إِلى طيبِ مَلهى العَذارى وَمَلعَبِ | |
|
| يَحِنُّ فُؤادُ المُستَهامِ المُعَذَّبِ |
|
وَأَصَبوا إِلى عَصرٍ تقضى عَلى الصَفا | |
|
| وَبَرقُ الأَماني وَالرِضى غَيرَ خَلب |
|
أَطيعُ الهَوى فيما يَشاء صَبابَة | |
|
| وَأَعصي نَصيحي في الهَوى وَمُؤَنَّبي |
|
لِعِزِّ الهَوى أَذلَلتُ جامِحَة الصِبا | |
|
| كَما اِرتاضَ بِالاِلجامِ صَهوَةَ أَصعَب |
|
وَما زالَ لي في الحُبِّ أَبعَدُ مَطمَع | |
|
| تَقصُر عَن أَدناهُ أَطماعُ أَشعَب |
|
لَيالي لا واشَ أُحاذِر بِغيَه | |
|
| وَلا أَتقي عَينَ الرَقيبِ المُرَتَّب |
|
تُواصِلنُي فيها الرَبابُ وَزَينَب | |
|
| وَيا طيبَ عَيشي بِالرَبابِ وَزَينَب |
|
لَيالي إِذ أَدَّت عَزيزَة بَينَنا | |
|
| رَسائِلُ شَوقٍ هَيَّجَت كُلَّ مُختَبي |
|
وَإِذ أَنشَقَتني مِن عِصابَةٍ منيَتي | |
|
| شَذا المِسكُ تَغذي لِلصَديغِ المُعَقرَب |
|
وَأَمِلَت أَحاديثُ الهَوى دَونَها الصِبا | |
|
| سَحيراً وَقَد مَرَّت بِأَزهارِ مُعشب |
|
فَأَسكَرَني ذاكَ الحَديثُ وَطيبُه | |
|
| وَتِذكارُهُ لِليَومَ أَسكر مُطرِب |
|
وَمَوقِفُ ذُلٍّ قَد وَقَفتُ لِنَظرَة | |
|
| أُسارِقُها مِن ذاتِ حُسنِ مُحجَب |
|
فَأَبلِغ طوراً ما أَرَدتُ وَتارَة | |
|
| أَرى دونَها حَدُّ الحُسامِ المُشطَب |
|
وَلَستُ بِناسٍ إِذ مَرَرتُ فَأَومَأَت | |
|
| إِلَيَّ بِأَطرافِ البِنانِ المُخضَب |
|
عَلِقتُ هَواها وَهِيَ طِفلٌ غَريرَة | |
|
| وَكُنتُ وَإِيّاها بِأَنزَه مُكتَب |
|
تَصُد وَتُبدي لي أَسيلاً كَأَنَّهُ | |
|
| صَبيحَةَ بَدرٍ ضاءَ في جُنحِ غَيهَب |
|
وَيا لَيتَنا لِليَومِ في المَكتَبِ الَّذي | |
|
| حَوانا وَلَم نُحدِث دَواعي التَجَنُّب |
|
لَقَد صَرِمتُ أَيدي النَوى سَبَبَ اللُقا | |
|
| وَطارَ تَلاقينا بِعَنقاءِ مُغرَب |
|
وَما زالَ بي مِن حُبِّها كُلُّ لاعِج | |
|
| يَزيدُ وَقودَ الوَجدَ أَيَّ تَلهَب |
|
إِذا خَطَرتَ في القَلبِ هامَ صَبابَة | |
|
| وَنادَيتُ وَاِشوِقاهُ يا أُختُ جُندُب |
|
وَلَستُ بِساليها وَلَستُ بِناقَض | |
|
| عُهودَ الهَوى ما دامَ أَركانَ كُبكُب |
|
وَرَبُّ الهَوى العَذرِيِّ لَم يَدرِ سَلوَة | |
|
| وَإِن كانض مَغموراً بِحِلَّةِ أَشيَب |
|
رَعى اللّهُ أَوقاتا نِعمِنا بِطيبِها | |
|
| وَغادى رُبوعَ الأُنسِ مِن كُلِّ صَيِّب |
|
وَأَروى عَراص الرَوضَتَينِ الِّتي بِها | |
|
| تُغازِلُني أَلحاظُ ريم وَرَبرَب |
|
مَغاني الغَواني المائِساتِ وَمِن حَلا | |
|
| لهَا التيهِ عَن لُطفِ الدَلالِ المُحَبَّب |
|
وَحَبى رُباعاً حَولَ ساحَةِ جِسرِها | |
|
| بِها نِلتُ آمالي وَغاياتُ مَطلَبي |
|
وَنادَمتُ فيها كُلَّ ثَقفٍ عَطود | |
|
| حَميدِ المَساعي ما جَد الخال وَالأَبِ |
|
تُدارُ كُؤوسَ الفَضلِ فينا فَنَحتَسي | |
|
| شَرابٌ طَلا الآدابِ أَعذَبُ مَشرَب |
|
فَمِن مَبحَثِ العِلمِ طابِ اِجتِذابُهُ | |
|
| وَمِن شاهِدِ رَقت مَعانيهِ أَعذَب |
|
وَنادِرَة تَستَنشِق الروحَ عِطرِها | |
|
| يَثنَف مِنها سَمعَ كُلِّ مُهَذَّب |
|
مَغاني كِرام لَيسَ يَخذُل جارَهُم | |
|
| وَلا مُجتَدي إِحسانِهِم بِالمَخيب |
|
يُصادِفُ مِنهُم ضَيفَهُم كُلَّ بَغيَة | |
|
| بِبَشَر وَتَوقير أَهَلّا وَمَرحَب |
|
وَيَرجِعُ مِنهُم والِهاً مُغرَماً بِهِم | |
|
| لِحُسنِ مُواساة وَإِن كانَ أَجنَبي |
|
هُم بَهجَةُ النادي نُجومُ سَمائِهِ | |
|
| مَكارِمُهُم تُنسيكَ آلَ المَهلَبِ |
|
أولائِكَ أَخداني وَقَومي وَجيرَتي | |
|
| فَمِن مِثلُهُم مِن مُنجِب وَاِبنَ مُنجِب |
|
عَلَيهُم قَضَت أَيدي الرَزايا فَلَم تَزَل | |
|
| تُساقِط مِنهُم كَوكَبا إِثرَ كَوكَب |
|
وَأَضحَت مَغانيهُم قَفاراً مِنَ الدُمى | |
|
| وَمِن كُلِّ غَطريفِ جَواد مُدَرِّب |
|
كَأَنَّ لَم يَكُن فيها أَنيس مُسامِر | |
|
| وَلا حَلَّ فيها لِلقُرى بَعضُ لَغبِ |
|
وَمِن بَعدُهُم أَقوتُ مَعاهِدَ جودِهِم | |
|
| فَيا ضَيفَ خُذ في حِفظِ زادِكَ وَاِعزَب |
|
فَيا لَكَ مِن دَهرٍ تَحكُمُ رَيبُهُ | |
|
| وَأَودى بِأَقيالٍ لَهُم نَخوَةُ الأَبِ |
|
وَلا عَوَضَ عَنهُم يُزاحُ بِهِ الأَسى | |
|
| وَفاقِدُهُم أَضحى كَأَجذَم أَعضَب |
|
وَهَل ساغَ أَن يَعتاضَ عَنهُم بِجاهِلٍ | |
|
| مِنَ النوك أَو فَدَمُ عَديمِ التِأَدُّب |
|
عَرِيٌّ مِنَ الآدابِ وَالفَضلِ باقِل | |
|
| تَراهُ إِذا طارَحتَهُ يُشبِهُ الصَبي |
|
أَأَلَذُّ وَأَحلى كُلُّ شَيءٍ لَدَيهِ ما | |
|
| إِذا شامَ بَرقاً لاحَ في أُفُقِ مَكسَبِ |
|
إِذا دارَ في النادي لَطيفُ نَوادِر | |
|
| وَشاعِرٌ يَرى لِلثِّقلِ كَالمُتَجَنِّب |
|
وَلَم أَلف ذا فَهمٍ وَنَفس شَريفَة | |
|
| فَيَرتاحُ لِلآدابِ عَن طيبِ مَشرَبِ |
|
وَلَم يَبقَ مِمّا يُستَطابُ سِوى الَّذي | |
|
| تَضمَنَهُ الأَسفار مِن كُلِّ مَعرَبِ |
|
وَما راقَ نُنشِئُهُ القَرائِح حادِثاً | |
|
| طَرِيّاً أَتى مِن نَحوِ شَرقٍ وَمَغرِبِ |
|
كَمِثلِ نِظامٍ جاءَني فاقَ نَشرُهُ | |
|
| عَلى الرَوضِ جادَتهُ الغَوادي بِصيب |
|
بِهِ يَتَحَلّى جيدُ هَيفاءَ غادَة | |
|
| فَيُدرِكُ مِنها الحُسنَ أَبعَدُ مَطلَبِ |
|
تُنَظِّمُهُ عِقداً أَنامِلُ ماجِد | |
|
| لَهُ في مَقامِ الفَضلِ أَرفَعُ مَنصِب |
|
تَبيهِ نَبيلَ ذو صِفاتٍ حَميدَة | |
|
| تُمَيِّزُهُ في النُبلِ في كُلِّ مَوكِب |
|
حَريصٌ عَلى كَسبِ الفَضائِلِ مُذ نَشا | |
|
| وَقَد يَسبِقُ الأَقرانَ فَضلُ التَكَسُّب |
|
لَقَد عَرَفتُ مِنهُ الظَرافَة شيمَة | |
|
| وَرُبَّ ظَريفٍ لِلقُلوبِ مُحَبَّب |
|
كَريمٌ إِخاءَ جامِع حُسنَ عِشرَة | |
|
| تُقيمُ بَعيداً كَالحَميمِ المُقَرَّب |
|
سَليقِيُّ مَنظوم وَنَثر كَأَنَّهُ | |
|
| كَفاهُ سَليم الطَبعِ عَن نَحوِ قُطرُب |
|
هُوَ الشَيخُ عَبدُ اللّهِ نَجلُ مَحَمَّد | |
|
| سَيلَ كِرام في كُلِّ أَنجَب أَغلَب |
|
جَهابِذَة عِلماً فَحَلوهُ بِالتُقى | |
|
| إِلى وَرَعٍ صافَ المَوارِدَ أَعذَب |
|
وَبِالفَرضِ حاززوا العِلمَ لا عَن كَلالَة | |
|
| فَمَن كابَرَ عَن كابِر كَالتَعَصُّب |
|
تَقَصَّدَ عَبدَ اللّهِ قَصدَ سَبيلِهِم | |
|
| فَفازَ بِفَضلِ نابِهِ الذكر مُعجَب |
|
فَفاقَ بِنُظمٍ لا يُباريهِ شاعِر | |
|
| سِوى ما أَتى مِن نُظم واف مُهَذَّب |
|
كَسَمطٍ مِنَ العقيان وَالدُرِّ فُصِّلَت | |
|
| فَرائِدُهُ مِن كُلِّ غالٍ مُثقَب |
|
نِظامٌ فَريدٌ في القَريضِ مُبرَز | |
|
| فَلَم يَرضَ مِن بَكرِ المَعاني بِثيب |
|
وَثيقُ عُهودِ الوُدِّ مُذ كانَ يافِعاً | |
|
| وَما زالَ حلفاً لِلإِخاءَ المُحَبَّب |
|
ذَكِيٌّ بِهِ عِلمُ العَقاقير نَيِّر | |
|
| فَأَصبَحَ جالينوس في جَنبِهِ غَبي |
|
هُوَ اِبنُ عَلِيٍّ ذو الوَفاءِ مُحَمَّد | |
|
| مُحِبٌّ لِآلِ المُرتَضى عَترَة النَبِي |
|
غَدا نُظُمُه وَشي الرَبيعَ وَكافِلاً | |
|
| بِصِدقِ وُداد بِالوَلاء مَطنَب |
|
فَقابَلَهُ مِنّي القُبولُ مَعَ الرِضى | |
|
| وَأَعدَدتَهُ لِلأُنسِ أَلطَف مُطرِب |
|
فَيا مِن أَنافا في القَريضِ تَسامِياً | |
|
| إِلى كاهِلِ الإِحسانِ بِالحُسنِ قَدحي |
|
خُذا لَكُما مِنّي جَواباً مُنَقَّحاً | |
|
| يَفوقُ على أَشعارِ بَكرٍ وَتَغلِب |
|
أَتَيتُ بِهِ وَالفِكرُ مُرتَهَن الصَدى | |
|
| وَقَرضاً بِهِ قَد كَل عَن كُلِّ مَضرَب |
|
وَلَستُ إِلى نَهجِ البَلاغَةِ ناظِراً | |
|
| يَحُجُّها عَنّي شِواغِلَ حدن بي |
|
وَلَو لَم أُحاذِر نَسبة الكِبَر لَم أَفه | |
|
| بِما قُلتُ كَالعَشواءِ تَخَبَّطَ مُحتبي |
|
سَعيدَينِ ما لاحَت بَوارِقُ مَزنَة | |
|
| وَما فاحَ مِسكِيُّ الخِتامِ المَطيب |
|