عصفت بها ريح الهوى فتدلهت |
من ذا يرد الريح عن أدراجها |
وتطلعت في الأفق من أستارها |
كتطلع الأقمار من ابراجها |
عذراء فاتنةٌ وكم من فتنةٍ |
كان الهوى سبباً الى إرهاجها |
قد جاوزت إعصارها وتهيأت |
للقطف كالثمرات في إنضاجها |
وبدت ترائبها كماء بحيرةٍ |
وكأنما النهدان من أمواجها |
نظرت رشاقة قدها فتنهدت |
وكأنما خشيت فوات زواجها |
خلع الإهاب عليه أجمل حلةٍ |
يسمو برقته على ديباجها |
ويشف عن هيف القوام رداؤها |
كالراح تظهر من وراء زجاجها |
تختال ضامرةَ الحشا لكنها |
تتثاقلُ الخطوات من رجراجها |
جاءت لتعرضه على مرآتها |
من بعد ما عبث الهوى بمزاجها |
وتلفتت لترى انعكاس خيالها |
في ميسها ودلالها وغناجها |
وتكف ما قد سال فوق جبينها |
من شعرها لتزيد نور سراجها |
حتى إذا ما أيقنت من زهوها |
واستجلت المرآة عن أحناجها |
وتسنمت عرش الجمال تساءلت |
من ذا الذي سيكون حارس تاجها |
ولمن تقدم في الغداة حياتها |
ومن الذي تهديه جني مجاجها |
والغادة العذراء في أحلامها |
تتخيل القمرين من أزواجها |
تلك الحلوم تكونت من طبعها |
وسبابها وجمالها وخلاجها |
هي في شمائلها الرقيقة دولةٌ |
بث الهوى العذري من منهاجها |
جعلت ضريبتها القلوب وعينت |
من نبل عينيها جباة خراجها |
زعموا الخدور مغيب كل غزالةٍ |
إذ كيف تشرق وهي حلف رتاجها |
لم يمنح الله الجمال عباده |
لتضمه الأحجار في أشراجها |
كم من حسان قد حرمن سعادة |
الدنيا فكانت من نصيب سماحها |
لا بأس إن عرض الجمال فإنما |
تعتز كل بضاعةٍ برواجها |
ونفائس الدنيا جمال خريدةٍ |
تتنافس الأيدي على استدراجها |
لن تخصب الأرض العذية دون أن |
تدع المياه تسير في أنشاجها |
فتشعبت من زعمهم أفكارها |
كتشعب الوديان في أضواجها |
وهنالك استوحت عواطف نفسها |
كي لا يزيد العقل في إحراجها |
ما كان أشجعها غداة تعللت |
من نفسها بوسيلة لعلاجها |
خرجت كزهرِ الأقحوان نديةً |
والفضل للساعي على إخراجها |
فاحمر وجه الشمس من إشراقها |
خجلاً وغار الصبح من إبلاجها |
طافت بها الأنظار فاكتشفت لها |
ما كان قد جهلته من إبهاجها |
وتأملت ذاك الطواف فسرها |
بالرغم مما لاح من إزعاجها |
فكأنها للحسن كانت كعبةً |
وكأنما الأحداق من حجاجها |
أيعود يا حواء عصرك بيننا |
يوماً على هذي الثرى وفجاجها |
عصرٌ به تتسترين من الحيا |
بسواقط الأوراق من أحراجها |
لاحت بوادره بمصر فانها |
قد مثلته على رمال بلاجها |
وإذا الغريزة لم تصادف وازعاً |
رأت الخلاعة حاجةَ من حاجها |
كم رمت أن تلد الليالي ربعةً |
يوماً فما جاءت بغير خداجها |