عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > عبد الجليل الطباطبائي > بَشِّر بِعِزٍّ قَد أَضاءَ مُخَلَّد

العراق

مشاهدة
456

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

بَشِّر بِعِزٍّ قَد أَضاءَ مُخَلَّد

بَشِّر بِعِزٍّ قَد أَضاءَ مُخَلَّد
شَمِلَت بِهِ الأَفراحُ كُلَّ موحَد
عزّ رسا كالطود لما أحكمت
منه القواعد عن بنان مسدد
وَبَدا بِهِ بَدرُ الرِياسَةِ طالِعاً
في مَركَزِ الإِقبالِ فَوقَ الفَرقَد
ضاءَت نَواحي المُلكِ بَعدَ مَحاقِها
وَاِستَبدَلَت بَعدَ العَفا بِتَجَدُّد
وَالدَهرُ فاءَ إِلى الوَفاءِ بِعَهدِهِ
بَعدَ التَماطُل أَم صَدق المَوعِد
مُتَنَصِّلاً وَقَد اِستَقالَ عثارَه
وَأَتى بِكُلِّ مبرة لَم تَعهَد
وَالنَصرُ أَقبَلَ بِالهَنا مُتَكَفِّلاً
وَبِشامِلِ الفَتحِ القَريبِ المُسعَد
وَالعَيشُ طابَ وَأَسفَرَت أَيّامُهُ
بُلوغُ غاياتِ المُنى وَالمَقصَد
فَليَهننا العَيشُ الرَغيدُ وَطالِعُ ال
سَعدِ المَديدِ وَنَيلُ عِزٍّ سَرمَد
لا بَدع إِنَّ الصَبرَ يَعقِبُ نُصرَة
وَبِهِ يَفل العَزمُ جَمعَ المُعتَدي
وَبِهِ الفَتى يَقضي لِبانَتَهُ وَإِن
بَعُدتَ وَكَم بَلَغَ النِهايَة مُبتَدي
وَالحَزمُ في كُلِّ الأُمورِ مُقارَن
لِلفَوزُ في نَيلِ المَرامِ الأَبعَد
لا مُلكَ بِالغَفلاتِ كَالراعي إِذا
لَم يَنتَبِه فَالذِئبُ مِنهُ بِمُرصَد
غَفَلَت أَمية فَاِستَباحَ فَناءُها
عَبدٌ لَها في الشَرقِ غَيرَ مِسوَدِّ
وَبَنو عَبيدٍ إِذ وَهَت عَزماتُها
قامَ اِبنُ أَيّوبٍ وَقالَ غَيرَ مَسود
وَأَتى هَلاكو بِالفَوادِحِ مَذرُئي
أَمر الخَليفَةِ لَلوَزيرِ المُلحِد
وَاللّهُ بارينا جَرَت عاداتِهِ
في كُلّ طاغٍ بِالهَلاكِ مُقَيَّد
فَاِعدُدُ لأَمرِكَ حُسنَ رَأي مِثلَما
تَعتَدُ في يَومَ اللُقا بِمَهنَد
وَالرَأيُ عِندَ ذَوي البَصائِرِ وَالتُقى
مَن جَرَّبوا بِنَصيحَةِ المُستَرشِد
لا يَبلُغَ الآمالِ إِلّا حازِم
يَستَوضِح الإِصدارُ قَبلَ المورِد
مُتَيَقِّظاً كَالعادِلِ المُلكِ الَّذي
تَعنو المُلوكُ لِعَزمِهِ المُتَوَقِّد
سُلطانُنا عَبدُ المَجيدِ وَمَن لَهُ ال
بَأسُ الشَديدُ وَكُلُّ مُجد أَتلَد
حامي الذِمارِ غَياثَ داعي الاِنتِصا
ر قَريرَ عَينِ الجار وَالمُستَنجِد
نَجمُ الهُدى بَحرُ النَدى لِما بَدا
أَسقى العُدى كَأسَ الرَدى لِلمَوعِد
مَولى العَطا زاكي الخَطا إِذا سَطا
مُحِق الخَطا مِن كُلِّ جانٍ مُفسِد
مَلِكُ شَأى كُلَّ المُلوكِ بِعَزمِهِ
وَبِمَجدِهِ وَبِجودِهِ وَالمُحتَدِ
مَلِكٌ حَليف مَكارِم لا تَنتَهي
وَرَضيعُها مِن يَومِ بِدءِ المَولِد
مَلِكٌ تَأَهَّلَ لِلرِياسَةِ مُذ نَشا
وَأَقامَ رُكنَ عَلائِها المُتَهَدِّد
مَلِكٌ لَهُ المُلكَ الأَتَمُّ وِراثَة
وَرِياسَة وَنَجابَة لَم تَجحَد
مَلِكٌ لَهُ الأَملاكُ تَبدو خَضعاً
وَإِلَيهِ أَلقى كُلُّ قيل بِاليَد
مَلِكٌ لَهُ الهِمَم الَّتي لا تَنتَهي
عَمّا يَرومُ وَلَو بَشق الأُسود
ما رَدَّها عَدَدُ الجُموعِ وَلا الحُصو
نِ المانِعاتِ إِذا نَحاها المُعتَدي
وَلَهُ عَزائِمُ كَالسُيوفِ بَواتِر
في غَيرِ هاماتِ العِدى لَم تَغمَد
بِصِباهُ قَد فاقَ الشُيوخَ بِرَأيِهِ
فَكَأَنَّهُ دونَ التَجارُبِ يَهتَدي
كَم مارَقَ أَخذَ الغُرورِ بِضَبعِهِ
فَأَحلَهُ في مَهيعِ المُتَصَدِّد
بِالبَغيِ رامَ خَفاءَ ما هُوَ ظاهِر
بِالحَقِّ وَالعَدلِ العَميمِ المُسعَد
أَبفيهِ يَطفي شَمسَ مُلكٍ أَشرَقَت
بِالشَرعِ مِن سِت المئينِ مُؤَيَّد
أَو خانَ بَغي عِندَ جَولَةِ باطِل
يَعلو وَيَسفَل بَدرُ حَقٍّ مُسعَد
وَاللّهُ يَأبى ذاكَ ثُمَّ رَسولَهُ
وَالمُؤمِنونَ وَكُلُّ ذي عَقلٍ هَدي
وَالشَمسُ يُحجبُها الغَمامُ وَنورُها
باقٍ بِهٍ ظَهرَ البَسيطَةِ يرتَدي
وَإِذا سَحابُ الصَيفِ أَرهَبُ رَعدَهُ
يَوماً مَضى وَكَأَنَّهُ لَم يَرعَد
إِنَّ الغُرورَ يَذيقُ صاحِبُهُ الرَدى
وَالذُلُّ عاقِبَةُ الخِيانَةِ كَالرَدى
فَأَقامَ مَولانا لَهُ بَأسَ اِمرىءٍ
طَب بِأَدواءِ الحَوادِثِ مُهتَدي
وَلحَربَه قادَ القَياصِرَة الأَلى
أَلفوا الوَغى بِغَرارِ كُلَّ مُهَنَّد
أَجرى إِلَيهِ السُفُنَ كَالأَعلامِ قَد
قُدتُ لَهُ متن الخَضمِ المزبَد
مَلَأى مَقانِبَ كُل أَروَع باسِل
نَدبَ هَزبَر بِالحُروبِ مَعود
مِن حَشوِها الآلاتِ كَم دَكَّت بِها
شَمُّ الحُصونِ وَضَم قاسي الجَلمَد
وَإِلَيهِ قَد مَلَأَ الفُجاج حَجي فَلا
مِن كُلِّ صَنديد أَغَرَّ عَطود
فَإِذا أَثارَت مِن قَساطِلِها ضَحى
أَبصَرَت عَينُ الشَمسِ عَينُ الأَربَد
حَتّى إِذا نَزَلتَ بِساحاتِ العِدى
نَكَصوا عَلى الأَعقابِ كُلَّ مُشَرَّد
راحوا بِأَثوابِ النَدامَةِ وَالأَسى
أَسَفاً عَلى ما فاتَهُم مِن مَعهَد
بِالجِدِّ وَالجِدِّ العَلِيِّ وَبِالظَبي
فَرّوا كَجافلَةِ الظِباء الشُرَّد
حانوا بِطالِعِ سَعدِ مَولانا الَّذي
أَزرى بِكُلِّ مَتوجٍ وَمَسود
هذا الَّذي وَفّى الإِمارَةِ حَقَّها
بِفِعالِ شهمٍ مُستَماحِ سَيِّد
فَلَهُ البَسالَةُ وَالثَباتُ بِمَوطِنٍ
فيهِ يَرى أَسد الشَرى كَالقُعدُد
وَإِذا دَجا لَيلُ الخُطوبِ أَنارَهُ
بِصَباحٍ رَأي بِالصَواب مُشَدَّد
وَبِهِ اِكتَسى الإِسلامُ أَفخَرَ حِلَّة
وَبِهِ أَعَزَّ اللّهُ حِزبَ مُحَمَّد
لَولاهُ كانَ الدينُ مُنفَصِم العَرى
إِذ عادَ مِن بَعدِ الصَقالَةِ كَالصَدي
طَمَسَت مَعالِمُهُ وَأَسَّسَ ضِدَّها
إِذ لَم يَكُن لِحِماهُ مِن مُتَعَهِّد
نَسَجَت عَلَيهِ العَنكَبوتَ ثِيابُها
فَكَأَنَّهُ فيما مَضى لَم يَعهَد
حَتّى تُدارِكُهُ الإِلهُ بِمَن أَتى
في نُصرَةِ الإِسلامِ أَعظَمُ مُنجِد
فَأَعادَ بَهجَتَهُ بِأَحسَنِ رَونَق
وَعَلَت عَلَيهِ نَضارَةُ المُتَجَدِّد
وَغَدا بِهِ دَينُ الرَسولِ وَحُكمُهُ
يَعلو عَلى هامِ السُهى وَالفَرقَدِ
وَبِهِ أَقامَ اللّهُ شَرعَ نَبِيِّهِ
بَعدَ الخُمولُ لِغَفلَة المُتفَقِّد
زالَت بِهِ بدع وَسود مَناكِر
مِنها رَأَينا الدينُ كَالمُتَهَدِّد
وَبِهِ خَوَت أَركانُ مرتَكِبي الخَنا
وَاِشتَدَّ عَضَدُ أَخي التُقى المُتَهَجِّد
هذا المَليكِ اِبنُ المَليكِ وَمَن تَرى
ذِكرَ اِسمُهُ يَحلو بِمَنبَرِ مَسجِدِ
كَم أَبرَزَت شَفَتاهُ مِن أَجلِ وَمِن
رِزقٍ يَعُمُّ المُعتَدي وَالمُجتَدي
مَولى تَرفَعُ كُمُّهُ في لَثمِهِ
عَن كُلِّ مَلِكٍ لا فَقيرٍ يَجتَدي
غوث الصَريخِ غِاثٌ مَلهوف بِهِ
كَم يُستَجارُ مِنَ الزَمانِ الأَنكَدِ
بِالعَدلِ ساد فَشادَ أَبنِيَةَ الثَنا
وَالعَدلُ داعِيَة العُلى وَالسُؤدُد
وَالعَدلِ حِصنُ المَلِكِ وَهُوَ عَمودُهُ
وَبِهِ اِستَقامَ وَدامَ كَالمُتَأَبِّدِ
فَبِعَدلِهِ أَمنَت رَعيتُهُ الأَذى
وَنَمَت وَنالَت كُلُّ حَظٍّ أَسعَدِ
وَبِجودِهِ الفَيّاضُ قَد عَمَّ الوَرى
مِن كُلِّ دانٍ أَو قَصِيٍّ أَبعَد
إِن كَفَّ واكف مزنة فَبِكَفِّهِ
في المَحَلِّ يَروي كُلُّ ذي فَقرٍ صَدي
بَينَ الغَمامِ وَكَفَّهُ فَرقُ فِذا
بِالماءِ جادَ وَكَفَّهُ بِالعَسجَدِ
وَالبَحرُ لَيسَ لَهُ كَفَيضِ نَوالِهِ
ما وارد مَلحاً كَعَذبِ المَورِدِ
يا طالِبي المَعروفَ زوروا قَصرَهُ
تَجِدوا هِماماً بِالمَكارِمِ مُرتَدي
ذا كَعبَةِ المَعروفِ وَالجودِ الَّذي
ما شَأنَهُ مَنٌّ عَلى المُستَرفَد
مِن أَم أَبوابِ الكَريمِ يَفِزُّ بِما
يَرجوهُ مِن نَيلٍ وَفَوق المَقصَدِ
مِن آلِ عُثمانَ المُلوكِ الصَيدُ مِن
عَمروا المَمالِكِ بِالتُقى وَالسُؤدُدِ
العادِلينَ الفاتِكينَ الناسِكينَ ال
واهِبينَ الراكِعينَ السُجَّدِ
وَرَثوا الفَضائِلَ كابِراً عَن كابِرِ
مِن سَيِّدٍ عَن سَيِّدٍ كَالمُسنَدِ
وَإِذا سَطَوا كانوا ليوث عَرينَة
وَإِذا اِمتَطوا يَعلونَ كُلَّ مَسودِ
وَاِزَّيَّنَت بِهِم المَنابِرُ وَالَسِرَّ
ةُ والسُروجُ وَكُلُّ ذَروَة مُقعَد
عَرَفوا المَهينَ فَاِبتَغوا رِضوانُهُ
وَبِشُكرِهِ جَدوا كَفِعلِ المُرشِدِ
فَحَباهُم ما لَم تَكُن عَينٌ رَأَت
مِن مَدٍّ مَلكٍ بِالفَلاحِ مَوطِدُ
مِنهُم تَفرعُ ذو العُلى سُلطانَنا
فَأَتى بِمِثلِ فِعالِهِم كَالمُقتَدي
يا أَيُّها القَمقامُ وَالمَولى الهِما
مِ الماجِدِ الضَرغامِ يا رَيَّ الصَدي
يا خَيرُ مَلِكٍ قَد أَتَت أَيّامُهُ
بِعَظيمِ يُمنٍ شامِلٍ مُتَعَدِّدِ
عَمَّ السُرورُ بِهِ بَني طه كَما
زَهت الصَفا وَمُنى وَرُكنُ المَسجِدِ
يُهنيكَ مَلِكٌ قَد تَحَلّى بِالعُلى
وَبِكُلِّ عِزٍّ ثابِتٍ لَم يَنفُد
فلكُ الهَنا زالَ العَنا وَتَواتَرَت
نِعَمُ الإِلهِ بِكُلِّ عَونٍ مُسعَد
فَاِشكُر إِلهاً قَد أَمَدَّكَ نَصرُهُ
وَالنَصرُ بِالمَدَدِ الاِلهي يَبتَدي
وَالشكُرُ لِلنعماءِ حِصنٌ مانِعٌ
صَنهابه ما صانَ مِن لَم يَجمَد
وَاللّهُ قَد وَعَدَ المَزيدِ بِشُكرِهِ
وَلإِن شَكَرتُم قالَ فَاِشكُر تَزدد
وَلِكُلِّ جِنسٍ نَوعٌ شَكَر خَصَّه
ما شَكَر متجر كَذي مُستَحصد
شُكرُ الوُلاةِ بِعَدلِهِم وَبِرِفقِهِم
وَالحُكمُ بِالشَرعِ الشَريفِ الأَحمَدِ
وَبِأَمرٍ مَعروفٍ وَنَهيٍ مناكِر
في اللّهِ لا يَخشونَ لَومَ مفند
وَالإِلتِفات إِلى الرَعِيَّة كُلَّها
بِتَصَفُّح الأَحوالِ عَن جورِ الرَدي
وَالجور عَمَّ وَطَم في أَكنافِنا
وَمَن اِستَغاثَ فَلا مَغيثَ مُهتَدِ
فَاِغنَم رِضا المَولى بِذاكَ تَنَل بِهِ
عِزّاً وَمُلكاً لا يُزاحِمُ سَرمد
وَإِلَيكَ مِن أَبكارِ فِكري حُرَّة
فاقَت عَلى كُلِّ الحسان الخرد
صينَت مَعاطِفُها فَلَم تَلِهايدٌ
لَيسَت لَها كُفءاً بِسامي المُحتَد
بَصَرِيَّة المَغنى نَهاها والِد
يُعزى إِلى آلِ الرَسولِ مُحَمَّد
حسنيّ جد لَقَّبوهُ طباطِبا
لِلعِلمِ نَسَبتُنا كَما مِنّا اِبتَدي
وَنَعدُ مِن أَعيانِ بَلدَتِنا لَنا
اِفتاؤُها وَطَريقَةِ المُتَعَبَّد
نَحبو الضُيوفَ طَلاقَة وَبَشاشَة
وَقُرىً بِنادينا عَظيمُ المَوقِد
وَنُعِدُّ لِلأيتامِ خَيرُ كَفالَة
وَيُرى بِنا العافى كَمُنبَسِطِ اليَدِ
كَذلِكَ الغُرباء تَأوي دورُنا
مِن كُلِّ قُطرٍ مِنهُم أَو مُنجِد
هذي سَجايانا وَيَشهَدُ خالِقي
ما كُنتُ في دَعوايَ أَفّا كَأردي
جاءَت إِلَيكَ تَجوبُ كُلَّ تَنوفَة
وَقُرى وَمُدُناً في مَجاهِلِ فَدفد
قَد ساقَها وَحَدا بِها شَوقٌ إِلى
مَغناكَ مُرتَبِعِ الغَطارِفَة النَدي
لَتَنوبَ عَنّي بِالتَهاني عِندَما
مَنّ الكَريمُ بِنَصرِكَ المُتَجَدِّدُ
وَأَتَتكَ تَحمِلُ مِن تَحِيّاتي شَذا
مِسكٍ يَضوعُ بِرحبِ ذاك المَشهَدِ
وَتُقيمُ عَذري حَيثُ أَقعَدَني العَيا
لَمّا نَهَضتُ إِلى لِقائِكَ سَيِّدي
وَالشَيبُ آفَةُ قُوَّة النَدبِ الَّذي
إِن قامَ فيما رامَ قالَ لَهُ اِقعُد
ما مَهرُها إِلّا القبولُ وَنَظرَة
فيها مَراحِمُ سَيِّدي لِلمُجتَدي
حَتّى يَرى تَجري لَه صَدَقاتكُم
بِفَكاكِ تَحلي مِن مَخالِبِ مُعتَدِ
وَبِذا جَرَت عاداتُكُم مِن سالِفٍ
فَعَلَتهُ آباءُ المَليكِ الأَوحَدِ
كَم أَطلَقوا مِن أَلفِ باسِق نَخلَة
مِن كُلِّ ميرِيٍّ مُعافى سَرمَدي
وَبِذا فَرامين بِأَيدي قَومِنا
وَدَفاتِرَ السُلطانِ سَلها تَشهَدُ
لا بدعَ أَن يَأتَم سُلطانُ الوَرى
بِجِدودِهِ فَهوهُ الإِمامُ المُقتَدي
فَاِمنُن بِفَضلِكَ سَيِّدي إِنّي اِمرؤٌ
قَد مَسَّني ضُرُّ المَظالِمِ ذَد جَد
جِد لي وَأَطلِق أَسرَ نَخلي مِن أَذى ال
سيرى مُعافىً فَلَم يَزَل كَمُئبَد
وَكَذلِكَ الصَدَقاتُ تَجري دائِماً
وَاللّهُ يَجزي العَبدَ عَنها في غَدِ
وَعَدَ الجَزا سُبحانُهُ بِكِتابِهِ
وَقَد اِستَحالَ عَلَيهِ خَلف المَوعِدِ
مِن خَيرِ ما اِدَّخَرَ الفَتى بِزَمانِهِ
ظُلمٌ يَزالُ وَرَحمَةُ المُستَرفِدِ
وَاِسلَم تُعاطى بِالتَهاني دائِماً
وِبِمُطلَقِ الأَفراحِ تُمسي تَغتَدي
لا زِلتِ يا عَينُ الزَمانِ مُمَتَّعاً
بِرَواقِ عِزٍّ بِالسُعودِ مُمَدَّدِ
تَزهو بِكَ الدُنيا وَتُثمِرُ يا لَهنا
وَتَدومُ في حَلل السَعادَةِ تَرنَدي
يَقضي بِأَمرِكَ مَن تَباعَدَ أَو دَنا
في رَغدِ عَيشٍ بِالنَعيمِ مُخَلَّدِ
وَالسَعدُ يَخدم بابَ حَضرَتِكَ الَّتي
هِيَ مَورِدُ الأَملاكِ وَالمُستَنجِدِ
ما لاحَ بَرقٌ أَو هَمى وَدَقَّ وَما
بَلَّغَتني فَضلاً وَمَنّا مَقصَدِ
عبد الجليل الطباطبائي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2014/01/08 02:12:11 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com