَعتَد |
|
وَحِتام لا يَجلى الغِشاء وَذو الصَدى | |
|
| إِذ اِختَرتَ نَهجَ الغَي فارَقَكَ الرُشد |
|
أَضَعتَ نَفيسَ العُمرِ في غَيرِ صالِح | |
|
| وَمِلتُ إِلى ما لَم يَنَلكَ بِهِ الحَمد |
|
سَقاهُ لعمر اللّهِ طاعَتِكَ الهَوى | |
|
| وَعِصيانِ مَن وافاكَ في نُصحِهِ الجُهد |
|
تَمادَيتَ في لِبسِ الخَلاعَةِ عاكِفاً | |
|
| عَلى شَهوَةٍ مَرَّت وَلَم يَحلها خلد |
|
عَلِمتُ بِما كَوَّنتَ قَدماً لِأَجلِهِ | |
|
| وَفَرَطت فيما لَيسَ مِن فِعلِهِ بَد |
|
أَمن خَبل بَعت الهُدى بِضَلالَة | |
|
| وَصَح عَلى خسران صَفقَتِكَ العِقد |
|
أَما كُنتَ تَستَحيي مِنَ اللّهِ إِذ تَرى | |
|
| عَلى غَيرِ ما يَرضاهُ هَل هكَذا العَبدُ |
|
أَما تَنثَني عَن وَعرِ مَنهَجِكَ الَّذي | |
|
| حَزونَتِهِ تَردي وَراحَتِهِ كَدُّ |
|
تَدارك بَقايا العُمر لا تَفنها سُدى | |
|
| أَما اِبيض مِن فوديكَ بالِغَيِّ مَسود |
|
وَخَل السَرى في ليل جَهلِكَ قَد بَدا | |
|
| صَباحَ مَشيب صادِق النَذر إِذ يَبدو |
|
وَخُذ حَذَراً فَالغارَةُ الصبح تَنقى | |
|
| وَفي الخَوفِ أَهلُ الحَزمِ في حَذَرِهِم جَدوا |
|
وَدَع عَنكَ تَسويفاً يُفاجي بِكَ العدى | |
|
| عَلى غرة في حينِ لا يَنفَعُ الجَد |
|
لَكَ الخَيرُ هذا حصن أَمنِكَ قَد دَنا | |
|
| بِهِ المُلتَجا يَنجو إِذا حسن القَصد |
|
أَلَستَ تَرى اِعلامَ طيبَة لائِحاً | |
|
| سَناها فَشَم بَرقَ المُنى وَالهَنا وَاعد |
|
أَما الرَوضَةُ الغَنّاءِ فاحَ عَبيرُها | |
|
| لَنا شَق رَياها فَما المِسكُ وَالنَد |
|
فَهَزتَنِيَ البُشرى اِرتِياحاً وَبَهجَة | |
|
| كَما اِهتَزَّ مِن ريحِ الصِبا الأَغصُنُ المَلد |
|
وَمِن عادَة الجَذلان تَهمي جَفونه | |
|
| فَمِن در دَمعي في الثَرى اِنتَثَر العِقد |
|
وَأَعلَنَت في فَرط المَسَرَّة وَالهَنا | |
|
| بِحَمدِ الَّذي مِن حَقِّهِ الشُكرُ وَالحَمدُ |
|
وَنِلتُ الأَماني حَيثُ أَصبَحتَ وافِداً | |
|
| عَلى خَيرِ مَن يُرجى بِساحَتِهِ الرَفد |
|
هُوَ الصَفوَة المُختار مِن عُنصُر الوَرى | |
|
| وَمَن هُوَ سِر الكَون وَالجَوهَر الفَرد |
|
هُوَ العاقِب الماحي الضِلال بِهَديِهِ | |
|
| هُوَ الطاهِر الأَتقى هُوَ الطالِعُ السَعد |
|
هُوَالعُروَةُ الوُثقى لِمُستَمسِك بِها | |
|
| هُوَ الكاشِف الغَماءُ وَالكَرب مُشتَد |
|
مَلاذُ الوَرى مَهما عَرى مَثقَل القُرى | |
|
| وَلِلفَقرا داني القُرى سيبَه مد |
|
بَني سَما عَن أَن يُسامى مَقامَهُ | |
|
| وَلَيسَ يُداني مَجدِهِ المُنتَقى مَجد |
|
لَهُ الشَرَف الذاتِيُّ بِدءاً كَما اِنتَهى | |
|
| إِلى غايَةٍ في الفَضلِ مِن دونِها الجَد |
|
وَعَن دَرك أَوصاف الكَمال الَّذي حَوى | |
|
| مَحال يَفي بِالبَعضِ مِن ذلِكَ العَد |
|
نَبي كَساهُ اللّهِ حِلَّةُ حبه | |
|
| فَما اِختارَهُ المَحبوب لَيسَ لَهُ رَد |
|
وَأَبرَزَهُ في عالَمِ الغَيبِ شاهِداً | |
|
| بِكُلِّ مَقاماتِ الشُهودِ هُوَ المبدو |
|
وَنورُ الهُدى مِن رَشحِ مشكاة عِلمِه | |
|
| عَلى صَفحاتِ الكَونِ بِالضوءِ يَمتَد |
|
وَلَم تَأتِ أَحشاءُ الزَمانِ بِمِثلِهِ | |
|
| وَأَنى لَخَيرُ الخَلقِ وَالمُجتَبى نَد |
|
وَقَد زَيَّنَ اللّهُ الوُجودَ بِأَسرِهِ | |
|
| بِطَلعَتِهِ الغَرّاء كانَت هِيَ القَصد |
|
وَأَلبَسَهُ تاج الرِسالَة مُنذِراً | |
|
| بَشيراً وَكُلُّ الرُسُل ما خَلَقوا بَعد |
|
رِسالَتِهِ لِلنّاسِ نورٌ وَرَحمَة | |
|
| وَلَولاهُ عَن طرق الضَلالَةِ ما صَدوا |
|
لَهُ خَلقُ القُرآن يَرضى بِما اِرتَضى | |
|
| وَيُغضِبُهُ ما فيهِ بِالمُحكَم الطَرد |
|
مَكارِمُ أَخلاقِ الرَسولِ وَحِصنُها | |
|
| يَقصُر عَن إِدراكِها ماجِد يَعدو |
|
عَلا مَجدَهُ مِن قَبلِ إيجادِ آدَمَ | |
|
| وَفي المَلَأ الأَعلى بِهِ أَشرَقَ السَعد |
|
وَآدَمَ قَد نالَ القَبولُ بِيُمنِهِ | |
|
| فَأَكرَمَ بِمَولودٍ بِهِ سَعد الجَد |
|
وَحازَ بِهِ نوح مِنَ الماءِ أَمنَه | |
|
| وَمِنهُ لِاِبراهيم حُر اللَظى بَرد |
|
وَموسى وَعيسى بَشَّرا بِظُهورِهِ | |
|
| وَدَعوَة إِبراهيم فيها هُوَ القَصد |
|
بِمَولِدِه كُلَّ الهَواتِف أَعلَنَت | |
|
| وَما كاهِن إِلا بِتَشريفِهِ يَشدو |
|
وَفي لَيلَةِ الميلاد جاءَت خَوارِق | |
|
| بِها حارَت الأَلباب وَاِستَعجَمَ الضَد |
|
لِفارِس نار أَلف عام وَقودَها | |
|
| تَعدُ إِلهاً فَاِنطَفا ذلِكَ الوَقد |
|
وَإيوان كِسرى اِنشَقَّ وَاِرتَج | |
|
| هيبة وَمِنه شَرافات تَعاورها الهد |
|
وَلاحَت قُصورُ الشامِ فيها لِأُمَّة | |
|
| لِنور بَدا مِنها عَلى الأُفقِ يَمتَد |
|
وَكُلُّ سَماءِ صَح فيها لَهُ مِن | |
|
| الزبر جدو الياقوت قَد ضَرَبَت عَمد |
|
فَأَشرَقَت الدُنيا بِأَنوارِ أَحمَد | |
|
| وَكَم آيَة خَصَّتَه إِذ ضَمَّهُ المَهد |
|
بِهِ حَظَيتَ أَم الرِضاع حَليمَة | |
|
| فَأَخصَب مَرعاها خُصوصاً وَلَم يَعُد |
|
فَدَرَّت مَواشيها وَبانَ نَعيمُها | |
|
| وَبايَنَها المَحَل المُبرِح وَالكَد |
|
وَشَقَّ لَدَيها الصَدرُ مِنهُ تَطهراً | |
|
| وَأَخرَجَ مِنهُ مالِإِبليسِ يَعتَد |
|
وَعَوَّضَ إيماناً وَنوراً وَحِكمَة | |
|
| وَلَم يَكُ لِلإِيلامِ في شقه وَجد |
|
وَفي سَيرِهِ لِلشّامِ صُحبَة عَمِّهِ | |
|
| أَشارَ بحيرا لَيسَ في بَعثِهِ جَحد |
|
وَحَذَرِهِم كَيدَ اليَهودَ لَهَ إِذا | |
|
| رَأَوا وَصفِهِ فَاِختيرَ من ذا لَهُ الرَد |
|
وَكَم آيَةٍ مِن قَبل مَبعَثه بَدَت | |
|
| وَلِلعَجزِ عَن إِحصائِها يَقصُرُ الحَد |
|
وَلما أَرادَ اللّهُ إِظهارِ دينِهِ | |
|
| وَإِعزازِ مَن يَهدي وَإِذلالِ مَن صَدوا |
|
أَسأَل عَلى الآفاقِ وابل فَضله | |
|
| بِبعثَة هادينا فَبانَ بِهِ الرُشد |
|
تَبَيَّنَ حَيثُ الشِرك عب عَبابَه | |
|
| وَباب الهُدى بِالكُفرِ وَالبَغي مَنسد |
|
وَأَظلَمت الدُنيا بِإِعراضِ أَهلِها | |
|
| عَنِ اللّهِ إِذ قالوا لِخالِقِنا نَد |
|
وَلَيسَ يَغوثُ غاثَهُم حينَ عاقَهُم | |
|
| يَعوقُ عَنِ الباري وَلا وُدَّهُم وُد |
|
نَسو اللّهَ جَحداً وَاِستَجاروا بِلانَهُم | |
|
| وَبِاللّهِ رُكنُ الشِركِ لاشَكَ مُنهَد |
|
فَجَردُ مِنهُ ساعَد الجِد وَاِنتَضى | |
|
| مِنَ العَزمِ عَضباً لا يَلم بِهِ غَمد |
|
دَعا الخَلقَ إِذ ضَلّوا إِلى اللّهِ هادِياً | |
|
| فَريداً وَلَم يَعبَأُ إِذا وَهنَ العَضَد |
|
وَلَم يَرفَع الشَكوى إِلى غَير واحِد | |
|
| بِهِ تَدفَعُ البَلوى إِذا الخَطبُ مُشتَد |
|
فَأَيَّدَهُ بِالمُعجِزات الَّتي بَدَت | |
|
| كَشَمسِ الضُحى تَشفى بِها الأَعيُن الرَمد |
|
وَمِنها كِتابُ اللّهِ وَهوَ أَجَلُّها | |
|
| مُعارَضَة حَبلُ مِنَ اللّهِ مُمتَد |
|
هُوَ الحِجَّة البَيضاء وَالشاهِد الَّذي | |
|
| مَحال تَأَتّى في شَهادَتِهِ رَد |
|
لَقَد أَعجَزَ اللسن المقاول لَم يَكُن | |
|
| أَتوهُ بِمِثلِ البَعضِ مِنهُ وَهُم لَد |
|
وَمِنها اِنشِقاقُ البَدرِ إِذ رامَ شَقه | |
|
| فَأَبصَرَهُ الداني وَمِن صَدَّهُ البُعد |
|
لَقَد أَجمَعَت أَعيانُ فَهر لِقَتلِهِ | |
|
| وَأَحكَمَ في إِمضائِهِ بَينَهُم عَقد |
|
فَمَرَّ بِهِم جَمعاً فَغَضوا عُيونِهِم | |
|
| وَأَذقانِهِم في كُلِّ صَدر لَهُم شَدوا |
|
وَتَوَّجَ بِالحَصباءِ أَعلى رُؤوسِهِم | |
|
| فَعادَ حَصيبَ القضومِ بَدر لَهُ لَحد |
|
رَمى حَصياتِ في حَنينِ مَشوهاً | |
|
| فَوَلّوا وَعَن حَصبائِهِ يَقصُرُ الجُند |
|
وَفي قِصَّةِ الإِسرا شِفاءٌ مِنَ العَمى | |
|
| وَبُرهانُ صِدقٍ شَمسُهُ لَم تَزَل تَبدو |
|
وَفي حِفظِهِ مِن كُلِّ سوءٍ دَلالَة | |
|
| وَقَد طالَ في إِنكائِهِ مِنهُم القَصد |
|
وَجاءَ أَبا جَهل إِلى الدارِ وَحدَهُ | |
|
| فَأَخزاهُ في إيعادِهِ وَاِنمَحى الوَعدُ |
|
وَأَدّى لَهُ حَقُّ الأَراشي كارِهاً | |
|
| وَفي قَلبِهِ مِن رُعبِ خَيرِ الوَرى كَد |
|
وَأَخبارُهُ عَن مَحوِ ظُلم صَحيفَة | |
|
| أَتَتها قُرَيش فيهِ لِلعاقِل الرُشد |
|
كَفى الغار نَسجِ العَنكَبوتِ وِقايَة | |
|
| مِنَ اللّهِ وَالأَقوامِ في قَبضِهِ جَدوا |
|
وَكَف عَن التَطلاب مَهر سِراقة | |
|
| وَذلِكَ لِما عاقَهُ الحَجَر الصَلد |
|
وَمَسَّح ضَرعُ الشاةِ مِن أُم مَعبَد | |
|
| فَدَرَت وَأَروَت بَعدَما كادَها الجُهد |
|
لَهُ راحَة بِالجودِ يَهمي غِمامُها | |
|
| وَلَم يَكُ لِلملهوفِ عَن وَردِها صَد |
|
وَفيها لَدى البَأساءِ لِلبائِسِ الغَنى | |
|
| وَفيها صُنوفُ اليُمنِ يُغنى بِهِ الوَفدُ |
|
وَفيها الحَصا وَالزادُ سَبَّحَ جَهرَة | |
|
| وَمِنها ثِمارُ الغَرسِ مِن عامِها تَبدو |
|
بِها اِنقَدت بِالنورِ عَينُ قَتادَة | |
|
| وَقَد رَدَّها مِن بَعدِ ما مَسَّها الخد |
|
وَمَسَّ بِها رَأسَ الأَفيرَع فَاِغتَدى | |
|
| عَلى حَسنِهِ يَزهو بِهِ الشِعَر الجَعد |
|
جَرى الماءَ مِن بَينِ الأَصابِعِ فَاِرتَوى | |
|
| مِراراً بِهِ جَيش وَقَد عَذب الوَرد |
|
وَكَم فازَ راجٍ بِالمُنى مِن دُعائِهِ | |
|
| وَأَحيا قُلوباً عَنهُ أَمرَضَها الحِقدُ |
|
دَعا اللّهُ في إِكثارِ تَمر لِجابِر | |
|
| وَكانَ لِبَعضِ الدينِ قَد قيلَ لا يَعدو |
|
فَكالَ لِأَهلِ الدينِ مِنهُ حُقوقُهُم | |
|
| وَزادَ بِأَوساق عَلَيها أَتى العَد |
|
وَمِن داجِن وَالصاع أَشبَع جَحفَلا | |
|
| وَعَدَتهُم أَلفٌ يَزيدونَ قَد عَدوا |
|
وَما جاعَ غَزوٌ كانَ فيهِم مُحَمَّد | |
|
| إِذا قَلَّت الأَزوادُ يَدعو فَتَرتَد |
|
دَعا لِعَلي لا يهي البَردُ جِسمَه | |
|
| فَعاشَ وَلا حَرَّ يَلِمُّ وَلا بَرد |
|
وَكَم مِن مَريضٍ مُدنِفٍ قَد دَعا لَهُ | |
|
| فَعوفِيَ مِمّا كانَ يَضني فَيَشتَد |
|
لِأُم سَليم في اِبنِها أَنسٍ دَعا | |
|
| فَفاضَ عَلَيهِ المالُ وَالعُمرُ وَالوَلَد |
|
وَمَزَّقَ كِسرى طَرسه فَدَعا فَما | |
|
| رَسى مُلكُهُ وَالفرع مَزَّقَ وَالجُند |
|
وَأَعلَم طه رُسُل باذان قَتلَه | |
|
| بِسَيف اِبنِهِ في يَوم خالَطه الحَد |
|
وَأَخبارُهُ بِالغَيبِ لَم تَحصُ كَثرَة | |
|
| بِما فيهِ عَن إِدراكِ أَهلش الحُجى سَد |
|
فَأَخبَرَ عَن ماضٍ وَآتَ زَمانِهِ | |
|
| وَدانٍ وَعَصري يَحجُبُهُ البُعدُ |
|
وَآيات خَيرُ الخَلقِ دائِمَة البَقا | |
|
| وَعَن قَطرَة مِن بَحرِها يَعجَزُ الجُهد |
|
لَهُ مُعجِزات لَو قَصَدت عَدادها | |
|
| لَضاقَت بِها الأَسفارُ ما القَطر منعد |
|
لَقَد حازَ أَصنافَ الجَمالِ جَميعَها | |
|
| بِأَوصافِهِ الغُر الَّتي مالَها ضِد |
|
بِهِ يتقى في البَأس عِندَ اِصطِدامِهِم | |
|
| وَطارَ لِنيران الوَغى بِالقِنا وَقَد |
|
لَهُ وَثبات في اللِقا تَهزَم العدى | |
|
| بِها وَثَبات في الوَغى بِالقَنا وَقَد |
|
كَريم إِذا ضَنَّ السَحابُ بِمائِهِ | |
|
| يَسيلُ عَلى الوَفّادِ مِن جودِهِ الرَفد |
|
عَطاء الَّذي لَم يَخشَ فَقراً وَلَم يَكُن | |
|
| لِنائِلِهِ المَدرارُ وَقت وَلا حَد |
|
قَد اِحتَقَرَ الدُنيا فَخَلى سَبيلَها | |
|
| وَأَعلى مَراقي عِزَّها عِندَهُ الزُهد |
|
وَما اِختارَ مِنها غَيرُ بلغة أَهلها | |
|
| وَشَمَّ الرَواسي لَو يَشاءُ هِيَ النَقدُ |
|
وَآثَرَ ما عِندَ الكَريمِ فَنالَهُ | |
|
| وَقَد خَصَّهُ مِنهُ التَقَرُّبُ وَالوُدُّ |
|
وَأَعلى لَهُ بَينَ الخَلائِقِ مَنصِباً | |
|
| رَفيعَ الذَرى مِن دونِهِ الرُسُل تَمتَد |
|
أَلَيسَ لَهُ بِدءُ الشَفاعَةِ في غَد | |
|
| وَقَد حارَت الأَلبابُ وَالكُربُ مُشتَد |
|
أَلَيسَ مَلاذُ الخَلقِ في ظِلِّ عِزِّهِ | |
|
| أَلَيسَ لِواءَ الحَمدِ يَنثُرُهُ الحَمدُ |
|
أَلَيسَ جِنانَ الخُلدِ يَفتَحَها لَهُ | |
|
| وَلَولاهُ ما كانَت جِنانٌ وَلا خُلدُ |
|
فَيا خَيرُ خَلقِ اللّهِ مَجداً وَمُحتَداً | |
|
| وَنَفساً وَأَخلاقاً بِها عرف المَجد |
|
وَيا خيرَة الرَحمنِ مِن كُلِّ خَلقِهِ | |
|
| وَيا سَبَبَ الايجادِ لِلخَلقِ إِذ أَبدوا |
|
وَيا مُرتَجى العاني إذا ضاقَ ذَرعُهُ | |
|
| وَيا مُلتَجى الجاني إِذا راعَهُ الصَد |
|
أَتَيتُ إِلَيكَ اليَومَ أَطوى ساسِباً | |
|
| قَفارا يُباريني بِها الخَوفُ وَالكَد |
|
وَفارَقتَ أَخداني وَداري وَجيرَتي | |
|
| وَلَم يَغَل عِندي المالُ فيكَ وَلا الوَلَد |
|
وَمالي بِهذي الدارُ غَيرُكَ مَأرِب | |
|
| وَمالي سِوى فَياض إِحسانِكُم قَصد |
|
وَها أَنا قَد أَنزَلتُ في البابِ حاجَتي | |
|
| وَحاشاكَ تَرضى أَن يَكونَ لَها رَدُّ |
|
تَراني كَشَفتُ الرَأسَ أَنشِدُ واقِفاً | |
|
| قَد اِنحَلَّ مِن دَمعي عَلى شيبَتي عَقد |
|
أَتَيتُكَ أَشكو عِبءَ ظَهري بِما جَنَت | |
|
| يَدايَ فَإِنّي بِالمَآثِمِ مُمتَد |
|
يَدُ الغَفلَةِ اِستَولَت عَلى القَلبِ عُنوَة | |
|
| فَما لي إِلى قَلبي صُدورِ وَلا وَرد |
|
وَلَم تَصحَ نَفسي حَيثُ أَسكِرُها الهَوى | |
|
| وَطَرفي إِلى داعي البَطالَةِ يَرتَدُّ |
|
وَطالَت إِساآتي فَوجه صَحيفَتي | |
|
| بِرَسمِ الخَطايا وَالقَبائِحُ مَسود |
|
وَقَد كَبرت سني وَلَم أَرَ قُوَّتي | |
|
| تَطيقُ مِنَ الأَعمالِ ما بِه يَعتَد |
|
فَجِئتُ بِأَوزاري وَضُعفي وَذِلَّتي | |
|
| أَروحُ بِلا حَولَ وَلا حيلَةَ أَغدو |
|
وَأَنتَ لَكَ الجاهَ العَريضَ لَكَ الثَنا | |
|
| لَكَ المَنصِبُ العالي مِنَ اللّهَ وَالمَجد |
|
فَهَب لِيَ مِن فَيّاضِ نورِكَ نَظرَةً | |
|
| لِيَجلى بِها القَلبُ الصَدي فَيَمتَد |
|
وَأَحيى عَلى الدينِ الَّذي جِئتَنا بِهِ | |
|
| وَمَوتي عَلى تَوحيدٍ مِن لا لَهُ نَد |
|
وَكُن لي شَفيعاً إِذ أُقَدِّم حافِياً | |
|
| وَمالي مِنَ الأَعمالِ سَعد وَلا مَعد |
|
وَقُل ذا عُبَيد آبِق جاءَ تائِباً | |
|
| عَسى رَحمَةَ المَولى يَسُرُّ بِها العَبدُ |
|
أَتَرضى تَمس النارُ جِسمي وَأَنتَ لي | |
|
| شَفيعٌ وَذُخرٌ مُستَعاذُ اَب جَد |
|
فَجِد لي بِبُشرى كَي أُسَرُّ بِها وَقُل | |
|
| قَبلناكَ يا عَبدَ الجَليلِ لَكَ السَعد |
|
وَلا تَنسَ آبائي جَميعاً فَإِنَّهُم | |
|
| بَنوكَ وَأَولادي لَهُم يَصلُحُ الوَلَد |
|
وَأَهلي وَأَشياخي وَكُلُّ أَحِبَّتي | |
|
| وَسامِعِ مَدحي في عُلاكَ وَمَن يَشدو |
|
فَأَوَّلِ جَميعِ القَومِ مِنكَ شَفاعَةً | |
|
| وَمنحة إِسعاف بِها يَعظم الرَفد |
|
عَلَيكَ صَلاةُ اللّهِ يا خَيرُ مَن دَعا | |
|
| إِلى اللّهِ حينَ الشِركُ شَدَّ لَهُ عَضَدُ |
|
عَلَيكَ صَلاةُ اللّهِ يا مَن بِهَ عَلا | |
|
| مَنارَ الهُدى إِذ لا مَنارَ وَلا رُشدُ |
|
عَلَيكَ سَلامُ اللّهِ يَقفو صَلاتِهِ | |
|
| بُرباهِما تَذكو العَباهِرَ وَالنَد |
|
عَلَيكَ صَلاةُ اللّهِ ما حَن شَيِّقِ | |
|
| لِذِكر الحِمى وَاِشتَدَّ بِالوالِهِ الوَجدِ |
|
يَعُمُّ بِذاكَ الآلَ آلُكَ مَعشَراً | |
|
| إِذا قيلَ مَن أَهلُ التُقى وَالنَدى عَدوا |
|
هُمُ الناسُ في كُلِّ الفَضائِلِ وَالسِوى | |
|
| لَهُم تَبعُ هذا هُوَ السُؤدُدُ العَد |
|
أَناجيلهُم لِلادِّكارَ صُدورُهُم | |
|
| لِأَنوارِهِم أَعلا مَحاريبِهِم وَقَد |
|
إِذا اِكتَحَلَ الساهي الكَرى فَجُفونُهُم | |
|
| يَنابيعُها يَحلو لَدى فَيضُها الوَردُ |
|
جَوانِحُهُم مِنها العُلومُ تَفَجَّرَت | |
|
| مِنَ الذِكرُ في الأَسجارِ إِثمدِها السَهد |
|
لِيوثَ إِذا الهَيجاءَ شَبَّ ضَرامَها | |
|
| فَإِنَّ كَر أَدناهُم يَفِرُّ بِهِ الجُند |
|
نَداهُم بِلا مَنَّ يَكدِرُهُ وَلا | |
|
| يَخافونَ عَدماً بِالعَطاءِ إِذا مَدّوا |
|
وَناسِكَهُم في البَذلِ وَالفَتكِ بِالعُدى | |
|
| غَمامَ هِمى شَهمِ سَطا دونَهُ الأُسدُ |
|
وَأَصحابِكَ الصَيدُ الأَشاوِسُ مَن لَهُم | |
|
| سَوابِقُ في الإِسلامِ لَيسَ بِها جَحدُ |
|
لَقَد بَذَلوا في اللّهِ أَرواحُهُم وَلَم | |
|
| يُراعوا بِهِ قَوماً وَلَم يُثنِهِم وُدُّ |
|
شداد عَلى الكُفّار بَغضاً وَإِنَّهُم | |
|
| لِكُلِّ ذَوي التَوحيدِ حُبُّهُم الصَرد |
|
مُهاجِرَهُم قاسى الهَواجِرَ وَالبَلى | |
|
| وَهَجرُ المَغاني حينَ أَرحامَهُم صَدوا |
|
وَأَنصارَهُم قَد آثاروا عَن خَصاصَة | |
|
| وَمَدَّت لِنَصرِ الدينِ مِن سُمرِهِم عَمدُ |
|
وَقَد صَبَروا في اللّهِ كُلٌّ وَصابَروا | |
|
| وَما فاتَ مِنهُم في مُجاهَدَةِ جُهد |
|
لَهُم في الوَفا وَالنُصحِ لِلَّهِ وَالتُقى | |
|
| مَقامات صِدقٍ لَيسَ يَبلُغُها العَد |
|
وَلا سِيِّما أَهلَ الخِلافَةِ إِنَّهُم | |
|
| لِخَمسَتِهِم في الفَضلِ لَيسَ لَهُم ضِد |
|
جَزى اللّهُ عَنّا كُلُّ صَحبكَ بِالرِضى | |
|
| وَعَترَتَكَ الأَطهارُ ما سَبِّح الرَعد |
|
وَهاكَ رَسولُ اللّهِ مِنّي فَريدَة | |
|
| بِها زانَ جيدي مِن مَدائِحُكُم عَقد |
|
إِذا صَحَّ لِلمَملوكِ مِنكَ قُبولُها | |
|
| فَمِن فَضلِ ساداتي بِهِ يَسعَدُ الجَد |
|